الكتاب : الزهد
هناد بن السري الكوفي
بسم الله
الرحمن الرحيم.
أَخْبَرنَا الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْحَافِظُ الْبَارِعُ
الْعَلَّامَةُ قُطْبُ الدِّينِ شَيْخُ الْإِسْلاَمِ مَلْجَأُ طَالِبِي عُلُومِ
النُّبُوَّةِ أَبُو الْعَلاَءِ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ
بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ قِرَاءَةُ عَلَيْهِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْبَرََكَاتِ
عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ النَّحْوِيُّ، حَدَّثَنَا
أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْبَرْمَكِيُّ قِرَاءَةُ
عَلَيْهِ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ،
حَدَّثنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ بْنِ بُخَيْتٍ
الدَّقَّاقُ الْعُكْبَرِيُّ سَنَةَ إِحْدَى أَوِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ
وَثَلاَثِمِائَةٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بِنْ ذُرَيْحٍ
الْعُكْبَرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو السَّرِيِّ هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ
التَّمِيمِيُّ قَالَ :
1- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةُ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ أَبِي
صَالِحٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : أَعْدَدْتُ لِعِبَادِيَ
الصَّالِحِينَ مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى
قَلْبِ بَشَرٍ.
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : وَمَنْ بَلْهَ مَا
أَطْلَعَكُمْ عَلَيْهِ {فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ}
[السجدة] أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ قَالَ : كَانَ أَبُو
هُرَيْرَةَ يَقْرَأُهَا : ( قُرَّاتِ أَعْيُنٍ )
2- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ,
حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى :
أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ
وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ , اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {فَلاَ تَعْلَمُ
نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا
يَعْمَلُونَ} [السجدة]
3- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ
, عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ : لَيْسَ فِي الْجَنَّةِ مِمَّا فِي الدُّنْيَا
إِلَّا الأَسْمَاءُ.
4- حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ , عَنِ
الأَوْزَاعِيِّ , عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
{فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ} [الروم] قَالَ الْحَبْرُ : السَّمَاعُ فِي
الْجَنَّةِ.
5- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ حَجَّاجٍ , عَنْ
عَطِيَّةَ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَشِبْرٌ مِنَ الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ
الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا.
6- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ جُوَيْبِرٍ , عَنِ
الضَّحَّاكِ : {لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلاَ تَأْثِيمًا} [الواقعة] قَالَ
: الْهَدَرُ مِنَ الْقَوْلِ , وَالتَّأْثِيمُ الْكَذِبُ.
7- حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ , عَنْ
عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْوَلِيدِ , قَالَ : سُئِلَ مُجَاهِدٌ : هَلْ فِي الْجَنَّةِ سَمَاعٌ ؟ قَالَ
: إِنَّ فِيهَا شَجَرَةً لَهَا أَصْوَاتٌ لَمْ يَسْمَعِ السَّامِعُونَ إِلَى
مِثْلِهِ.
8- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ , عَنِ الأَعْمَشِ
, عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ , عَنْ أَبِي عَبَّاسٍ قَالَ : لَيْسَ فِي الدُّنْيَا
شَيْءٌ مِمَّا فِي الْجَنَّةِ إِلَّا الأَسْمَاءُ.
بَابُ
صِفَةِ الْحُورِ الْعِينِ
9- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ , عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ , عَنْ عَلِيٍّ , قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ فِي الْجَنَّةِ
لَسُوقًا مَا لاَ فِيهَا بَيْعٌ وَلاَ شِرَاءٌ إِلَّا الصُّوَرُ مِنَ الرِّجَالِ
وَالنِّسَاءِ، فَإِذَا اشْتَهَى الرَّجُلُ صُورَةً دَخَلَ فِيهَا وَإِنَّ فِيهَا
لَمَجْتَمَعَ الْحُورِ الْعِينِ يَرْفَعْنَ بِأَصْوَاتٍ لَمْ تَسْمَعِ
الْخَلاَئِقُ مِثْلَهَا , يَقُلْنَ : نَحْنُ الْخَالِدَاتُ فَلاَ نَبِيدُ , وَنَحْنُ
النَّاعِمَاتُ فَلاَ نَبْؤُسُ , وَنَحْنُ الرَّاضِيَاتُ فَلاَ نَسْخَطُ فَطُوبَى
لِمَنْ كَانَ لَنَا وَكُنَّا لَهُ.
10- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ , قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : إِنَّ الْمَرْأَةَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ لَيَكُونُ عَلَيْهَا سَبْعُونَ حُلَّةً فَيُرَى سَاقُهَا وَمُخُّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ الْحُلَلِ . قَالَ : بِأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ {كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ} [الرحمن] وَالْيَاقُوتُ حَجَرٌ فَلَوْ أَدْخَلْتَ خَيْطًا لَرَأَيْتَهُ مِنْ فَوْقِ الْحُلَلِ.
11- حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ , عَنْ
عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ الْمَرْأَةَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ لَيُرَى
بَيَاضُ سَاقِهَا مِنْ سَبْعِينَ حُلَّةً مِنْ حَرِيرٍ , وَذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ : {كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ} [الرحمن] .
فَأَمَّا الْيَاقُوتُ فَإِنَّهُ حَجَرٌ لَوْ أَدْخَلْتَ فِيهِ سِلْكًا ثُمَّ
اسْتَصْفَيْتَهُ لَرَأَيْتَهُ مِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ.
12- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ يُونُسَ , عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الأَوْدِيِّ , قَالَ : إِنَّ الْمَرْأَةَ
مِنَ الْحُورِ الْعِينِ لَيَبْدُو مُخُّ سَاقِهَا مِنْ فَوْقِ سَبْعِينَ حُلَّةً
كَمَا يَبْدُو الشَّرَابُ الأَحْمَرُ مِنَ الزُّجَاجَةِ الْبَيْضَاءِ.
13- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ
عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ , قَالَ : لَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ
أَشْرَفَتْ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا لَوَجَدُوا رِيحَهَا.
14- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ هِشَامٍ , عَنْ
يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ , عَنْ رَجُلٍ , عَنْ كَعْبٍ , قَالَ : إِنِ امْرَأَةٌ مِنْ
نِسَاءِ الْجَنَّةِ بَدَا مِعْصَمُهَا لَذَهَبَ بِضَوْءِ الشَّمْسِ.
15- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ , عَنْ
جُوَيْبِرٍ , عَنِ الضَّحَّاكِ , فِي قَوْلِهِ : {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي
الْخِيَامِ} [الرحمن].
قَالَ : مَحْبُوسَاتٌ فِي خِيَامِ الدُّرِّ.
16- حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ :
{حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} [الرحمن] قَالَ : أَنْفُسُهُنَّ
وَأَبْصَارُهُنَّ وَقُلُوبُهُنَّ مَقْصُورَاتٌ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ لاَ يُرِدْنَ
غَيْرَهُمْ فِي خِيَامِ اللُّؤْلُؤِ.
17- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
مَنْصُورٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ : {حُورٌ} [الرحمن] قَالَ : النِّسَاءُ
مَقْصُورَاتٌ . قَالَ : قَصَرَ أَبْصَارَهُنَّ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ فَلاَ
يُرِدْنَ غَيْرَهُمْ {فِي الْخِيَامِ} [الرحمن] قَالَ : الْخَيْمَةُ : دُرَّةٌ
مُجَوَّفَةٌ.
18- حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ , عَنْ جُوَيْبِرٍ , عَنِ
الضَّحَّاكِ : {كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ} [الرحمن] قَالَ :
أَلْوَانُهُنَّ كَالْيَاقُوتِ وَالْمَرْجَانِ فِي صَفَائِهِ.
19- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ جَابِرٍ , عَنْ
عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ اللَّهِ عَنْهُ قَالَ : {الْمَرْجَانُ}
[الرحمن] اللُّؤْلُؤُ الْعِظَامُ.
20- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ جُوَيْبِرٍ , عَنِ
الضَّحَّاكِ : {كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ} [الواقعة] قَالَ : اللُّؤْلُؤُ
الْمُغَطَّى الَّذِي قَدْ أُكِنَّ مِنْ أَنْ يَمَسَّهُ شَيْءٌ.
21- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ ,
عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً} [الواقعة] مِنَ
الْمُنْشَآتِ اللَّاتِي كُنَّ فِي يَوْمِ الدُّنْيَا عَجَائِزَ عُمْشًا رُمْصًا.
22- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ رَجُلٍ
, عَنِ الشَّعْبِيِّ : {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَانٌّ}
[الرحمن] قَالَ : مُنْذُ أُنْشِئْنَ.
23- حَدَّثَنَا يَعْلَى , عَنِ الْإِفْرِيقِيِّ , عَنْ حَبَّانَ
بْنِ أَبِي جَبَلَةَ , قَالَ : إِنَّ نِسَاءَ أَهْلِ الدُّنْيَا إِذَا أُدْخِلْنَ
الْجَنَّةَ فُضِّلْنَ عَلَى الْحُورِ الْعِينِ بِأَعْمَالِهِنَّ فِي الدُّنْيَا.
24- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي
عَرُوبَةَ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , قَالَ : قُلْتُ
لَهُ : أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُمَازِحُ ؟
قَالَ : نَعَمْ أَتَتْهُ عَجُوزٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَتِ ادْعُ رَبَّكَ
يُدْخِلْنِي الْجَنَّةَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : لاَ يَدْخُلُهَا عَجُوزٌ , ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَلَمَّا رَجَعَ أَتَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ : يَا
رَسُولَ اللَّهِ، لَقَدْ لَقِيَتْ خَالَتُكَ مِنْ كَلِمَتِكَ مَشَقَّةً شَدِيدَةً
, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ ذَلِكَ
كَذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى , إِذَا أَدْخَلَهُنَّ الْجَنَّةَ
حَوَّلَهُنَّ أَبْكَارًا.
25- حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى الْبَصْرِيُّ , حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ رَاشِدٍ , عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ , قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فَقَدِمَ عَلَيْهِ ابْنٌ لَهُ مِنْ غَزَاةٍ يُقَالُ لَهُ : أَبُو بَكْرٍ فَسَأَلَهُ , ثُمَّ قَالَ : أَلاَ أُخْبِرُكَ عَنْ صَاحِبِنَا فُلاَنٍ بَيْنَمَا نَحْنُ فِي غَزَاةِ فُلاَنٍ قَابِلِينَ إِذْ ثَارَ وَهُوَ يَقُولُ : وَاأَهْلاَهُ وَاأَهْلاَهُ فَنَزَلْنَا وَظَنَنَّا أَنَّ عَارِضًا عَرَضَ لَهُ فَقُلْنَا لَهُ , فَقَالَ : إِنِّي كُنْتُ أُحَدِّثُ نَفْسِي أَنْ لاَ أَتَزَوَّجَ حَتَّى أَسْتَشْهِدَ فَيُزَوِّجَنِي اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الْحُورَ الْعِينَ , فَلَمَّا طَالَتْ عَلَيَّ الشَّهَادَةُ حَدَّثْتُ نَفْسِي فِي سَفَرِي هَذَا إِنْ أَنَا رَجَعْتُ تَزَوَّجْتُ , فَأَتَى آتٍ , فَقِيلَ لِي فِي مَنَامِي : أَنْتَ الْقَائِلُ : إِنْ رَجَعْتُ تَزَوَّجْتُ قُمْ قَدْ زَوَّجَكَ اللَّهُ الْعَيْنَاءَ , فَانْطَلَقَ بِي إِلَى رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ مُعْشِبَةٍ فِيهَا عَشْرُ جِوَارٍ فِي يَدِ كُلِّ وَاحِدَةٍ صَنْعَةٌ تَصْنَعُهَا , لَمْ أَرَ مِثْلَهُنَّ فِي الْحُسْنِ وَالْجَمَالِ . قُلْتُ : فِيكُنَّ الْعَيْنَاءُ ؟ قُلْنَ : لاَ , نَحْنُ مِنْ خَدَمِهَا وَهِيَ أَمَامَكَ , فَانْطَلَقْتُ فَإِذَا أَنَا بِرَوْضَةٍ أَعْشَبَ مِنَ الأَوَّلِ وَأَحْسَنَ ,
فِيهَا عِشْرُونَ جَارِيَةً فِي يَدِ كُلِّ وَاحِدَةٍ صَنْعَةٌ تَصْنَعُهَا لَيْسَ الْعَشْرُ إِلَيْهِنَّ بِشَيْءٍ فِي الْحُسْنِ وَالْجَمَالِ , قُلْتُ : فِيكُنَّ الْعَيْنَاءُ ؟ قُلْنَ : لاَ , نَحْنُ مِنْ خَدَمِهَا وَهِيَ أَمَامَكَ , فَمَضَيْتُ فَإِذَا أَنَا بِرَوْضَةٍ أُخْرَى أَعْشَبَ مِنَ الْأُولَى وَالثَّانِيَةِ وَأَحْسَنَ , فِيهَا أَرْبَعُونَ جَارِيَةً فِي يَدِ كُلِّ جَارِيَةٍ صَنْعَةٌ تَصْنَعُهَا لَيْسَ الْعَشْرُ وَالْعِشْرُونَ إِلَيْهِنَّ بِشَيْءٍ فِي الْحُسْنِ وَالْجَمَالِ . قُلْتُ : فِيكُنَّ الْعَيْنَاءُ ؟ قُلْنَ : لاَ , نَحْنُ مِنْ خَدَمِهَا وَهِيَ أَمَامَكَ , فَإِذَا أَنَا بِيَاقُوتَةٍ مُجَوَّفَةٍ فِيهَا سَرِيرٌ عَلَيْهِ امْرَأَةٌ قَدْ فَضَلَ جَنْبَاهَا السَّرِيرَ , فَقُلْتُ : أَنْتِ الْعَيْنَاءُ ؟ قَالَتْ : نَعَمْ , فَذَهَبْتُ لِأَضَعَ يَدِي عَلَيْهَا قَالَتْ : مَهْ إِنَّ فِيكَ شَيْئًا مِنَ الرُّوحِ بَعْدُ , وَلَكِنَّ فُطُورَكَ عِنْدَنَا اللَّيْلَةَ , قَالَ : فَمَا فَرَغَ الرَّجُلُ مِنْ حَدِيثِهِ حَتَّى نَادَى مُنَادٍ : يَا خَيْلَ اللَّهِ ارْكَبِي , قَالَ : فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى الرَّجُلِ وَأَنْظُرُ إِلَى الشَّمْسِ وَنَحْنُ فِي مَصَافِّ الْعَدُوِّ , وَأَذْكُرُ حَدِيثَهُ فَمَا أَدْرِي أَيَّهُمَا , رَأْسُهُ نَدَرَ أَوَّلُ , أَوِ الشَّمْسُ سَقَطَتْ أَوَّلُ . قَالَ : فَقَالَ أَنَسٌ رَحِمَهُ اللَّهُ.
26- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ جُوَيْبِرٍ , عَنِ
الضَّحَّاكِ , فِي قَوْلِهِ : {حُورٌ عِينٌ} [الواقعة] قَالَ : الْحُورُ الْبِيضُ
وَالْعِينُ قَالَ : عِظَامُ الأَعْيُنِ.
بَابُ صِفَةِ نِسَاءِ الْجَنَّةِ
27- حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ , عَنِ ابْنِ
جُرَيْجٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ : {لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ} [النساء]
قَالَ : مِنَ الْحَيْضِ وَالْغَائِطِ وَالْبَوْلِ وَالْمُخَاطِ وَالْبُصَاقِ
وَالنُّخَامِ وَالْوَلَدِ وَالْمَنِيِّ.
28- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ
, عَنْ عَطَاءٍ : {لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ} [النساء] , قَالَ : مِنَ
الْغَائِطِ وَالْبَوْلِ وَالْحَيْضِ وَالْوَلَدِ.
29- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ,
عَنْ مُجَاهِدٍ : {وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ} [آل عمران] , قَالَ : لاَ يَحِضْنَ
وَلاَ يُمْنِينَ وَلاَ يَبُلْنَ وَلاَ يَتَغَوَّطْنَ.
30- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
خُصَيْفٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ , فِي قَوْلِهِ : {عُرُبًا} [الواقعة] قال : عَوَاشِقُ.
31- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ غَالِبٍ
أَبِي الْهُذَيْلِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ : {عُرُبًا} [الواقعة] قَالَ : يَشْتَهِينَ
أَزْوَاجَهُنَّ.
32- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ
فِي قَوْلِهِ : {عُرُبًا} [الواقعة] قَالَ : الْمُعَشَّقَاتُ.
33- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ أَشْعَثَ , عَنِ الْحَسَنِ
فِي قَوْلِهِ : {عُرُبًا} [الواقعة] قَالَ الْمُتَحَبِّبَاتُ إِلَى الأَزْوَاجِ.
34- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ , عَنِ الْكَلْبِيِّ , عَنْ أَبِي
صَالِحٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ : {عُرُبًا} [الواقعة] قَالَ :
الْعُرُبُ فِي قَوْلِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ الشَّكِلَةُ وَفِي قَوْلِ أَهْلِ
الْعِرَاقِ الْغَنِجَةُ.
35- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ أَبِي مَكِينٍ , عَنْ
عِكْرِمَةَ : {أَتْرَابًا} [الواقعة] قَالَ : مُسْتَوِيَاتٌ.
36- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُبَيْطٍ ,
عَنِ الضَّحَّاكِ قَالَ : {أَتْرَابًا} [الواقعة] أَمْثَالًا.
37- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , قَالَ : سَمِعْنَا فِي
{كَوَاعِبَ} [النبأ] قَالَ : نَوَاهِدَ.
38- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ خُصَيْفٍ
, عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : {أَتْرَابًا} [الواقعة] قال : مُسْتَوِيَاتٌ.
بَابُ
صِفَةِ أَهْلِ الْجَنَّةِ
39- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ وَاصِلِ بْنِ السَّائِبِ
, عَنْ عَطَاءٍ فِي قَوْلِهِ : {مُدْهَامَّتَانِ} [الرحمن] قَالَ : خَضْرَوَانِ.
40- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ
, عَنْ وَاصِلٍ الرَّقَاشِيِّ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ فِي قَوْلِهِ : {مُدْهَامَّتَانِ}
[الرحمن] قَالَ : هُمَا جَنَّتَانِ خَضْرَاوَانِ.
41- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي
خَالِدٍ , عَنْ جَارِيَةَ بْنِ سُلَيْمٍ الْمُسْلِيِّ , قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ
الزُّبَيْرِ يَقُولُ : {مُدْهَامَّتَانِ} [الرحمن] قَالَ : خَضْرَاوَانِ مِنَ الرِّيِّ
42- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ,
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : {مُدْهَامَّتَانِ} [الرحمن]
قَالَ خَضْرَاوَانِ.
43- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الرَّازِيُّ , عَنْ أَبِي
سِنَانٍ , عَنِ الضَّحَّاكِ , فِي قَوْلِهِ : {مُدْهَامَّتَانِ} [الرحمن] قَالَ : مُسْوَادَّتَانِ
مِنَ الرِّيِّ , وَفِي {ذَوَاتَا أَفْنَانٍ} [الرحمن] قَالَ : ذَوَاتَا أَلْوَانٍ.
44- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ
, عَنْ مَيْسَرَةَ قَالَ : خَلَقَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِيَدِهِ
أَرْبَعَةً : خَلَقَ آدَمَ بِيَدِهِ , وَاللَّوْحَ وَالْقَلَمَ بِيَدِهِ , وَغَرَسَ
جَنَّةَ عَدْنٍ بِيَدِهِ , ثُمَّ قَالَ : {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} [المؤمنون]
وَقَالَ : الرَّابِعَةُ أَغْفَلَهَا
45- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ عُبَيْدٍ الْمُكْتِبِ , عَنْ
إِبْرَاهِيمَ قَالَ : خَلَقَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَرْبَعَةَ أَشْيَاءَ
بِيَدِهِ : وَخَلَقَ الْقَلَمَ بِيَدِهِ , وَخَلَقَ جَنَّةَ عَدْنٍ بِيَدِهِ.
46- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي
خَالِدٍ , عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ , قَالَ : أُخْبِرْتُ أَنَّ اللَّهَ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَمْ يَمَسَّ مِنْ خَلْقِهِ شَيْئًا إِلَّا ثَلاَثَةَ
أَشْيَاءَ : غَرَسَ الْجَنَّةَ بِيَدِهِ , وَجَعَلَ تُرَابَهَا الْوَرْسَ
وَالزَّعْفَرَانَ , وَجَعَلَ جِبَالَهَا الْمِسْكَ , وَخَلَقَ آدَمَ بِيَدِهِ , وَكَتَبَ
التَّوْرَاةَ لِمُوسَى.
47- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
, عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ , قَالَ
: تُرْبَةُ الْجَنَّةِ مِسْكٌ أَذْفَرُ.
48- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنْ
أَبِي الضُّحَى , عَنْ مَسْرُوقٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ : قَالَ : {جَنَّاتُ
عَدْنٍ} [الرعد] قَالَ : بُطْنَانُ الْجَنَّةِ : يَعْنِي وَسَطَهَا.
49- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنِ ابْنِ فَضَالَةَ , عَنْ
لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ , عَنْ أَبِي أُمَامَةَ , فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
{جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا} [الكهف] , قَالَ : الْفِرْدَوْسُ سُرَّةُ
الْجَنَّةِ.
50- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ , عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ , عَنِ الْهُزَيْلِ بْنِ
شُرَحْبِيلَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ فِي قَوْلِهِ : {سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى}
[النجم] , قَالَ : صُبْرُ الْجَنَّةِ، يَعْنِي : وَسَطَهَا عَلَيْهَا فُضُولُ
السُّنْدُسِ وَالْإِسْتَبْرَقِ.
51- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ
يَزِيدَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ , عَنْ كَعْبٍ , قَالَ : جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ
هِيَ الَّتِي فِيهَا الأَعْنَابُ.
52- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ حَزْنِ
بْنِ بَشِيرٍ الْخَثْعَمِيِّ قَالَ : سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ , يَقُولُ :
الْخَيْمَةُ دُرَّةٌ مُجَوَّفَةٌ.
53- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ مِسْعَرٍ , عَنْ عَبْدِ
الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ , عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ , قَالَ : الْخِيَامُ دُرٌّ
مُجَوَّفَةٌ.
54- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ مَنْصُورٍ ,
عَنْ مُجَاهِدٍ , قَالَ : الْخَيْمَةُ دُرَّةٌ مُجَوَّفَةٌ.
بَابُ
صُوَرِ أَهْلِ الْجَنَّةِ
55- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ أَبِي صَالِحٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ
أُمَّتِي عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ , ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ
عَلَى أَشَدِّ نَجْمٍ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً , ثُمَّ هُمْ بَعْدَ ذَلِكَ
مَنَازِلُ لاَ يَتَغَوَّطُونَ وَلاَ يَبُولُونَ، وَلاَ يَتَمَخَّطُونَ وَلاَ يَبْزُقُونَ.
أَمْشَاطُهُمُ الذَّهَبُ وَمَجَامِرُهُمُ الأَلُوَّةُ , وَرَشْحُهُمُ الْمِسْكُ ,
أَخْلاَقُهُمْ عَلَى خُلُقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ عَلَى طُولِ أَبِيهِمْ آدَمَ سِتُّونَ
ذِرَاعًا.
56- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ,
عَنْ زِيَادٍ , مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : نَحْنُ الْآخِرُونَ
السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ
أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا لاَ حِسَابَ عَلَيْهِمْ , صُورَةُ الرَّجُلِ مِنْهُمْ
كَصُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ , ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ كَأَشَدِّ
ضَوْءِ كَوْكَبٍ فِي السَّمَاءِ ثُمَّ هُمْ بَعْدَ ذَلِكَ مَنَازِلُ.
57- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ , عَنْ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ مِثْلَ هَذَا الْحَدِيثِ بِإِسْنَادِهِ
58- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ , عَنْ يَزِيدَ
بْنِ سِنَانٍ , عَنْ عُرْوَةَ اللَّخْمِيِّ , عَنْ أَبِي الدَّهْمَاءِ , قَالَ :
كَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يَأْخُذُ بِلِحْيَتِهِ وَيَقُولُ : بَرَّحَ اللَّهُ
اللِّحَى مَتَى الرَّاحَةُ مِنْهَا قَالَ : فَقِيلَ مَتَى الرَّاحَةُ مِنْهَا ؟
قَالَ : إِذَا دَخَلْنَا الْجَنَّةَ.
بَابُ
طَعَامِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَشَرَابِهِمْ
59- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنِ ابْنِ نَجِيحٍ
, عَنْ مُجَاهِدٍ : {وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} [مريم] ,
قَالَ : لَيْسَ فِيهَا بُكْرَةٌ وَلاَ عِشِيٌّ , وَلَكِنْ يُؤْتَوْنَ بِهِ عَلَى
الَّذِي يُحِبُّونَ مِنَ الْبُكْرَةِ وَالْعَشِيِّ.
60- حَدَّثَنَا جَرِيرٌ , عَنْ مُغِيرَةَ , عَنْ
إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ , قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّهُ يُعْطَى الرَّجُلُ مِنْ
أَهْلِ الْجَنَّةِ شَهْوَةَ مِائَةِ رَجُلٍ وَأَكْلَهُمْ وَنَهْمَتَهُمْ , فَإِذَا
أَكَلَ سُقِيَ شَرَابًا طَهُورًا يَخْرُجُ مِنْ جِلْدِهِ رَشْحٌ كَرَشْحِ
الْمِسْكِ ثُمَّ تَعُودُ شَهْوتُهُ
61- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
مَنْصُورٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ : {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا} [الإنسان].
قَالَ : عَرَقٌ يَفِيضُ مِنْ جُلُودِهِمْ كَرِيحِ
الْمِسْكِ.
62- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ أَبِي
سُفْيَانَ , عَنْ جَابِرٍ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : أَهْلُ الْجَنَّةِ يَأْكُلُونَ فِيهَا وَيَشْرَبُونَ وَلاَ يَتَغَوَّطُونَ
وَلاَ يَبُولُونَ وَلاَ يَبْزُقُونَ وَلاَ يَتَمَخَّطُونَ , طَعَامُهُمْ جُشَاءٌ
وَرَشْحٌ كَرَشْحِ الْمِسْكِ.
63- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عُقْبَةَ , عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ , قَالَ : أَتَى
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ فَقَالَ :
يَا أَبَا الْقَاسِمِ أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَأْكُلُونَ
فِيهَا وَيَشْرَبُونَ , قَالَ : وَقَدْ قَالَ لِأَصْحَابِهِ إِنْ أَقَرَّ لِي
بِهَذَا خَصَمْتُهُ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيُعْطَى
قُوَّةَ مِائَةِ رَجُلٍ فِي الْمَطْعَمِ وَالْمَشْرَبِ وَالشَّهْوَةِ وَالْجِمَاعِ
, قَالَ : فَقَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ : فَإِنَّ الَّذِي يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ
يَكُونُ لَهُ الْحَاجَةُ , قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : حَاجَتُهُمْ عَرَقٌ يَفِيضُ مِنْ جُلُودِهِمْ مِثْلُ الْمِسْكِ
فَإِذَا الْبَطْنُ قَدْ ضَمَرَ.
بَابُ
شَرَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ
64- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ , عَنْ مَسْرُوقٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ فِي
قَوْلِهِ : {يُسْقُونَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ} [المطففين] قَالَ : الرَّحِيقُ :
الْخَمْرُ , وَالْمَخْتُومُ يَجِدُونَ عَاقِبَتَهَا طَعْمَ الْمِسْكِ.
65- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ , عَنْ مَسْرُوقٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ فِي
قَوْلِهِ : {وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ} [المطففين] . قَالَ : يُمْزَجُ لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ
. {يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ} [المطففين] . وَيَشْرَبُهَا الْمُقَرَّبُونَ
الْمُتَّقُونَ صِرْفًا.
66- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ مُرَّةَ , عَنْ مَسْرُوقٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ , قَالَ : الرَّحِيقُ
الْخَمْرُ , الْمَخْتُومُ قَالَ : الْمَمْزُوجُ . {خِتَامُهُ مِسْكٌ} [المطففين] .
قَالَ : طَعْمُهُ وَرِيحُهُ . {تَسْنِيمٍ} [المطففين] قَالَ : عَيْنٌ فِي
الْجَنَّةِ , {يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ} [المطففين] صِرْفًا ,
وَيُمْزَجُ لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ.
67- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ أَشْعَثَ بْنِ
أَبِي الشَّعْثَاءِ , عَنْ زَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْعَبْسِيِّ قَالَ : سَأَلْتُ
عَلْقَمَةَ بْنَ قَيْسٍ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ : {خِتَامُهُ مِسْكٌ} [المطففين] وَنَقْرَؤُهَا
خَاتَمَهُ مِسْكٌ , ثُمَّ قَالَ عَلْقَمَةُ : لَيْسَ خَاتَمُهُ مِسْكٌ وَلَكِنْ
خِتَامُهُ مِسْكٌ , ثُمَّ قَالَ عَلْقَمَةُ : خِتَامُهُ خَلْطُهُ . قَالَ : أَلَمْ
تَسْمَعْ أَنَّ الْمَرْأَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ تَقُولُ لِلطِّيبِ : خَلْطُهُ مِنَ
الْمِسْكِ كَذَا وَكَذَا.
68- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : {وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ
بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ
قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا} [الإنسان] . قَالَ : الْآنِيَةُ الأَقْدَاحُ وَالأَكْوَابُ
وَالْمُكُوكَبَاتُ , وَتَقْدِيرُهَا أَنَّهَا لَيْسَتْ بِالْمَلأَى الَّتِي تَفِيضُ
, وَلاَ نَاقِصَةٍ بِقَدْرٍ.
69- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
مَنْصُورٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : الأَكْوَابُ الَّتِي لَيْسَتْ لَهَا آذَانٌ.
70- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
مَنْصُورٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ : {كَأْسًا دِهَاقًا} [النبأ] قَالَ : مَلأَى.
71- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، وَأَبُو زُبَيْدٍ , عَنْ مُطَرِّفٍ
, عَنْ عَطِيَّةَ : {كَأْسًا دِهَاقًا} [النبأ] قَالَ : مَلأَى مُتَتَابِعَةً.
72- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُبَيْطٍ ,
عَنِ الضَّحَّاكِ قَالَ : كُلُّ كَأْسٍ فِي الْقُرْآنِ فَإِنَّمَا عُنِيَ بِهِ الْخَمْرُ.
73- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ رَجُلٍ
, عَنْ مُجَاهِدٍ : {لاَ فِيهَا غَوْلٌ}
[الصافات] قَالَ : لاَ تَشْتَكِي بُطُونُهُمْ {وَلاَ
هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ} [الصافات] قَالَ : لاَ تَنْزِفُ عُقُولُهُمْ.
بَابُ
تُكَأِ أَهْلِ الْجَنَّةِ
74- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ حُصَيْنٍ , عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {عَلَى الأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ} قَالَ :
الأَرَائِكُ السُّرُرُ عَلَيْهَا الْحِجَالِ , وَالْمَوْضُونَةُ : الْمَرْمُولَةُ
بِالذَّهَبِ.
75- حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ , عَنْ حُصَيْنٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ فِي
قَوْلِهِ تَعَالَى : {الأَرَائِكِ} [الكهف] قَالَ : سُرَرٌ عَلَيْهَا الْحِجَالُ.
76- حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ , عَنْ حُصَيْنٍ , عَنْ
مُجَاهِدٍ , وَعَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي عُتْبَةَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ
فِي قَوْلِهِ : {مَوْضُونَةٍ} [الواقعة] قَالَ : أَحَدُهُمَا الْمَرْمُولَةُ
بِالذَّهَبِ . وَقَالَ الْآخَرُ : الْمَرْمُولَةُ.
77- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ حُصَيْنٍ , عَنْ
مُجَاهِدٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {مَوْضُونَةٍ} [الواقعة]
قَالَ : الْمَرْمُولَةُ بِالذَّهَبِ.
78- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ جُوَيْبِرٍ ,
عَنْ أَبِي سَهْلٍ , عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ : {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ}
[الواقعة] قَالَ : ارْتِفَاعُ فِرَاشِ الرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ مَسِيرَةُ
ثَمَانِينَ سَنَةً.
79- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ جَعْفَرِ بْنِ
الزُّبَيْرِ , عَنِ الْقَاسِمِ , عَنْ أَبِي أُمَامَةَ فِي قَوْلِهِ : {وَفُرُشٍ
مَرْفُوعَةٍ} [الواقعة] قَالَ : لَوْ خَرَّ مِنْ أَعْلاَهَا فِرَاشٌ لَهَوَى إِلَى
قَرَارِهَا كَذَا وَكَذَا خَرِيفًا.
80- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنِ ابْنِ أَبِي
نَجِيحٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ : {مُتَقَابِلِينَ} [الحجر].
قَالَ : لاَ يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ قَفَا بَعْضٍ.
81- حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ , عَنْ أَبِي بِشْرٍ , عَنْ سَعِيدِ
بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِهِ : {مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ
حِسَانٍ} [الرحمن] قَالَ : الرَّفْرَفُ رِيَاضُ الْجَنَّةِ , وَالْعَبْقَرِيُّ عِتَاقُ
الزَّرَابِيِّ.
82- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ جُوَيْبِرٍ , عَنِ الضَّحَّاكِ
فِي قَوْلِهِ : {مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ} [الرحمن] قَالَ : الرَّفْرَفُ فُضُولُ
الْمَجَالِسِ . وَفِي قَوْلِهِ {عَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ} [الرحمن] قَالَ :
الْعَبْقَرِيُّ هِيَ الزَّرَابِيُّ وَالْبُسْطُ.
83- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ رَجُلٍ , عَنْ
مُجَاهِدٍ : {عَبْقَرِيٍّ} [الرحمن] قَالَ : هُوَ الدِّيبَاجُ.
بَابُ مَرَاتِبِ أَهْلِ الْجَنَّةِ
84- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ
مَرْثَدٍ قَالَ : جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ فِي الْجَنَّةِ إِبِلٌ فَإِنِّي
أُحِبُّ الْإِبِلَ ؟ قَالَ : نَعَمْ , لَكَ فِيهَا نَاقَةٌ . أُرَاهُ قَالَ : مِنْ
يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ تَذْهَبُ بِكَ إِلَى الْجَنَّةِ حَيْثُ شِئْتَ.
85- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ , عَنْ وَاصِلٍ
الرَّقَاشِيِّ , عَنْ عَطَاءٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَتَزَاوَرُونَ عَلَى نَجَائِبَ
كَأَنَّهَا يَاقُوتٌ.
86- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ , عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ , عَنْ عَلِيٍّ قَالَ
: قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ : {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ
وَفْدًا} [مريم] ثُمَّ قَالَ : هَلْ تَدْرُونَ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ يُحْشَرُونَ ,
أَمَا وَاللَّهِ مَا يُحْشَرُونَ عَلَى أَقْدَامِهِمْ وَلَكِنَّهُمْ يُؤْتَوْنَ
بِنُوقٍ لَمْ يَرَ الْخَلاَئِقُ مِثْلَهَا , عَلَيْهَا رِحِالُ الذَّهَبِ ,
وَأَزِمَّتُهَا الزَّبَرْجَدُ فَيَجْلِسُونَ عَلَيْهَا , ثُمَّ تَنْطَلِقُ حَتَّى
تَقْرَعَ بَابَ الْجَنَّةِ.
بَابُ
جِمَاعِ أَهْلِ الْجَنَّةِ
87- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنِ الْإِفْرِيقِيِّ , عَنْ
عُمَارَةَ بْنِ رَاشِدِ بْنِ مُسْلِمٍ الْكِنَانِيِّ قَالَ : سُئِلَ أَبُو هُرَيْرَةَ : أَيَمَسُّ
أَهْلُ الْجَنَّةِ النِّسَاءَ ؟ قَالَ
: نَعَمْ , بِذَكَرٍ لاَ يَمَلُّ، وَفَرْجٍ لاَ يَحْفَى،
وَشَهْوَةٍ لاَ تَنْقَطِعُ.
88- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ هِشَامٍ , عَنْ
زَيْدِ بْنِ أَبِي الْحَوَارِيِّ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قُلْتُ يَا
رَسُولَ اللَّهِ : أَنُفْضِي إِلَى نِسَائِنَا فِي الْجَنَّةِ كَمَا نُفْضِي
إِلَيْهِنَّ فِي الدُّنْيَا ؟ قَالَ : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ
الرَّجُلَ لَيُفْضِي فِي الْغَدَاةِ الْوَاحِدَةِ إِلَى مِائَةِ عَذْرَاءَ.
89- حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ
عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي
شُغُلٍ فَاكِهُونَ} [يس] قَالَ : فِي افْتِضَاضِ الأَبْكَارِ.
90- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , وَيَعْلَى , وَمُحَمَّدٌ ,
وَأَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عُقْبَةَ , عَنْ
زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ لَيُعْطَى قُوَّةَ مِائَةِ
رَجُلٍ فِي الشَّهْوَةِ وَالْجِمَاعِ.
91- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ أَبِي بَلْجٍ ,
عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : جِمَاعٌ مَا شِئْتَ وَلاَ وَلَدَ.
92- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ أَبِي بَلْجٍ
قَالَ : سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ : نِكَاحٌ مَا شَاءَ وَلاَ وَلَدَ , ثُمَّ يَلْتَفِتُ
وَيَنْظُرُ فَيُنْشَأُ لَهُ نَشْأَةً أُخْرَى , ثُمَّ يَلْتَفِتُ فَيُنْشَأُ لَهُ
نَشْأَةً أُخْرَى
93- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ أَبَانَ
بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ , عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِّ قَالَ : سَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ , فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنَّ الْوَلَدَ مِنْ قُرَّةِ
الْعَيْنِ وَتَمَامِ السُّرُورِ , فَيُولَدُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ فَقَالَ : إِنَّ الرَّجُلَ
لَيَشْتَهِي أَوْ يَتَمَنَّى فَمَا يَكُونُ مِقْدَارُ الَّذِي يُرِيدُ حَمْلَهُ
وَوَضْعَهُ وَشَبَابَهُ فِي سَاعَةٍ مِنْ نَهَارٍ.
بَابُ
أَنْهَارِ أَهْلِ الْجَنَّةِ
94- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ
الأَعْمَشِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ , عَنْ مَسْرُوقٍ , عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ قَالَ : أَنْهَارُ الْجَنَّةِ تَفَجَّرُ مِنْ جَبَلٍ مِنْ مِسْكٍ.
95- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنِ الْمَسْعُودِيِّ ,
وَمِسْعَرٍ , وَسُفْيَانَ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ , عَنْ
مَسْرُوقٍ قَالَ : أَنْهَارُ الْجَنَّةِ تَجْرِي فِي غَيْرِ أُخْدُودٍ.
96- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنِ ابْنِ
أَبِي نَجِيحٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ : {عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا}
[الإنسان] . قَالَ : حَدِيدَةٌ شَدِيدَةُ الْجِرْيَةِ.
97- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ سِمَاكٍ , عَنْ
عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ} [الرحمن]
قَالَ : تَنْضَحَانِ بِالْمَاءِ هَوَامِشَ أَنْهَارِ أَهْلِ الْجَنَّةِ.
بَابُ
نَخْلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ
98- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ , عَنْ جَرِيرٍ قَالَ : قَالَ سَلْمَانُ : يَا جَرِيرُ
تَوَاضَعْ لِلَّهِ فَإِنَّهُ مَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ فِي الدُّنْيَا رَفَعَهُ
اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ , يَا جَرِيرُ : هَلْ تَدْرِي
مَا الظُّلُمَاتُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : لاَ أَدْرِي . قَالَ : ظُلْمُ
النَّاسِ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا . قَالَ : ثُمَّ أَخَذَ عُوَيْدًا لاَ أَكَادُ
أَرَاهُ بَيْنَ أُصْبُعَيْهِ , فَقَالَ : يَا جَرِيرُ لَوْ طَلَبْتَ فِي
الْجَنَّةِ مِثْلَ هَذَا الْعُودِ لَمْ تَجِدْهُ . قَالَ : قُلْتُ يَا أَبَا
عَبْدِ اللَّهِ فَأَيْنَ النَّخْلُ وَالشَّجَرُ وَالثَّمَرُ ؟ فَقَالَ : أُصُولُهَا
اللُّؤْلُؤُ وَالذَّهَبُ , وَأَعْلاَهَا الثِّمَارُ.
99- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
حَمَّادٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : نَخْلُ
الْجَنَّةِ : جُذُوعُهَا زُمُرُّدٌ أَخْضَرُ وَكَرَبُهَا ذَهَبٌ أَحْمَرُ ,
وَسَعَفُهَا كِسْوَةُ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنْهَا مُقْطَعَاتُهُمْ وَحُلَلُهُمْ.
100- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ إِسْرَائِيلَ , عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ , عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ : {وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا}
[الإنسان] قَالَ : قِيَامٌ وَقُعُودٌ وَنِيَامٌ وَعَلَى أَيِّ حَالٍ شَاءُوا.
101- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي
الضُّحَى , عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ : {قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ} [الحاقة]
قَالَ : يَتَنَاوَلُونَهَا وَهُمْ نِيَامٌ وَهُمْ جُلُوسٌ , وَعَلَى أَيِّ حَالٍ
شَاءُوا.
102- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
حَمَّادٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : سَعَفُ
الْجَنَّةِ مِنْهَا مُقْطَعَاتُهُمْ وَكِسْوَتُهُمْ.
بَابُ
ثِمَارِ أَهْلِ الْجَنَّةِ
103- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ مِسْعَرٍ , وَسُفْيَانَ ,
وَالْمَسْعُودِيِّ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ :
أَنْهَارُ الْجَنَّةِ تَجْرِي فِي غَيْرِ أُخْدُودٍ , وَثَمَرُهَا كَالْقِلاَلِ كُلَّمَا
نُزِعَتْ ثَمَرَةٌ عَادَتْ مَكَانَهَا أُخْرَى وَالْعُنْقُودُ اثْنَا عَشَرَ
ذِرَاعًا.
قَالَ : قُلْتُ مَنْ حَدَّثَكَ ؟ فَغَضِبَ الشَّيْخُ
ثُمَّ قَالَ : أَخْبَرَنَا مَسْرُوقٌ.
104- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ قَالَ : نَخْلُ
الْجَنَّةِ نَضِيدٌ مِنْ أَصْلِهَا إِلَى فَرْعِهَا , وَثَمَرُهَا أَمْثَالُ الْقِلاَلِ
كُلَّمَا نُزِعَتْ ثَمَرَةٌ عَادَتْ مَكَانَهَا أُخْرَى , وَأَنْهَارٌ تَجْرِي فِي
غَيْرِ أُخْدُودٍ وَالْعُنْقُودُ اثْنَا عَشَرَ ذِرَاعًا . قُلْتُ : مَنْ
حَدَّثَكَ هَذَا ؟ قَالَ : فَغَضِبَ الشَّيْخُ , ثُمَّ قَالَ : أَخْبَرَنِي
مَسْرُوقٌ
105- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ أَبِي سِنَانٍ ,
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ
عَمْرٍو قَالَ : الْعُنْقُودُ أَبْعَدُ مِنْ صَنْعَاءَ.
قَالَ : وَهُوَ بِعُمَانَ بِالشَّامِ يَعْنِي فِي
الْجَنَّةِ.
106- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ أَبِي
سِنَانٍ الشَّيْبَانِيِّ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ , عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : الْعُنْقُودُ أَبْعَدُ مِنْ صَنْعَاءَ.
قَالَ : وَهُوَ بِعُمَانَ بِالشَّامِ يَعْنِي فِي الْجَنَّةِ.
107- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
حَمَّادٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : ثَمَرُ
الْجَنَّةِ أَمْثَالُ الْقِلاَلِ أَوِ الدِّلاَءِ , وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ ,
وَأَلْيَنُ مِنَ الزُّبْدِ , لَيْسَ لَهُ عَجَمٌ.
108- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنِ ابْنِ أَبِي
نَجِيحٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {فِي َسِدْرٍ مَخْضُودٍ}
[الواقعة].
قَالَ
: الْمُوقَرُ.
109- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ : الَّذِي لاَ شَوْكَ فِيهِ.
110- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ جُوَيْبِرٍ ,
عَنِ الضَّحَّاكِ فِي قَوْلِهِ
: {فِي َسِدْرٍ مَخْضُودٍ} [الواقعة] قَالَ :
الْمَوَاقِيرُ لاَ شَوْكَ فِيهِ.
111- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الرَّقَاشِيِّ , عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ} [الواقعة] قَالَ : هُوَ
الْمَوْزُ.
112- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
السَّائِبِ , عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَلِيٍّ قَالَ : هُوَ الْمَوْزُ.
بَابُ شَجَرِ الْجَنَّةِ
113- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو
, حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي
ظِلِّهَا مِائَةَ سَنَةٍ لاَ يَقْطَعُهَا , اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ قَوْلَهُ
تَعَالَى {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} [الواقعة]
, وَمَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ
الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا , اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ
النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ , وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا
مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران].
114- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ , عَنْ زِيَادٍ الْمَخْزُومِيِّ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَشَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ , وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} [الواقعة] فَبَلَغَ ذَلِكَ كَعْبًا فَقَالَ : وَالَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى لِسَانِ مُوسَى نَبِيِّهِ وَالْفُرْقَانَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا رَكِبَ حِقَّةً أَوْ جَذَعَةً ثُمَّ دَارَ بِأَصْلِ تِلْكَ الشَّجَرَةِ مَا بَلَغَهَا حَتَّى يَسْقُطَ هَرَمًا , إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى غَرَسَهَا بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيهَا مِنْ رُوحِهِ , وَإِنَّ أَفْنَانَهَا لَمِنْ وَرَاءِ سُورِ الْجَنَّةِ , وَمَا فِي الْجَنَّةِ مِنْ نَهَرٍ إِلَّا وَهُوَ يَخْرُجُ مِنْ أَصْلِ تِلْكَ الشَّجَرَةِ.
115- حَدَّثَنَا يُونُسُ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ,
حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ , عَنْ
أَبِيهِ , عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ سِدْرَةَ الْمُنْتَهَى فَقَالَ :
يَسِيرُ فِي ظِلِّ الْفَنَنِ مِنْهَا الرَّاكِبُ مِائَةَ سَنَةٍ , أَوْ قَالَ :
يَسْتَظِلُّ فِي ظِلِّ الْفَنَنِ مِنْهَا مِائَةُ رَاكِبٍ , شَكَّ يَحْيَى فِيهَا
فِرَاشُ الذَّهَبِ كَأَنَّ ثَمَرَهَا الْقِلاَلُ
116- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ عَبْدِ
الْكَرِيمِ قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ سَابِطٍ قَالَ : إِنَّ الرَّسُولَ لَيَجِيءُ
إِلَى الشَّجَرَةِ مِنْ شَجَرِ الْجَنَّةِ , فَيَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ
وَتَعَالَى يَقُولُ : أَنْ تَقِفِينَ لِهَذَا مَا شَاءَ.
117- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ سَعِيدٍ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ , عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ قَالَ : حَدَّثَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : انْطَلَقْتُ مَعَ جِبْرَئِيلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَتَيْنَا السَّمَاءَ السَّابِعَةَ فَرُفِعَتْ لَنَا سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى قَالَ : فَحَدَّثَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الْوَرَقَةَ مِثْلُ آذَانِ الْفِيَلَةِ وَأَنَّ نَبْقَهَا مِثْلُ قِلاَلِ هَجَرَ . وَحَدَّثَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ رَأَى أَرْبَعَةَ أَنْهَارٍ تَجْرِي مِنْ أَصْلِهَا . فَقُلْتُ : يَا جِبْرِيلُ مَا هَذِهِ الأَنْهَارُ ؟ فَقَالَ : أَمَّا النَّهْرَانِ الظَّاهِرَانِ فَالنِّيلُ وَالْفُرَاتُ , وَأَمَّا الْبَاطِنَانِ فَنَهَرَانِ فِي الْجَنَّةِ.
بَابُ
طَيْرِ الْجَنَّةِ
118- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ عَطَاءِ
بْنِ السَّائِبِ , عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ فِي الْجَنَّةَ لَطَيْرًا كَأَمْثَالِ الْبُخْتِ
تَأْتِي الرَّجُلَ فَيُصِيبُ مِنْهَا ثُمَّ يَذْهَبُ كَأَنْ لَمْ يَنْقُصْ مِنْهَا
شَيْءٌ . قَالَ : فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ
إِنَّ تِلْكَ الطَّيْرَ نَاعِمَةٌ ؟ قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ يَأْكُلُهُ أَنْعَمُ مِنْهُ , أَمَا إِنَّكَ
يَا أَبَا بَكْرِ مِمَّنْ تَأْكُلُهَا.
119- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ عُبَيْدِ
اللَّهِ بْنِ الْوَلِيدِ , عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَطَيْرًا فِيهِ سَبْعُونَ أَلْفَ رِيشَةٍ فَيَجِيءُ
فَيَقَعُ عَلَى صَفْحَةِ الرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ , ثُمَّ يَخْرُجُ
فَيَنْتَفِضُ مِنْ رِيشِهِ لَوْنٌ أَبْيَضُ مِنَ الثَّلْجِ وَأَلْيَنُ مِنَ
الزُّبْدِ وَأَعْذَبُ مِنَ الشَّهْدِ , وَلَيْسَ فِيهِ لَوْنٌ يُشْبِهُ صَاحِبَهُ
, ثُمَّ يَطِيرُ فَيَذْهَبُ.
120- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ
حَسَّانَ أَبِي الأَشْرَسِ , عَنْ مُغِيثِ بْنِ سُمَيٍّ فِي قَوْلِهِ : {طُوبَى
لَهُمْ} [الرعد] قَالَ : شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ لَيْسَ فِي الْجَنَّةِ دَارٌ
إِلَّا يُظِلُّهَا غُصْنٌ مِنْ أَغْصَانِهَا فِيهِ مِنْ أَلْوَانِ الثَّمَرِ قَالَ
: وَيَقَعُ عَلَيْهَا طَيْرٌ أَمْثَالُ الْبُخْتِ فَإِذَا اشْتَهَى الرَّجُلُ
مِنْهُمْ طَائِرًا دَعَاهُ فَوَقَعَ عَلَى خِوَانِهِ فَأَكَلَ مِنْ إِحْدَى
جَانِبَيْهِ شِوَاءً وَالْآخَرِ قَدِيدًا , ثُمَّ يَعُودُ طَائِرًا فَيَطِيرُ فَيَذْهَبُ.
121- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ عُمَرَ بْنِ نَافِعٍ
قَالَ : سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ يَقُولُ : {طُوبَى لَهُمْ} [الرعد] قَالَ : نِعِمَّا لَهُمْ.
122- حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ , عَنْ
أَبِي شَرَاعَةَ الصَّبَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ قَالَ : حَدَّثَنِي
يَحْيَى بْنُ الْجَزَّارِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ : إِنَّ طَيْرَ الْجَنَّةِ أَمْثَالُ الْبُخْتِ.
بَابُ
قُصُورِ أَهْلِ الْجَنَّةِ
123- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ , عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ , عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا يُرَى بُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا، وَظُهُورُهَا
مِنْ بُطُونِهَا قَالَ : فَقَامَ أَعْرَابِيُّ , فَقَالَ : لِمَنْ هِيَ يَا
رَسُولَ اللَّهِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
هِيَ لِمَنْ طَيَّبَ الْكَلاَمَ وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ , وَأَفْشَى السَّلاَمَ
وَصَلَّى بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ.
124- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ , عَنْ
سَلَمَةَ بْنِ نُبَيْطٍ , عَنْ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ , عَنْ كَعْبِ
الأَحْبَارِ قَالَ : إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَدَارًا دُرَّةٌ فَوْقَ
دُرَّةٍ أَوْ لُؤْلُؤَةٌ فَوْقَ لُؤْلُؤَةٍ فِيهَا سَبْعُونَ أَلْفَ قَصْرٍ وَفِي
كُلِّ قَصْرٍ سَبْعُونَ أَلْفَ دَارٍ فِي كُلِّ دَارٍ سَبْعُونَ أَلْفَ بَيْتٍ ,
لاَ يَنْزِلُهَا إِلَّا نَبِيُّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ أَوْ إِمَامٌ عَادِلٌ
أَوْ مُحْكِمٌ فِي نَفْسِهِ.
125- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ , عَنْ
أَبِي الْمُهَزِّمِ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ : دَارُ
الْمُؤْمِنِ فِي الْجَنَّةِ مِنْ لُؤْلُؤَةٍ، وَفِي وَسَطِهَا شَجَرَةٌ تُنْبِتُ
الْحُلَلَ ، تَأْخُذُ بِأُصْبُعَيْهِ سَبْعِينَ حُلَّةً مُنَطَّقَةٌ بِاللُّؤْلُؤِ
وَالْمَرْجَانِ.
126- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلًا
لَرَجُلٌ لَهُ دَارٌ مِنْ لُؤْلُؤَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْهَا غُرُفُهَا وَأَبْوَابُهَا.
127- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ :
حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ فِيهَا قَصْرًا مِنْ ذَهَبٍ
فَأَعْجَبَنِي حُسْنُهُ , فَقُلْتُ : لِمَنْ هَذَا ؟ فَقَالُوا : لِعُمَرَ بْنِ
الْخَطَّابِ , وَمَا مَنَعَنِي أَنْ أَدْخُلَهُ إِلَّا مَا عَلِمْتُ مِنْ
غَيْرَتِكَ يَا عُمَرُ.
قَالَ : فَبَكَى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , ثُمَّ
قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَعَلَيْكَ أَغَارُ ؟
128- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ مِسْعَرٍ , عَنْ
عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ , عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ , عَنْ مُعَاذِ
بْنِ جَبَلٍ أَنَّهُ قَالَ : عُمَرُ فِي الْجَنَّةِ , وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا رَأَى فِي نَوْمِهِ أَوْ يَقَظَتِهِ فَهُوَ
حَقٌّ، وَإِنَّهُ قَالَ : بَيْنَا أَنَا فِي الْجَنَّةِ إِذْ رَأَيْتُ دَارًا ,
فَسَأَلْتُ عَنْهَا فَقِيلَ لِعُمَرَ.
129- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي
خَالِدٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ رَافِعٍ فِي قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى :
{تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا} [الفرقان] قَالَ : هِيَ
قُصُورٌ فِي السَّمَاءِ.
130- حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ زُفَرَ , حَدَّثَنَا
زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ , عَنْ رَجُلٍ , سَمَّاهُ قَالَ : هَنَّادُ بْنُ
كَنَّانِيٍّ فِي كِتَابِ سَعْدٍ الطَّائِيِّ وَلاَ أَدْرِي الْخَطَأُ مِنِّي أَوْ
مِنْهُ وَإِنَّمَا هُوَ سَعْدٌ , عَنْ أَبِي الْمُدِلَّةِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنَا عَنِ الْجَنَّةِ ؛ مَا
بِنَاؤُهَا ؟ قَالَ : لَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ وَلَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ مِلاَطُهَا
الْمِسْكُ الأَذْفَرُ وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوتُ , مَنْ
يَدْخُلْهَا يَنْعَمْ , وَلاَ يَبْؤُسُ , وَيَخْلُدُ وَلاَ يَمُوتُ , وَلاَ
يَفْنَى شَبَابُهُ , وَلاَ تَبْلَى ثِيَابُهُ.
بَابُ مَا
جَاءَ فِي الْكَوْثَرِ.
131- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ
السَّائِبِ , عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ
قَالَ : الْكَوْثَرُ نَهَرٌ فِي الْجَنَّةِ، حَافَّتَاهُ الذَّهَبُ , وَمَجْرَاهُ
عَلَى الدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ وَمَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ الثَّلْجِ ,
وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ.
132- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ عَطَاءِ
بْنِ السَّائِبِ , عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْكَوْثَرُ نَهَرٌ فِي
الْجَنَّةِ حَافَّتَاهُ مِنَ الذَّهَبِ وَمَجْرَاهُ عَلَى الدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ
, تُرْبَتُهُ أَطْيَبُ مِنَ الْمِسْكِ وَمَاؤُهُ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ
وَأَبْيَضُ مِنَ الثَّلْجِ.
133- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ , عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ
الْفُلْفُلِ قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ : أَغْفَى رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِغْفَاءَةً فَرَفَعَ رَأْسَهُ
مُتَبَسِّمًا , فَإِمَّا قَالَ لَهُمْ أَوْ قَالُوا لَهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ
لِمَ ضَحِكْتَ ؟ فَقَالَ : إِنَّهُ أُنْزِلَ عَلَيَّ آنِفًا بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ , إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ حَتَّى خَتَمَهَا
فَمَا قَرَأَهَا قَالَ : هَلْ تَدْرُونَ مَا الْكَوْثَرُ ؟ قَالُوا : اللَّهُ
وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ : إِنَّهُ نَهَرٌ وَعَدَنِيهِ رَبِّي فِي الْجَنَّةِ عَلَيْهِ
خَيْرٌ كَثِيرٌ : عَلَيْهِ حَوْضٌ تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ
, آنِيَتُهُ عَدَدُ الْكَوَاكِبِ.
134- حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ , عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ ,
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
دَخَلْتُ الْجَنَّةَ , فَإِذَا أَنَا بِنَهَرٍ حَافَّتَاهُ خِيَامُ اللُّؤْلُؤِ
فَضَرَبْتُ بِيَدِي فِي مَجْرَى مَائِهِ فَإِذَا مِسْكٌ أَذْفَرُ قَالَ : قُلْتُ يَا
جِبْرَئِيلُ مَا هَذَا ؟ قَالَ : هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَهُ اللَّهُ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى.
135- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ مُغِيرَةَ ,
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ حَوْضِي مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى أَيْلَةَ أَوْ مِنَ الْمَدِينَةِ
إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ.
136- حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ , عَنِ ابْنِ
إِسْحَاقَ قَالَ : حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ
, عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ الزُّهْرِيِّ قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ
مَالِكٍ يَقُولُ : قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
مَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَ رَبُّكَ ؟ قَالَ : نَهَرٌ كَمَا بَيْنَ
صَنْعَاءَ إِلَى أَيْلَةَ مِنْ أَرْضِ الشَّامِ , آنِيَتُهُ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ
نُجُومِ السَّمَاءِ تَرِدُهُ طَائِرٌ لَهَا أَعْنَاقٌ كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ قَالَ
: فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : وَاللَّهِ يَا رَسُولَ
اللَّهِ إِنَّهَا لَنَاعِمَةٌ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : إِنَّ آكِلَهَا أَنْعَمُ مِنْهَا.
137- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ ,
عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ , عَنْ مَعْدَانَ بْنِ
أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمُرِيِّ , عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَا عِنْدَ عُقْرِ حَوْضِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ , قَالَ
فَسُئِلَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ سَعَةِ
الْحَوْضِ , فَقَالَ : مِثْلُ مَا بَيْنَ مَقَامِي هَذَا إِلَى عُمَانَ قَالَ
سَعِيدٌ : قَالَ قَتَادَةُ : شَهْرٌ أَوْ نَحْوُهُ . وَسُئِلَ نَبِيُّ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ شَرَابِهِ , فَقَالَ : أَشَدُّ بَيَاضًا
مِنَ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ , يَغُتُّ فِيهِ مِيزَابَانِ مِنَ
الْجَنَّةِ أَوْ مِدَادُهُ مِنَ الْجَنَّةِ أَحَدُهُمَا وَرِقٌ وَالْآخَرُ مِنْ
ذَهَبٍ.
138- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ سَعِيدٍ , عَنْ
قَتَادَةَ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : تُرَى فِيهِ أَبَارِيقُ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ عَدَدَ
نُجُومِ السَّمَاءِ أَوْ أَكْثَرَ.
139- حَدَّثَنَا أَبُو زُبَيْدٍ , عَنْ مُطَرِّفٍ , عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ : قَالَتْ عَائِشَةُ : الْكَوْثَرُ
نَهَرٌ أُعْطِيَهُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي
بُطْنَانِ الْجَنَّةِ قَالَ : قُلْتُ : وَمَا بُطْنَانُ الْجَنَّةِ ؟ قَالَ : وَسَطُ
الْجَنَّةِ , شَاطِئَاهُ دُرٌّ مُجَوَّفٌ أَوْ دُرَّةٌ مُجَوَّفَةٌ.
140- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , وَابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ
السَّائِبِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
الْكَوْثَرُ الْخَيْرُ الْكَثِيرُ.
141- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ
الرَّازِيِّ , عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ , عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : مَنْ أَحَبَّ
أَنْ يَسْمَعَ , خَرِيرَ الْكَوْثَرِ فَلْيَجْعَلْ أُصْبُعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ.
142- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ بَدْرِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ :
سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ يَقُولُ : {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرُ} [الكوثر] قَالَ
: مَا أُعْطِيَهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْخَيْرِ وَالْإِسْلاَمِ
وَالنُّبُوَّةِ , قَالَ : وَأُرَاهُ قَالَ : وَالْقُرْآنِ.
بَابُ كِسْوَةِ أَهْلِ الْجَنَّةِ
143- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
, عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ : أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرَقَةٌ مِنْ حَرِيرٍ فَجَعَلَ الْقَوْمُ يَتَنَاوَلُونَهَا
بَيْنَهُمْ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
أَتَعْجَبُونَ مِنْهَا ؟ قَالُوا : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَقَالَ :
وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ
خَيْرٌ مِنْهَا.
144- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : حَدَّثَنِي وَاقِدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ : أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُبَّةٌ مِنْ دِيبَاجٍ مَنْسُوجٍ فِيهَا الذَّهَبُ فَلَبِسَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ أَوْ قَعَدَ وَلَمْ يَتَكَلَّمْ , ثُمَّ نَزَلَ , فَجَعَلَ النَّاسُ يَلْمَسُونَهَا بِأَيْدِيهِمْ , فَقَالَ : أَتَعْجَبُونَ مِنْ هَذِهِ لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ أَحْسَنُ مِنْهَا.
145- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْجُمَحِيِّ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ أَنَّ عُطَارِدَ بْنَ حَاجِبٍ , أَهْدَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبًا مِنْ دِيبَاجٍ كَسَاهُ إِيَّاهُ كِسْرَى , فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ , فَجَعَلُوا يَلْمَسُونَهُ وَيَعْجَبُونَ وَيَقُولُونَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أُنْزِلَ عَلَيْكَ هَذَا مِنَ السَّمَاءِ ؟ فَقَالَ : لاَ تَعْجَبُونَ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْ هَذَا , يَا غُلاَمُ , اذْهَبْ بِهَذَا إِلَى أَبِي جَهْمٍ وَجِئْنَا بِأَنْبِجَانِيَّتِهِ.
بَابُ
مَنَازِلِ الأَنْبِيَاءِ.
146- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ
رَجُلٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : صَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّ صَلاَةَ أَحَدِكُمْ عَلَيَّ
زَكَاةٌ لَهُ، سَلُوا اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِيَ الْوَسِيلَةَ قَالَ :
فَإِمَّا سَأَلُوهُ وَإِمَّا أَخْبَرَهُمْ.
قَالَ : هِيَ أَعْلَى دَرَجَةٍ فِي الْجَنَّةِ لاَ
يَنَالُهَا غَيْرُ رَجُلٍ وَاحِدٍ وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ.
147- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ كَعْبٍ
, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : صَلُّوا عَلَيَّ ؛ فَإِنَّ الصَّلاَةَ عَلَيَّ زَكَاةٌ لَكُمْ , وَسَلُوا اللَّهَ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِيَ الْوَسِيلَةَ قَالُوا : وَمَا الْوَسِيلَةُ يَا رَسُولَ
اللَّهِ.
قَالَ : أَعْلَى دَرَجَةٍ فِي الْجَنَّةِ، لاَ
يَنَالُهَا إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ.
148- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ , عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَبْكِي , فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا يُبْكِيكَ يَا فُلاَنُ ؟ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاللَّهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ، لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَهْلِي وَمَالِي , وَإِنِّي لَأَذْكُرُكَ وَأَنَا فِي أَهْلِي فَيَأْخُذُنِي مِثْلُ الْجُنُونِ حَتَّى آتِيَكَ , فَذَكَرْتُ مَوْتِي وَمَوْتَكَ، فَعَرَفْتُ أَنِّي لَنْ أُجَامِعَكَ إِلَّا فِي الدُّنْيَا , وَأَنَّكَ تُرْفَعُ مَعَ النَّبِيِّينَ , وَعَرَفْتُ أَنِّي إِنْ أَنَا أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ كُنْتُ فِي مَنْزِلَةٍ هِيَ أَدْنَى مِنْ مَنْزِلَتِكَ . قَالَ : فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا . قَالَ : فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء] قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَافُلاَنُ أَبْشِرْ . فَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ
149- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , وَقَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي
قَوْلِهِ تَعَالَى : {وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} [مريم] قَالَ : أُدْنِيَ حَتَّى
سَمِعَ صَرِيفَ الْقَلَمِ فِي الأَلْوَاحِ.
150- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ
السَّائِبِ , عَنْ مَيْسَرَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى لِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ
: {وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} [مريم] قَالَ : أُدْنِيَ حَتَّى سَمِعَ صَرِيفَ
الْقَلَمِ فِي الأَلْوَاحِ.
151- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , وَقَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
مَنْصُورٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ : {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا} [مريم] قَالَ :
السَّمَاءُ الرَّابِعَةُ.
152- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ أَبِي
هَارُونَ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ
: السَّمَاءُ الرَّابِعَةُ.
153- حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ
, عَنْ مَيْسَرَةَ : {وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} [مريم] قَالَ : قَرَّبَهُ حَتَّى سَمِعَ صَرِيرَ
الْقَلَمِ.
بَابُ
مَنَازِلِ الشُّهَدَاءِ
154- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ , عَنْ مَسْرُوقٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ فِي
قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي
سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل
عمران] . قَالَ : أَمَا إِنَّا قَدْ سَأَلْنَا عَنْ ذَلِكَ , فَقَالَ : أَرْوَاحُهُمْ كَطَيْرٍ
خُضْرٍ تَسْرَحُ فِي الْجَنَّةِ فِي أَيِّهَا شَاءَتْ ثُمَّ تَأْوِي إِلَى
قَنَادِيلَ مُعَلَّقَةٍ بِالْعَرْشِ , فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذِ اطَّلَعَ
عَلَيْهِمْ رَبُّكَ اطِّلاَعَةً فَقَالَ : سَلُونِي مَا شِئْتُمْ , فَقَالُوا :
يَا رَبَّنَا , مَاذَا نَسْأَلُكَ وَنَحْنُ فِي الْجَنَّةِ نَسْرَحُ فِي أَيِّهَا
شِئْنَا ؟ قَالَ : فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُمْ لَنْ يُتْرَكُوا شَيْئًا مِنْ أَنْ
يَسْأَلُوا ؛ قَالُوا : نَسْأَلُكَ أَنْ تَرُدَّ أَرْوَاحَنَا إِلَى أَجْسَادِنَا
فِي الدُّنْيَا حَتَّى نُقْتَلَ فِي سَبِيلِكَ.
قَالَ : فَلَمَّا رَأَى أَنَّهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ
إِلَّا هَذَا تُرِكُوا.
155- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ , عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَمَّا أُصِيبَ إِخْوَانُكُمْ جَعَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَرْوَاحَهُمْ فِي أَجْوَافِ طَيْرٍ خُضْرٍ تَرِدُ أَنْهَارَهَا وَتَأْكُلُ مِنْ ثِمَارِهَا وَتَسْرَحُ فِي الْجَنَّةِ حَيْثُ تَشَاءُ فَلَمَّا رَأَوْا حُسْنَ مَقِيلِهِمْ وَمَطْعَمِهِمْ وَمَشْرَبِهِمْ قَالُوا : يَالَيْتَ قَوْمَنَا يَعْلَمُونَ بِالَّذِي صَنَعَ اللَّهُ بِنَا كَيْ يَرْغَبُوا فِي الْجِهَادِ وَلاَ يَنْكُلُوا عَنْهُ , فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَهُمْ : إِنِّي مُخْبِرٌ عَنْكُمْ وَمُبْلِغٌ إِخْوَانَكُمْ , فَفَرِحُوا بِذَلِكَ وَاسْتَبْشَرُوا فَذَلِكَ قَوْلُهُ {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران] إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى {وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران]
156- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْمُخْتَارِ مَوْلَى مُوسَى
بْنِ طَلْحَةَ
, عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ , عَنْ أَبِي
سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
: إِنَّ أَرْوَاحَ الشُّهَدَاءِ فِي طَيْرٍ خُضْرٍ تَرْعَى فِي رِيَاضِ الْجَنَّةِ
, ثُمَّ يَكُونُ مَأْوَاهَا إِلَى قَنَادِيلَ مُعَلَّقَةٍ بِالْعَرْشِ , فَيَقُولُ
الرَّبُّ لَهُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : هَلْ تَعْلَمُونَ كَرَامَةً أَكْرَمَ مِنْ
كَرَامَةٍ أَكْرَمْتُكُمُوهَا ؟ فَيَقُولُونَ : لاَ إِلَّا أَنَّا وَدِدْنَا
أَنَّكَ أَعَدْتَ أَرْوَاحَنَا فِي أَجْسَادِنَا حَتَّى نُقَاتِلَ مَرَّةً أُخْرَى
فَنُقْتَلَ فِي سَبِيلِكَ.
157- حَدَّثَنَا يُونُسُ , عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ , عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ : سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ
يَقُولُ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَلاَ
أُبَشِّرُكَ يَا جَابِرُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَحْيَا أَبَاكَ ,
فَقَالَ : مَا تُحِبُّ أَنْ أَصْنَعَ بِكَ ؟ فَقَالَ : يَا رَبِّ تَرُدَّنِي إِلَى
الدُّنْيَا فَأُقَاتِلَ فَأُسْتَشْهَدَ مَرَّةً أُخْرَى.
158- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ
, عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : قَامَ يَزِيدُ بْنُ شَجَرَةٍ فِي أَصْحَابِهِ , فَقَالَ
إِنَّهُ قَدْ أَصْبَحْتُ عَلَيْكُمْ وَأَمْسَيْتُ مِنْ بَيْنِ أَخْضَرَ وَأَحْمَرَ
وَأَصْفَرَ , وَفِي الْبُيُوتِ مَا فِيهَا , فَإِذَا لَقِيتُمُ الْعَدُوَّ غَدًا فَقُدُمًا
قُدُمًا ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ : مَا تَقَدَّمَ رَجُلٌ خُطْوَةً إِلَّا اطَّلَعَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
عَلَيْهِ الْحُورَ الْعِينَ وَإِنْ تَأَخَّرَ اسْتَتَرْنَ عَنْهُ وَإِنِ اسْتُشْهِدَ
كَانَ أَوَّلُ نَفْحَةٍ مِنْ دَمِهِ كَفَّارَةَ خَطَايَاهُ وَيُنَزَّلُ إِلَيْهِ
اثْنَتَانِ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ فَتَنْفُضَانِ عَنْهُ التُّرَابَ , وَتَقُولاَنِ :
مَرْحَبًا ؛ فَقَدْ آنَ لَكَ , وَيَقُولُ : مَرْحَبًا فَقَدْ آنَ لَكُمَا.
159- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ
, عَنِ الرَّبِيعِ , عَنْ أَنَسٍ , عَنْ أَبِي الْعَالِيَةَ : {وَقَالُوا :
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ , وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ} [الزمر]
قَالَ : أَرْضُ الْجَنَّةِ.
160- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ
الذِّكْرِ} [الأنبياء] قَالَ : الْقُرْآنُ وَالتَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ {مِنْ بَعْدِ
الذِّكْرِ} [الأنبياء] الَّذِي فِي السَّمَاءِ {أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا
عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} [الأنبياء] قَالَ : أَرْضُ الْجَنَّةِ.
161- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ شَجَرَةٍ قَالَ : وَكَانَ يُصَدِّقُ فِعْلُهُ
قَوْلَهُ , وَكَانَ يَقُولُ : إِنَّ السُّيُوفَ مَفَاتِيحُ الْجَنَّةِ , وَكَانَ
يَقُولُ : إِذَا الْتَقَى الصَّفَّانِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُقِيمَتِ الصَّلاَةُ
يَزَّيَّنُ الْحُورُ الْعِينُ فَاطَّلَعْنَ فَإِذَا أَقْبَلَ قُلْنَ : اللَّهُمَّ
ثَبِّتْهُ , اللَّهُمَّ انْصُرْهُ , اللَّهُمَّ أَعِنْهُ , وَإِذَا أَدْبَرَ
احْتَجَبْنَ عَنْهُ , وَقُلْنَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ , فَإِذَا قُتِلَ غُفِرَ
لَهُ بِأَوَّلِ قَطْرَةٍ تَخْرُجُ مِنْ دَمِهِ كُلُّ ذَنْبٍ حَوْلَهُ , وَيَنْزِلُ
عَلَيْهِ اثْنَتَانِ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ فَتَمْسَحَانِ الْغُبَارَ عَنْ
وَجْهِهِ , وَتَقُولاَنِ : قَدْ آنَ لَكَ , وَيَقُولُ : قَدْ آنَ لَكُمَا.
162- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : خَطَبَنَا يَزِيدُ بْنُ شَجَرَةَ وَكَانَ مَا عَلِمْتُ يُصَدِّقُ قَوْلُهُ فِعْلَهُ . قَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ احْمَدُوا اللَّهَ عَلَى حُسْنِ النِّعْمَةِ عَلَيْكُمْ مِنْ بَيْنِ أَخْضَرَ وَأَصْفَرَ وَأَحْمَرَ، وَفِي الرِّجَالِ وَمَا فِيهَا , وَلَقَدْ أُخْبِرْتُ أَنَّ السُّيُوفَ مَفَاتِيحُ الْجَنَّةِ , فَإِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ وَالْتَقَى الزَّحْفَانِ فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَأَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَزُيِّنَتِ الْحُورُ الْعِينُ , فَاطَّلَعْنَ، فَإِذَا أَقْبَلَ الرَّجُلُ قُلْنَ : اللَّهُمَّ أَعِنْهُ , اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ، فَإِذَا أَدْبَرَ احْتَجَبْنَ مِنْهُ وَقُلْنَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ . فَأَنْهِكُوا وُجُوهَ الْعَدُوِّ فِدَاكُمْ أَبِي وَأُمِّي، وَلاَ تُخْزُوا الْحُورَ الْعِينَ، فَأَوَّلُ نَفْحَةٍ تَقْطُرُ مِنْ دَمِهِ يُغْفَرُ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ عَمِلَهُ، وَيَنْزِلُ إِلَيْهِ زَوْجَتَانِ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ فَتَمْسَحَانِ التُّرَابَ عَنْ وَجْهِهِ , وَتَقُولاَنِ : قَدْ آنَ لَكَ , وَيَقُولُ : قَدْ آنَ لَكُمَا، وَيَكْسُوَانِهِ حُلَّةً لَيْسَ مِنْ نَسِيجِ بَنِي آدَمَ، وَلَكِنْ مِنْ نَبْتِ الْجَنَّةِ، لَوْ وُضِعَتْ بَيْنَ أُصْبُعَيْهِ وَسِعَتْهُ , ثُمَّ قَالَ : هَكَذَا، وَأَلْزَقَ الْوُسْطَى وَالسَّبَّابَةَ.
163- حَدَّثَنَا أَبُو زُبَيْدٍ , وَابْنُ فُضَيْلٍ , عَنِ
الأَشْعَثِ , عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : لِلْقَتِيلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَبَارَكَ
وَتَعَالَى عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ : يُغْفَرُ لَهُ ذُنُوبُهُ فِي أَوَّلِ
دَفْعَةٍ مِنْ دَمِهِ , وَيُجَارُ مِنَ الْعَذَابِ , وَيُحَلَّى حُلَّةَ الْإِيمَانِ ,
وَيُزَوَّجُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ , وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ ,
وَيُؤَمَّنُ مِنَ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ.
164- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ شُعْبَةَ , عَنْ عُمَارَةَ
بْنِ أَبِي حَفْصَةَ , عَنْ حُجْرٍ الْهَجَرِيِّ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي
قَوْلِهِ : فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ
اللَّهُ قَالَ : هُمُ الشُّهَدَاءُ هُمْ ثَنِيَّةُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
مُتَقَلِّدِينَ السُّيُوفَ حَوْلَ الْعَرْشِ.
165- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ يَزِيدَ , عَنْ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَلاَءِ , عَنْ مُسْلِمٍ , عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ ,
عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ
: الشُّهَدَاءُ فِي قِبَابٍ فِي رِيَاضٍ بِفِنَاءِ
الْجَنَّةِ , يُبْعَثُ إِلَيْهِمْ ثَوْرٌ وَحُوتٌ فَيَعْتَرِكَانِ فَيَلْهُونْ
بِهِمَا فَإِذَا احْتَاجُوا إِلَى شَيْءٍ عَقَرَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ ,
فَيَأْكُلُونَ مِنْهُ فَيَجِدُونَ فِيهِ طَعْمَ كُلِّ شَيْءٍ فِي الْجَنَّةِ.
166- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ,
حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ , عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
الشُّهَدَاءُ عَلَى بَارِقٍ - نَهْرٍ بِبَابِ الْجَنَّةِ - فِي رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ
يَخْرُجُ عَلَيْهِمْ رِزْقُهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ بُكْرَةً وَعَشِيًّا.
167- حَدَّثَنَا يُونُسُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
إِسْحَاقَ قَالَ : حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ
قَالَ : حَدَّثَنِي بَعْضُ , أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : الشُّهَدَاءُ ثَلاَثَةٌ فَأَدْنَى
الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَنْزِلَةً رَجُلٌ خَرَجَ
مُسَوِّدًا بِنَفْسِهِ وَرَحْلِهِ لاَ يُرِيدُ أَنْ يُقْتَلَ وَلاَ يَقْتُلَ , أَتَاهُ سَهْمٌ
غَرْبٌ فَأَصَابَهُ , فَأَوَّلُ قَطْرَةٍ تَقْطُرُ مِنْ دَمِهِ يُغْفَرُ لَهُ
بِهَا مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ , ثُمَّ يُهْبِطُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
إِلَيْهِ جَسَدًا مِنَ السَّمَاءِ فَيُجْعَلُ فِيهِ رُوحُهُ , ثُمَّ يُصْعَدُ بِهِ إِلَى اللَّهِ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَمَا يَمُرُّ بِسَمَاءٍ مِنَ السَّمَاوَاتِ إِلَّا
شَيَّعَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
فَإِذَا انْتُهِيَ بِهِ إِلَيْهِ وَقَعَ سَاجِدًا , ثُمَّ يُؤْمَرَ بِهِ فَيُكْسَى
سَبْعُونَ رَدْحًا مِنَ الْإِسْتَبْرَقِ , ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَأَحْسَنِ مَا رَأَيْتُمْ مِنْ شَقَائِقِ
النُّعْمَانِ , أَوْ حَدَّثَ ذَلِكَ كَعْبُ الأَحْبَارِ مِنْ قَوْلِ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ كَعْبٌ : أَجَلْ كَأَحْسَنِ
مَا رَأَيْتُمْ مِنْ شَقَائِقِ النُّعْمَانِ , ثُمَّ يُقَالُ : اذْهَبُوا بِهِ إِلَى إِخْوَانِهِ
مِنَ الشُّهَدَاءِ فَاجْعَلُوهُ مَعَهُمْ ,
فَيُؤْتَى إِلَيْهِمْ وَهُمْ فِي قُبَّةٍ خَضْرَاءَ فِي رَوْضَةٍ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ يَخْرُجُ عَلَيْهِمْ حُوتٌ وَثَوْرٌ مِنَ الْجَنَّةَ لِغَدَائِهِمْ , فَيَلْعَبَانِ بِهِمْ حَتَّى إِذَا كَثُرَ عَجَبُهُمْ مِنْهَا طَعَنَ الثَّوْرُ الْحُوتَ بِقَرْنِهِ فَبَقَرَهُ لَهُمْ عَمَّا يُدْعَوْنَ , ثُمَّ يَرُوحَانِ عَلَيْهِمْ لِعَشَائِهِمْ فَيَلْعَبَانِ بِهِمْ حَتَّى إِذَا كَثُرَ عَجَبُهُمْ مِنْهُمَا طَعَنَ الْحُوتُ الثَّوْرَ بِذَنَبِهِ فَبَقَرَهُ لَهُمْ عَمَّا يُدْعَوْنَ , فَإِذَا انْتَهَى إِلَى إِخْوَانِهِ سَأَلُوهُ كَمَا تَسْأَلُونَ الرَّاكِبَ يَقْدَمُ عَلَيْكُمْ مِنْ بِلاَدِكُمْ , فَيَقُولُونَ : مَا فَعَلَ فُلاَنٌ ؟ فَيَقُولُونَ : أَفْلَسَ , فَيَقُولُ : فَمَا أَهْلَكَ مَالَهُ فَوَاللَّهِ إِنْ كَانَ لَكَيِّسًا جَمُوعًا تَاجِرًا , فَيَقُولُونَ : إِنَّا لاَ نَعُدُّ الْمُفْلِسَ مَا تَعُدُّونَ , إِنَّمَا نَعُدُّ الْمُفْلِسَ مِنَ الأَعْمَالِ , فَمَا فَعَلَ فُلاَنٌ وَامْرَأَتُهُ فُلاَنَةُ ؟ فَيَقُولُ : طَلَّقَهَا , فَيَقُولُونَ : فَمَا الَّذِي نَزَلَ بَيْنَهُمَا حَتَّى طَلَّقَهَا ؛ فَوَاللَّهِ إِنْ كَانَ بِهَا لَمُعْجَبًا , فَيَقُولُونَ : فَمَا فَعَلَ فُلاَنٌ ؟ فَيَقُولُ : مَاتَ أَيْ مَاتَ قَبْلِي بِزَمَانٍ , فَيَقُولُونَ : هَلَكَ وَاللَّهِ فُلاَنٌ وَاللَّهِ مَا سَمِعْنَا لَهُ بِذِكْرٍ، إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى طَرِيقَيْنِ : أَحَدُهُمَا عَلَيْنَا، وَالْأُخْرَى مُخَالِفٌ بِهِ عَنَّا , فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِعَبْدٍ خَيْرًا أَمَرَ بِهِ عَلَيْنَا فَعَرَفْنَا مَتَى مَاتَ , وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ شَرًّا خُولِفَ بِهِ عَنَّا فَلَمْ نَسْمَعْ لَهُ بِذِكْرٍ , هَلَكَ وَاللَّهِ فَلاَنٌ ؛ فَإِنَّ هَذَا أَدْنَى الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً وَالْآخَرُ خَرَجَ مُسَوِّدًا بِنَفْسِهِ وَرَحْلِهِ يُحِبُّ أَنْ يُقْتَلَ وَيَقْتُلُ أَتَاهُ سَهْمٌ غَرْبٌ فَأَصَابَهُ فَذَلِكَ رَفِيقُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَحُكُّ رُكْبَتَاهُ رُكْبَتَيْهِ , وَأَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ رَجُلٌ خَرَجَ مُسَوِّدًا بِنَفْسِهِ وَرَحْلِهِ يُحِبُّ أَنْ يُقْتَلَ وَيَقْتُلَ , فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ قَنْصًا فَذَاكَ يَبْعَثُهُ اللَّهُ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَاهِرًا سَيْفَهُ يَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ لاَ يَسْأَلُهُ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ.
168- حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ , حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ
سَعْدٍ الْقُرَشِيُّ , عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ
, عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ : إِذَا قُتِلَ الرَّجُلُ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ كَانَ أَوَّلُ قَطْرَةٍ تَقَعُ عَلَى الأَرْضِ مِنْ دَمِهِ يُغْفَرُ لَهُ
بِهَا ذُنُوبُهُ كُلُّهَا فَيُرْسِلُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَيْهِ
بِرِيطَةٍ مِنَ الْجَنَّةِ فَتُقْبَضُ فِيهَا نَفْسُهُ وَيُجَسَّدُ مِنَ
الْجَنَّةِ فَتُرَكَّبُ فِيهِ رُوحُهُ , ثُمَّ يَعْرُجُ مَعَ الْمَلاَئِكَةِ
كَأَنَّمَا كَانَ مِنْهُمْ مُنْذُ خَلَقَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَتَّى
يُؤْتَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ فَيُفْتَحَ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ فَلاَ
يَمُرُّ بِمَلَكٍ إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ وَشَيَّعَهُ حَتَّى يُؤْتَي بِهِ
الرَّحْمَنُ فَيَسْجُدُ قَبْلَ الْمَلاَئِكَةِ , ثُمَّ تَسْجُدُ بَعْدَهُ
الْمَلاَئِكَةُ , ثُمَّ يُغْفَرُ لَهُ وَيُطَهَّرُ , ثُمَّ يُؤْمَرُ بِهِ إِلَى
الشُّهَدَاءِ فَيَجِدُهُمْ فِي رِيَاضِ خُضْرٍ وَقِبَابٍ مِنْ حَرِيرٍ عِنْدَهُمْ
حُوتٌ وَثَوْرٌ يَلْعَبَانِ لَهُمْ كُلَّ يَوْمٍ لُعْبَةً لَمْ يَلْعَبَا بِهَا
الأَمْسَ يَظَلُّ الْحُوتُ يَسْبَحُ فِي أَنْهَارِ الْجَنَّةِ يَأْكُلُ مِنْ كُلِّ
رَائِحَةٍ فِي الْجَنَّةِ فَإِذَا أَمْسَى وَكَزَهُ الثَّوْرُ بِقَرْنِهِ
فَذَكَّاه فَأَكَلُوا مِنْ لَحْمِهِ يَجِدُونَ فِي طَعْمِ لَحْمِهِ كُلَّ
رَائِحَةٍ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ يَبِيتُ الثَّوْرُ نَافِشًا فِي الْجَنَّةِ
يَأْكُلُ مِنْ كُلِّ ثَمَرَةٍ فِي الْجَنَّةِ فَإِذَا أَصْبَحَ غَدَا عَلَيْهِ
الْحُوتُ فَوَكَزَهُ بِذَنَبِهِ فَذَكَّاه فَأَكَلُوا مِنْ لَحْمِهِ يَجِدُونَ فِي
طَعْمِ لَحْمِهِ طَعْمَ كُلِّ ثَمَرَةٍ فِي الْجَنَّةِ يَنْظُرُونَ إِلَى
مَنَازِلِهِمْ فِي الْجَنَّةِ يَدْعُونَ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِقِيَامِ
السَّاعَةِ.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : قَالَ هَنَّادٌ : النَّفَشُ الأَكْلُ
بِاللَّيْلِ
بَابُ
قَوْلِهِ {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}.
169- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ أَبِي بَكْرٍ
الْهُذَلِيِّ , عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ , عَنْ أَبِي مُوسَى فِي
قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى} قَالَ :
الْجَنَّةُ وَزِيَادَةٌ : النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ اللَّهِ تَعَالَى.
170- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ إِسْرَائِيلَ , عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ , عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ , عَنْ أَبِي بَكْرٍ , وَعَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ , عَنْ مُسْلِمِ بْنِ نَذِيرٍ , عَنْ حُذَيْفَةَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ
وَجَلَّ {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} قَالاَ : النَّظَرُ إِلَى
وَجْهِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى.
171- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ,
عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى , عَنْ
صُهَيْبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ
{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} قَالَ : إِذَا دَخَلَ أَهْلُ
الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ نَادَى مُنَادٍ : يَا أَهْلَ
الْجَنَّةِ , إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ مَوْعِدًا يُرِيدُ أَنْ يُنْجِزَكُمُوهُ
, فَيَقُولُونَ : مَا هُوَ ؟ أَلَمْ يُثَقِّلِ اللَّهُ مَوَازِينَنَا وَيُبَيِّضْ
وُجُوهَنَا , وَيُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ , وَيُجِرْنَا مِنَ النَّارِ ؟ فَيَكْشِفُ
وَيَتَجَلَّى فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ . قَالَ : فَوَاللَّهِ مَا أَعْطَاهُمْ
شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَيْهِ , وَهِيَ الزِّيَادَةُ.
172- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الرَّازِيُّ , عَنْ أَبِي
سِنَانٍ , عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ : إِنَّ أَشْرَفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً
مَنْ يَنْظُرُ إِلَى اللَّهِ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً , وَإِنَّ أَوْضَعَهُمْ
مَنْزِلَةً مَنْ لَهُ مُلْكُ سَنَةٍ يَنْظُرُ إِلَى أَقْصَاهُ كَمَا يَنْظُرُ
إِلَى أَدْنَاهُ.
بَابُ
دُخُولِ الْجَنَّةِ
173- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
, عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ سَأَلَ الْجَنَّةَ ثَلاَثَ
مَرَّاتٍ قَالَتِ الْجَنَّةُ : اللَّهُمَّ , أَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ , وَمَنِ
اسْتَجَارَ بِاللَّهِ تَعَالَى مِنَ النَّارِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ قَالَتِ النَّارُ :
اللَّهُمَّ , أَجِرْهُ مِنَ النَّارِ.
174- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ ,
عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَزْدِيِّ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عَمْرٍو قَالَ : مَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلَّا يَسْعَى عَلَيْهِ
أَلْفُ خَادِمٍ كُلُّ خَادِمٍ عَلَى عَمَلٍ مَا عَلَيْهِ صَاحِبُهُ.
175- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنِ الأَغَرِّ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ : إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ نَادَى مُنَادٍ : يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ , إِنَّ لَكُمْ أَنْ تَحْيَوْا فَلاَ تَمُوتُوا أَبَدًا , وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَشِبُّوا فَلاَ تَهْرَمُوا أَبَدًا , وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَصِحُّوا فَلاَ تَسْقَمُوا أَبَدًا , وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَنْعَمُوا فَلاَ تَبْأَسُوا أَبَدًا قَالَ : فَذَلِكَ قَوْلُهُ {وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}.
176- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ , عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ , عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ يُسْمِعُهُمُ الدَّاعِيَ وَيُنْفِذُهُمُ الْبَصَرَ قَالَ : فَيَقُومُ مُنَادٍ فَيُنَادِي أَيْنَ الَّذِينَ كَانُوا يَحْمَدُونَ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ ؟ قَالَ : فَيَقُومُونَ وَهُمْ قَلِيلٌ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ , ثُمَّ يَعُودُ فَيُنَادِي : لِيَقُمِ الَّذِينَ كَانُوا تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ , فَيَقُومُونَ وَهُمْ قَلِيلٌ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ قَالَ : ثُمَّ يَقُومُ فَيُنَادِي لِيَقُمِ الَّذِينَ كَانُوا {لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ} قَالَ : فَيَقُومُونَ وَهُمْ قَلِيلٌ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ . قَالَ : ثُمَّ يُؤْمَرُ بِسَائِرِ النَّاسِ فَيُحَاسَبُونَ.
177- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ , عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ : سَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : يَدْخُلُ الْجَنَّةَ
مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ قَالَ : فَقَالَ الرَّجُلُ :
ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ . قَالَ : فَقَالَ : اللَّهُمَّ
اجْعَلْهُ مِنْهُمْ قَالَ : فَقَامَ إِلَيْهِ آخَرُ , فَقَالَ : ادْعُ اللَّهَ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ , فَقَالَ : سَبَقَكَ بِهَا
عُكَّاشَةُ.
178- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ إِسْحَاقَ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ ,
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : سَأَلْتُ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الشَّفَاعَةَ لِأُمَّتِي ,
فَقَالَ لَكَ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلاَ
عَذَابٍ . قَالَ : فَقُلْتُ : رَبِّي زِدْنِي قَالَ : فَإِنَّ لَكَ مَعَ كُلِّ
أَلْفٍ سَبْعِينَ أَلْفًا، قَالَ : قُلْتُ رَبِّ زِدْنِي، قَالَ : فَحَثَا لِي
بَيْنَ يَدَيْهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ قَالَ : فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ
حَسْبُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ : فَقَالَ عُمَرُ : يَا أَبَا بَكْرٍ، دَعْ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ لَنَا كَمَا أَكْثَرَ
اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَنَا
. قَالَ : فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : يَا عُمَرُ، إِنَّمَا
نَحْنُ حَفْنَةٌ مِنْ حَفَنَاتِ اللَّهِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : صَدَقَ أَبُو بَكْرٍ.
179- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ شُعْبَةَ , عَنْ عَمْرِو بْنِ
مُرَّةَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : يَرْفَعُ
اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِلْمُسْلِمِ ذُرِّيَّتَهُ وَإِنْ كَانُوا دُونَهُ
فِي الْعَمَلِ لِيُقِرَّ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِهِمْ عَيْنَهُ , ثُمَّ
قَرَأَ {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ} [الطور].
180- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ مِسْعَرٍ , وَسُفْيَانَ
, عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ : {وَالَّذِينَ آمَنُوا
وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ} [الطور] قَالَ : أُعْطِيَ
الأَبْنَاءُ مَا أُعْطِيَ الْآبَاءُ.
بَابُ
الشَّفَاعَةِ
181- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ
, عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ أَبِي مَلِيحٍ , عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ
قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي
بَعْضِ أَسْفَارِهِ فَعَرَّسَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَعَرَّسْنَا مَعَهُ وَتَوَسَّدَ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنَّا ذِرَاعَ رَاحِلَتِهِ
قَالَ فَقُمْتُ بَعْضَ اللَّيْلِ فَإِذَا أَنَا لاَ أَرَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ رَاحِلَتِهِ فَطَلَبْتُهُ , فَبَيْنَا أَنَا
كَذَلِكَ إِذْ أَنَا بِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَأَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ وَقَدْ
أَفْزَعَهُمَا مَا أَفْزَعَنِي فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ سَمِعْنَا هَزِيزًا
كَهَزِيزِ الرَّحَا بِأَعْلَى الْوَادِي وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَنَا فَأَخْبَرْتُهُ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتٍ مِنْ رَبِّي يُخَيِّرُنِي
بَيْنَ الشَّفَاعَةِ وَبَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ ,
فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ , فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , الصُّحْبَةَ
اجْعَلْنَا فِي شَفَاعَتِكَ.
قَالَ :
إِنَّكُمْ مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِي , ثُمَّ أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى النَّاسِ , فَأَخْبَرُوا رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا كَانَ مِنْ أَمْرِهِمْ , فَقَالَ : إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتٍ مِنْ
رَبِّي فَخَيَّرَنِي بَيْنَ الشَّفَاعَةِ وَبَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي
الْجَنَّةَ , فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ,
اجْعَلْنَا مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِكَ , فَمَا أَضَبُّوا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أُشْهِدُ مَنْ حَضَرَنِي أَنَّ شَفَاعَتِي
لِمَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا.
182- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
إِسْحَاقَ , عَنْ مُوسَى بْنِ يَسَارٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ دَعَا
بِهَا , وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي ؛ شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ
الْقِيَامَةِ.
183- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ , عَنْ أَبِي حَيَّانَ , عَنْ أَبِي زُرْعَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دَعْوَةٍ فَرُفِعَ إِلَيْهِ الذِّرَاعُ وَكَانَتْ تُعْجِبُهُ فَنَهَسَ مِنْهَا نَهْسَةً ثُمَّ قَالَ : أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , وَهَلْ تَدْرُونَ مِمَّ ذَاكَ ؛ يَجْمَعُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَيُبْصِرُهُمُ النَّاظِرُ وَيُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي وَتَدْنُو مِنْهُمُ الشَّمْسُ , فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ : أَلاَ تَرَوْنَ إِلَى مَا أَنْتُمْ فِيهِ , أَلاَ تَرَوْنَ إِلَى مَا قَدْ بَلَغَكُمْ , أَلاَ تَنْظُرُونَ إِلَى مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ , فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ : أَبُوكُمْ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ , فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ , وَخَلَقَكَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ , وَأَسْكَنَكَ الْجَنَّةَ , وَأَمَرَ الْمَلاَئِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ , أَلاَ تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ , أَلاَ تَرَى إِلَى مَا قَدْ بَلَغَنَا أَلاَ تَشْفَعُ لَنَا إِلَى رَبِّكَ ؟ فَيَقُولُ آدَمُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ ,
وَإِنَّهُ
قَدْ نَهَانِي عَنِ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ نَفْسِي نَفْسِي ؛ اذْهَبُوا إِلَى
غَيْرِي اذْهَبُوا إِلَى نُوحٍ , فَيَأْتُونَ نُوحًا , فَيَقُولُونَ : يَا نُوحُ , أَنْتَ
أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ وَسَمَّاكَ اللَّهُ تَعَالَى عَبْدًا
شَكُورًا أَلاَ تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ , أَلاَ تَرَى إِلَى مَا قَدْ بَلَغَنَا
, أَلاَ تَشْفَعُ لَنَا إِلَى رَبِّكَ ؟ قَالَ : فَيَقُولُ نُوحٌ : إِنَّ اللَّهَ
تَعَالَى قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ , وَلَنْ
يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ , نَفْسِي نَفْسِي ؛ اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي , حَتَّى
يَأْتُونِي , فَأَجِيءُ , فَأَسْجُدُ تَحْتَ الْعَرْشِ , فَيُقَالُ : يَا
مُحَمَّدُ , ارْفَعْ رَأْسَكَ وَاسْأَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ.
184- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ دَاوُدَ بْنِ
أَبِي هِنْدَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ الأَسَدِيِّ , عَنِ الْحَارِثِ
بْنِ أُقَيْشٍ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ مِنْ أُمَّتِي مَنْ سَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِ
أَكْثَرُ مِنْ مُضَرَ.
185- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , عَنْ
مُوسَى بْنِ يَسَارٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَدْخُلُ
الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِ أَكْثَرُ مِنْ مُضَرَ.
186- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ
إِبْرَاهِيمَ , عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ : مَا زَالَتِ الشَّفَاعَةُ
بِالنَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى إِنَّ إِبْلِيسَ الأَبَالِسِ لَيَتَطَاوَلُ
رَجَاءَ أَنْ تَنَالَهُ.
187- حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ
يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ , عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يُصَفُّ أَهْلُ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ صُفُوفًا، فَيَمُرُّ بِهِمُ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ,
فَيَقُولُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ : يَا فُلاَنُ , فَيَقُولُ : مَا تُرِيدُ ؟
فَيَقُولُ : أَمَا تَذْكُرُ رَجُلًا سَقَاكَ شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ يَوْمَ كَذَا
وَكَذَا ؟ قَالَ : فَيَقُولُ : وَإِنَّكَ لَأَنْتَ هُوَ ؟ قَالَ : فَيَقُولُ :
نَعَمْ . قَالَ : فَيَشْفَعُ لَهُ , فَيُشَفَّعُ . قَالَ : وَيَقُولُ الرَّجُلُ
مِنْهُمْ لِلرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ : يَا فُلاَنُ , فَيَقُولُ : مَا
تُرِيدُ ؟ فَيَقُولُ : مَا تَذْكُرُ رَجُلًا وَهَبَ لَكَ وَضُوءًا يَوْمَ كَذَا
وَكَذَا ؟ قَالَ : فَيَقُولُ : نَعَمْ , وَإِنَّكَ لَأَنْتَ هُوَ قَالَ : فَيَشْفَعُ لَهُ ,
فَيُشَفَّعُ فِيهِ.
188- حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ , عَنِ الأَعْمَشِ
, عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ , عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّمَا الشَّفَاعَةُ لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ.
189- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ ,
عَنْ أَنَسٍ قَالَ : مَنْ كَذَّبَ بِالشَّفَاعَةِ فَلَيْسَ لَهُ فِيهَا نَصِيبٌ ,
وَمَنْ كَذَّبَ بِالْحَوْضِ فَلَيْسَ لَهُ فِيهِ نَصِيبٌ.
190- حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ , عَنْ عَطَاءِ
بْنِ السَّائِبِ , عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : مَا يَزَالُ
اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُدْخِلُ الْجَنَّةَ وَيُشَفَّعُ حَتَّى يَقُولَ :
وَمَنْ كَانَ مُسْلِمًا فَلْيَدْخُلِ الْجَنَّةَ , فَذَلِكَ قَوْلُهُ {رُبَّمَا يَوَدُّ
الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمَينَ} [الحجر].
191- حَدَّثَنَا أَبُو زُبَيْدٍ , عَنْ أَشْعَثَ , عَنْ
عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ , عَنْ يُونُسَ بْنِ مِهْرَانَ , عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ عُمَرُ : سَيَجِيءُ قَوْمٌ يُكَذِّبُونَ بِالْحَوْضِ ,
وَالشَّفَاعَةِ , وَبِعَذَابِ الْقَبْرِ , وَبِقَوْمٍ يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ.
192- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : لَقَدْ
بَلَغَتِ الشَّفَاعَةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ
لَيَقُولُ لِلْمَلاَئِكَةِ أَخْرِجُوا بِرَحْمَتِي مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ
مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ قَالَ : ثُمَّ يُخْرِجُهُمْ
حَفَنَاتٍ بِيَدِهِ بَعْدَ ذَلِكَ.
193- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ
أَبِي فَزَارَةَ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي
قَوْلِهِ : {مِثْقَالَ حَبَّةٍ} [الأنبياء] فَأَدْخَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَدَهُ فِي
التُّرَابِ , ثُمَّ رَفَعَهَا , ثُمَّ نَفَخَ فِيهِ , ثُمَّ قَالَ : كُلُّ
وَاحِدَةٍ مِنْ هَؤُلاَءِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ.
194- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ سُفْيَانَ
بْنِ زِيَادٍ الْعُصْفُرِيِّ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى : {وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام]
قَالَ : لَمَّا أُمِرَ بِإِخْرَاجِ مَنْ دَخَلَ النَّارَ مِنْ أَهْلِ التَّوْحِيدِ , فَقَالَ مَنْ
فِيهَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ : تَعَالَوْا فَلْنَقُلْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ؛
لَعَلَّنَا أَنْ نُخْرَجَ مَعَ هَؤُلاَءِ , فَقَالُوا فَلَمْ يُصَدَّقُوا . قَالَ
: فَحَلَفُوا {وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام] قَالَ : فَقَالَ اللَّهُ
تَعَالَى : {انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا
كَانُوا يَفْتَرُونَ} [الأنعام].
بَابُ
عِدَّةِ الْمُسْلِمِينَ فِي الْكُفَّارِ
195- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ
لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا
رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ قَالَ فَكَبَّرْنَا , ثُمَّ قَالَ : أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ
تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ قَالَ : فَكَبَّرْنَا , ثُمَّ قَالَ : إِنِّي
لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا شَطْرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ وَسَأُخْبِرُكُمْ عَنْ
ذَلِكَ , مَا الْمُسْلِمُونَ فِي الْكُفَّارِ إِلَّا كَشَعْرَةٍ بَيْضَاءَ فِي
ثَوْرٍ أَسْوَدَ أَوْ كَشَعْرَةٍ سَوْدَاءَ فِي ثَوْرٍ أَبْيَضَ.
196- حَدَّثَنَا يَعْلَى , عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ ,
عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : أَيَسُرُّكُمْ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ قَالُوا :
اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ : أَيَسُرُّكُمْ أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ
أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ قَالَ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ : فَإِنَّ
أُمَّتِي ثُلُثَا أَهْلِ الْجَنَّةِ , وَإِنَّ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
عِشْرُونَ وَمِائَةُ صَفٍّ , أُمَّتِي مِنْ ذَلِكَ ثَمَانُونَ.
197- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ زِيَادٍ الْعَدَوِيِّ , عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ إِذْ رَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} [الحج] وَالْآيَةِ الَّتِي بَعْدَهَا , حَتَّى خَتَمَ الْآيَةَ , فَلَمَّا سَمِعْنَا ذَلِكَ حَثَثْنَا الْمَطِيَّ وَعَلَّمَنَا أَنَّهُ عِنْدَ قَوْلٍ يَقُولُهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا تَأَشَّبُوا حَوْلَهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : تَعْلَمُونَ أَيَّ يَوْمٍ ذَلِكَ ؟ قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ : ذَاكُمْ يَوْمَ يُنَادَى آدَمُ يُنَادِيهِ رَبُّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ,
فَيَقُولُ : يَا آدَمُ قُمْ فَابْعَثْ بَعْثَ النَّارِ , فَيَقُولُ : كَمْ بَعْثُ النَّارِ ؟ فَيَقُولُ : مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ وَتِسْعُ مِائَةٍ قَالَ : فَلَمَّا سَمِعُوا ذَلِكَ أُبْلِسُوا حَتَّى مَا أَوْضَحُوا بِضَاحِكَةٍ , فَمَا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي عِنْدَهُمْ ضَحِكَ وَقَالَ : اعْلَمُوا وَأَبْشِرُوا , فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ مَعَكُمْ لَخَلِيقَتَيْنِ مَا كَانَتَا مَعَ أُمَّةٍ إِلَّا كَثَّرَتَاهُ قَالُوا : مَنْ هُمَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ ؟ قَالَ : يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ , وَمَنْ هَلَكَ مِنْ بَنِي آدَمَ وَإِبْلِيسُ قَالَ : فَسُرِّيَ عَنِ الْقَوْمِ , ثُمَّ قَالَ : اعْلَمُوا وَأَبْشِرُوا فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا أَنْتُمْ فِي النَّاسِ إِلَّا كَالشَّامَةِ فِي جَنْبِ الْبَعِيرِ أَوِ الرَّقْمَةِ فِي ذِرَاعِ الدَّابَّةِ , فَسُرِّيَ عَنِ الْقَوْمِ.
بَابُ
أَصْحَابِ الأَعْرَافِ
198- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ حَبِيبِ
بْنِ أَبِي ثَابِتٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ
: أَصْحَابُ الأَعْرَافِ يُنْتَهَى بِهِمْ إِلَى نَهَرٍ يُقَالُ لَهُ الْحَيَاةُ ,
حَافَّتَاهُ قَصَبُ ذَهَبٍ، قَالَ : أُرَاهُ مُكَلَّلٌ بِاللُّؤْلُؤِ
فَيَغْتَسِلُونَ مِنْهُ اغْتِسَالَةً فَيَبْدُو فِي نُحُورِهِمْ شَامَةٌ بَيْضَاءُ
قَالَ : ثُمَّ يَعُودُونَ فَيَغْتَسِلُونَ , فَكُلَّمَا اغْتَسِلُوا ازْدَادَتْ
بَيَاضًا , فَيُقَالُ لَهُمْ : تَمَنَّوْا مَا شِئْتُمْ قَالَ : فَيَتَمَنَّوْنَ
مَا شَاءُوا فَيُقَالُ لَهُمْ : لَكُمْ مَا تَمَنَّيْتُمْ وَسَبْعُونَ ضِعْفَهُ
قَالَ : فَهُمْ مَسَاكِينُ أَهْلِ الْجَنَّةِ.
199- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
الْحَارِثِ.
مِثْلَهُ , وَزَادَ فِيهِ : تُرْبَتُهُ الْوَرْسُ
وَالزَّعْفَرَانُ.
200- حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ : قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : أَصْحَابُ الأَعْرَافِ حَيْثُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى , وَالأَعْرَافُ : السُّورُ الَّذِي بَيْنَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّارِ وَهُوَ الْحِجَابُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} قَالَ : فَلَمَّا بَدَأَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يَعْتِقَهُمُ انْطُلِقَ بِهِمْ إِلَى نَهَرٍ يُقَالُ لَهُ : الْحَيَاةُ , تُرْبَتُهُ مِسْكٌ , وَحَافَّتَاهُ قَصَبُ الذَّهَبِ مُكَلَّلٌ بِاللُّؤْلُؤِ , فَأُلْقُوا حَتَّى صَلَحَتْ أَلْوَانُهُمْ , فِي نُحُورِهِمْ شَامَةٌ بَيْضَاءُ يُعْرَفُونَ بِهَا , انْتُهِيَ بِهِمْ إِلَى الرَّحْمَنِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ : فَيُقَالُ لَهُمْ : تَمَنَّوْا مَا شِئْتُمْ , فَيَتَمَنَّوْنَ حَتَّى إِذَا انْتَهَتْ أُمْنَيَّتُهُمْ قِيلَ لَهُمْ : فَإِنَّ لَكُمْ مَا تَمَنَّيْتُمْ وَسَبْعِينَ ضِعْفًا . قَالَ : فَأُدْخِلُوا الْجَنَّةَ فِي نُحُورِهِمْ تِلْكَ الشَّامَةُ الْبَيْضَاءُ يُعْرَفُونَ بِهَا . قَالَ : فَهُمْ يُسَمَّوْنَ فِي الْجَنَّةِ مَسَاكِينَ الْجَنَّةِ.
201- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ حُصَيْنٍ , عَنِ
الشَّعْبِيِّ قَالَ : قَالَ حُذَيْفَةُ : أَصْحَابُ الأَعْرَافِ قَوْمٌ كَانَتْ
لَهُمْ حَسَنَاتٌ وَسَيِّئَاتٌ فَخَلَفَتْ بِهِمْ حَسَنَاتُهُمْ عَنِ النَّارِ , وَقَصُرَتْ
بِهِمْ سَيِّئَاتُهُمْ عَنِ الْجَنَّةِ حَتَّى قَضَى اللَّهُ تَعَالَى فِيهِمْ مَا
قَضَى.
202- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي
إِسْحَاقَ , عَنْ عَامِرٍ , عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ : أَصْحَابُ الأَعْرَافِ قَوْمٌ
تَجَاوَزَتْ بِهِمْ حَسَنَاتُهُمْ عَنِ النَّارِ , وَقَصُرَتْ بِهِمْ
سَيِّئَاتُهُمْ عَنِ الْجَنَّةِ.
203- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
خُصَيْفٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : أَصْحَابُ الأَعْرَافِ قَوْمٌ صَالِحُونَ
فُقَهَاءُ وَعُلَمَاءُ , وَالأَعْرَافُ سُورٌ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ.
204- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ جَابِرٍ , عَنْ
مُجَاهِدٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ
: الأَعْرَافُ سُورٌ كَعُرْفِ الدِّيكِ.
بَابُ
الْخُرُوجِ مِنَ النَّارِ
205- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ جُوَيْبِرٍ , عَنِ الضَّحَّاكِ
, عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , وَأَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ فِي جَهَنَّمَ بَابَيْنِ أَحَدُهُمَا يُسَمَّى
الْجُوَّانِيَّةَ , وَالْآخَرُ يُسَمَّى الْبَرَّانِيَّةَ فَأَمَّا
الْجُوَّانِيَّةُ فَالَّتِي لاَ يَخْرُجُ مِنْهَا أَحَدٌ , وَأَمَّا الْبَرَّانِيَّةُ
فَالَّتِي يُعَذِّبُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِنْهَا أَهْلَ الذُّنُوبِ
الْمُوجِبَاتِ مِنْ أَهْلِ الْإِيمَانِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ ,
ثُمَّ يَأْذَنُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِلْمَلاَئِكَةِ وَالرُّسُلِ
وَالأَنْبِيَاءِ وَلِمَنْ شَاءَ مِنْ عِبَادِهِ الصَّالِحِينَ , فَيَشْفَعُونَ
لَهُمْ فَيَخْرُجُونَ مِنْهَا وَهُمْ فَحْمٌ , فَيُلْقَوْنَ عَلَى شَطِّ النَّهَرِ
فِي الْجَنَّةِ يُسَمَّى نَهَرَ الْحَيَوَانِ فَيُنْضَحُ عَلَيْهِمْ فَيَنْبُتُونَ
كَمَا تَنْبُتُ الْحَبَّةُ فِي الْحَمِيلِ فَإِذَا اسْتَوَتْ أَجْسَادُهُمْ قِيلَ
: ادْخُلُوا النَّهَرَ , فَيَدْخُلُونَ فَيَشْرَبُونَ مِنْهُ وَيَغْتَسِلُونَ
فَيَخْرُجُونَ , فَيُقَالُ لَهُمُ
: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ.
206- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ أَبِي
سُفْيَانَ , عَنْ جَابِرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : يُعَذَّبُ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ التَّوْحِيدِ فِي النَّارِ حَتَّى
يَكُونُوا فِيهَا حِمَمًا ثُمَّ تُدْرِكُهُمُ الرَّحْمَةُ فَيَخْرُجُونَ فَيُطْرَحُونَ
عَلَى أَبْوَابِ الْجَنَّةِ فَيَرُشُّ عَلَيْهِمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْمَاءَ ,
فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الْغُثَاءُ فِي حِمَالَةِ السَّيْلِ , ثُمَّ
يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ.
207- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ
إِبْرَاهِيمَ , عَنْ عُبَيْدَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنِّي لَأَعْرِفُ آخِرَ أَهْلِ
النَّارِ خُرُوجًا مِنَ النَّارِ ؛ رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنْهَا زَحْفًا , فَيُقَالُ :
لَهُ انْطَلِقْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ : فَيَذْهَبُ لِيَدْخُلَ الْجَنَّةَ ,
فَيَجِدُ النَّاسَ قَدْ أَخَذُوا الْمَنَازِلَ فَيَرْجِعُ , فَيَقُولُ : يَا رَبِّ
, قَدْ أَخَذَ النَّاسُ الْمَنَازِلَ قَالَ : فَيُقَالُ لَهُ : أَتَذْكُرُ
الزَّمَانَ الَّذِي كُنْتُ فِيهِ ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ , فَيُقَالُ لَهُ : تَمَنَّ , فَيَتَمَنَّى
فَيُقَالُ لَهُ : إِنَّ لَكَ الَّذِي تَمَنَّيْتُ وَعَشَرَةُ أَضْعَافِ الدُّنْيَا
قَالَ : فَيَقُولُ : أَتَسْخَرُ بِي وَأَنْتَ الْمَلِكُ ؟ قَالَ : فَلَقَدْ
رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ
نَوَاجِذُهُ.
208- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ ضِرَارِ بْنِ
مُرَّةَ , عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
لَيَدْعُو الْعَبْدَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , فَيَسْتُرُهُ بِيَدِهِ , فَيَقُولُ :
أَتَعْرِفُ مَا هَاهُنَا ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ يَا رَبِّ , فَيَقُولُ : إِنِّي قَدْ
غَفَرْتُ لَكَ.
209- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ خُصَيْفٍ , عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ
كَانُوا مُسْلِمِينَ} [الحجر] قَالَ : إِذَا أُخْرِجَ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ :
لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَذَلِكَ قَوْلُهُ {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا
لَوْ كَانُوا مُسْلِمَينَ} [الحجر].
210- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ أَبِي
هَارُونَ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : إِنَّ رِجَالًا يُدْخِلُهُمُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى النَّارَ
وُيَحْرِقُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا فَحْمًا أَسْوَدَ قَالَ : وَهُمْ أَعْلَى أَهْلِ النَّارِ
فَيَجْأَرُونَ إِلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَيَدْعُونَهُ , فَيَقُولُونَ :
رَبَّنَا أَخْرِجْنَا فَاجْعَلْنَا فِي هَذَا الْجِدَارِ , فَإِذَا جَعَلَهُمْ فِي
أَصْلِ الْجِدَارِ رَأَوْا أَنَّهُ لاَ يُغْنِي عَنْهُمْ شَيْئًا قَالُوا :
رَبَّنَا اجْعَلْنَا مِنْ وَرَاءِ هَذَا السُّورِ وَلاَ نَسْأَلُكَ شَيْئًا
بَعْدَهُ قَالَ : فَيَرْفَعُ لَهُمْ شَجَرَةً حَتَّى تَذْهَبَ عَنْهُمْ سُخْنَةٌ
النَّارِ أَوْ سُخْنَةٌ أَهْلِ النَّارِ . قَالَ : ثُمَّ يَقُولُ : إِنْ عَهِدْتُ إِلَى
عِبَادِي أَنْ لاَ أُدْخِلَ رَجُلًا الْجَنَّةَ إِلَّا جَعَلْتُ لَهُ فِيهَا مَا
اشْتَهَتْ نَفْسُهُ , لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَمِثْلُهُ إِلَيْهِ، قَالَ :
فَحَدَّثْتُ بِهِ الْقَوْمَ , وَفِيهِمْ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَفِيهِمْ أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ : فَقَالَ أَبُو
هُرَيْرَةَ : يَا أَبَا سَعِيدٍ , إِنَّكَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ
: نَعَمْ , وَأَنَا قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْهُ
211- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ , عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يُؤْتَى بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , فَيُقَالُ : اعْرِضُوا عَلَيْهِ صِغَارَ ذُنُوبِهِ , فَيُعْرَضُ عَلَيْهِ صِغَارُهَا , وَيُخَبَّأُ عَنْهُ كِبَارُهَا , فَيُقَالُ لَهُ : عَمِلْتَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا وَهُوَ مُشْفِقٌ مِنَ الْكِبَارِ , فَيُقَالُ : أَعْطُوهُ مِنْ كُلِّ سَيِّئَةٍ عَمِلَهَا حَسَنَةً قَالَ : فَيَقُولُ : إِنَّ لِي ذَنُوبًا لاَ أَرَاهَا هَاهُنَا قَالَ : وَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ
بَابُ
الْخُلُودِ فِي النَّارِ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهُ
212- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو
, حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يُؤْتَى بِالْمَوْتِ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ فَيُوقَفُ عَلَى الصِّرَاطِ , فَيُقَالُ : يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ ,
فَيَطَّلِعُونَ خَائِفِينَ وَجِلِينَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنْ مَكَانِهِمُ الَّذِي
هُمْ فِيهِ , ثُمَّ يُقَالُ : يَا أَهْلَ النَّارِ فَيَطَّلِعُونَ مُسْتَبْشِرِينَ
فَرِحِينَ أَنْ يُخْرَجُوا مِنْ مَكَانِهِمُ الَّذِي هُمْ فِيهِ , فَيُقَالُ :
هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا ؟ فَيَقُولُونَ : نَعَمْ , رَبَّنَا هَذَا الْمَوْتُ , فَيَأْمُرُ
بِهِ فَيُذْبَحُ عَلَى الصِّرَاطِ , ثُمَّ يُقَالُ لِلْفَرِيقَيْنِ كِلَيْهِمَا :
خُلُودٌ فِيمَا تَجِدُونَ فَلاَ مَوْتَ فِيهِ أَبَدًا.
213- حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ , وَيَعْلَى ابْنَا عُبَيْدٍ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ أَبِي صَالِحٍ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا دَخَلَ أَهْلُ النَّارِ النَّارَ , وَأَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ يُجَاءُ بِالْمَوْتِ كَأَنَّهُ كَبْشٌ أَمْلَحُ فَيُنَادِي مُنَادٍ : يَا أَهْلَ النَّارِ , هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا ؟ فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ وَكُلُّهُمْ قَدْ رَأَهُ , فَيَقُولُونَ : نَعَمْ , هَذَا الْمَوْتُ , ثُمَّ يُؤْخَذُ فَيُذْبَحُ قَالَ : ثُمَّ يُنَادِي : يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ , خُلُودٌ فَلاَ مَوْتَ , وَيَا أَهْلَ النَّارِ , خُلُودٌ فَلاَ مَوْتَ , فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ} [مريم] قَالَ : أَهْلُ الدُّنْيَا فِي غَفْلَةٍ
214- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ أَبِي أَيُّوبَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : نَادَى أَهْلُ النَّارِ مَالِكًا فَخَلَّى عَنْهُمْ أَرْبَعِينَ عَامًا لاَ يُجِيبُهُمْ , ثُمَّ قَالَ : {إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ} [الزخرف] فَقَالُوا {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ} [المؤمنون] فَخَلَّى عَنْهُمْ مِثْلَ الْأُولَى لاَ يُجِيبُهُمْ , ثُمَّ : {قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ} ثُمَّ لَمَّا أَنْ نَبَسَ الْقَوْمُ بَعْدَ ذَلِكَ بِكَلِمَةٍ إِنْ كَانَ إِلَّا الزَّفِيرُ وَالشَّهِيقُ.
215- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ مِسْعَرٍ , عَنْ سَلَمَةَ بْنِ
كُهَيْلٍ , عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : لَيْسَ بَعْدَ
الْآيَةِ خُرُوجٌ {اخْسَئُوا فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ}.
216- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ أَبِي الصَّهْبَاءِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ يَقُولُ : {إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ}
[الهمزة] قَالَ : مُطْبَقَةٌ.
217- حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ , عَنْ فُضَيْلِ بْنِ
مَرْزُوقٍ , عَنْ عَطِيَّةَ : {إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ} [الهمزة] قَالَ :
مُطْبَقَةٌ.
218- حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ , عَنْ جُوَيْبِرٍ ,
عَنِ الضَّحَّاكِ : {إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ} [الهمزة] قَالَ : حَائِطٌ لاَ بَابَ
فِيهِ.
219- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ , عَنْ عَاصِمٍ , عَنْ
أَبِي صَالِحٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : الْحُقَبُ ثَمَانُونَ سَنَةً
وَالسَّنَةُ ثَلاَثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ يَوْمًا , كُلُّ يَوْمٍ أَلْفُ سَنَةٍ.
220- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ , عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ سَأَلَ هِلاَلًا : مَا تَجِدُونَ الْحُقَبَ فِيكُمْ ؟ قَالَ :
نَجِدُهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ ثَمَانِينَ سَنَةً , السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ
شَهْرًا , الشَّهْرُ ثَلاَثُونَ يَوْمًا , الْيَوْمُ أَلْفُ سَنَةٍ.
221- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ أَيُّوبَ
, عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ أُنْبِئْتُ أَنَّ كَعْبًا قَالَ : إِنَّ فِي أَسْفَلِ
دَرَكِ جَهَنَّمَ تَنَانِيرَ ضِيقُهَا كِضِيقِ زُجِّ رُمْحِ أَحَدِكُمْ يَجْعَلُهُ
فِي الأَرْضِ يُقَالُ لَهُ : جُبُّ الْحُزْنِ يَدْخُلُهَا قَوْمٌ بِأَعْمَالِهِمْ
فَيُطْبَقُ عَلَيْهِمْ.
222- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ جَابِرٍ , عَنْ
عِكْرِمَةَ قَوْلَهُ تَعَالَى : {وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} [طه] قَالَ : فِي النَّارِ.
223- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ , عَنْ خَيْثَمَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ فِي قَوْلِهِ
تَعَالَى : {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ} [النساء] الأَسْفَلِ مِنَ
النَّارِ . قَالَ : فِي تَوَابِيتَ مِنْ حَدِيدٍ مُبْهَمَةٌ عَلَيْهِمْ.
224- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ جُوَيْبِرٍ ,
عَنِ الضَّحَّاكِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ}
[الحاقة] قَالَ : يَا لَيْتَهَا كَانَتْ مَوْتَةً لاَ حَيَاةَ بَعْدَهَا.
225- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ جَابِرٍ , عَنْ
عِكْرِمَةَ : {وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه] قَالَ :
عَمَّى عَلَيْهِ كُلَّ شَيْءٍ إِلَّا جَهَنَّمَ.
226- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنِ ابْنِ
أَبِي نَجِيحٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ : {لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى} [طه] قَالَ : لاَ حُجَّةَ لِي.
بَابُ وُرُودِ النَّارِ
227- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي
خَالِدٍ , عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ : بَكَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
رَوَاحَةَ فَبَكَتِ امْرَأَتُهُ , فَقَالَ لَهَا : مَا يُبْكِيكِ ؟ قَالَتْ :
رَأَيْتُكَ بَكَيْتَ فَبَكَيْتُ قَالَ : إِنِّي أُنْبِئْتُ أَنِّي وَارِدٌ وَلَمْ
أُنَبَّأْ أَنِّي صَادِرٌ.
228- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ , عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ ,
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ : قَامَ أَبُو مَيْسَرَةَ عَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلَ
إِلَى فِرَاشِهِ , فَقَالَ : يَا لَيْتَ أُمِّي لَمْ تَلِدْنِي , فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ
: يَا أَبَا مَيْسَرَةَ أَلَيْسَ قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ؛ هَدَاكَ
لِلْإِسْلاَمِ , وَفَعَلَ بِكَ كَذَا وَكَذَا ؟ قَالَ : بَلَى , وَلَكِنَّ اللَّهَ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَخْبَرَنَا أَنَّا وَارِدُو النَّارِ , وَلَمْ يُبَيِّنْ
لَنَا أَنَّا صَادِرُونَ عَنْهَا.
229- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ :
سَأَلَ ابْنُ الأَزْرَقِ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ قَوْلِهِ : {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا
وَارِدُهَا} [مريم] قَالَ : فَإِنَّهُ رُبَّمَا وَرَدَ الشَّيْءُ الشَّيْءَ ,
وَلَمْ يَدْخُلْهُ . قَالَ : فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : أَمَّا أَنَا وَأَنْتَ يَا ابْنَ
الأَزْرَقِ فَسَنَدْخُلُهَا , فَانْظُرْ هَلْ يُخْرِجُنَا اللَّهُ أَمْ لاَ قَالَ
الْمُحَارِبِيُّ : وَسَمِعْتُ الْكَلْبِيَّ يَقُولُ : وُرُودُهَا الْمَمَرُّ
عَلَيْهَا
230- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ أَبِي سُفْيَانَ , عَنْ جَابِرٍ , عَنْ أُمِّ مُبَشِّرٍ , عَنْ حَفْصَةَ قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لاَ يَدْخُلَ النَّارَ - إِنْ شَاءَ اللَّهُ - أَحَدٌ شَهِدَ بَدْرًا وَالْحُدَيْبِيَةَ قَالَتْ : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَلَيْسَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا} [مريم] ؟ قَالَ : أَفَلَمْ تَسْمَعِيهِ يَقُولُ : {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} [مريم].
231- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ ثَوْرٍ , عَنْ
خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ : قَالَ أَهْلُ الْجَنَّةِ : أَلَمْ يَعِدْنَا
رَبُّنَا أَنْ نَرِدَ النَّارَ ؟ قَالُوا : أَوْ قِيلَ , أَوْ قَالَ : بَلَى
وَلَكِنَّكُمْ مَرَرْتُمْ بِهَا وَهِيَ خَامِدَةٌ.
232- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ إِسْرَائِيلَ , عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ :
الصِّرَاطُ.
233- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنِ السُّدِّيِّ
, عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ : الصِّرَاطُ عَلَى ظَهْرِ جَهَنَّمَ يَرِدُونَ عَلَيْهِ.
بَابُ
صِفَةِ حَرِّ النَّارِ
234- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
أَبِي خَالِدٍ , عَنْ أَبِي دَاوُدَ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : إِنَّ نَارَكُمْ
هَذِهِ لَجُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ , وَلَوْلاَ
أَنَّهَا أُطْفِئَتْ بِالْمَاءِ مَرَّتَيْنِ مَا انْتَفَعْتُمْ بِهَا , وَإِنَّهَا
لَتَدْعُو اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ لاَ يُعِيدَهَا فِي تِلْكَ.
235- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ
زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : إِنَّ نَارَكُمْ
هَذِهِ ضُرِبَ بِهَا الْبَحْرُ مَرَّتَيْنِ فَفَتَرَتْ وَلَوْلاَ ذَلِكَ مَا
انْتَفَعْتُمْ بِهَا , وَهِيَ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ.
236- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ حَمَّادِ بْنِ
سَلَمَةَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : نَارُ بَنِي آدَمَ
الَّتِي يُوقِدُونَ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ قَالَ :
فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنْ كَانَتْ لَكَافِيَةً قَالَ :
فَإِنَّهَا فُضِّلَتْ عَلَيْهَا بِتِسْعَةٍ وَسِتِّينَ جُزْءًا.
237- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ جَابِرٍ , عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ : {نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً} [الواقعة] لِلنَّارِ
الْكُبْرَى {وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ} [الواقعة] قَالَ : لِلْمُسَافِرِينَ وَالْحَاضِرِينَ.
238- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , وَأَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ مَنْصُورٍ
, عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ} [الواقعة] قَالَ
: الدُّخَانُ.
239- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ سِمَاكِ بْنِ
حَرْبٍ قَالَ : سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ , وَهُوَ عَلَى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ
يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْذَرْتُكُمُ النَّارَ حَتَّى سَقَطَ إِحْدَى عِطْفَيْ
رِدَائِهِ عَنْ مَنْكِبِهِ وَإِنَّهُ لَيَقُولُ : أُنْذِرُكُمُ النَّارَ حَتَّى
لَوْ كَانَ فِي مَكَانِي هَذَا لَأَسْمَعَ أَهْلَ السُّوقِ أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ
تَعَالَى مِنْهُمْ آخَرَ
240- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ,
حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا ,
فَقَالَتْ : يَا رَبِّ , قَدْ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ ,
فَشِدَّةُ مَا تَجِدُونَ مِنَ الْحَرِّ مِنْ حَرِّهَا , وَشِدَّةُ مَا تَجِدُونَ
مِنَ الْبَرْدِ مِنْ زَمْهَرِيرِهَا.
241- حَدَّثَنَا يَعْلَى , عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ
, عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : النَّارُ قَالَتْ : رَبِّ نَفِّسْنِي نَفَسَيْنِ ,
اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا , فَقَالَتْ : يَا رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي
بَعْضًا فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ فَلَهَا كُلَّ عَامٍ نَفَسَانِ , فَشِدَّةُ
الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ , وَشِدَّةُ الْبَرْدِ مِنْ زَمْهَرِيرِ جَهَنَّمَ.
242- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ,
حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
الْجَنَّةَ وَالنَّارَ أَرْسَلَ جِبْرِيلَ إِلَى الْجَنَّةِ , فَقَالَ : انْظُرْ
إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهَا فِيهَا , فَجَاءَهَا فَنَظَرَ
إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعَدَّ اللَّهُ لِأَهْلِهَا فِيهَا فَرَجَعَ , فَقَالَ :
وَعِزَّتِكَ لاَ يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا , فَأَمَرَ بِهَا فَحُفَّتْ
بِالْمَكَارِهِ ثُمَّ قَالَ : ارْجِعْ إِلَيْهَا فَانْظُرْ مَاذَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهَا
فِيهَا , فَرَجَعَ إِلَيْهَا فَإِذَا هِيَ قَدْ حُفَّتْ بِالْمَكَارِهِ , فَرَجَعَ
إِلَيْهِ , فَقَالَ : وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لاَ يَدْخُلَهَا أَحَدٌ , فَقَالَ
: اذْهَبْ إِلَى النَّارِ فَانْظُرْ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهَا
فِيهَا , فَإِذَا هِيَ يَرْكَبُ بَعْضُهَا بَعْضًا , فَقَالَ : وَعِزَّتِكَ لاَ يَسْمَعُ
بِهَا أَحَدٌ فَيَدْخُلَهَا , فَأَمَرَ بِهَا فَحُفَّتْ بِالشَّهَوَاتِ فَرَجَعَ
إِلَيْهِ , فَقَالَ : وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لاَ يَنْجُوَ مِنْهَا
أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا.
243- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , وَيَعْلَى ,
وَمُحَمَّدٌ ابْنَا عُبَيْدٍ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ صَالِحِ بْنِ خَبَّابٍ , عَنْ
حُصَيْنِ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : إِنَّ الْجَنَّةَ حُفَّتْ
بِالْمَكَارِهِ وَإِنَّ النَّارَ حُفَّتْ بِالشَّهَوَاتِ فَمَنِ اطَّلَعَ
الْحِجَابَ وَاقَعَ مَا وَرَاءَهُ.
244- حَدَّثَنَا يَعْلَى , عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ,
عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ الْجَنَّةَ حُفَّتْ بِالْمَكَارِهِ , وَإِنَّ
النَّارَ حُفَّتْ بِالشَّهَوَاتِ.
245- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو
, عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : احْتَجَّتِ النَّارُ وَالْجَنَّةُ ,
فَقَالَتِ الْجَنَّةُ : يَدْخُلُنِي الضُّعَفَاءُ وَالْمَسَاكِينُ , وَقَالَتِ
النَّارُ : يَدْخُلُنِي الْجَبَّارُونَ وَالْمُتَكَبِّرُونَ , فَقَالَ لِلْجَنَّةِ :
أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ شِئْتُ , وَقَالَ لِلنَّارِ : أَنْتِ
عَذَابِي أَنْتَقِمُ بِكِ مِمَّنْ شِئْتُ.
246- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ
, عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ
فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْمَسَاكِينَ , وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ
فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ.
بَابُ
صِفَةِ النَّارِ وَقَعْرِهَا
247- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ يُونُسَ عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيًّا يَقُولُ : إِنَّ
أَبْوَابَ جَهَنَّمَ هَكَذَا، وَوَضَعَ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى، وَفَرَّقَ
بَيْنَ أَصَابِعِهِ، سَبْعَةُ أَبْوَابِ , فَيُمْلَأُ الأَوَّلُ , ثُمَّ الثَّانِي
, ثُمَّ الثَّالِثُ , ثُمَّ الرَّابِعُ , ثُمَّ السَّابِعُ.
248- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ , عَنْ سَلْمَانَ قَالَ : النَّارُ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ لاَ
يُضِيءُ جَمْرُهَا وَلاَ يُطْفَأُ لَهَبُهَا ثُمَّ قَرَأَ {كُلَّمَا أَرَادُوا
أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ
الْحَرِيقِ} [الحج]
249- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ
يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ , عَنْ أَنَسٍ قَالَ : سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا دَوِيًّا , فَقَالَ لِجِبْرِيلَ : مَا هَذَا ؟
فَقَالَ : حَجَرٌ أُلْقِيَ مِنْ شَفِيرِ جَهَنَّمَ مُنْذُ سَبْعِينَ خَرِيفًا الْآنَ
حِينَ اسْتَقَرَّ فِي قَعْرِهَا.
250- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ , عَنْ جُوَيْبِرٍ
, عَنْ أَبِي سَهْلٍ , عَنِ الْحَسَنِ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَنَّهُ سَمِعَ صَوْتًا , فَأَفْزَعَهُ وَهُوَ نَائِمٌ فَأَتَاهُ
جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ , فَقَالَ : أَفْزَعَكَ الصَّوْتُ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ :
إِنَّ ذَلِكَ الصَّوْتَ مَا سَمِعَهُ أَحَدٌ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ غَيْرُكَ
حَجَرٌ مِثْلُ الْخَلِفَةِ رُمِيَ بِهِ فِي جَهَنَّمَ مُنْذُ سَبْعِينَ خَرِيفًا
فَلَمْ يَبْلُغْ قَعْرَهَا حَتَّى كَانَ حَيْثُ سَمِعْتَ.
251- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ,
عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى , عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ أَنَّ حَجَرًا أُقْذِفَ بِهِ فِي
جَهَنَّمَ لَهَوَى سَبْعِينَ خَرِيفًا قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ قَعْرَهَا.
252- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ , عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَوْ أَنَّ حَجَرًا مِثْلَ سَبْعِ خَلِفَاتٍ
أُلْقِيَ مِنْ شَفِيرِ جَهَنَّمَ هَوَى فِيهَا سَبْعِينَ خَرِيفًا لاَ يَبْلُغُ
قَعْرَهَا.
153- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ
مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ , عَنْ مُغِيثِ بْنِ سُمَيٍّ قَالَ : إِنَّ لِجَهَنَّمَ
كُلَّ يَوْمٍ زَفْرَتَيْنِ يَسْمَعُهَا كُلُّ شَيْءٍ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ
اللَّذَيْنِ عَلَيْهِمُ الْحِسَابُ وَالْعَذَابُ.
254- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ , عَنْ سَلَمَةَ
بْنِ نُبَيْطٍ , عَنِ الضَّحَّاكِ قَالَ : إِنَّ جَهَنَّمَ لَتَزْفِرُ زَفْرَةً
لاَ يَبْقَى مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلاَ نَبِيُّ مُرْسَلٌ إِلَّا خَرَّ سَاجِدًا
يَقُولُ : رَبِّ نَفْسِي نَفْسِي.
255- حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ ,
عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ : تَزْفِرُ جَهَنَّمُ فَلاَ يَبْقَى مَلَكٌ
وَلاَ نَبِيُّ إِلَّا وَقَعَ لِرُكْبَتَيْهِ فَرَائِصُهُ تَرْعَدُ قَالَ :
حَسِبْتُهُ يَقُولُ : نَفْسِي نَفْسِي.
بَابُ مَا
أَعَدَّ اللَّهُ لِأَهْلِ النَّارِ مِنَ الْعَذَابِ
256- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ مَالِكِ بْنِ
مِغْوَلٍ , عَنْ قَاسِمٍ الْهَمْدَانِيِّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {الطَّامَّةُ
الْكُبْرَى} [النازعات] قَالَ : حِينَ يَصِيرُ أَهْلُ الْجَنَّةِ إِلَى الْجَنَّةِ ,
وَأَهْلُ النَّارِ إِلَى النَّارِ.
257- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ , عَنْ كَعْبٍ
قَالَ : يُؤْمَرُ بِالرَّجُلِ إِلَى النَّارِ فَيَبْتَدِرُهُ مِائَةُ أَلْفِ
مَلَكٍ أَوْ أَكْثَرُ مِنْ مِائَةِ أَلْفٍ.
258- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ عَلِيِّ
بْنِ الأَقْمَرِ , عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
: {ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ
عِتِيًّا} [مريم] . قَالَ : يَبْدَأُ بِالأَكَابِرِ فَالأَكَابِرِ جُرْمًا.
259- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ
مُجَاهِدٍ قَالَ : إِنَّ لِجَهَنَّمَ جَبَايًا فِيهَا حَيَّاتٌ كَأَمْثَالِ
أَعْنَاقِ الْبُخْتِ , وَعَقَارِبُ كَأَمْثَالِ الْبِغَالِ الدُّهْمِ فَيَهْرَبُ
أَهْلُ جَهَنَّمَ مِنْ تِلْكَ الْحَيَّاتِ وَالْعَقَارِبِ فَتَأْخُذُ تِلْكَ
الْحَيَّاتُ وَالْعَقَارِبُ بِشِفَاهِهِمْ فَتَكْشِطُ مَا بَيْنَ الشَّعْرِ إِلَى
الظُّفُرِ فَمَا تُنْجِيهِمْ مِنْهَا إِلَّا الْهَرَبُ فِي النَّارِ.
260- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , وَوَكِيعٌ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ , عَنْ مَسْرُوقٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ فِي قَوْلِهِ :
{زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ} [النحل] قَالَ : عَقَارِبُ لَهَا
أَعْنَاقٌ كَالنَّخْلِ الطِّوَالِ.
261- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ رَجُلٍ
, عَنْ مُرَّةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : أَفَاعٍ فِي النَّارِ.
262- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ مَالِكِ بْنِ
الْحَارِثِ , عَنْ مُغِيثِ بْنِ سُمَيٍّ قَالَ : إِذَا جِيءَ بِالرَّجُلِ إِلَى
النَّارِ قِيلَ لَهُ : انْتَظِرْ حَتَّى نُتْحِفَكَ قَالَ : فَيُؤْتَى بِكَأْسٍ
مِنْ سُمِّ الأَفَاعِي وَالأَسَاوِدِ فَإِذَا أَدْنَاهَا مِنْ فِيهِ مَيَّزَتِ
اللَّحْمَ عَلَى حِدَةٍ وَالْعَظْمَ عَلَى حِدَةٍ.
263- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ مِسْعَرٍ , عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ
بْنِ مَيْسَرَةَ , عَنِ ابْنِ سَابِطٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ , عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ : {وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [البقرة] قَالَ :
حِجَارَةٌ مِنْ كِبْرِيتٍ خَلَقَهَا اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عِنْدَهُ.
قَالَ مِسْعَرٌ : كَيْفَ شَاءَ أَوْ كَمَا شَاءَ.
264- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ مُوسَى
بْنِ عُبَيْدَةَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ : {لَهُمْ مِنْ
جَهَنَّمَ مِهَادٌ} قَالَ : مِهَادُ الْفُرُشِ , {وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ} قَالَ :
اللُّحُفُ.
265- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ
: {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ} [الغاشية] قَالَ : الشِّبْرِقُ.
266- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ مُبَارَكٍ , عَنِ الْحَسَنِ ,
وَسُفْيَانَ , عَنْ أَبِي عَمْرٍو الْقَاصِّ , عَنْ عِكْرِمَةَ : {إِنَّ
لَدَيْنَا أَنْكَالًا} [المزمل] قَالَ : قُيُودًا.
267- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ ,
عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ {إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا وَطَعَامًا ذَا
غُصَّةٍ} [المزمل] فَصَعِقَ
268- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرِ , عَنْ
جُوَيْبِرٍ , عَنِ الضَّحَّاكِ فِي قَوْلِهِ : {فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي
وَالأَقْدَامِ} [الرحمن] قَالَ : يُجْمَعُ بَيْنَ نَاصِيَتِهِ وَقَدَمِهِ فِي
سِلْسِلَةٍ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ.
269- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ نُسَيْرِ بْنِ
ذُعْلُوقٍ قَالَ : سَمِعْتُ نَوْفًا يَقُولُ : {فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ
ذِرَاعًا} [الحاقة] قَالَ : الذِّرَاعُ سَبْعُونَ بَاعًا , وَالْبَاعُ مَا
بَيْنَكَ وَبَيْنَ مَكَّةَ.
270- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ : {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ} [الرحمن]
قَالَ : هُوَ اللَّهَبُ الأَخْضَرُ الْمُنْقَطِعُ.
271- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ مَنْصُورٍ ,
عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ : {وَنُحَاسٌ فَلاَ تَنْتَصِرَانِ} [الرحمن] قَالَ :
تُذَابُ الصُّفْرُ فَيُصَبُّ عَلَى رُءُوسِهِمْ.
272- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ مُسْلِمٍ , عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ : {مَارِجٍ مِنْ نَارٍ} [الرحمن] حَرُّهَا , وَوَسَطُهَا.
273- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ : {إِنَّهَا
تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ} [المرسلات] قَالَ : الْقَصْرُ خَشَبٌ كُنَّا
نَدَّخِرُهُ لِلشِّتَاءِ , ثَلاَثَةُ أَذْرُعٍ وَدُونَ ذَلِكَ وَفَوْقَ ذَلِكَ , كُنَّا
نُسَمِّيهِ الْقَصْرَ {كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ} قَالَ : قُلُوسُ سُفُنِ
الْبَحْرِ تُحْمَلُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ حَتَّى تَكُونَ كَأَوْسَاطِ الرِّجَالِ.
274- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : يُلْقَى الْجَرَبُ عَلَى أَهْلِ النَّارِ فَيَحْتَكُّونَ
حَتَّى تَبْدُوَ الْعِظَامُ , فَيَقُولُونَ : بِمَا أَصَبْنَا هَذَا ؟ فَيُقَالُ :
بِإِيذَائِكُمُ الْمُؤْمِنِينَ.
بَابُ
أَوْدِيَةِ جَهَنَّمَ وَشَرَابِهَا
275- حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ ,
عَنْ حَجَّاجٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {وَجَعَلْنَا
بَيْنَهُمْ مَوْبِقًا} [الكهف] قَالَ : الْمَوْبِقُ وَادٍ فِي النَّارِ.
276- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ فِي قَوْلِهِ : {فَسَوْفَ
يُلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم] قَالَ : نَهَرٌ فِي جَهَنَّمَ.
277- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
زِيَادِ بْنِ فَيَّاضٍ , عَنْ أَبِي عِيَاضٍ قَالَ : {وَيْلٌ} [الدخان] : وَادٍ فِي أَصْلِ جَهَنَّمَ
يَسِيلُ فِيهِ صَدِيدُهُمْ.
278- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ قَالَ :
سَمِعْنَا أَنَّ {أَثَامًا} [الفرقان]
وَادٍ فِي جَهَنَّمَ.
279- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ إِسْرَائِيلَ , عَنْ سِمَاكٍ , عَنْ
عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : {عَذَابًا صَعَدًا} [الجن] قَالَ : جَبَلٌ فِي جَهَنَّمَ.
280- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ إِسْرَائِيلَ , عَنْ
جَابِرٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ , وَعِكْرِمَةَ : {عَذَابًا صَعَدًا} [الجن] قَالَ :
مَشَقَّةٌ مِنَ الْعَذَابِ.
281- حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ , عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ
, عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فِي هَذِهِ
الْآيَةِ {سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا} [المدثر] قَالَ : هُوَ جَبَلٌ فِي النَّارِ
يُكَلَّفُونَ أَنْ يَصْعَدُوا مِنْهُ , فَكُلَّمَا وَضَعُوا أَيْدِيَهُمْ عَلَيْهِ
ذَابَتْ , فَإِذَا رَفَعُوهَا عَادَتْ كَمَا كَانَتْ.
282- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُبَيْطٍ
, عَنِ الضَّحَّاكِ , عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ أَذَابَ فِضَّةً مِنْ بَيْتِ
الْمَالِ , ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى أَهْلِ الْمَسْجِدِ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ
إِلَى الْمُهْلِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا.
283- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ مُطَرِّفٍ , عَنْ عَطِيَّةَ
قَالَ : سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنْ {مَاءٍ كَالْمُهْلِ} قَالَ : هُوَ مَاءٌ
أَسْوَدُ غَلِيظٌ كَدُرْدِيِّ الزَّيْتِ.
284- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ شَرِيكٍ , عَنْ سَالِمٍ
الأَفْطَسِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ : {كَالْمُهْلِ} [الكهف] قَالَ : كَدُرْدِيِّ
الزَّيْتِ.
285- حَدَّثَنَا مَرْوَانُ , عَنْ جُوَيْبِرٍ , عَنِ الضَّحَّاكِ
فِي قَوْلِهِ : {كَالْمُهْلِ} [الكهف] قَالَ : هُوَ مَاءٌ أَسْوَدُ كَدُرْدِيِّ
الزَّيْتِ.
286- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
أَبِي خَالِدٍ , عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ : إِبْرَاهِيمُ لَيْسَ بِالنَّخَعِيِّ ,
عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ فِي قَوْلِهِ : {وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى
جَهَنَّمَ وِرْدًا} [مريم] . قَالَ : عِطَاشًا.
287- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ بْنِ الْحُسَيْنِ , عَنِ
الْحَسَنِ : {وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا} [مريم] قَالَ :
ظِمَاءً عِطَاشًا.
288- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
عُثْمَانَ الثَّقَفِيِّ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي
قَوْلِهِ : {وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا
عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ} يُنَادِي الرَّجُلُ
أَخَاهُ يَقُولُ : إِنِّي قَدِ احْتَرَقْتُ فَأَفِضْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ ,
فَيُقَالُ : أَجِبْهُ , فَيَقُولُ : {إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ}
289- حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ
عَطِيَّةَ فِي قَوْلِهِ : {وَغَسَّاقًا} [النبأ] قَالَ : الَّذِي يَسِيلُ مِنْ
جُلُودِهِمْ.
290- حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ
مُجَاهِدٍ قَالَ : الْغَسَّاقُ الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَذُوقُوهُ مِنْ
بَرْدِهِ.
291- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
مَنْصُورٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ , وَأَبِي رَزِينٍ {إِلَّا حَمِيمًا} [النبأ] وَغَسَّاقًا
قَالَ : مَا يَسِيلُ مِنْ صَدِيدِهِمْ.
292- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ , عَنِ
الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ , عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ : {لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا
بَرْدًا وَلاَ شَرَابًا إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا} [النبأ] قَالَ :
اسْتِثْنَاءٌ مِنَ الشَّرَابِ الْحَمِيمَ وَمِنَ الْبَارِدِ الزَّمْهَرِيرَ.
293- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
خُصَيْفٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ : {فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ} [الواقعة] قَالَ :
شُرْبَ الْإِبِلِ الْعِطَاشِ.
294- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنِ
السُّدِّيِّ , عَنْ مُرَّةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ : {وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ
أَزْوَاجٌ} [ص] قَالَ : الزَّمْهَرِيرُ.
295- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ , عَنْ
عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : {فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ} [الواقعة] قَالَ
: هَيَامُ الأَرْضِ يَعْنِي الرَّمْلَ.
بَابُ
خَلْقِ أَهْلِ النَّارِ وَأَلْوَانِهِمْ
296- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ دَاوُدَ بْنِ
أَبِي هِنْدَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسِ الأَسَدِيِّ , عَنِ الْحَارِثِ
بْنِ أُقَيْشٍ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي لَيُعَظِّمُ النَّارَ حَتَّى
يَكُونَ إِحْدَى زَوَايَاهَا.
297- حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ , عَنْ أَبِي
مَعْشَرٍ قَالَ : حَدَّثَنِي سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى
أَبِي هُرَيْرَةَ , فَقَالَ : أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : {وَمَنْ
يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران] هَذَا يَغُلُّ
أَلْفَ دِرْهَمٍ , أَلْفَيْ دِرْهَمٍ يَأْتِي بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ
أَرَأَيْتَ مَنْ يَغُلُّ مِائَةَ بَعِيرٍ , مِائَتَيْ بَعِيرٍ يَأْتِ بِهَا يَوْمَ
الْقِيَامَةِ كَيْفَ يَصْنَعُ ؟ قَالَ : أَرَأَيْتَكَ مَنْ كَانَ ضِرْسُهُ مِثْلَ
أُحُدٍ وَفَخِذُهُ مِثْلَ وَرِقَانَ وَسَاقُهُ مِثْلَ بَيْضَاءَ وَمَجْلِسُهُ
مِثْلَ مَا بَيْنَ الْمَدِينَةِ إِلَى الرَّبَذَةِ فَلاَ يَحْمِلُ هَذَا ؟.
298- حَدَّثَنَا يَعْلَى , عَنْ أَبِي حَيَّانَ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ
حَيَّانَ , عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ : إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَيُعَظِّمُ
لِلنَّارِ حَتَّى يَكُونَ الضِّرْسُ مِنْ أَضْرَاسِهِ كَأُحُدٍ.
299- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ أَبِي مَنْصُورٍ
الْجُهَنِيِّ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ نَابَ الْكَافِرِ
مِثْلُ أُحُدٍ.
300- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ حَمَّادِ بْنِ
سَلَمَةَ , عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ , أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : ضِرْسُ الْكَافِرِ مِثْلُ أُحُدٍ , وَجِلْدُهُ أَرْبَعُونَ
ذِرَاعًا.
301- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ , عَنِ الْفَضْلِ
بْنِ يَزِيدَ , عَنْ أَبِي الْمُخَارِقِ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ الْكَافِرَ يُسْحَبُ
لِسَانُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْفَرْسَخَ وَالْفَرْسَخَيْنِ يَتَوَطَّؤُهُ
النَّاسُ.
302- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ , وَأَبُو مُعَاوِيَةَ ,
عَنْ جُوَيْبِرٍ , عَنِ الضَّحَّاكِ فِي قَوْلِهِ : {يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ}
[الرحمن] قَالَ : بِسَوَادِ وُجُوهِهِمْ , وَزُرْقَةِ أَعْيُنِهِمْ.
303- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ إِسْرَائِيلَ , عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ : {وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ}
[المؤمنون] قَالَ : مِثْلُ الرَّأْسِ النَّضِيجِ.
304- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ : {وَهُمْ فِيهَا
كَالِحُونَ} [المؤمنون] قَالَ : كُلُوحُ الرَّأْسِ الْمَشِيطِ بِالنَّارِ وَقَدْ
بَدَتْ أَسْنَانُهُمْ وَتَقَلَّصَتْ شِفَاهُهُمْ.
305- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ , عَنْ أَبِي رَزِينٍ فِي قَوْلِهِ : {لَوَّاحَةٌ
لِلْبَشَرِ} [المدثر] قَالَ : غُيِّرَتْ أَلْوَانُهُمْ حَتَّى اسْوَدَّتْ.
بَابُ
أَهْوَنِ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا
306- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ , عَنِ
الشَّعْبِيِّ قَالَ : لَمَّا حَضَرَ أَبَا طَالِبٍ الْمَوْتُ قَالَ لَهُ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا عَمَّاهُ , قُلْ لاَ إِلَهَ
إِلَّا اللَّهُ أَشْهَدُ لَكَ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ : فَقَالَ يَا
ابْنَ أَخِي لَوْلاَ أَنْ تَكُونَ مَسَبَّةً عَلَيْكَ لَمْ أُبَالِ أَنْ أَفْعَلَ
. قَالَ : فَلَمَّا مَاتَ اشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : فَقِيلَ لَهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا تَنْفَعُ
أَبَا طَالِبٍ قَرَابَتُهُ مِنْكَ ؟ قَالَ : بَلَى , وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ
إِنَّهُ لَفِي ضَحْضَاحٍ مِنَ النَّارِ عَلَيْهِ نَعْلاَنِ مِنَ النَّارِ تَغْلِي
مِنْهُمَا أُمُّ رَأْسِهِ مَا يُرَى أَنَّ أَحَدًا أَشَدَّ عَذَابًا مِنْهُ ,
وَمَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ أَحَدٌ أَهْوَنُ عَذَابًا مِنْهُ.
307- حَدَّثَنَا يَعْلَى , عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ
اللَّهِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَيَعْلَمَنَّ عَمِّي أَنِّي نَفَعْتُهُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّهُ لَفِي ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ يَنْتَعِلُ بِنَعْلَيْنِ
مِنْ نَارٍ يَغْلِي مِنْهُ دِمَاغُهُ.
308- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ ,
عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ : ذَكَرُوا أَبَا طَالِبٍ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَيْطَتَهُ وَنُصْرَتَهُ , فَقَالَ : إِنَّهُ فِي
ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ عَلَيْهِ نَعْلاَنِ يُصَبُّ مِنْهُمَا عَلَى أُمِّ رَأْسِهِ.
309- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا لَرَجُلٌ عَلَيْهِ
نَعْلاَنِ مِنْ نَارٍ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ كَأَنَّهُ مِرْجَلٌ مَسَامِعُهُ
جَمْرٌ وَأَضْرَاسُهُ جَمْرٌ وَأَشْفَارُهُ لَهَبُ النَّارِ , يَخْرُجُ أَحْشَاءُ
جَنْبَيْهِ مِنْ قَدَمَيْهِ وَسَائِرُهُمْ كَالْحَبِّ الْقَلِيلِ فِي الْمَاءِ
الْكَثِيرِ فَهُوَ يَفُورُ.
310- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
إِسْحَاقَ , عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ فِي
قَوْلِهِ : {فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ} [الصافات] قَالَ : قَالَ
عَبْدُ اللَّهِ : اطَّلَعَ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَصْحَابِهِ , فَقَالَ : لَقَدْ
رَأَيْتُ فِي فِيهِ جَمَاجِمَ قَوْمٍ تَغْلِي.
311- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يُلْقَى الْبُكَاءُ عَلَى أَهْلِ
النَّارِ فَيَبْكُونَ حَتَّى تَنْفَدَ الدُّمُوعُ , ثُمَّ يَبْكُونَ الدِّمَاءَ
حَتَّى إِنَّهُ لَيَصِيرُ فِي وُجُوهِهِمْ أُخْدُودٌ , وَلَوْ أُرْسِلَتْ فِيهِ
السُّفُنُ لَجَرَتْ.
312- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ , عَنِ الأَعْمَشِ
, عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ , عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , مِثْلَهُ
313- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
مُجَاهِدٍ : {سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ} [الملك] قَالَ : تَفُورُ
بِهِمْ كَمَا يَفُورُ الْحَبُّ الْقَلِيلُ فِي الْمَاءِ الْكَثِيرِ.
بَابُ
الْبَرْزَخِ
314- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ , وَوَكِيعٌ , عَنْ فِطْرٍ
قَالَ : سَأَلْتُ مُجَاهِدًا عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {وَمِنْ وَرَائِهِمْ
بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [المؤمنون] قَالَ : هُوَ مَا بَيْنَ الْمَوْتِ
إِلَى الْبَعْثِ
315- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ , عَنْ أَبِي
مُحَلِّمٍ قَالَ : قِيلَ لِلشَّعْبِيِّ : مَاتَ فُلاَنٌ , قَالَ : لَيْسَ هُوَ فِي
الدُّنْيَا وَلاَ فِي الْآخِرَةِ هُوَ فِي الْبَرْزَخِ.
316- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ أَبِي صَالِحٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أَرْبَعُونَ قَالُوا :
يَا أَبَا هُرَيْرَةَ : أَرْبَعُونَ يَوْمًا ؟ قَالَ : أَبَيْتُ . قَالُوا : يَا
أَبَا هُرَيْرَةَ أَرْبَعُونَ شَهْرًا ؟ قَالَ : أَبَيْتُ . قَالُوا : يَا أَبَا
هُرَيْرَةَ أَرْبَعُونَ سَنَةً ؟ قَالَ
: أَبَيْتُ . قَالَ : ثُمَّ يُنْزِلُ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ مَاءً مِنَ السَّمَاءِ فَيَنْبُتُونَ كَمَا يَنْبُتُ الْبَقْلُ . قَالَ :
وَلَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الْإِنْسَانِ إِلَّا يَبْلَى إِلَّا عَظْمٌ وَاحِدٌ وَهِيَ
عَجْبُ الذَّنَبِ
317- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ
فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ
مَرْقَدِنَا} [يس] قَالَ : لِلْكُفَّارِ هَجْعَةٌ يَجِدُونَ فِيهَا طَعْمَ النَّوْمِ
حَتَّى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَإِذَا صِيحَ : يَا أَهْلَ الْقُبُورِ . يَقُولُونَ :
{قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا} [يس] قَالَ
مُجَاهِدٌ : يُرَى أَنَّ لَهُمْ رَقْدَةً . قَالَ : يَقُولُ الْمُؤْمِنُ إِلَى
جَنْبِهِ : {هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ} [يس].
318- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنِ السُّدِّيِّ
قَالَ : سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ , عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ {لَهُ مَا بَيْنَ
أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ} [مريم] فَلَمْ يُجِبْنِي . قَالَ
السُّدِّيُّ : فَسَمِعْنَا أَنَّهُ مَا بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ.
319- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ
الرَّازِيِّ , عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ , عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ : {مَا
بَيْنَ ذَلِكَ} [مريم] مَا بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ.
بَابُ
الصِّرَاطِ
320- حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ , عَنْ
مَنْصُورٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ : إِنَّكُمْ
مَجْمُوعُونَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ يُسْمِعُكُمُ الدَّاعِي وَيَنْفُذُكُمُ
الْبَصَرُ، وَتَزْفُرُ جَهَنَّمُ فَلاَ يَبْقَى مَلَكٌ وَلاَ نَبِيٌّ إِلَّا
وَقَعَ بِرُكْبَتَيْهِ فَرَائِصُهُ تَرْعَدُ قَالَ : حَسِبْتُهُ يَقُولُ : رَبِّ
نَفْسِي نَفْسِي قَالَ : وَيُضْرَبُ الصِّرَاطُ عَلَى جَهَنَّمَ كَحَرْفِ السَّيْفِ
دَحْضٌ مَزِلَّةٌ , وَبِجَانِبَيِّ الصِّرَاطِ مَلاَئِكَةٌ مَعَهُمْ خَطَاطِيفُ
كَشَوكِ السَّعْدَانِ فَهُمْ يَمُرُّونَ عَلَيْهِ كَالْبَرْقِ وَكَالرِّيحِ
وَكَالطَّيْرِ وَكَأَجَاوِيدِ الرِّكَابِ وَكَأَجَاوِيدِ الْخَيْلِ وَكَأَجَاوِيدِ
الرِّجَالِ , وَالْمَلاَئِكَةُ يَقُولُونَ : رَبِّ سَلِّمْ , رَبِّ سَلِّمْ ,
فَنَاجٍ سَالِمٌ , وَمَخْدُوشٌ سَالِمٌ , وَمُكَرْدَسٌ فِي النَّارِ قَالَ :
وَيَقُولُ إِبْرَاهِيمُ لِآزَرَ
: كُنْتُ آمُرُكَ فِي الدُّنْيَا فَتَعْصِينِي : فَخُذْ
بِحَقْوِي فَيَأْخُذُ بِحَقْوِهِ فَيُ مْسَخُ ضِبْعَانًا فَلَمَّا رَآهُ قَدْ
مُسِخَ ضِبْعَانًا تَبَرَّأَ مِنْهُ.
321- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ , عَنْ
ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ , عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ
إِنَّهُ جِسْرٌ مَجْسُورٌ أَعْلاَهُ دَحْضٌ مَزِلَّةٌ مَضَى الأَوَّلُ فَنَجَا ,
وَالْآخَرُ بَيْنَ مَجْرُوحٍ وَنَاجٍ , وَالْمَلاَئِكَةُ بِالْجِسْرِ الأَقْصَى
يُنَادُونَ : اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ.
322- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ , حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ , حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ , عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ قَالَ :
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : يَأْمُرُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِالصِّرَاطِ
فَيُضْرَبُ عَلَى جَهَنَّمَ، قَالَ : فَيَمُرُّ النَّاسُ زُمَرًا عَلَى قَدْرِ
أَعْمَالِهِمْ , أَوَائِلُهُمْ كَلَمْحِ الْبَرْقِ الْخَاطِفِ , ثُمَّ كَمَرِّ
الرِّيحِ , ثُمَّ كَمَرِّ الطَّائِرِ , ثُمَّ كَأَسْرَعِ الْبَهَائِمِ , ثُمَّ
كَذَلِكَ حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ سَعْيًا , ثُمَّ يَمُرُّ الرَّجُلُ مَاشِيًا ,
ثُمَّ يَكُونُ آخِرُهُمْ رَجُلًا يَتَلَبَّطُ عَلَى بَطْنِهِ يَقُولُ : يَا رَبِّ
, لِمَ أَبْطَأْتَ بِي ؟ فَيَقُولُ : لَمْ أُبْطِئْ بِكَ , إِنَّمَا أَبْطَأَ بِكَ عَمَلُكَ
323- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
مُسْلِمٍ , عَنْ قَتَادَةَ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ :
تَجُوزُونَ الصِّرَاطَ بِعَفْوِ اللَّهِ تَعَالَى وَتَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ
بِرَحْمَةِ اللَّهِ وَتَقْتَسِمُونَ الْمَنَازِلَ بِأَعْمَالِكُمْ.
بَابُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ , وَعِظَمِهِ , وَمَا أُعِدَّ فِيهِ
324- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ جَعْفَرِ
بْنِ مُحَمَّدٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : كَانَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ
احْمَرَّ وَجْهُهُ وَاشْتَدَّ صَوْتُهُ.
325- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ
مَسْرُوقٍ , عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : إِنَّ
الْفُجَّارَ لَيُلْجِمُهُمُ الْعَرَقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَبْلَ الْحِسَابِ
قَالَ : فَقِيلَ : أَيْنَ الْمُؤْمِنُونَ ؟ قَالَ : عَلَى كَرَاسِيَّ قَدْ ظُلِّلَ
عَلَيْهِمْ بِالْغَمَامِ مَا طُولُ ذَلِكَ الْيَوْمِ عَلَيْهِمْ إِلَّا كَأَمْرِ
السَّاعَةِ مِنْ نَهَارٍ.
326- حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ , عَنِ ابْنِ عَوْنٍ , عَنْ
نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}
[المطففين] قَالَ : يَقُومُ أَحَدُهُمْ فِي رَشْحِهِ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ.
327- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , وَوَكِيعٌ , عَنِ
الأَعْمَشِ , عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : الأَرْضُ كُلُّهَا
نَارٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , وَالْجَنَّةُ مِنْ وَرَائِهَا يَرَوْنَ أَكْوَابَهَا
وَكَوَاعِبَهَا قَالَ : وَيَعْرَقُ الرَّجُلُ حَتَّى يَرْشَحَ عَرَقُهُ فِي
الأَرْضِ قَامَةً وَيَرْتَفِعُ حَتَّى يَبْلُغَ أَنْفَهُ وَمَا مَسَّهُ الْحِسَابُ
قَالُوا : فَبِمَ ذَلِكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ؟ قَالَ : مِمَّا يَرَى
النَّاسُ يُصْنَعُ بِهِمْ.
328- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ ضِرَارِ بْنِ
مُرَّةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْمُكْتِبِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ
قَالَ : قَالَ لَهُ رَجُلٌ : إِنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ لَيُوَفُّونَ الْكَيْلَ
يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ : وَمَا يَمْنَعُهُمْ أَنْ يُوَفُّوا
الْكَيْلَ وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} [المطففين] ؟
حَتَّى بَلَغَ {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين] قَالَ
: إِنَّ الْعَرَقَ لَيَبْلُغُ إِلَى أَنْصَافِ آذَانِهِمْ مِنْ هَوْلِ يَوْمِ
الْقِيَامَةِ وَعِظَمِهِ.
329- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدٍ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ
عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ , عَنْ هِلاَلِ بْنِ
طَلْقٍ قَالَ : بَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ , مَعَ ابْنِ عُمَرَ فَقُلْتُ : إِنَّ
مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ هَيْئَةً وَأَوْفَاهُ كَيْلًا أَهْلُ مَكَّةَ
وَالْمَدِينَةِ , فَقَالَ : حُقَّ لَهُمْ , أَمَا سَمِعْتَ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
يَقُولُ {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} [المطففين] حَتَّى انْتَهَى مِنْ قَوْلِهِ
{يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين] . قَالَ : قُلْتُ :
إِنَّ ذَلِكَ لَيَوْمٌ عَظِيمٌ قَالَ : مَا عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
أَعْظَمُ مِنْهُ.
330- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنِ الدَّسْتُوَائِيِّ ,
عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ قَالَ : حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ
قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} [المطففين] حَتَّى بَلَغَ
{يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين] قَالَ : فَبَكَى
ابْنُ عُمَرَ حَتَّى خَرَّ , وَامْتَنَعَ مِنْ قِرَاءَةِ مَا بَعْدَهُ.
331- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ أَبِي
ظَبْيَانَ , عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ : الشَّمْسُ فَوْقَ رُءُوسِ النَّاسِ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ وَأَعْمَالُهُمْ تُظِلُّهُمْ وَتَصْحَبُهُمْ.
332- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ , عَنْ أَبِي عُثْمَانَ , عَنْ سَلْمَانَ قَالَ :
تَدْنُو الشَّمْسُ مِنْ رُءُوسِ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَابَ قَوْسٍ أَوْ
قَوْسَيْنِ , وَتُعْطَى حَرَّ عَشْرِ سِنِينَ , وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ
عَلَيْهِ يَوْمَئِذٍ طَحْرَبَةٌ , وَلاَ يُرَى عَوْرَةُ مُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ
, وَلاَ يَجِدُ حَرَّهَا مُؤْمِنٌ وَلاَ مُؤْمِنَةٌ , وَأَمَّا الْكُفَّارُ
وَالْآخَرُونَ فَتَطْحَنُهُمْ طَحْنًا حَتَّى يُسْمَعَ لِأَجْوَافِهِمْ غِقْ غِقْ
333- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنِ
الأَعْمَشِ , عَنْ عَطِيَّةَ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ : يَخْرُجُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ فَيَقُولُ : إِنِّي أُمِرْتُ بِثَلاَثَةٍ :
بِمَنْ دَعَا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ , وَمَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ
, وَبِكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ.
334- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ مُجَالِدٍ ,
عَنْ شَيْخٍ , مِنْ بَجِيلَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : إِذَا كَانَ
يَوْمُ الْقِيَامَةِ كَوَّرَ اللَّهُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ فِي
الْبَحْرِ , ثُمَّ يُرْسِلُ عَلَيْهِمْ رِيحًا دَبُورًا , فَتَنْفُخُهُ فَيَصِيرُ
نَارًا فَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} [التكوير].
335- أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ , عَنْ مُجَالِدٍ , عَنْ بَيَانٍ , عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} [التكوير] قَالَ :
يُكَوِّرُ اللَّهُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ فِي الْبَحْرِ , ثُمَّ
يُرْسِلُ عَلَيْهِنَّ رِيحًا , فَتَنْفُخُهَا فَتَصِيرُ نَارًا , فَذَلِكَ
قَوْلُهُ تَعَالَى {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} [التكوير]
336- أَخْبَرَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ , عَنْ
مُنْذِرٍ , عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {إِذَا
الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} [التكوير] قَالَ : رُمِيَ بِهَا . {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ}
[التكوير] قَالَ : تَنَاثَرَتْ . {وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ} [التكوير] قَالَ
: تَخَلَّى عَنْهَا أَرْبَابُهَا , فَلَمْ تُحْلَبْ وَلَمْ تُصِرَّ وَتَخَلَّى
مِنْهَا.
337- حَدَّثَنَا عثمان بن أبي شيبة حَدَّثَنَا جرير عَن
الأعمش عَن خيثمة قال قال عَبد اللهِ الأرض يوم القيامة كلها نار والجنة من ورائها
ترون الذي كان فيكم فلا يهتدي لاسمه حتى يقال محمد صلى الله عليه وسلم فيقول ما
أدري سمعت الناس قالوا قولا فقلت كما قال الناس فيقال له على ذلك جئت وعلى ذلك مت
وعلى ذلك تبعث إن شاء الله ثم يفتح له باب من أبواب النار فيقال له ذلك مقعدك منها
وما أعد الله لك فيها فيزداد حسرة وثبورا ثم يفتح له باب إلى الجنة فيقال له ذلك
مقعدك منها وما أعد الله لك فيها لو أطعته فيزداد حسرة وثبورا ثم يضيق عليه قبره
حتى تختلف أضلاعه فتلك المعيشة التي قال الله عز وجل {فإن له معيشة ضنكا ونحشره
يوم القيامة أعمى!>
337- حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ,
حَدَّثَنَا جَرِيرٌ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ : قَالَ عَبْدُ
اللَّهِ : الأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كُلُّهَا نَارٌ , وَالْجَنَّةُ مِنْ وَرَائِهَا , تُرَى
أَكْوَابُهَا وَكَوَاعِبُهَا , وَالَّذِي نَفْسُ عَبْدِ اللَّهِ بِيَدِهِ إِنَّ
الرَّجُلَ لَيَفِيضُ عَرَقًا حَتَّى تَرْشَحَ فِي الأَرْضِ قَدَمُهُ , ثُمَّ
يَرْتَفِعُ حَتَّى يَبْلُغَ أَنْفَهُ وَمَا مَسَّهُ الْحِسَابُ قَالُوا : مِمَّ
ذَلِكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ؟ قَالَ : مِمَّا يَرَى النَّاسُ
وَيَلْقَوْنَ
338- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ الْمَيِّتَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ إِنَّهُ لَيَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالِهِمْ حِينَ يُوَلُّونَ عَنْهُ , فَإِذَا كَانَ مُؤْمِنًا كَانَتِ الصَّلاَةُ عِنْدَ رَأْسِهِ , وَالزَّكَاةُ عَنْ يَمِينِهِ , وَالصَّوْمُ عَنْ شِمَالِهِ , وَفِعْلُ الْخَيْرَاتِ , وَالْمَعْرُوفُ وَالْإِحْسَانُ إِلَى النَّاسِ مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ , فَيُؤْتَى مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ , فَتَقُولُ الصَّلاَةُ : لَيْسَ قِبَلِي مَدْخَلٌ , فَيُؤْتَى عَنْ يَمِينِهِ , فَتَقُولُ الزَّكَاةُ : لَيْسَ قِبَلِي مَدْخَلٌ , وَيُؤْتَى مِنْ قِبَلِ شِمَالِهِ فَيَقُولُ الصَّوْمُ : لَيْسَ قِبَلِي مَدْخَلٌ , ثُمَّ يُؤْتَى مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ , فَيَقُولُ فِعْلُ الْخَيْرَاتِ وَالْمَعْرُوفِ وَالْإِحْسَانِ إِلَى النَّاسِ لَيْسَ قِبَلِي مَدْخَلٌ , فَيُقَالُ لَهُ : اجْلِسْ , فَيَجْلِسُ وَقَدْ مُثِّلَتْ لَهُ الشَّمْسُ قَدْ قَرُبَتْ لِلْغُرُوبِ , فَيُقَالُ لَهُ : أَخْبِرْنَا عَمَّا نَسْأَلُكَ , فَيَقُولُ : دَعْنِي حَتَّى أُصَلِّيَ , فَيُقَالُ : إِنَّكَ سَتَفْعَلُ , فَأَخْبِرْنَا عَمَّا نَسْأَلُكَ , فَيَقُولُ : عَمَّ تَسْأَلُونِي ؟ فَيُقَالُ لَهُ : مَا تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي كَانَ فِيكُمْ، يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَقُولُ : أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا فَصَدَّقْنَا وَاتَّبَعْنَا , فَيُقَالُ لَهُ : صَدَقْتَ , عَلَى هَذَا جِئْتَ , وَعَلَيْهِ مُتَّ , وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
وَيَفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ، فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [إبراهيم] وَيُقَالُ : افْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى النَّارِ , فَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى النَّارِ , فَيُقَالُ : هَذَا كَانَ مَنْزِلَكَ لَوْ عَصَيْتَ اللَّهَ , فَيَزْدَادُ غِبْطَةً وَسُرُورًا , ويقَالُ : افْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ فَيُفْتَحُ لَهُ فَيُقَالُ : هَذَا مَنْزِلُكَ وَمَا أَعَدَّ اللَّهُ لَكَ فَيَزْدَادُ غِبْطَةً وَسُرُورًا , فَيُعَادُ الْجَسَدُ إِلَى مَا بَدَا مِنْهُ مِنَ التُّرَابِ وَتُجْعَلُ رُوحُهُ فِي النَّسِيمِ الطَّيِّبِ وَهُوَ طَيْرٌ خُضْرٌ تَعَلَّقَ فِي شَجَرِ الْجَنَّةِ . وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيُؤْتَى فِي قَبْرِهِ مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ فَلاَ يُوجَدُ شَيْءٌ فَيُؤْتَى مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ فَلاَ يُوجَدُ شَيْءٌ فَيَجْلِسُ خَائِفًا مَرْعُوبًا , فَيُقَالُ لَهُ : مَا تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي كَانَ فِيكُمْ ؟ فَلاَ يَهْتَدِي لِاسْمِهِ حَتَّى يُقَالَ : مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَيَقُولُ : مَا أَدْرِي , سَمِعْتُ النَّاسَ قَالُوا قَوْلًا , فَقُلْتُ كَمَا قَالَ النَّاسُ , فَيُقَالُ لَهُ : عَلَى ذَلِكَ جِئْتَ وَعَلَى ذَلِكَ مُتَّ , وَعَلَى ذَلِكَ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ , ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ النَّارِ فَيُقَالُ لَهُ : ذَلِكَ مَقْعَدُكَ مِنْهَا وَمَا أَعَدَّ اللَّهُ لَكَ فِيهَا فَيَزْدَادُ حَسْرَةً وَثُبُورًا , ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى الْجَنَّةِ , فَيُقَالُ لَهُ : ذَلِكَ مَقْعَدُكَ مِنْهَا وَمَا أَعَدَّ اللَّهُ لَكَ فِيهَا لَوْ أَطَعْتَهُ , فَيَزْدَادُ حَسْرَةً وَثُبُورًا , ثُمَّ يُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ أَضْلاَعُهُ , فَتِلْكَ الْمَعِيشَةُ الَّتِي قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا , وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه]
339- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنِ الْمِنْهَالِ , عَنْ زَاذَانَ , عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جِنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ وَلَمْ يُلْحَدْ فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِنَا الطَّيْرَ وَفِي يَدِهِ عُودٌ يَنْكُتُ بِهِ فِي الأَرْضِ قَالَ : فَرَفَعَ رَأْسَهُ , فَقَالَ : اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ , مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا , ثُمَّ قَالَ : إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا , وَإِقْبَالٍ مِنَ الْآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ الْمَلاَئِكَةُ مِنَ السَّمَاءِ بِيضُ الْوُجُوهِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الشَّمْسُ , مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ قَالَ : ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ , فَيَقُولُ : أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ اخْرُجِي إِلَى رِضْوَانِ اللَّهِ قَالَ : فَتَحْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فَمِ السِّقَاءِ حَتَّى يَأْخُذَهَا مَلَكُ الْمَوْتِ , فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعْهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَأْخُذُوهَا فَيَجْعَلُوهَا فِي ذَلِكَ الْكَفَنِ وَذَلِكَ الْحَنُوطِ , ثُمَّ يَصْعَدُوا بِهَا قَالَ : وَتَخْرُجُ رُوحُهُ كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ قَالَ : فَيَمُرُّونَ بِهَا عَلَى مَلَأ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ , فَيَقُولُونَ : مَا هَذَا الرِّيحُ الطَّيِّبُ ؟ فَيَقُولُونَ : فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانَ يُسَمَّى بِهَا فِي الدُّنْيَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا , فَيُسْتَفْتَحُ لَهُ فَيُفْتَحُ لَهُ فَيُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مُقَرَّبُوهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي يَلِيهَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ قَالَ : فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِي فِي عِلِّيِّينَ وَأَعِيدُوهُ إِلَى الأَرْضِ ؛
فَإِنِّي مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى قَالَ : فَيُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ قَالَ : وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ , فَيُجْلِسَانِهِ , فَيَقُولاَنِ لَهُ : مَنْ رَبُّكَ ؟ فَيَقُولُ : رَبِّي اللَّهُ , فَيَقُولاَنِ لَهُ : مَا دِينُكَ ؟ فَيَقُولُ : دِينِي الْإِسْلاَمُ , فَيَقُولاَنِ لَهُ : مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ ؟ فَيَقُولُ : هُوَ رَسُولُ اللَّهِ , فَيَقُولاَنِ لَهُ : مَا يُدْرِيكَ ؟ فَيَقُولُ : قَرَأْتُ كِتَابَ اللَّهِ , فَآمَنْتُ بِهِ , وَصَدَّقْتُ . قَالَ : فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَنْ قَدْ صَدَقَ عَبْدِي فَأَفْرِشُوا لَهُ مِنَ الْجَنَّةَ وَأَلْبِسُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ قَالَ : فَيَأْتِيهِ مِنْ رَوْحِهَا وَطِيبِهَا وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ قَالَ : وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ حَسَنُ الثِّيَابِ طَيِّبُ الرِّيحِ , فَيَقُولُ : أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ , فَيَقُولُ : رَبِّ أَقِمِ السَّاعَةَ , رَبِّ أَقِمِ السَّاعَةَ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي وَمَالِي، وَإِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ عَلَى الْآخِرَةِ فَتَنْزِلُ إِلَيْهِ الْمَلاَئِكَةُ مِنَ السَّمَاءِ سُودُ الْوُجُوهِ، مَعَهُمُ الْمُسُوحُ، حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ، قَالَ : ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ , فَيَقُولُ : أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ، اخْرُجِي إِلَى سَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَغَضَبِهِ، قَالَ : فَتَنْفَرِقُ فِي جَسَدِهِ فَتَنْزِعُهَا فَتُقْطَعُ مِنْهُ الْعُرُوقُ وَالْعَصَبُ كَمَا يُنْزَعُ السَّفُّودَ مِنَ الصُّوفِ الْمَبْلُولِ , فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعْهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَأْخُذُوهَا , فَيَجْعَلُوهَا فِي تِلْكَ الْمُسُوحِ فَيَصْعَدُونَ بِهَا وَيَخْرُجُ مِنْهَا أَنْتَنُ رِيحِ جِيفَةٍ وُجِدَتْ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ قَالَ : وَلاَ يَمُرُّونَ بِهَا عَلَى مَلَأ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ إِلَّا قَالُوا : مَا هَذَا الرُّوحُ الْخَبِيثُ ؟ قَالَ : فَيَقُولُونَ : فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ بِأَقْبَحِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانَ يُسَمَّى بِهَا فِي الدُّنْيَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيُسْتَفْتَحُ لَهُ
قَالَ :
ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {لاَ تُفَتَّحُ
لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ
فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} قَالَ : فَيَقُولُ اللَّهُ : اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِي
سِجِّينِ الأَرْضِ السُّفْلَى , وَأَعِيدُوهُ إِلَى الأَرْضِ ؛ فَإِنِّي مِنْهَا
خَلَقْتُهُمْ وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى قَالَ
: فَيَطْرَحُوهُ طَرْحًا قَالَ : ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ
فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} [الحج]
قَالَ : فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ , وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ
, فَيَقُولاَنِ لَهُ : مَنْ رَبُّكَ ؟ فَيَقُولُ : هَاهْ هَاهْ لاَ أَدْرِي قَالَ
: فَيَقُولاَنِ لَهُ : مَا دِينُكَ ؟ فَيَقُولُ : هَاهْ هَاهْ لاَ أَدْرِي ,
فَيَقُولاَنِ لَهُ : مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ ؟ فَيَقُولُ :
هَاهْ هَاهْ لاَ أَدْرِي قَالَ : فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَنْ كَذَبَ
, فَأَفْرِشُوهُ مِنَ النَّارِ , وَأَلْبِسُوهُ مِنَ النَّارِ , وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى
النَّارِ.
قَالَ : فَيَأْتِيهِ مِنْ حَرِّهَا وَسَمُومِهَا ,
وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ عَلَيْهِ أَضْلاَعُهُ . قَالَ :
وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ مُنْتِنُ الرِّيحِ قَبِيحُ الثِّيَابِ ,
فَيَقُولُ : أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُوءُكَ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ
قَالَ : فَيَقُولُ : وَمَنْ أَنْتَ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ الَّذِي يَجِيءُ
بِالشَّرِّ ؟ فَيَقُولُ : أَنَا عَمَلُكَ الْخَبِيثُ قَالَ : فَيَقُولُ : رَبِّ , لاَ تُقِمِ
السَّاعَةَ , رَبِّ لاَ تُقِمِ السَّاعَةَ.
340- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ , عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [إبراهيم] قَالَ : التَّثْبِيتُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا إِذَا جَاءَ الْمَلَكَانِ إِلَى الرَّجُلِ فِي الْقَبْرِ , فَقَالاَ لَهُ : مَنْ رَبُّكَ ؟ فَقَالَ : اللَّهُ رَبِّي , فَقَالاَ لَهُ : مَا دِينُكَ ؟ فَقَالَ : دِينِي الْإِسْلاَمُ , وَقَالاَ لَهُ : مَنْ نَبِيُّكَ ؟ فَقَالَ : نَبِيِّي مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَذَلِكَ التَّثْبِيتُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا.
بَابُ
كَلاَمِ الْقَبْرِ
341- حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ , عَنْ مَالِكِ
بْنِ مِغْوَلٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ , عَنْ أَبِيهِ
قَالَ : يُجْعَلُ لِلْقَبْرِ لِسَانٌ يَنْطِقُ بِهِ , فَيَقُولُ : ابْنَ آدَمَ
كَيْفَ نَسِيتَنِي أَمَا عَلِمْتَ أَنِّي بَيْتُ الأَكَلَةِ , وَبَيْتُ الدُّودِ ,
وَبَيْتُ الْوَحْدَةِ , وَبَيْتُ الْوَحْشَةِ.
342- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ ,
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ : إِنَّ
الْقَبْرَ لَيَبْكِي يَقُولُ فِي بُكَائِهِ : أَنَا بَيْتُ الْوَحْشَةُ , أَنَا
بَيْتُ الْوَحْدَةِ , أَنَا بَيْتُ الدُّودِ.
343- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ
مُجَاهِدٍ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ شَجَرَةٍ قَالَ : يَقُولُ الْقَبْرُ لِلرَّجُلِ
الْكَافِرِ أَوِ الْفَاجِرِ أَوَ مَا ذَكَرْتَ ظُلْمَتِي أَمَا ذَكَرْتَ وَحْشَتِي.
بَابُ
عَذَابِ الْقَبْرِ
344- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ , حَدَّثَنَا هِشَامُ
بْنُ يُوسُفَ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَحِيرٍ أَنَّهُ سَمِعَ
هَانِئًا مَوْلَى عُثْمَانَ يَقُولُ : كَانَ عُثْمَانُ إِذَا وَقَفَ عَلَى قَبْرٍ
بَكَى حَتَّى يَبُلَّ لِحْيَتَهُ قَالَ : فَقِيلَ لَهُ : تُذْكَرُ الْجَنَّةُ
وَالنَّارُ فَلاَ تَبْكِي , وَتَبْكِي مِنْ هَذَا ؟ فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ الْقَبْرَ أَوَّلُ
مَنْزِلٍ مِنْ مَنَازِلِ الْآخِرَةِ , فَإِنْ نَجَا مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ
مِنْهُ , وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ قَالَ : وَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا رَأَيْتُ مَنْظَرًا إِلَّا
الْقَبْرُ أَفْظَعُ مِنْهُ.
345- حَدَّثَنَا شَرِيكٌ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنِ
الْبَرَاءِ , أَوْ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ : {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ
الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ}
[السجدة] قَالَ : عَذَابُ الْقَبْرِ.
346- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنِ الأَشْعَثِ
بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ : دَخَلَتْ
يَهُودِيَّةٌ عَلَى عَائِشَةَ , فَقَالَتْ لَهَا : سَمِعْتِ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ شَيْئًا فِي عَذَابِ الْقَبْرِ ؟
قَالَتْ : فَسَلِيهِ , فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَتْهُ
عَنْ عَذَابِ الْقَبْرِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : عَذَابُ الْقَبْرِ حَقٌّ قَالَتْ : فَمَا صَلَّى صَلاَةً بَعْدَ
ذَلِكَ إِلَّا سَمِعْتُهُ يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ قَالَتْ : فَمَا أَدْرِي
أَشَيْءٌ أُوهِمْتُهُ أَوْ شَيْءٌ ذَكَرْتُهُ.
347- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ شَقِيقٍ , عَنْ
مَسْرُوقٍ , عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : دَخَلَتْ عَلَيَّ يَهُودِيَّةٌ , فَذَكَرَتْ
عَذَابَ الْقَبْرِ فَكَذَّبْتُهَا , فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ , فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُمْ لَيُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ
حَتَّى تَسْمَعَ الْبَهَائِمُ أَصْوَاتَهُمْ.
348- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ شَقِيقٍ , عَنْ مَسْرُوقٍ , عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ :
دَخَلَتْ عَلَيَّ يَهُودِيَّةٌ فَاسْتَوْهَبَتْهَا طِيبًا , فَوَهَبَتْ لَهَا عَائِشَةُ ,
فَقَالَتْ : أَجَارَكِ اللَّهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ , فَقَالَتْ عَائِشَةُ :
فَوَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ حَتَّى جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ , فَقَالَ : إِنَّهُمْ لَيُعَذَّبُونَ
فِي قُبُورِهِمْ عَذَابًا تَسْمَعُهُ الْبَهَائِمُ.
349- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ أَبِي
سُفْيَانَ ,
عَنْ جَابِرٍ , عَنْ أُمِّ مُبَشِّرٍ قَالَتْ : دَخَلَ
عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا فِي حَائِطٍ
مِنْ حَائِطِ بَنِي النَّجَّارِ فِيهِ قُبُورُ مَوْتَى قَدْ مَاتُوا فِي
الْجَاهِلِيَّةِ قَالَتْ : فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ : أَسْتَعِيذُ بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ
الْقَبْرِ . قَالَتْ : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , وَإِنَّهُمْ لَيُعَذَّبُونَ
فِي قُبُورِهِمْ ؟ قَالَ : نَعَمْ عَذَابًا تَسْمَعُهُ الْبَهَائِمُ.
350- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ شُعْبَةَ , عَنْ عَوْنِ بْنِ
أَبِي جُحَيْفَةَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ الْبَرَاءِ , عَنْ أَبِي أَيُّوبَ أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ صَوْتًا حِينَ غَرَبَتِ
الشَّمْسُ , فَقَالَ : هَذِهِ يَهُودُ تُعَذَّبُ فِي قُبُورِهَا.
351- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ يَحْيَى بْنِ
سَعِيدٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : إِنْ كَانَ
لِيُصَلِّيَ عَلَى الْمَنْفُوسِ مَا إِنْ عَمِلَ خَطِيئَةً قَطُّ , فَيَقُولُ :
اللَّهُمَّ أَجِرْهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ.
بَابٌ فِي
قَوْلِهِ تَعَالَى {مَعِيشَةً ضَنْكًا} [طه].
352- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ أَبِي الْعُمَيْسِ ,
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُخَارِقِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ :
{فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا} [طه] قَالَ : عَذَابُ الْقَبْرِ.
353- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , وَعَبْدَةُ , عَنْ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ الْحَنَفِيَّ
يَقُولُ فِي قَوْلِهِ : {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا} [طه] قَالَ : عَذَابُ الْقَبْرِ.
354- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو , حَدَّثَنَا
أَبُو سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : يَدْخُلُ الْكَافِرُ قَبْرَهُ ,
فَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلاَعُهُ , فَتِلْكَ الْمَعِيشَةُ
قَالَ : {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
أَعْمَى} [طه].
355- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , وَوَكِيعٌ , عَنِ الْعَلاَءِ
بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ , عَنْ أَبِي كَرِيمَةَ , عَنْ زَاذَانَ فِي قَوْلِهِ :
{وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ} [الطور] قَالَ : عَذَابُ الْقَبْرِ.
356- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ أَبِيهِ
, عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ : مَا أُجِيرَ مِنْ ضَغْطَةِ الْقَبْرِ وَلاَ
سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ الَّذِي مِنْدِيلٌ مِنْ مَنَادِيلِهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا
وَمَا فِيهَا.
357- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ أَبِي سُفْيَانَ , عَنِ
الْحَسَنِ قَالَ : أَصَابَتْ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ جِرَاحَةٌ , فَجَعَلَهُ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ امْرَأَةٍ تُدَاوِيهِ ,
فَمَاتَ مِنَ اللَّيْلِ , فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَأَخْبَرَهُ ,
فَقَالَ : لَقَدْ مَاتَ اللَّيْلَةَ فِيكُمْ رَجُلٌ لَقَدِ اهْتَزَّ الْعَرْشُ
لِحُبِّ لِقَاءِ اللَّهِ إِيَّاهُ فَإِذَا هُوَ سَعْدٌ قَالَ : فَدَخَلَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْرَهُ , فَجَعَلَ يُكَبِّرُ
وَيُهَلِّلُ وَيُسَبِّحُ , فَلَمَّا خَرَجَ قِيلَ لَهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا
رَأَيْنَاكَ صَنَعْتَ هَكَذَا قَطُّ قَالَ : إِنَّهُ ضُمَّ فِي الْقَبْرِ ضَمَّةً
حَتَّى صَارَ مِثْلَ الشَّعْرَةِ , فَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُرَفَّهَ عَنْهُ
ذَلِكَ , وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ لاَ يَسْتَبْرِئُ مِنَ الْبَوْلِ.
358- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ
عُمَرَ , عَنْ نَافِعٍ قَالَ : لَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّهُ شَهِدَ جِنَازَةَ سَعْدِ
بْنِ مُعَاذٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ لَمْ يَنْزِلُوا إِلَى الأَرْضِ قَطُّ ,
وَلَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ : لَقَدْ ضُمَّ صَاحِبُكُمْ فِي الْقَبْرِ ضَمَّةً.
359- حَدَّثَنَا أَبُو زُبَيْدٍ , عَنْ حُصَيْنٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ , وَمُجَاهِدٍ قَالاَ : مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقُبُورِ بِالْمَدِينَةِ , فَقَالَ : إِنَّ فِيهَا لَقَبْرَيْنِ يُعَذَّبَانِ بِأَمْرٍ يَسِيرٍ وَإِنَّهُ لَكَبِيرٌ , أَمَّا أَحَدُهُمَا فَإِنَّهُ كَانَ لاَ يَسْتَبْرِئُ مِنَ الْبَوْلِ , وَأَمَّا الْآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ , ثُمَّ أَخَذَ جَرِيدَةً فَكَسَرَهَا وَوَضَعَهَا عَلَيْهِمَا قَالَ : لَعَلَّهُ أَنْ يُرَفَّهَ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا.
360- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ : سَمِعْتُ
مُجَاهِدًا , يُحَدِّثُ عَنْ طَاوُسٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : مَرَّ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَبْرَيْنِ , فَقَالَ :
إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ : أَمَّا هَذَا فَكَانَ
لاَ يَسْتَبْرِئُ مِنَ الْبَوْلِ , وَأَمَّا هَذَا فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ
قَالَ : ثُمَّ دَعَا بِعَسِيبٍ رَطْبٍ فَشَقَّهُ فَغَرَسَ عَلَى هَذَا وَاحِدًا وَعَلَى
هَذَا وَاحِدًا , ثُمَّ قَالَ : لَعَلَّهُ أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُمَا مَا لَمْ
يَيْبَسَا.
361- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ مُبَارَكِ بْنِ
فَضَالَةَ , عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : اسْتَنْزِهُوا الْبَوْلَ فَإِنَّ عَذَابَ الْقَبْرِ مِنَ الْبَوْلِ.
362- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الرَّازِيُّ , عَنْ أَبِي سِنَانٍ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ قَالَ : مَاتَ رَجُلٌ فَأَتَاهُ مَلَكٌ مَعَهُ سَوْطٌ مِنْ نَارِ , فَقَالَ : إِنِّي جَالِدُكَ بِهَذَا مِائَةَ جَلْدَةٍ قَالَ : فِيمَ ؟ عَلاَمَ ؟ قَدْ كُنْتُ أَتَّقِي جُهْدِي قَالَ : فَجَعَلَ يُوَاضِعُهُ وَفِي كُلِّ ذَلِكَ يَقُولُ : فِيمَ ؟ عَلاَمَ ؟ وَقَدْ كُنْتُ أَتَّقِي جُهْدِي حَتَّى بَلَغَ فَجَلَدَهُ جَلْدَةً الْتَهَبَ قَبْرُهُ عَلَيْهِ مِنْهَا نَارًا قَالَ : إِنَّكَ بُلْتَ يَوْمًا , ثُمَّ صَلَّيْتَ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ , وَدَعَاكَ مَظْلُومٌ فَلَمْ تُجِبْهُ.
بَابُ
عَرْضِ الرَّجُلِ عَلَى مَقْعَدِهِ
363- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ نَافِعٍ , عَنِ
ابْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
مَا مِنْ مَيِّتٍ يَمُوتُ إِلَّا يُعْرَضُ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ إِنْ كَانَ مِنْ
أَهْلِ الْجَنَّةِ فَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ , إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ
فَمِنْ أَهْلِ النَّارِ.
364- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ
عُمَرَ , عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ أُرِيَ
مَقْعَدَهُ بِالْغَدَاةِ وَالْآصَالِ , إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَمِنْ
أَهْلِ الْجَنَّةِ , وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَمِنْ أَهْلِ النَّارِ ,
ثُمَّ يُقَالُ : هَذَا مَقْعَدُكَ حَتَّى يَبْعَثَكَ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
365- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ فُضَيْلٍ , وَمُوسَى بْنِ
عُبَيْدَةَ , عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ الرَّجُلَ لَيُعْرَضُ عَلَيْهِ
مَقْعَدُهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً فِي قَبْرِهِ.
366- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ , عَنْ مِسْعَرٍ
, عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَرْوَانَ وَهُوَ أَبُو قَيْسٍ , عَنْ هُزَيْلٍ
قَالَ : إِنَّ أَرْوَاحَ آلِ فِرْعَوْنَ فِي أَجْوَافِ طُيُورٍ سُودٍ تَرُوحُ
وَتَغْدُو عَلَى النَّارِ فَذَاكَ عَرْضُهَا , وَأَرْوَاحُ الشُّهَدَاءِ فِي
أَجْوَافِ طُيُورٍ خُضْرٍ وَأَوْلاَدُ الْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا
الْحِنْثَ عَصَافِيرُ مِنْ عَصَافِيرِ الْجَنَّةِ تَرْعَى وَتَسْرَحُ.
بَابُ
الثَّنَاءِ عَلَى الْمَيِّتِ
367- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو
, عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : مُرَّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجِنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرًا فِي
مَنَاقِبِ الْخَيْرِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: وَجَبَتْ , وَمُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرًّا فِي
مَنَاقِبِ الشَّرِّ , فَقَالَ : وَجَبَتْ , إِنَّكُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي
الأَرْضِ.
368- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ حَمَّادِ بْنِ
سَلَمَةَ , عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ , عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : لَمَّا قَدِمَ
مُعَاذٌ الْيَمَنَ قَالَ لَهُمْ : قَدْ فَقِهْتُمْ , عَرَفْتُمْ أَهْلَ الْجَنَّةِ
مِنْ أَهْلِ النَّارِ ؟ قَالُوا : وَكَيْفَ نَعْرِفُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : وَلَمْ
يَلْبَثُوا إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى جَعَلُوا يثْنُوا عَلَى رَجُلٍ خَيْرًا وَعَلَى
رَجُلٍ شَرًّا , فَقَالَ : هَذَا حِينَ فَقِهْتُمْ.
369- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ مُوسَى بْنِ
عُبَيْدَةَ , عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جِنَازَةٍ فَأَثْنَى الْقَوْمُ
عَلَيْهَا ثَنَاءً حَسَنًا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : وَجَبَتْ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا وَجَبَتْ ؟ قَالَ :
الْمَلاَئِكَةُ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي السَّمَاءِ , وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ
فِي الأَرْضِ فَإِذَا شَهِدْتُمْ وَجَبَتْ.
370- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الرَّازِيُّ , عَنْ أَبِي
سِنَانٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ : مَرَّتْ جِنَازَةٌ عَلَى
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ , فَقَالَ لِرَجُلٍ : قُمْ فَانْظُرْ أَمِنْ أَهْلِ
الْجَنَّةِ أَوْ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ؟ , فَقَالَ الرَّجُلُ : وَمَا يُدْرِينِي
أَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ هُوَ أَوْ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ؟ قَالَ : انْظُرْ فِي
ثَنَاءِ النَّاسِ عَلَيْهِ فَإِنَّهُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الأَرْضِ.
بَابُ
عِيَادَةِ الْمَرِيضِ.
371- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
أَبِي خَالِدٍ , عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَجِيبُوا الدَّاعِي وَعُودُوا الْمَرِيضَ.
372- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنِ الْحَكَمِ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ : اشْتَكَى الْحَسَنُ
بْنُ عَلِيٍّ فَأَتَاهُ أَبُو مُوسَى يَعُودُهُ , فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ : مَنْ عَادَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ مَشَى فِي خَرَافَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى
يَجْلِسَ فَإِذَا جَلَسَ غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةُ , فَإِنْ كَانَ غُدْوَةً صَلَّى
عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ , فَإِنْ كَانَ مَسَاءً صَلَّى
عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ.
373- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ خَالِدٍ
الْحَذَّاءِ , عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ , عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ , عَنْ ثَوْبَانَ ,
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِذَا عَادَ
الْمُسْلِمُ الْمُسْلِمَ كَانَ فِي خَرَافَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ.
374- حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ , عَنْ يَحْيَى
بْنِ أَيُّوبَ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ ,
عَنِ الْقَاسِمِ , عَنْ أَبِي أُمَامَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ مِنْ تَمَامِ عِيَادَةِ الْمَرِيضِ أَنْ تَمُدَّ
يَدَكَ إِلَيْهِ وَتَسْأَلَهُ كَيْفَ هُوَ ؟ وَأَنْ تَضَعَ يَدَكَ عَلَيْهِ , وَإِنَّ مِنْ
تَمَامِ تَحِيَّاتِكُمْ بَيْنَكُمُ الْمُصَافَحَةَ.
375- حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ , عَنْ سِكِّينِ
بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ : إِذَا دَخَلْتُمْ
عَلَى الْمَرِيضِ فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ يَدْعُوَ لَكُمْ فَإِنَّهُ قَدْ
حَرَّكَ.
376- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ مَنْصُورٍ ,
عَنْ أَبِي وَائِلٍ , عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : عُودُوا الْمَرِيضَ، وَأَطْعِمُوا الْجَائِعَ،
وَفُكُّوا الْعَانِي.
377- حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ , عَنِ
الأَوْزَاعِيِّ , عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ قَالَ : امْشِ مِيلًا وَعُدْ
مَرِيضًا , وَامْشِ مِيلَيْنِ وَأَصْلِحْ بَيْنَ اثْنَيْنِ , وَامْشِ ثَلاَثَةً
وَزُرْ فِي اللَّهِ.
378- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ
مُسْلِمٍ , عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ : مَا خَطَا عَبْدٌ خُطْوَةً إِلَّا كُتِبَ لَهُ
حَسَنَةٌ أَوْ سَيِّئَةٌ.
379- حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ , عَنِ الْحَسَنِ
بْنِ عَيَّاشٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلاَنَ قَالَ : سَمِعْتُ النُّعْمَانَ
بْنَ أَبِي عَيَّاشٍ الزُّرَقِيَّ يَقُولُ : إِنَّمَا عِيَادَةُ الْمَرِيضِ بَعْدَ
ثَلاَثٍ.
بَابُ
الصَّبْرِ عَلَى الْبَلاَءِ
380- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ أَبِي صَالِحٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَقُولُ اللَّهُ : مَنْ أَذْهَبْتُ كَرِيمَتَيْهِ
فَاحْتَسَبْ وَصَبَرَ لَمْ أَجْعَلْ لَهُ ثَوَابًا دُونَ الْجَنَّةِ.
381- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
طَلْحَةَ , عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ : يَقُولُ اللَّهُ : مَنْ أَخَذْتُ كَرِيمَتَيْهِ
وَهُوَ بِهِمَا ضَنِينٌ فَحَمِدَنِي عِنْدَ ذَلِكَ لَمْ أَرْضَ لَهُ ثَوَابًا
دُونَ الْجَنَّةِ.
382- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ , عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ ,
عَنْ أَبِي السَّفَرِ قَالَ : دَخَلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ قَوْمٌ يَعُودُونَهُ
قَالُوا : يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ , أَلاَ نَدْعُو لَكَ طَبِيبًا يَنْظُرُ
إِلَيْكَ ؟ قَالَ : قَدْ نَظَرَ إِلَيَّ طَبِيبٌ قِيلَ لَهُ : فَأَيُّ شَيْءٍ
قَالَ لَكَ ؟ قَالَ : قَالَ لِي : إِنِّي فَعَّالٌ لِمَا أُرِيدُ.
383- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ , عَنْ عَبْدِ
الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ : قِيلَ لِلرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ : أَلاَ نَدْعُو
لَكَ طَبِيبًا ؟ قَالَ : أَنْظِرُونِي فَتَفَكَّرَ , ثُمَّ قَالَ : {وَعَادًا , وَثَمُودَ
وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا} [الفرقان] قَالَ :
فَذَكَرَ مِنْ حِرْصِهِمْ عَلَى الدُّنْيَا وَرَغْبَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا فِيهَا
قَالَ : فَقَدْ كَانَتْ فِيهِمْ أَطِبَّاءُ وَكَانَتْ فِيهِمْ مَرْضَى فَلاَ أَرَى
الْمُدَاوِي بَقِيَ وَلاَ الْمُدَاوَى هَلَكَ النَّاعِتُ وَالْمَنْعُوتُ لَهُ ,
لاَ حَاجَةَ لِي فِيهِ.
384- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ
عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ , عَنْ بَكْرِ بْنِ مَاعِزٍ قَالَ : كَانَ بِالرَّبِيعِ بْنِ
خُثَيْمٍ خَبْلٌ مِنَ الْفَالِجِ فَكَانَ يَسِيلُ مِنْ فِيهِ لُعَابٌ . قَالَ :
فَمَسَحَتْهُ يَوْمًا , فَرَآنِي كَرِهْتُ ذَلِكَ , فَقَالَ : وَاللَّهِ مَا
أُحِبُّ أَنَّهُ بِأَعْتَى الدَّيْلَمِ عَلَى اللَّهِ.
385- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ , عَنْ دَاوُدَ
قَالَ : أَصَابَ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ فَالِجٌ فَكَانَ بَكْرُ بْنُ مَاعِزٍ
يَقُومُ عَلَيْهِ وَيَدْهُنُهُ وَيَغْسِلُ رَأْسَهُ وَيُفَلِّيهِ فَبَيْنَمَا هُوَ
يَغْسِلُ رَأْسَ الرَّبِيعِ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ سَالَ لُعَابُ الرَّبِيعِ فَبَكَى
بَكْرٌ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْهِ , فَقَالَ : مَا يُبْكِيكَ وَاللَّهِ مَا
أُحِبُّ أَنَّهُ بِأَعْتَى الدَّيْلَمِ عَلَى اللَّهِ.
386- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ
أَبِي هُبَيْرَةَ قَالَ : الْفَالِجُ دَاءُ الأَنْبِيَاءِ.
387- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ يُونُسَ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
قَالَ : خَرَجَتْ بِإِبْهَامِ شُرَيْحٍ قُرْحَةٌ , فَقَالُوا : يَا أَبَا
أُمَيَّةَ، لَوْ أَرَيْتَهَا الطَّبِيبَ ؟ قَالَ : الطَّبِيبُ فَعَلَ بِي هَذَا.
388- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو
, حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : جَاءَتِ امْرَأَةٌ
إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِهَا لَمَمٌ , فَقَالَتْ : يَا
رَسُولَ اللَّهِ , ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَشْفِيَنِي , فَقَالَ : إِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ
فَشَفَاكَ , وَإِنْ شِئْتِ فَاصْبِرِي وَلاَ حِسَابَ عَلَيْكِ . قَالَتْ : بَلْ
أَصْبِرُ وَلاَ حِسَابَ عَلَيَّ
389- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ أَبِي
سُفْيَانَ , عَنْ جَابِرٍ قَالَ : اسْتَأْذَنَتِ الْحُمَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ : مَنْ هَذِهِ ؟ قَالَتْ : أُمُّ مِلْدَمٍ
قَالَ : اذْهَبِي إِلَى أَهْلِ قُبَاءَ , فَلَقَوْا مِنْهَا مَا يَعْلَمُ اللَّهُ
بِهِ , فَأَتَوْهُ , فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَيْهِ , فَقَالَ : إِنْ شِئْتُمْ أَنْ
أَدْعُوَ اللَّهَ فَيَكْشِفَهَا عَنْكُمْ , وَإِنْ شِئْتُمْ كَانَ لَكُمْ طَهُورًا
قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَ تَفْعَلُ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالُوا : دَعْهَا
فَلْيَكُنْ لَنَا طَهُورًا
390- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ عَاصِمٍ
الأَحْوَلِ , عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ : اسْتَأْذَنَتِ الْحُمَّى عَلَى النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَأَمَرَ بِهَا إِلَى أَهْلِ قُبَاءَ
فَلَقَوْا مِنْهَا مَا يَعْلَمُ اللَّهُ , فَأَتَوْهُ , فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَيْهِ
, فَقَالَ : إِنْ شِئْتُمْ أَنْ أَدْعُوَ اللَّهَ فَيَذُبَّهَا , وَإِنْ شِئْتُمْ أَنْ
تَصْبِرُوا حَتَّى يُسْتَنْظَفَ مَا بَقِيَ مِنْ ذُنُوبِكُمْ قَالُوا : أَوَتَفْعَلُ ؟
قَالَ : نَعَمْ . قَالُوا : فَدَعْهَا
391- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيِّ
, عَنْ أَبِي صَالِحٍ الأَشْعَرِيِّ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ عَادَ مَرِيضًا مِنْ وَعَكٍ وَمَعَهُ
أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ : اصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ : هِيَ نَارِي
أُسَلِّطُهَا عَلَى عَبْدِيَ الْمُؤْمِنِ فِي الدُّنْيَا لِتَكُونَ حَظَّهُ مِنَ
النَّارِ فِي الْآخِرَةِ.
392- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ جُوَيْبِرٍ , عَنْ
أَبِي سَهْلٍ , عَنِ الْحَسَنِ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ لِكُلِّ آدَمَيٍّ حَظًّا مِنَ النَّارِ وَحَظُّ
الْمُؤْمِنِ مِنْهَا الْحُمَّى يَحْتَرِقُ جِلْدُهُ وَلاَ يَحْتَرِقُ جَوْفُهُ ,
وَهِيَ حَظُّهُ مِنْهَا.
393- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ :
قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ :
الرِّضَا قَلِيلٌ وَالصَّبْرُ مِعْوَلُ الْمُؤْمِنِ.
394- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى , حَدَّثَنَا فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا صَلَّيْتُمُ الْعَصْرَ اجْتَمَعَتْ مَعَكُمْ مَلاَئِكَةُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ , فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ صَعِدَتْ مَلاَئِكَةُ النَّهَارِ وَمَكَثَتْ مَلاَئِكَةُ اللَّيْلِ , وَإِذَا صَلَّيْتُمُ الْفَجْرَ اجْتَمَعُوا مَعَكُمْ أَيْضًا , فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ صَعِدَتْ مَلاَئِكَةُ اللَّيْلِ وَمَكَثَتْ فِيكُمْ مَلاَئِكَةُ النَّهَارِ فَإِذَا أَتَوُا الرَّبَّ سَأَلَهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ مِنْهُمْ , فَيَقُولُ : كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي ؟ فَيَقُولُونَ : رَبَّنَا أَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ وَتَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ وَفِيهِمْ عَبْدٌ لَكَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَمْ يُصِبْ خَيْرًا قَطُّ إِلَّا بِكَ , وَلَمْ يُصْرَفْ عَنْهُ سُوءٌ إِلَّا بِكَ , فَيَقُولُ : زِيدُوا عَبْدِي . قَالَ : فَيَقُولُونَ : رَبَّنَا انْتَهَى الْمَزِيدُ . قَالَ : فَيَقُولُ خَوِّفُوا عَبْدِي فَيُنْقِصُوهُ . قَالَ : فَيُبْتَلَى ثُمَّ يَسْأَلُ عَنْهُ , فَيَقُولُ : كَيْفَ رَأَيْتُمْ عَبْدِي عِنْدَ الْبَلاَءِ ؟ قَالَ : فَيَقُولُونَ : رَبَّنَا , أَشْكَرُ عَبْدٍ فِي الرَّخَاءِ وَأَصْبَرُهُ عِنْدَ الْبَلاَءِ قَالَ : فَيَقُولُ : اكْتُبُوهُ مِمَّنْ لاَ يَتَغَيَّرُ وَلاَ يَتَبَدَّلُ حَتَّى يَلْقَانِي.
395- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ حَبِيبِ بْنِ
أَبِي ثَابِتٍ , عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ قَالَ : قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ : الشُّكْرُ أَفْضَلُ أَوِ الصَّبْرُ ؟ قَالَ : الصَّبْرُ وَالْعَافِيَةُ
أَحَبُّ إِلَيَّ.
396- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
لَيْثٍ , عَنْ طَاوُسٍ , أَنَّهُ كَرِهَ الأَنِينَ فِي الْمَرَضِ.
397- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ , عَنْ
مُحْرِزٍ أَبِي رَجَاءٍ , عَنْ صَدَقَةَ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُرَّةَ قَالَ :
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي , فَقَالَ : يَا أَبَا الْمُنْذِرِ آيَةٌ فِي كِتَابِ
اللَّهِ قَدْ غَمَّتْنِي قَالَ : أَيُّ آيَةٍ ؟ قَالَ : {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا
يُجْزَ بِهِ} [النساء] . قَالَ : ذَلِكَ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ مَا أَصَابَتْهُ
مِنْ نَكْبَةِ مُصِيبَةٍ , فَيَصْبِرُ , فَيَلْقَى اللَّهَ فَلاَ ذَنْبَ لَهُ.
398- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ , عَنِ
الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ , عَنْ جُنْدُبٍ الْبَجَلِيِّ , سَمِعْتُهُ يَقُولُ :
كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَارٍ
فَنُكِّبَ , فَقَالَ : هَلْ أَنْتِ إِلَّا أُصْبُعٌ دَمِيَتْ وَفِي سَبِيلِ
اللَّهِ مَا لَقِيتِ.
بَابُ
شِدَّةِ الْبَلاَءِ عَلَى الْمُؤْمِنِ
399- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ حَجَّاجٍ ,
عَنْ ثَعْلَبَةَ , عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : عَجِبْتُ لِلْمُؤْمِنِ، إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْضِي لَهُ
قَضَاءً إِلَّا كَانَ ذَلِكَ خَيْرًا.
400- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ حَجَّاجٍ ,
عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ , عَمَّنْ أَخْبَرَهُ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ الرَّجُلَ
لَيَكُونُ لَهُ الدَّرَجَةُ عِنْدَ اللَّهِ فَمَا يَبْلُغُهَا بِعَمَلِهِ حَتَّى
يُبْتَلَى بِبَلاَءٍ فِي جَسَدِهِ فَيَبْلُغَهَا بِذَلِكَ الْبَلاَءِ.
401- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنِ الْإِفْرِيقِيِّ , عَنْ
نَهْشَلٍ الْقُرَشِيِّ قَالَ : سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا أَحْسَنَ الْعَبْدُ فَأَلْصَقَ
اللَّهُ بِهِ الْبَلاَءَ فَإِنَّ اللَّهَ يُرِيدُ أَنْ يُصَافِيَهُ.
402- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ,
حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا يَزَالُ الْبَلاَءُ بِالْمُؤْمِنِ
وَالْمُؤْمِنَةِ فِي جَسَدِهِ، وَفِي مَالِهِ، وَفِي وَلَدِهِ حَتَّى يَلْقَى
اللَّهَ مَا عَلَيْهِ مِنْ خَطِيئَةٍ.
403- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ : يَقُولُ الْمَلاَئِكَةُ : يَا رَبِّ , عَبْدُكَ
الْمُؤْمِنُ تَزْوِي عَنْهُ الدُّنْيَا وَيَعْرِضُ لَهُ الْبَلاَءُ قَالَ :
فَيَقُولُ لِلْمَلاَئِكَةِ : اكْشِفُوا لَهُمْ عَنْ ثَوَابِهِ , فَإِذَا رَأَوْا
ثَوَابَهُ قَالُوا : يَا رَبِّ , لاَ يَضُرُّهُ مَا أَصَابَهُ مِنَ الدُّنْيَا ,
وَيَقُولُونَ : عَبْدُكَ الْكَافِرُ يَزْوِي عَنْهُ الْبَلاَءُ وَتَبْسُطُ
لَهُ الدُّنْيَا قَالَ : فَيَقُولُ لِلْمَلاَئِكَةِ : اكْشِفُوا لَهُمْ عَنْ ثَوَابِهِ
, فَإِذَا رَأَوْا ثَوَابَهُ قَالُوا : يَا رَبِّ لاَ يَنْفَعُهُ مَا أَصَابَهُ
مِنَ الدُّنْيَا.
404- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ : قَالَ
عَبْدُ اللَّهِ : إِنَّ الرَّجُلَ لَيُرِيدُ الأَمْرَ مِنَ التِّجَارَةِ أَوِ
الْإِمَارَةِ حَتَّى إِذَا قَدَرَ عَلَيْهِ وَأَشْرَفَ عَلَيْهِ فِي نَفْسِهِ
بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ مَلَكًا , فَقَالَ : ائْتِ عَبْدِي فَاصْرِفْهُ
فَإِنِّي إِنْ أُيَسِّرْ لَهُ أُدْخِلْهُ النَّارَ قَالَ : فَيَأْتِيهِ
فَيَصْرِفُهُ عَنْهُ قَالَ : فَيَظَلُّ يَتَظَنَّى بِجِيرَانِهِ مَنْ سَبَقَنِي ؟ مَنْ
سَبَقَنِي ؟ قَالَ : وَإِنَّمَا ذَكَرَ اللَّهَ فَوْقَ سَبْعِ سَمَوَاتٍ فَصَرَفَ
عَنْهُ.
405- حَدَّثَنَا يَعْلَى , عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ
اللَّهِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا
ابْتَلاَهُ لِيَسْمَعَ تَضَرُّعَهُ.
406- اللَّهُ أَنْ يَكْشِفَ عَنْكَ , فَقَالَ : إِنَّ
أَشَدَّ النَّاسِ بَلاَءً النَّبِيُّونَ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ , ثُمَّ
الَّذِينَ يَلُونَهُمْ.
407- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
إِنَّ الْحُمَّى رَائِدُ الْمَوْتِ، وَهِيَ سِجْنُ الْمُؤْمِنِ، وَهِيَ قِطْعَةٌ
مِنَ النَّارِ، فَفَتِّرُوهَا عَنْكُمْ بِالْمَاءِ الْبَارِدِ.
408- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ
مَسْرُوقٍ , عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ , عَنْ جَدِّهِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ
قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
إِنَّ الْحُمَّى فَوْرٌ مِنْ جَهَنَّمَ فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ.
بَابُ حَطِّ الْخَطَايَا.
409- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنِ الأَشْعَثِ
بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ , عَنْ أَبِي بُرْدَةَ , عَنْ بَعْضِ أُمَّهَاتِ
الْمُؤْمِنِينَ قَالَتِ : اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ , فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ , فَلَمَّا أَفَاقَ قُلْتُ لَهُ : لَوْ أَنَّ
إِحْدَانَا فَعَلَتْ لَخَشِيتُ أَنْ تَجِدَ عَلَيْهَا قَالَ : أَوَلاَ تَعْلَمِينَ
أَنَّ الْمُؤْمِنَ يُشْتَدُّ عَلَيْهِ فِي وَجَعِهِ لِيُحَطَّ عَنْهُ مِنْ
خَطَايَاهُ.
410- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ
إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ , عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ
يُوعَكُ فَمَسِسْتُهُ , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ :
إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا قَالَ : أَجَلْ إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ
رَجُلاَنِ مِنْكُمْ قَالَ : قُلْتُ : إِنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ,
وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا عَلَى الأَرْضِ مُسْلِمٌ يُصِيبُهُ مِنْ أَذًى
مِنْ مَرَضٍ فَمَا سِوَاهُ إِلَّا حَطَّ اللَّهُ عَنْهُ خَطَايَاهُ كَمَا تَحُطُّ
الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا.
411- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ عِمَارَةَ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ , عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : إِنَّ الْوَجَعَ لاَ يُكْتَبُ بِهِ الأَجْرُ فِي الْعَمَلِ
وَلَكِنْ يُكَفَّرُ بِهِ خَطَايَاهُ.
412- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ , عَنْ
ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ , عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ , أَنَّ سَائِلًا سَأَلَ أَبَا
عُبَيْدَةَ وَهُوَ شَاكٌّ تَصَدَّقُوا آجَرَ اللَّهُ مَرِيضَكُمْ , فَقَالَ أَبُو
عُبَيْدَةَ : إِنِّي لَسْتُ بِمَأْجُورٍ وَلَكِنِّي مُكَفَّرٌ عَنِّي.
413- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ حَمَّادِ بْنِ
سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي حَمْزَةَ , عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ قَالَ : سَاعَاتُ
الْوَجَعِ يُذْهِبْنَ سَاعَاتِ الْخَطَايَا.
414- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ عُمَارَةَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ : دَخَلْتُ مَعَ سَلْمَانَ عَلَى
صَدِيقٍ لَهُ مِنْ كِنْدَةَ يَعُودُهُ , فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ : إِنَّ اللَّهَ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَبْتَلِي عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ بِالْبَلاَءِ , ثُمَّ
يُعَافِيهِ فَيَكُونُ كَفَّارَةً لِمَا مَضَى مُسْتَعْتَبًا فِيمَا بَقِيَ ,
وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَبْتَلِي عَبْدَهُ الْفَاجِرَ بِالْبَلاَءِ ثُمَّ
يُعَافِيهِ فَيَكُونُ كَالْبَعِيرِ عَقَلَهُ أَهْلُهُ ثُمَّ أَطْلَقُوهُ , لاَ
يَدْرِي فِيمَا عَقَلُوهُ حِينَ عَقَلُوهُ , وَلاَ فِيمَا أَطْلَقُوهُ حِينَ
أَطْلَقُوهُ.
415- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ , عَنْ
ثَابِتٍ , عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ : كَانَ أَحَدُهُمْ إِذَا بَرِئَ مِنْ
مَرَضِهِ قِيلَ لَهُ : يَهْنِئُكَ الطُّهْرُ.
416- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
أَبِي خَالِدٍ , عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ : دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَجُلٍ يَعُودُهُ , فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : طَهُورٌ , فَقَالَ الشَّيْخُ : بَلْ حُمَّى تَفُورُ
فِي صَدْرِ شَيْخٍ كَبِيرٍ تُزِيرُهُ الْقُبُورَ
417- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو , عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِّ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ : مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ وَصَبٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ أَذًى وَلاَ
حَزَنٌ وَلاَ سَقَمٌ وَلاَ هَمٌّ يُهِمُّهُ إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ
سَيِّئَاتِهِ.
418- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ,
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ
: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ يُصِيبُ
الْمُؤْمِنَ شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا حَطَّ اللَّهُ عَنْهُ بِهَا
خَطِيئَتَهُ.
419- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ إِبْرَاهِيمَ , عَنِ الأَسْوَدِ , عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ شَوْكَةٌ
فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً , أَوْ حَطَّ عَنْهُ
بِهَا خَطِيئَةً.
420- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ
, عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ
مُصِيبَةٍ شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا قَصَّ اللَّهُ بِهَا عَنْهُ
خَطِيئَتَهُ.
421- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ هِشَامٍ , عَنِ ابْنِ
سِيرِينَ , عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ : مَا يَسُرُّنِي بِوَصَبٍ وَصِبْتُهُ
حُمْرُ النَّعَمِ وَسَوَادُهَا.
422- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ حَمَّادِ بْنِ
سَلَمَةَ , عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ , عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ , عَنْ أَبِي
بَكْرٍ قَالَ : يُكَفَّرُ عَنِ الْمُسْلِمِ , حَتَّى بِالنَّكْبَةِ ،
وَانْقِطَاعِ شِسْعِهِ , وَحَتَّى الْبِضَاعَةِ يَضَعُهَا فِي كُمِّهِ فَيَفْقِدُهَا
فَيَفْزَعُ فَيَجِدُهَا فِي صَحِيفَتِهِ.
423- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلِيفَةَ قَالَ : كُنْتُ مَعَ عُمَرَ فِي
جِنَازَةٍ فَانْقَطَعَ شِسْعُهُ فَاسْتَرْجَعَ ثُمَّ قَالَ : كُلُّ مَا سَاءَكَ مُصِيبَةٌ.
424- حَدَّثَنَا يَعْلَى , عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ
اللَّهِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا انْقَطَعَ شِسْعُ أَحَدِكُمْ
فَلْيَسْتَرْجِعْ فَإِنَّهَا مِنَ الْمَصَائِبِ.
425- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , وَعَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ ,
عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ : مَرَّ عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ
رَجُلٌ فَعَجِبَ مِنْ جِلْدِهِ , فَقَالَ لَهُ : حُمِمْتَ قَطُّ ؟ قَالَ : لاَ .
قَالَ : فَصُدِعْتَ قَطُّ ؟ قَالَ : لاَ , فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ : بُؤْسًا
لِهَذَا يَمُوتُ بِخَطِيئَتِهِ.
426- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو
, حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : دَخَلَ أَعْرَابِيٌّ
عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ : هَلْ أَخَذَتْكَ
أُمُّ مِلْدَمٍ ؟ قَالَ : وَمَا أُمُّ مِلْدَمٍ ؟ قَالَ : حُمَّى تَكُونُ بَيْنَ
اللَّحْمِ وَالْجِلْدِ قَالَ : مَا وَجَدْتُ هَذَا قَطُّ . قَالَ : فَهَلْ
وَجَدْتَ الصُّدَاعَ ؟ قَالَ : مَا الصُّدَاعُ ؟ قَالَ : عِرْقٌ يَضْرِبُ عَلَى
الْإِنْسَانِ فِي رَأْسِهِ قَالَ : مَا وَجَدْتُ هَذَا قَطُّ . قَالَ : فَلَمَّا
وَلَّى.
قَالَ : مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ
أَهْلِ النَّارِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا.
427- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ ,
عَنْ مُنْذِرٍ قَالَ : جَاءَ نَاسٌ مِنَ الدَّهَاقِينَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ
قَالَ : فَتَعَجَّبَ النَّاسُ مِنْ غِلَظِ رِقَابِهِمْ , وَمِنْ صِحَّتِهِمْ .
قَالَ : فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : إِنَّكُمْ تَرَوْنَ الْكَافِرَ مِنْ أَصَحِّ
النَّاسِ جِسْمًا وَأَمْرَضِهِمْ قَلْبًا , وَتَلْقَوْنَ الْمُؤْمِنَ مِنْ أَصَحِّ
النَّاسِ قَلْبًا وَأَمْرَضِهِمْ جِسْمًا، وَايْمُ اللَّهِ، لَوْ مَرِضَتْ
قُلُوبُكُمْ، وَصَحَّتْ أَجْسَامُكُمْ، لَكُنْتُمْ أَهْوَنَ عَلَى اللَّهِ مِنَ
الْجِعْلاَنِ.
428- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ حَمَّادِ بْنِ
سَلَمَةَ , عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ , عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَ :
قَالَ كَعْبٌ : إِنِّي أَجِدُ فِي التَّوْرَاةِ لَوْلاَ أَنْ أُحْزِنَ الْمُؤْمِنَ
لَعَصَبْتُ رَأْسَ الْكَافِرِ بِعَصَائِبَ مِنْ حَدِيدٍ لاَ يُصْدَعُ أَبَدًا.
بَابُ مَا
جَاءَ فِي الْعُقُوبَةِ فِي الدُّنْيَا
429- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ
, عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ , عَنْ أَبِي بَكْرٍ قَالَ : يَا
رَسُولَ اللَّهِ , كَيْفَ الصَّلاَحُ بَعْدَ هَذِهِ الْآيَةِ {لَيْسَ
بِأَمَانِيِّكُمْ وَلاَ أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ , مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا
يُجْزَ بِهِ} [النساء] فَكُلُّ سُوءٍ عَمِلْنَا جُزِينَا بِهِ ؟ فَقَالَ : غَفَرَ
اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ أَلَسْتَ تَمْرَضُ ؟ أَلَسْتَ تَنْصَبُ ؟ أَلَسْتَ
تَحْزَنُ ؟ أَلَسْتَ تُصِيبُكَ اللَّأْوَاءُ ؟ قَالَ : بَلَى . قَالَ : فَهُوَ مَا تُجْزَوْنَ بِهِ.
430- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ عَاصِمٍ
الأَحْوَلِ , عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ : {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}
[النساء] قَالَ : إِنَّمَا ذَلِكَ لِمَنْ أَرَادَ اللَّهُ هَوَانَهُ , فَأَمَّا مَنْ
أَرَادَ كَرَامَتَهُ فَإِنَّهُ يَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِ فِي أَصْحَابِ
الْجَنَّةِ {وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ} [الأحقاف].
431- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
مُسْلِمٍ , عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {وَمَا أَصَابَكُمْ
مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى] قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا مِنْ خَدْشَةِ عُودٍ ,
وَلاَ اخْتِلاَجِ عِرْقٍ , وَلاَ نَكْبَةِ حَجَرٍ , وَلاَ عَثْرَةِ قَدَمٍ إِلَّا بِذَنْبٍ
, وَإِنَّمَا يَعْفُو اللَّهُ أَكْثَرُ.
432- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الزُّهْرِيِّ
, عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ أَصَابَهُ حَجَرٌ
وَهُوَ يَرْمِي الْجِمَارَ فَشَجَّهُ ، قَالَ : ذَنْبٌ بِذَنْبٍ وَالْبَادِي أَظْلَمُ.
433- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ
, عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : كَانَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي فِي طَرِيقٍ مِنْ طَرِيقِ الْمَدِينَةِ
فَعَرَضَتِ امْرَأَةٌ , فَأَتْبَعَهَا بَصَرَهُ وَهُوَ يَمْشِي , فَشُغِلَ
بِالنَّظَرِ إِلَيْهَا , فَعَرَضَ لَهُ حَائِطٌ , فَأَصَابَ وَجْهَهُ فَشَجَّهُ ,
فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ ,
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ إِذَا
أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْرًا عَجَّلَ لَهُ عُقُوبَتَهُ فِي الدُّنْيَا , وَإِذَا
أَرَادَ بِهِ شَرًّا أَخَّرَ عُقُوبَتَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ حَتَّى
يَأْتِيَهُ كَأَنَّهُ عَيْرٌ فَيَطْرَحُهُ فِي النَّارِ.
434- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ مُسْلِمٍ قَالَ : قَالَ أَبُو بَكْرٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْكَ مَا أَشَدَّ هَذِهِ الْآيَةَ {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء] ,
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا أَبَا بَكْرٍ
إِنَّ الْمُصِيبَةَ فِي الدُّنْيَا جَزَاءٌ.
435- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ , عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ
حَوْشَبٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّكْسَكِيِّ , عَنْ أَبِي
بُرْدَةَ , عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ , يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا شَخَصَ مُسَافِرًا ,
فَمَرِضَ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِثْلَ أَجْرِهِ صَحِيحٌ مُقِيمٌ.
436- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ عَاصِمٍ ,
عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ : كُنَّا نَتَحَدَّثُ مُنْذُ خَمْسِينَ سَنَةً
أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا مَرِضَ مَرَضًا يُسْرِفُ مِنْهُ عَلَى نَفْسِهِ كَانَ مِنْ
ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ , وَكُنَّا نَتَحَدَّثُ مُنْذُ خَمْسِينَ
سَنَةً أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا مَرِضَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : اكْتُبُوا
لِعَبْدِي مَا كَانَ يَعْمَلُ فِي صِحَّتِهِ حَتَّى أَقْبِضَهُ أَوْ أُخَلِّيَ
سَبِيلَهُ.
437- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , عَنْ
أَبِي حَكِيمٍ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا اشْتَكَى الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ قَالَ
اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِكَاتِبَيْهِ : اكْتُبَا لِعَبْدِي هَذَا مِثْلَ
مَا كَانَ يَعْمَلُ فِي صِحَّتِهِ مَا كَانَ فِي حَبْسِي فَإِنْ قَبَضَهُ اللَّهُ
قَبْضَهُ إِلَى خَيْرٍ , وَإِنْ هُوَ عَافَاهُ أَبْدَلَهُ بِلَحْمِهِ خَيْرًا مِنْ
لَحْمِهِ , وَبِدَمِهِ خَيْرًا مِنْ دَمِهِ.
438- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ عَلْقَمَةَ
بْنِ مَرْثَدٍ , عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عَمْرٍو قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا
مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ يُصَابُ بِبَلاَيَا فِي جَسَدِهِ إِلَّا أَمَرَ
اللَّهُ الْحَافِظَيْنِ اللَّذَيْنِ يَحْفَظَانِهِ , فَقَالَ : اكْتُبَا لِعَبْدِي فِي
كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ مِثْلَ مَا كَانَ يَعْمَلُ مِنَ الْخَيْرِ مَا دَامَ فِي
وَثَاقِي.
439- حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ , عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ ,
حَدَّثَنَا يَحْيَى أَبُو هَاشِمٍ , وَكَانَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ مَوْلًى
لِبَنِي نَصْرٍ قَالَ : دَخَلَ قَوْمٌ عَلَى مَرِيضٍ يَعُودُونَهُ فِيهِمْ رَجُلٌ
مِنَ الْمُهَاجِرِينَ فَتَذَاكَرُوا أُمَّ آخِرَتِهِمْ , فَقَالَ الْمُهَاجِرُ : بَلَغَنِي أَنَّ
لِلْمَرِيضِ فِي مَرَضِهِ خِصَالًا لاَ يُرْفَعُ عَنْهُ الْعَمَلُ مَا دَامَ فِي
مَرَضِهِ , وَيُجْزَى لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ فِي صِحَّتِهِ
, وَيَتْبَعُ مَرَضُهُ كُلَّ خَطِيئَةٍ مِنْ خَطَايَاهُ فِي مَفْصِلٍ مِنْ
مَفَاصِلِهِ فَيَسْتَخْرِجُهَا فَإِنْ عَاشَ عَاشَ مَغْفُورًا لَهُ , وَإِنْ مَاتَ
مَاتَ مَغْفُورًا لَهُ , فَقَالَ الْمَرِيضُ : اللَّهُمَّ لاَ أَزَالُ مُضْطَجِعًا
440- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ سَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ
فَلَسْتُمْ بِعِبَادِ بَلاَءٍ إِنْ كَانَ الرَّجُلُ مِنْ قَبْلِكُمْ لَيُسْأَلَ
الْكَلِمَةَ فَيَأْبَاهَا حَتَّى يُوضَعَ الْمِنْشَارُ عَلَى رَأْسِهِ، فَيُشَقُّ
بِنِصْفَيْنِ وَمَا يُعْطِيهَا.
بَابُ
سُؤَالِ اللَّهِ الْعَافِيَةَ.
441- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ ,
عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : كَانَ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ رَجُلٌ بَلَغَ مِنَ اجْتِهَادِهِ قَالَ : اللَّهُمَّ مَا كُنْتَ مُؤَاخِذِي
بِهِ فِي الْآخِرَةِ فَعَجِّلْهُ لِي فِي الدُّنْيَا , فَأُضْنِيَ عَلَى فِرَاشِهِ
حَتَّى صَارَ كَأَنَّهُ هَامَةٌ
, فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَعُودُهُ , فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ : يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ
كُنْتَ سَأَلْتَ اللَّهَ تَعَالَى شَيْئًا ؟ قَالَ : نَعَمْ , قُلْتُ : اللَّهُمَّ
مَا كُنْتَ مُؤَاخِذِي بِهِ فِي الْآخِرَةِ فَعَجِّلْهُ لِي فِي الدُّنْيَا ,
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا ابْنَ آدَمَ
إِنَّكَ لاَ تَقُومُ بِعُقُوبَةِ اللَّهِ , هَلَّا قُلْتُ : {رَبَّنَا آتِنَا فِي
الدُّنْيَا حَسَنَةً , وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً , وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}
[البقرة] قَالَ : فَمَا زَالَ الرَّجُلُ يَقُولُهَا حَتَّى قَامَ كَأَنَّمَا
نَشِطَ مِنْ عِقَالٍ
442- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ , عَنْ
ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ , عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ : لَأَنْ أُعَافَى فَأَشْكُرَ
أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُبْتَلَى فَأَصْبِرَ.
443- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ أَبِي
ظَبْيَانَ قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ فَسَمِعَ رَجُلًا ,
يَتَمَنَّى الْمَوْتَ , فَرَفَعَ إِلَيْهِ ابْنُ عُمَرَ بَصَرَهُ , فَقَالَ : لاَ
تَتَمَنَّ الْمَوْتَ , فَإِنَّكَ مَيِّتٌ وَلَكِنْ سَلُوا اللَّهَ تَبَارَكَ
وَتَعَالَى الْعَافِيَةَ.
444- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ
, عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : سَمِعَ عُمَرُ , رَجُلًا يَقُولُ : اللَّهُمَّ
إِنِّي أسْتَنْفِقْ نَفْسِي وَمَالِي فِي سَبِيلِكَ , فَقَالَ عُمَرُ : أَوَلاَ
يَسْكُتُ أَحَدُكُمْ , فَإِنِ ابْتُلِيَ صَبَرَ وَإِنْ عُوفِيَ شَكَرَ.
445- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ رَافِعٍ
التَّنُوخِيُّ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : اللَّهُمَّ , إِنِّي أَسْأَلُكَ
الصِّحَّةَ وَالْعَافِيَةَ وَالأَمَانَةَ وَحُسْنَ الْخُلُقِ وَالرِّضَا
بِالْقَدَرِ.
446- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
سَلَمَةَ بْنِ وَرْدَانَ قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ : سَأَلَ
رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا أَفْضَلُ الدُّعَاءِ ؟
قَالَ : أَنْ تَسْأَلَ اللَّهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا
وَالْآخِرَةِ ؛ فَإِنَّكَ إِذَا أُعْطِيتَ ذَلِكَ فَقَدْ أَفْلَحْتَ.
447- حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ , عَنْ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي
سَعِيدٍ , عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الأَشَجِّ , عَنِ الْقَاسِمِ , عَنْ عَائِشَةَ
قَالَتْ : إِنَّمَا التَّمَائِمُ مَا عُلِّقَ قَبْلَ الْبَلاَءِ فَمَا عُلِّقَ
بَعْدَ الْبَلاَءِ فَلَيْسَ مِنَ التَّمَائِمِ.
448- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ
, عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَهْرَمَانَ الزُّبَيْرِ قَالَ : سَمِعْتُ جَابِرَ
بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ : مَا مِنْ رَجُلٍ يَرَى مُبْتَلًى فِي جَسَدِهِ ,
فَيَقُولُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلاَكَ بِهِ،
وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا . إِلَّا عُوفِيَ مِنْ ذَلِكَ
الْبَلاَءِ.
بَابُ
مَنْ قَالَ : لَيْتَنِي لَمْ أُخْلَقْ
449- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ جُوَيْبِرٍ ,
عَنِ الضَّحَّاكِ قَالَ : مَرَّ أَبُو بَكْرٍ بِطَيْرٍ وَاقِعٍ عَلَى شَجَرَةٍ ,
فَقَالَ : طُوبَى لَكَ يَا طَيْرُ ؛ تَقَعُ عَلَى الشَّجَرِ وَتَأْكُلُ الثَّمَرَ
, ثُمَّ تَطِيرُ وَلَيْسَ عَلَيْكَ حِسَابٌ وَلاَ عَذَابٌ يَالَيْتَنِي كُنْتُ
مِثْلَكَ ؛ وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَنِي شَجَرَةً إِلَى جَانِبِ
الطَّرِيقِ , فَمَرَّ بِي بَعِيرٌ فَأَخَذَنِي فَأَدْخَلَنِي فَاهُ فَلاَكَنِي ,
ثُمَّ ازْدَرَدَنِي , ثُمَّ أَخْرَجَنِي بَعْرًا وَلَمْ أَكُ بَشَرًا قَالَ :
وَقَالَ عُمَرُ : يَا لَيْتَنِي كُنْتُ كَبْشَ أَهْلِي، سَمَّنُونِي مَا بَدَا
لَهُمْ حَتَّى إِذَا كُنْتُ أَسْمَنَ مَا أَكُونُ زَارَهُمْ بَعْضُ مَا يُحِبُّونَ
فَجَعَلُوا بَعْضِي شِوَاءً وَبَعْضِي قَدِيدًا ثُمَّ أَكَلُونِي , فَأَخْرَجُونِي
عَذِرَةً وَلَمْ أَكُ بَشَرًا قَالَ : وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ : يَا لَيْتَنِي
كُنْتُ شَجَرَةً تُعْضَدُ وَلَمْ أَكُ بَشَرًا.
450- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ
مُجَاهِدٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى , عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ
: وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ اللَّهَ , خَلَقَنِي يَوْمَ خَلَقَنِي شَجَرَةً
تُعْضَدُ وَيُؤْكَلُ ثَمَرُهَا.
451- حَدَّثَنَا يَعْلَى , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ
شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ , عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ , عَنْ كَعْبٍ قَالَ :
لَوَدِدْتُ أَنِّي كَبْشُ أَهْلِي , فَأَخَذُونِي , وَسَمَّنُونِي , وَذَبَحُونِي , فَأَكَلُونِي ,
وَأَطْعَمُوا ضَيْفَهُمْ.
452- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ ,
عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ قَالَ : كَانَ هَرِمُ بْنُ حَيَّانَ يَسِيرُ مَعَ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ فَأَتَتْ إِحْدَى رَاحِلَتَيْهِمَا عَلَى
صِلِّيَانَةٍ فَانْتَفَشَتْهَا , فَقَالَ هَرِمٌ : أَيَسُرُّكَ أَيُّهَا الأَمِيرُ ,
أَنَّكَ كُنْتَ هَذِهِ الصِّلِّيَانَةَ فَانْتَفَشَهَا بَعِيرُكَ فَلَمْ تَكُ
شَيْئًا ؟ قَالَ : فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : إِنِّي لَأَرْجُو بَعْدَ الْمَمَاتِ
أَفْضَلَ مِمَّا أَصَبْتُ فِي الدُّنْيَا , فَقَالَ هَرِمٌ لَكِنِّي : وَاللَّهِ
لَوَدِدْتُ أَنِّي هَذِهِ الصِّلِّيَانَةُ أَكَلَتْنِي هَذِهِ الدَّابَّةُ
فَذَهَبْتُ , فَلَمْ أَكُ شَيْئًا.
453- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ,
عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : لَيْتَنِي إِذْ مِتُّ كُنْتُ نَسْيًا
مَنْسِيًّا.
بَابُ الْبُكَاءِ.
454- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ لَيْثٍ ,
عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : لَمَّا أَصَابَ دَاوُدُ الْخَطِيئَةَ , وَإِنَّمَا كَانَتْ خَطِيئَتُهُ آيَةً
لَمَّا أَبْصَرَهَا أُمِرَ بِهَا
, فَعَزَلَهَا , فَلَمْ يَقْرَبْهَا , فَأَتَاهُ
الْخَصْمَانِ فَتَسَوَّرَا الْمِحْرَابِ , فَلَمَّا أَبْصَرَهُمَا قَامَ
إِلَيْهِمَا , فَقَالَ : اخْرُجَا عَنِّي , مَا جَاءَ بِكُمَا إِلَيَّ ؟ فَقَالاَ
: إِنَّمَا نُكَلِّمُكَ بِكَلاَمٍ يَسِيرٍ , {إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ
وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ} [ص] وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ
يَأْخُذَهَا مِنِّي , فَقَالَ : إِنَّهُ أَحَقُّ النَّاسِ أَنْ يُكْسَرَ مِنْهُ
مِنْ لَدُنْ هَذِهِ إِلَى هَذِهِ يَعْنِي مِنْ صَدْرِهِ إِلَى أَنْفِهِ ,
فَقَالَ الرَّجُلُ : فَهَذَا دَاوُدُ قَدْ فَعَلَهُ قَالَ : فَعَرَفَ دَاوُدُ أَنَّهُ إِنَّمَا يُعْنَى بِذَلِكَ , وَعَرَفَ ذَنْبَهُ فَخَرَّ سَاجِدًا أَرْبَعِينَ يَوْمًا، وَكَانَتْ خَطِيئَتُهُ مَكْتُوبَةً فِي يَدِهِ يَنْظُرُ إِلَيْهَا لِكَيْلاَ يَنْسَاهَا فَيَغْفَلَ، حَتَّى نَبَتَ الْبَقْلُ مِنْ دُمُوعِهِ مَا غَطَّى رَأْسَهُ، فَنَادَى بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا رَبَّهُ : قَرِحَ الْجَبِينُ، وَجَمَدَتِ الْعَيْنُ، وَدَاوُدُ لَمْ يَرْجِعْ إِلَيْهِ فِي خَطِيئَتِهِ شَيْءٌ، قَالَ : فَنُودِيَ : أَجَائِعٌ فَتُطْعَمَ , أَمْ عُرْيَانٌ فَتُكْسَى , أَمْ مَظْلُومٌ فَتُنْصَرَ . قَالَ : فَنُحِبَ نَحْبَةً , هَاجَ مَا ثَمَّ مِنَ الْبَقْلِ حِينَ لَمْ يَذْكُرْ خَطِيئَتَهُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ غُفِرَ لَهُ . قَالَ : فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ قَالَ لَهُ رَبُّهُ : كُنْ أَمَامِي , فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ , ذَنْبِي ذَنْبِي , فَيَقُولُ : لَهُ : كُنْ خَلْفِي , فَيَقُولُ : رَبِّ , ذَنْبِي ذَنْبِي قَالَ : يَقُولُ خُذْ بِقَدَمِي قَالَ : فَيَأْخُذُ بِقَدَمِهِ.
445- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ أَبِي هِلاَلٍ مُحَمَّدِ
بْنِ سُلَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنِي ثَابِتٌ , عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ قَالَ :
كَانَ لِدَاوُدَ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَوْمٌ يَتَأَوَّهُ فِيهِ يَقُولُ : أَوَّهْ مِنْ
عَذَابِ اللَّهِ أَوَّهْ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوَّهْ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ قِيلَ
لاَ أَوَّهْ قَالَ : فَذَكَرَهَا صَفْوَانُ ذَاتَ يَوْمٍ وَهُوَ فِي مَجْلِسِهِ
فَبَكَى حَتَّى غَلَبَهُ الْبُكَاءُ فَقَامَ.
456- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
سُلَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنِي ثَابِتٌ قَالَ : كَانَ دَاوُدُ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَكَرَ عِقَابَ اللَّهَ تَخَلَّعَتْ أَوْصَالُهُ
لاَ يَشُدُّهَا إِلَّا الأَسْرُ وَإِذَا ذَكَرَ رَحْمَةَ اللَّهِ تَرَاجَعَتْ.
457- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنِ الْإِفْرِيقِيِّ
, عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّعْبَانِيِّ قَالَ : أَرَأَيْتُمْ سُلَيْمَانَ بْنَ
دَاوُدَ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ وَمَا أُتِيَ مِنْ مُلْكِهِ ؛ فَإِنَّهُ لَمْ
يَرْفَعْ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ قَطُّ تَخَشُّعًا لِلَّهِ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ
إِلَيْهِ.
458- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ عَوْفٍ , عَنْ خَالِدٍ
الرَّبْعِيِّ قَالَ : وَجَدْتُ فَاتِحَةَ الزَّبُورِ : زَبُورُ دَاوُدَ : إِنَّ
رَأْسَ الْحِكْمَةِ خَشْيَةُ الرَّبِّ.
459- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ رَجُلٍ ,
مِنْ أَهْلِ صَنْعَاءَ , عَنِ ابْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ : مَرَّ رَجُلٌ عَلَى رَاهِبٍ
, فَقَالَ : يَا رَاهِبُ , كَيْفَ ذِكْرُكَ لِلْمَوْتِ ؟ قَالَ : مَا أَرْفَعُ
قَدَمًا , وَلاَ أَضَعُ أُخْرَى إِلَّا رَأَيْتُ أَنِّي قَدْ مُتُّ . قَالَ : كَيْفَ
دَأْبُ نَشَاطِكَ ؟ قَالَ : مَا كُنْتُ أَرَى أَنَّ أَحَدًا سَمِعَ بِذِكْرِ
الْجَنَّةِ وَالنَّارِ تَأْتِي عَلَيْهِ سَاعَةٌ لاَ يُصَلِّي فِيهَا.
قَالَ : فَقَالَ الرَّجُلُ إِنِّي لَأَبْكِي فِي
سُجُودِي حَتَّى يَنْبُتَ الْبَقْلُ مِنْ دُمُوعِ عَيْنِي . قَالَ : فَقَالَ
الرَّاهِبُ إِنَّكَ إِنْ تَضْحَكْ وَأَنْتَ مُعْتَرِفٌ لِلَّهِ بِخَطِيئَتِكَ
خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَبْكِي وَأَنْتَ مُدِلٌّ بِعَمَلِكَ إِنَّ صَلاَةَ
الْمُدِلِّ لاَ تَصْعَدُ فَوْقَهُ.
قَالَ :
فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ : أَوْصِنِي قَالَ : ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا وَلاَ
تُنَازِعُهَا أَهْلَهَا وَكُنْ فِيهَا كَالنَّحْلَةِ إِنْ أَكَلَتْ أَكَلَتْ طَيِّبًا
, وَإِنْ وَضَعَتْ وَضَعَتْ طَيِّبًا , وَإِنْ وَقَعَتْ عَلَى عُودٍ لَمْ تَكْسِرْهُ
وَلَمْ تَضُرَّهُ , وَانْصَحْ لِلَّهِ كَنُصْحِ الْكَلْبِ لِأَهْلِهِ ؛ فَإِنَّهُمْ
يَضْرِبُونَهُ وَيَطْرُدُونَهُ وَيُجِيعُونَهُ وَيَأْبَى إِلَّا أَنْ يُحِيطَ
بِهِمْ نُصْحًا.
460- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيُّ
, عَنْ أُسَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخَثْعَمِيِّ , عَنْ فَرْوَةَ بْنِ
مُجَاهِدٍ اللَّخْمِيِّ , عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ :
لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ لِي : يَا عُقْبَةُ
بْنَ عَامِرٍ أَمْلِكْ لِسَانَكَ وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ.
461- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ , وَيَعْلَى , عَنِ الْمَسْعُودِيِّ
, عَنِ الْقَاسِمِ , أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ أَتَاهُ رَجُلٌ , فَقَالَ : أَوْصِنِي , فَقَالَ :
ابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ وَكُفَّ لِسَانَكَ وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ.
462- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ مَنْصُورٍ ,
عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ : قَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ :
طُوبَى لِمَنْ خَزَنَ لِسَانَهُ , وَوَسِعَهُ بَيْتُهُ , وَبَكَى عَلَى
خَطِيئَتِهِ.
463- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ
صُبَيْحٍ قَالَ : قَالَ مَكْحُولٌ : رَأَيْتُ سَيِّدًا مِنْ سَادَاتِكُمْ يَا
أَهْلَ الْبَصْرَةِ دَخَلَ الْكَعْبَةَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ بَيْنَ
الْعَمُودَيْنِ , فَبَكَى وَهُوَ سَاجِدٌ حَتَّى بَلَّ الْمَرْمَرَ , فَسَمِعْتُهُ
يَقُولُ : اللَّهُمَّ , اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي , وَمَا قَدَّمَتْهُ يَدَايَ . قَالَ
: فَيَرَوْنَ أَنَّهُ ذَكَرَ ذَاكَ الْمَشْهَدَ الَّذِي شَهِدَهُ، يَعْنِي يَوْمَ
دَيْرِ الْجَمَاجِمِ، قَالَ : وَإِذَا هُوَ مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ
464- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ , عَنْ سُلَيْمَانَ
بْنِ سُلَيْمٍ الْكِنَانِيِّ , عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ
مَيْسَرَةَ قَالَ : الْبُكَاءُ مِنْ سَبْعَةِ أَشْيَاءَ : الْبُكَاءُ مِنَ
الْفَرَحِ , وَالْبُكَاءُ مِنَ الْحُزْنِ , وَالْفَزَعِ وَالرِّيَاءِ ,
وَالْوَجَعِ , وَالشُّكْرِ , وَبُكَاءٌ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ تَعَالَى , فَذَلِكَ الَّذِي
تُطْفِئُ الدَّمْعَةُ مِنْهَا أَمْثَالَ الْبُحُورِ مِنَ النَّارِ.
465- حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ , عَنِ
الْمَسْعُودِيِّ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ , عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
لاَ يَلِجُ النَّارَ رَجُلٌ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ حَتَّى يَعُودَ اللَّبَنُ
فِي الضَّرْعِ , وَلاَ يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَنَارُ جَهَنَّمَ.
466- حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
مَوْلَى طَلْحَةَ , عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :
لاَ يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَدُخَانُ جَهَنَّمَ فِي مَنْخَرَيْ مُسْلِمٍ.
467- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو
, حَدَّثَنَا صَفْوَانُ , عَنْ حُصَيْنِ بْنِ اللَّجْلاَجِ , عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
لاَ يَجْتَمِعُ الشُّحُّ وَالْإِيمَانُ فِي قَلْبِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ , وَلاَ
يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَدُخَانُ جَهَنَّمَ فِي جَوْفِ الرَّجُلِ
الْمُسْلِمِ.
468- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ
مُجَاهِدٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى , عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ
: لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا , وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا , وَلَوْ
تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ وَتَبْكُونَ
, وَلَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ مَا انْبَسَطْتُمْ إِلَى نِسَائِكُمْ , وَمَا
تَقَارَرْتُمْ عَلَى فُرُشِكُمْ.
469- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ حَجَّاجٍ ,
عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ
لَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا وَلَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا , وَلَوْ عَلِمْتُمْ مَا أَعْلَمُ
لَسَجَدَ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَنْقَطِعَ صُلْبُهُ وَلَصَرَخَ حَتَّى يَنْقَطِعَ
صَوْتُهُ . ابْكُوا إِلَى اللَّهِ ؛ فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَبْكُوا
فَتَبَاكَوْا.
470- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
سُمَيْعٍ , عَنْ أَبِي رَزِينٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا
وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا} [التوبة] قَالَ : الدُّنْيَا كُلُّهَا قَلِيلٌ ,
فَلْيَضْحَكُوا فِيهَا مَا شَاءُوا وَإِذَا صَارُوا إِلَى الْآخِرَةِ بَكَوْا
بُكَاءً لاَ يَنْقَطِعُ فَذَلِكَ {كَثِيرًا} [البقرة].
471- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ مَنْصُورٍ
, عَنْ أَبِي رَزِينٍ , عَنْ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
{فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا} [التوبة] قَالَ : فِي الدُّنْيَا . {وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا} [التوبة]
قَالَ : فِي الْآخِرَةِ.
472- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ : خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ , فَقَالَ : يَا أَهْلَ الْحُجُرَاتِ , سُعِّرَتِ النَّارُ سُعِّرَتِ
النَّارُ , وَجَاءَتِ الْفِتَنُ كَأَنَّهَا قِطَعُ اللَّيْلِ , لَوْ تَعْلَمُونَ
مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا.
473- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ زِيَادِ بْنِ مُسْلِمٍ , عَنْ
صَالِحٍ أَبِي الْخَلِيلِ قَالَ : مَا رُئِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَاحِكًا مُنْذُ نَزَلَ عَلَيْهِ {أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ
تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلاَ تَبْكُونَ} [النجم] قَالَ : لَيْسَ الأَمْرُ فِي
هَذَا إِلَّا لِمَنْ بَكَى.
بَابُ الْمُتَحَابِّينَ.
474- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
أَبِي خَالِدٍ , عَنْ قُرَّةَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ قَالَ :
أُخْبِرْتُ أَنَّ : عَنْ يَمِينِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَكِلْتَا يَدَيْهِ
يَمِينٌ، قَوْمًا عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ , وُجُوهُهُمْ نُورٌ، عَلَى ثِيَابٍ
خُضْرٍ تَعْشُو أَبْصَارُ النَّاظِرِينَ دُونَهُمْ , لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلاَ
شُهَدَاءَ , قِيلَ : فَمَا هُمْ ؟ قَالَ : قَوْمٌ تَحَابُّوا فِي جَلاَلِ اللَّهِ
حِينَ عُصِيَ اللَّهُ فِي الأَرْضِ.
475- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الرَّازِيُّ , عَنْ أَبِي سِنَانٍ , عَنْ عُمَرَ بْنِ مُرَّةَ , عَنْ طَلْقٍ , عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ نَاسًا يَغْبِطُهُمُ الأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ , مَا هُمْ بِأَنْبِيَاءَ وَلاَ شُهَدَاءَ قَالَ : قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , اذْكُرْهُمْ لَنَا فَإِنَّا نُحِبُّهُمْ . قَالَ : هُمُ الْمُتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ عَلَى غَيْرِ أَرْحَامٍ وَلاَ أَمْوَالٍ يَتَعَاطَوْنَهَا بَيْنَهُمْ , لاَ يَفْزَعُونَ إِذَا فَزِعَ النَّاسُ , وَلاَ يَحْزَنُونَ إِذَا حَزِنُوا , ثُمَّ تَلاَ : {أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}.
476- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ , عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ
حَوْشَبٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ , عَنْ سَلْمَانَ قَالَ : إِنَّ فِي ظِلِّ
اللَّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ عَبْدًا إِذَا ذَكَرَ اللَّهَ فَاضَتْ
عَيْنَاهُ , وَرَجُلًا كَانَ قَلْبُهُ مُعَلَّقًا فِي الْمَسَاجِدِ مِنْ حُبِّهَا ,
وَرَجُلًا لَقِيَ رَجُلًا , فَقَالَ : إِنِّي أُحِبُّكَ فِي اللَّهِ , وَقَالَ
الْآخَرُ : إِنِّي لَأُحِبُّكَ فِي اللَّهِ فَتَصَادَقَا عَلَى ذَلِكَ , وَرَجُلًا
إِذَا تَصَدَّقَ بِيَمِينِهِ يُخْفِيهَا عَنْ شِمَالِهِ , وَرَجُلًا دَعَتْهُ
امْرَأَةٌ حَسْنَاءُ ذَاتُ حَسَبٍ وَمَنْصِبٍ , فَقَالَ : إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ
رَبَّ الْعَالَمِينَ , وَرَجُلًا نَبَتَ بِحِلْمٍ وَعِلْمٍ فَإِنْ تَكَلَّمَ
تَكَلَّمَ بِهِ وَإِنْ سَكَتَ سَكَتَ عَلَيْهِ , وَرَجُلًا رَاعَى الشَّمْسَ
لِوَقْتِ الصَّلاَةِ.
477- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ قَيْسِ بْنِ سُلَيْمِ الْعَنْبَرِيِّ
, عَنْ جَوَّابِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ كَعْبٌ : فِي الْجَنَّةِ
عَمُودٌ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ فِي أَعْلاَهُ سَبْعُونَ غُرْفَةً هِيَ
مَنَازِلُ الْمُتَحَابِّينَ فِي اللَّهِ مَكْتُوبٌ فِي جِبَاهِهِمُ الْمُتَحَابُّونَ
فِي اللَّهِ , إِذَا أَشْرَفَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ عَلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ أَضَاءَ
لِأَهْلِ الْجَنَّةِ كَمَا يُضِيءُ الشَّمْسُ لِأَهْلِ الدُّنْيَا , فَيَقُولُونَ
: هَذَا الرَّجُلُ مِنَ الْمُتَحَابِّينَ فِي اللَّهِ.
478- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى , عَنِ
الْمِنْهَالِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
{سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} [مريم] قَالَ : يُحِبُّهُمْ
وَيُحَبِّبُهُمْ.
479- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ جُوَيْبِرٍ ,
عَنِ الضَّحَّاكِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا}
[مريم] قَالَ : مَحَبَّةٌ فِي صُدُورِ الْمُؤْمِنِينَ.
480- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ , عَنِ الأَعْمَشِ
, عَنْ أَبِي صَالِحٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضَمْرَةَ , عَنْ كَعْبٍ قَالَ :
مَنْ أَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَسَمِعَ وَأَطَاعَ فَقَدْ تَوَسَّطَ
الْإِيمَانَ , وَمَنْ أَحَبَّ لِلَّهِ وَأَبْغَضَ لِلَّهِ وَأَعْطَى لِلَّهِ
وَمَنَعَ لِلَّهِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ.
481- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ : قَالَ عَمْرُو
بْنُ دِينَارٍ , عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ
اللَّهِ , رَجُلٌ يُحِبُّ الْمُصَلِّينَ , وَلاَ يُصَلِّي إِلَّا قَلِيلًا ,
وَيُحِبُّ الصَّائِمِينَ وَلاَ يَصُومُ إِلَّا قَلِيلًا , وَيُحِبُّ الذَّاكِرِينَ
وَلاَ يَذْكُرُ إِلَّا قَلِيلًا , وَفِي ذَلِكَ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
وَالْمُؤْمِنِينَ قَالَ : هُوَ مَعَ مَنْ أَحَبَّ.
482- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ , عَنِ الزُّهْرِيِّ
, عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : أَتَى رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ : مَتَى السَّاعَةُ ؟ فَقَالَ : مَا أَعْدَدْتَ
لَهَا ؟ قَالَ : فَلَمْ يَذْكُرْ كَثِيرًا . قَالَ : وَلَكِنِّي أُحِبُّ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ . قَالَ : أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ.
483- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ , عَنِ
الأَعْمَشِ , عَنْ شَقِيقٍ , عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ,
الرَّجُلُ يُحِبُّ الْقَوْمَ وَلاَ يَلْحَقُ بِهِمْ ؟ قَالَ : الْمَرْءُ مَعَ مَنْ
أَحَبَّ.
484- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الرَّازِيُّ , عَنْ أَبِي سِنَانٍ , عَنْ
عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ : كَانَ رَجُلٌ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ , فَقَالَ : يَا رَسُولَ
اللَّهِ، إِنِّي لَأُحِبُّ هَذَا فِي اللَّهِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَحَدِّثْهُ بِذَلِكَ ؛ فَإِنَّهُ أَثْبَتُ
لِلْمَوَدَّةِ، وَأَحْسَنُ لِلْأُلْفَةِ.
485- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
أَبِي الْجَحَّافِ , عَنْ أَبِي فَزَارَةَ قَالَ : مَا تَحَابَّ رَجُلاَنِ إِلَّا
كَانَ أَشَدُّهُمَا حُبًّا لِصَاحِبِهِ أَفْضَلَهُمَا.
486- حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , عَنْ
عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ الْقَصِيرِ قَالَ : أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ
, عَنْ يَزِيدَ بْنِ نَعَامَةَ الضَّبِّيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا أَحَبَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فَلْيَسْأَلْهُ
عَنِ اسْمِهِ وَاسْمِ أَبِيهِ وَمِمَّنْ هُوَ فَإِنَّهُ أَوْصَلُ لِلْمَوَدَّةِ.
487- حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ , عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ
اللَّهِ التَّيْمِيِّ قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ
يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ
أَحَدَكُمْ مِرْآةُ أَخِيهِ فَإِذَا رَأَى بِهِ أَذًى فَلْيُمِطْهُ عَنْهُ.
488- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ هِشَامِ بْنِ
عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ : سَأَلَ مُوسَى رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : أَيُّ
عِبَادِكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ ؟ قَالَ
: الَّذِي يُسْرِعُ إِلَى هَوَايَ كَمَا يُسْرِعُ
النَّسْرُ إِلَى هَوَاهُ , وَالَّذِي يَكْلَفُ بِعِبَادِي الصَّالِحِينَ كَمَا يَكْلَفُ
الصَّبِيُّ بِالنَّاسِ , وَالَّذِي يَغْضَبُ إِذَا أُتِيَتْ مَحَارِمِي كَمَا يَغْضَبُ
النَّمِرُ لِنَفْسِهِ , فَإِنَّ النَّمِرَ إِذَا غَضِبَ لِنَفْسِهِ لَمْ يُبَالِ
أَكَثُرَ النَّاسُ أَمْ قَلُّوا.
489- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي
خَالِدٍ , عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ قَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ لِرَبِّهِ
عَزَّ وَجَلَّ : يَا رَبِّ , أَيُّ عِبَادِكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ ؟ قَالَ :
أَكْثَرُهُمْ لِي ذِكْرًا . قَالَ : فَأَيُّ عِبَادِكَ أَغْنَى ؟ قَالَ :
أَقْنَعُهُمْ بِمَا أَعْطَيْتُهُ . قَالَ : فَأَيُّ عِبَادِكَ أَعْدَلُ ؟ قَالَ :
مَنْ أَدَانَ نَفْسَهُ مِنْ نَفْسِهِ.
490- قَالَ هَنَّادٌ : وَذَكَرَ وَكِيعًا وَلاَ أُرَانِي إِلَّا
قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْهُ , عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ , عَنْ ثَابِتٍ
الْبُنَانِيِّ , عَنْ أَبِي رَافِعٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ قَرْيَةٍ يَزُورُ
أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى فَأَرْصَدَ اللَّهُ لَهُ عَلَى طَرِيقِهِ مَلَكًا
, فَقَالَ لَهُ : أَيْنَ تُرِيدُ ؟ قَالَ : أُرِيدُ أَنْ أَزُورَ أَخًا لِي فِي
هَذِهِ الْقَرْيَةِ فِي اللَّهِ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ : هَلْ لَهُ عَلَيْكَ مِنْ
نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا ؟ قَالَ : لاَ , وَلَكِنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ . قَالَ
: ذَلِكَ قَالَ : فَإِنِّي رَسُولُ رَبِّكَ إِلَيْكَ إِنَّهُ قَدْ أَحَبَّكَ
كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ.
491- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ , عَنْ
سُفْيَانَ بْنِ دِينَارٍ التَّمَّارِ , عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ : إِنَّ
اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ :
أَلاَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّ فُلاَنًا فَأَحِبُّوهُ . قَالَ : فَيُحَبِّبُهُ
اللَّهُ إِلَى أَهْلِ السَّمَاءِ وَإِلَى أَوْلِيَائِهِ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ ,
وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ : أَلاَ إِنَّ اللَّهَ
قَدْ أَبْغَضَ فُلاَنًا فَأَبْغِضُوهُ فَيُبَغِّضُهُ اللَّهُ إِلَى أَهْلِ
السَّمَاءِ وَإِلَى أَوْلِيَائِهِ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ.
بَابُ
خُطْبَةِ النَّبِيِّ
492- حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ , عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ : حَدَّثَنِي الْمُغِيرَةُ بْنُ عُثْمَانَ , عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ عُثْمَانَ بْنِ الأَخْنَسِ بْنِ شَرْبَقٍ , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ : كَانَ أَوَّلُ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ أَنَّهُ قَامَ فِيهِمْ ,
فَحَمِدَ اللَّهَ , وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ , ثُمَّ قَالَ :
أَمَّا بَعْدُ ؛ أَيُّهَا النَّاسُ تَقَدَّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ تَعْلَمُنَّ , وَاللَّهِ
لَيُصْعَقَنَّ أَحَدُكُمْ , ثُمَّ لَيَدَعَنَّ غَنَمَهُ وَلَيْسَ لَهَا رَاعٍ ,
ثُمَّ لَيَقُولَنَّ لَهُ رَبُّهُ لَيْسَ لَهُ تُرْجُمَانٌ وَلاَ يَحْجُبُهُ دُونَهُ
: أَلَمْ يَأْتِكَ رَسُولٌ فَبَلَغَكَ ؟ وَآتَيْتُكَ مَالًا وَأَفْضَلْتُ عَلَيْكَ
؟ فَمَا قَدَّمْتَ لِنَفْسِكَ ؟ فَلَيَنْظُرَنَّ يَمِينًا وَشِمَالًا فَلاَ يَرَى
شَيْئًا , ثُمَّ لَيَنْظُرَنَّ قُدَّامَهُ فَلاَ يَرَى غَيْرَ جَهَنَّمَ , فَمَنِ
اسْتَطَاعَ أَنْ يَقِيَ وَجْهَهُ مِنَ النَّارِ وَلَوْ بِشِقَّةٍ مِنْ تَمْرَةٍ
فَلْيَفْعَلْ , وَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيْبَةٍ ؛ فَإِنَّ بِهَا تُجْزَى
الْحَسَنَةُ عَشْرَ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ , وَالسَّلاَمُ عَلَى
رَسُولِ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ثُمَّ خَطَبَ مَرَّةً أُخْرَى : إِنَّ الْحَمْدَ
لِلَّهِ أَحْمَدُهُ وَأَسْتَعِينُهُ , نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا
وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا , مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ , وَمَنْ
يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ , وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ . إِنَّ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ قَدْ
أَفْلَحَ مَنْ زَيَّنَهُ اللَّهُ فِي قَلْبِهِ وَأَدْخَلَهُ فِي الْإِسْلاَمِ
بَعْدَ الْكُفْرِ وَاخْتَارَهُ عَلَى مَا سِوَاهُ مِنْ أَحَادِيثِ النَّاسِ ,
إِنَّهُ أَحْسَنُ الْحَدِيثِ وَأَبْلَغُهُ فَقَدْ سَمَّاهُ خِيرَتَهُ مِنَ
الأَعْمَالِ وَالصَّالِحَ مِنَ الْحَدِيثِ , وَكُلُّ مَا أُوتِيَ النَّاسَ مِنَ
الْحَلاَلِ وَالْحَرَامِ , فاعَبْدُوا اللَّهَ , وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ,
وَاتَّقُوهُ حَقَّ تُقَاتِهِ , وَاصْدُقُوا لِلَّهِ مَا تَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ
, وَتَحَابُّوا بِرُوحِ اللَّهِ بَيْنَكُمْ , إِنَّ اللَّهَ يَغْضَبُ أَنْ
يُنْكَثَ عَهْدُهُ , وَالسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.
493- حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ , حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خُطْبَتِهِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ رَحِمَ اللَّهُ امْرَءاً سَارَ إِلَى رِزْقِهِ سَيْرًا جَمِيلًا , فَإِنَّ الرُّوحَ الأَمِينَ قَدْ نَفَخَ فِي رُوعِي : أَنَّهُ لَنْ تَمُوتَ نَفْسٌ حَتَّى تَسْتَكْمِلَ رِزْقَهَا فَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ , أَيُّ يَوْمٍ تَعْلَمُونَهُ أَعْظَمُ حُرْمَةً ؟ قَالُوا : هَذَا الْيَوْمُ . قَالَ : فَأَيُّ شَهْرٍ تَعْلَمُونَهُ أَعْظَمُ حُرْمَةً ؟ قَالُوا : هَذَا الشَّهْرُ . قَالَ : فَأَيُّ بَلَدٍ تَعْلَمُونَهُ أَعْظَمُ حُرْمَةً ؟ قَالُوا : هَذَا الْبَلَدُ . قَالَ : فَإِنَّ حُرْمَةَ مَا بَيْنَكُمْ فِي دِمَائِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا إِلَى أَنْ تُلاَقُوا رَبَّكُمْ , وَإِنَّ كُلَّ دَمٍ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ , وَأَوَّلُ مَا أَبْدَأُ بِهِ دَمٌ مِنَّا دَمُ ابْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وَإِنَّ كُلَّ رِبًا مَوْضُوعٌ وَأَوَّلُ مَا أَبْدَأُ بِهِ رِبَا الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَضَى فِي الرِّبَا , أَلاَ وَإِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يُعْبَدَ فِي بَلَدِكُمْ هَذَا إِلَى أَنْ تُلاَقُوا رَبَّكُمْ , وَلَكِنْ سَيَرْضَى مِنْكُمْ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ وَالْمُحَقَّرَاتِ مِنْ أَعْمَالِكُمْ , وَ {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا} [التوبة] أَلاَ وَ {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ} [التوبة] {مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} [التوبة] : شَعْبَانُ، وَذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحَجَّةِ، وَالْمُحَرَّمُ , أَلاَ وَإِنَّ لَكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ حَقًّا , وَإِنَّ لَهُنَّ عَلَيْكُمْ حَقًّا , وَإِنَّ حَقَّكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لاَ يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ وَلاَ يَعْصِينَكُمْ , أَلاَ فَإِنْ فَعَلْنَ فَقَدْ أَذِنْتُ لَكُمْ أَنْ تَضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ , أَلاَ فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّهُنَّ عِنْدَكُمْ عَوَانٌ لاَ يَمْلِكْنَ لِأَنْفُسِهِنَّ شَيْئًا , وَإِنَّمَا نَكَحْتُمُوهُنَّ بِأَمَانَةِ اللَّهِ وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ , أَلاَ وَإِنَّ الْمُسْلِمَ أَخُو الْمُسْلِمِ وَلاَ يَحِلُّ لِامْرِئٍ مِنْ أَخِيهِ إِلَّا مَا أَعْطَاهُ إِلَيْهِ مِنْ طِيبِ نَفْسٍ , أَلاَ وَمَنِ اؤْتُمِنَ عَلَى أَمَانَةٍ فَلْيُؤَدِّهَا إِلَى مَنِ ائْتَمَنَهُ عَلَيْهَا , إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ , أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ . اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الأَعْلَى اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الأَعْلَى.
494- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ , عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ , عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : أَيُّهَا النَّاسُ , إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ شَيْءٍ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ وَيُبَاعِدُكُمْ مِنَ النَّارِ إِلَّا وَقَدْ أَمَرْتُكُمْ بِهِ وَلَيْسَ مِنْ شَيْءٍ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ النَّارِ وَيُبَاعِدُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ إِلَّا قَدْ نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ , وَإِنَّ الرُّوحَ الأَمِينَ نَفَثَ فِي رُوعِيَ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ نَسَمَةٍ تَمُوتُ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا , فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ وَلاَ يَحْمِلَنَّكُمُ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ أَنْ تَطْلُبُوهُ فِي مَعَاصِي اللَّهِ , فَإِنَّهُ لاَ يُنَالُ مَا عِنْدَ اللَّهِ إِلَّا بِطَاعَتِهِ.
بَابُ
خُطْبَةِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
495- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيِّ , عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ قَالَ : خَطَبَنَا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ,
فَقَالَ : أَمَا بَعْدُ أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَأَنْ تُثْنُوا عَلَيْهِ
بِمَا هُوَ لَهُ أَهْلٌ , وَتَخْلِطُوا الرَّغْبَةَ بِالرَّهْبَةِ وَتَجْمَعُوا
الْإِلْحَاحَ بِالْمَسْأَلَةِ فَإِنَّ اللَّهَ أَثْنَى عَلَى زَكَرِيَّا وَأَهْلِ
بَيْتِهِ , فَقَالَ : {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ
وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء] ثُمَّ
اعْلَمُوا عِبَادَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ قَدِ ارْتَهَنَ بِحَقِّهِ أَنْفُسَكُمْ
وَأَخَذَ عَلَى ذَلِكَ مَوَاثِيقَكُمْ فَاشْتَرَى مِنْكُمُ الْقَلِيلَ الْفَانِيَ
بِالْكَثِيرِ الْبَاقِي , وَهَذَا كِتَابُ اللَّهِ فِيكُمْ لاَ تَفْنَى
عَجَائِبُهُ , وَلاَ يُطْفَأُ نُورُهُ فَصَدِّقُوا قَوْلَهُ وَانْتَصِحُوا
كِتَابَهُ وَاسْتَوْضِئُوا مِنْهُ لِيَوْمِ الظُّلْمَةِ وَإِنَّمَا خَلَقَكُمْ
لِعِبَادَتِهِ , وَوَكَّلَ بِكُمُ الْكِرَامَ الْكَاتِبِينَ، يَعْلَمُونَ مَا
تَفْعَلُونَ , ثُمَّ اعْلَمُوا عِبَادَ اللَّهِ إِنَّكُمْ تَغْدُونَ وَتَرُوحُونَ
فِي أَجَلٍ قَدْ غُيِّبَ عَنْكُمْ عِلْمُهُ , فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ
تَنْقَضِيَ الْآجَالُ وَأَنْتُمْ فِي عَمَلِ اللَّهِ فَافْعَلُوا وَلَنْ
تَسْتَطِيعُوا ذَلِكَ إِلَّا بِاللَّهِ فَسَابِقُوا فِي مَهْلٍ آجَالَكُمْ قَبْلَ
أَنْ تَنْقَضِيَ آجَالُكُمْ فَيَرُدَّكُمْ إِلَى أَسْوَأِ أَعْمَالِكُمْ فَإِنَّ
أَقْوَامًا جَعَلُوا آجَالَهُمْ لِغَيْرِهِمْ وَنَسُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَنْهَاكُمْ
أَنْ تَكُونُوا أَمْثَالَهُمْ فَالْوَحَا الْوَحَا ثُمَّ النَّجَا النَّجَا ؛
فَإِنَّ وَرَاءَكُمْ طَالِبًا حَثِيثًا مَرُّهُ سَرِيعًا.
496- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ , عَنْ زُبَيْدٍ الْيَامِيِّ قَالَ : لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا بَكْرِ الْوَفَاةُ بَعَثَ إِلَى عُمَرَ لِيَسْتَخْلِفَهُ , فَقَالَ النَّاسُ : أَتَسْتَخْلِفُ عَلَيْنَا فَظًّا غَلِيظًا وَلَوْ قَدْ مَلَكَنَا كَانَ أَفَظَّ وَأَغْلَظَ , فَمَاذَا تَقُولُ لِرَبِّكَ إِذْ أَتَيْتَهُ وَقَدِ اسْتَخْلَفْتَ عَلَيْنَا عُمَرَ ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : أَتُخَوِّفُونِي بِرَبِّي ؟ أَقُولُ : يَا رَبِّ، أَمَّرْتُ عَلَيْهِمْ خَيْرَ أَهْلِكَ , ثُمَّ بَعَثَ إِلَى عُمَرَ , فَقَالَ : إِنِّي مُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ إِنْ حَفِظْتَهَا، فَإِنَّ لِلَّهِ حَقًّا فِي اللَّيْلِ لاَ يَقْبَلُهُ فِي النَّهَارِ , وَإِنَّ لِلَّهِ حَقًّا فِي النَّهَارِ لاَ يَقْبَلُهُ فِي اللَّيْلِ , وَإِنَّهُ لاَ يَقْبَلُ نَافِلَةً حَتَّى تُؤَدَّى الْفَرِيضَةُ , وَإِنَّمَا ثَقُلَتْ مَوَازِينُ مَنْ ثَقُلَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِاتِّبَاعِهِمُ الْحَقَّ فِي الدُّنْيَا , وَثُقْلُهُ عَلَيْهِمْ , وَحُقَّ لِمِيزَانٍ لاَ يُوضَعُ فِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا الْحَقُّ أَنْ يَكُونَ ثَقِيلًا , وَإِنَّمَا خَفَّتْ مَوَازِينُ مَنْ خَفَّتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِاتِّبَاعِهِمُ الْبَاطِلَ فِي الدُّنْيَا , وَخِفَّتُهُ عَلَيْهِمْ , وَحُقَّ لِمِيزَانٍ لاَ يُوضَعُ فِيهِ إِلَّا الْبَاطِلُ أَنْ يَخِفَّ , إِنَّ اللَّهَ ذَكَرَ أَهْلَ الْجَنَّةِ بِصَالِحِ مَا عَمِلُوا وَتَجَاوَزَ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ , فَيَقُولُ الْقَائِلُ : لاَ أَبْلُغُ هَؤُلاَءِ , وَذَكَرَ أَهْلَ النَّارِ بِسُوءِ مَا عَمِلُوا ؛ إِنَّهُ رَدَّ عَلَيْهِمْ صَالِحَ الَّذِي عَمِلُوا , فَيَقُولُ الْقَائِلُ : أَنَا أَفْضَلُ مِنْ هَؤُلاَءِ , وَذَكَرَ آيَةَ الرَّحْمَةِ وَآيَةَ الْعَذَابِ فَلْيَكُنِ الْمُؤْمِنُ رَاغِبًا وَرَاهِبًا فَلاَ يَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ , وَلاَ تُلْقِ بِيَدِكَ إِلَى التَّهْلُكَةِ فَإِنْ حَفِظْتَ قَوْلِي لَمْ يَكُنْ غَائِبٌ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنَ الْمَوْتِ , وَلاَ بُدَّ لَكَ مِنْهُ , وَإِنْ أَنْتَ ضَيَّعْتَ قَوْلِي لَمْ يَكُنْ غَائِبٌ أَبْغَضَ إِلَيْكَ مِنَ الْمَوْتِ وَلَنْ تُعْجِزَهُ.
بَابُ
خُطْبَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
497- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ ,
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَابِسٍ قَالَ :
حَدَّثَنِي نَاسٌ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي
خُطْبَتِهِ : إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كَلاَمُ اللَّهِ , وَأَوْثَقَ الْعُرَى
كَلِمَةُ التَّقْوَى , وَخَيْرَ الْمِلَلِ مِلَّةُ إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَأَحْسَنَ الْقَصَصِ هَذَا الْقُرْآنُ , وَأَحْسَنَ
السُّنَنِ سُنَّةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَأَشْرَفَ
الْحَدِيثِ ذِكْرُ اللَّهِ , وَخَيْرَ الْأُمُورِ عَزَائِمُهَا , وَشَرَّ
الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا , وَأَحْسَنَ الْ هَدْيِ هَدْيُ الأَنْبِيَاءِ ,
وَأَشْرَفَ الْمَوْتِ قَتْلُ الشُّهَدَاءِ , وَأَعْمَى الضَّلاَلَةِ الضَّلاَلَةِ
بَعْدَ الْهُدَى , وَخَيْرَ الْعَمَلِ مَا نَفَعَ , وَخَيْرَ الْهَدْيِ مَا اتُّبِعَ ,
وَشَرَّ الْعَمَى عَمَى الْقَلْبِ , وَالْيَدَ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى
, وَمَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى , وَنَفْسً تُنْجِيهَا
خَيْرٌ مِنْ إِمَارَةٍ لاَ تُحْصِيهَا
, وَشَرَّ الْمَعْذِرَةِ عِنْدَ حَضْرَةِ الْمَوْتِ ,
وَشَرَّ النَّدَامَةِ نَدَامَةُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ , وَمِنَ النَّاسِ مَنْ لاَ
يَأْتِي الصَّلاَةَ إِلَّا دُبُرًا ,
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ لاَ يَذْكُرُ اللَّهَ إِلَّا
مُهَاجِرًا , وَأَعْظَمَ الْخَطَايَا اللِّسَانُ الْكَذُوبُ , وَخَيْرَ الْغِنَى
غِنَى النَّفْسِ , وَخَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى , وَرَأْسَ الْحِكْمَةِ مَخَافَةُ
اللَّهِ , وَخَيْرَ مَا أُلْقِيَ فِي الْقُلُوبِ الْيَقِينُ , وَالرَّيْبَ مِنَ
الْكُفْرِ , وَالنَّوْحَ مِنْ عَمَلِ الْجَاهِلِيَّةِ , وَالْغُلُولَ مِنْ جَمْرِ
جَهَنَّمَ , وَالْكَنْزَ كَيٌّ مِنَ النَّارِ , وَالشِّعْرَ مَزَامِيرُ إِبْلِيسَ
, وَالْخَمْرَ جِمَاعُ الْإِثْمِ , وَالنِّسَاءَ حَبَائِلُ الشَّيْطَانِ ,
وَالشَّبَابَ شُعْبَةٌ مِنَ الْجُنُونِ , وَشَرَّ الْمَكَاسِبِ كَسْبُ الرِّبَا ,
وَشَرَّ الْمَأْكَلِ أَكَلُ مَالِ الْيَتِيمِ , وَالسَّعِيدَ مَنْ وُعِظَ
بِغَيْرِهِ , وَالشَّقِيَّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ , وَإِنَّمَا يَكْفِي
أَحَدَكُمْ مَا قَنِعَتْ بِهِ نَفْسُهُ
,
وَإِنَّمَا
يَصِيرُ إِلَى مَوْضِعِ أَرْبَعِ أَذْرُعٍ , وَالأَمْرَ بِآخِرِهِ , وَأَمْلَكَ الْعَمَلِ بِهِ
خَوَاتِمُهُ , وَشَرَّ الرَّوَايَا رَوَايَا الْكَذِبِ , وَكُلَّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ ,
وَسِبَابَ الْمُؤْمِنِ فِسْقٌ , وَقِتَالَهُ كُفْرٌ , وَأَكْلَ لَحْمِهِ مِنْ مَعَاصِي
اللَّهِ , وَحُرْمَةَ مَالِهِ كَحُرْمَةِ دَمِهِ، مَنْ يَتَأَلَّ عَلَى اللَّهِ
يُكَذِّبْهُ , وَمَنْ يَغْفِرْ يَغْفِرِ اللَّهُ لَهُ , وَمَنْ يَعْفُ يَعْفُ
اللَّهُ عَنْهُ , وَمَنْ يَكْظِمِ الْغَيْظَ يَأْجُرْهُ اللَّهُ , وَمَنْ يَصْبِرْ
عَلَى الرَّزَايَا يُعْقِبْهُ اللَّهُ
, وَمَنْ يَعْرِفِ الْبَلاَءَ يَصْبِرْ عَلَيْهِ ,
وَمَنْ لاَ يَعْرِفْ يُنْكِرْ ,
وَمَنْ يَسْتَكْبِرْ وَضَعَهُ اللَّهُ , وَمَنْ يَبْتَغِ
السُّمْعَةَ يُسَمِّعِ اللَّهُ بِهِ , وَمَنْ يَنْوِ الدُّنْيَا يُعْجِزْهُ ,
وَمَنْ يُطِعِ الشَّيْطَانَ يَعْصِ اللَّهَ , وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ يُعَذِّبْهُ.
498- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ , عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ هِلاَلٍ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ
: إِنَّ أَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيَ مُحَمَّدٍ , وَأَحْسَنَ الْكَلاَمِ كَلاَمُ
اللَّهِ , وَإِنَّكُمْ سَتُحَدِّثُونَ وَيُحَدَّثُ لَكُمْ , وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ
بِدْعَةٌ , وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ.
499- حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ , عَنْ مُوسَى بْنِ
عُبَيْدَةَ , عَنْ أَبِي عَمْرٍو قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : الْحَقُّ ثَقِيلٌ
مَرِيءٌ وَالْبَاطِلُ خَفِيفٌ وَبِيءٌ , وَرُبَّ شَهْوَةِ سَاعَةٍ تُورِثُ حُزْنًا
طَوِيلًا.
بَابُ
الْمَوْعِظَةِ وَقِصَرِ الأَمَلِ
500- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ لَيْثٍ
, عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَعْضِ جَسَدِي , فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ كُنْ فِي
الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ , وَاعْدُدْ نَفْسَكَ مَعَ الْمَوْتَى.
قَالَ : فَقَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ : يَا مُجَاهِدُ
إِذَا أَصْبَحْتَ فَلاَ تُحَدِّثْ نَفْسَكَ بِالْمَسَاءِ , وَإِذَا أَمْسَيْتَ
فَلاَ تُحَدِّثْ نَفْسَكَ بِالصَّبَاحِ , وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ قَبْلَ سَقَمِكَ
وَمِنْ حَيَاتِكَ قَبْلَ مَوْتِكَ فَإِنَّكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ لاَ تَدْرِي مَا
اسْمُكَ غَدًا
501- حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ , عَنْ كَهْمَسِ بْنِ الْحَسَنِ
, عَنْ أَبِي السَّلِيلِ , عَنْ غُنَيْمٍ قَالَ : كُنَّا نَتَوَاعَظُ فِي أَوَّلِ
الْإِسْلاَمِ بِأَرْبَعٍ . قَالَ : خُذْ بِصِحَّتِكَ قَبْلَ سَقَمِكَ , وَغِنَاكَ
قَبْلَ فَقْرِكَ , وَفَرَاغِكَ قَبْلَ شُغْلِكَ , وَحَيَاتِكَ قَبْلَ مَوْتِكَ.
502- حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ , عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ ,
عَنْ رَجُلٍ , عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : إِيَّاكَ وَالتَّسْوِيفَ فَإِنَّكَ
بِيَوْمِكِ وَلَسْتَ بِغَدِكَ قَالَ : فَإِنْ يَكُنْ غَدٌ لَكَ فِكِسْ فِيهِ كَمَا
كِسْتَ فِي الْيَوْمِ , وَإِلَّا يَكُنِ الْغَدُ لَكَ لَمْ تَنْدَمْ عَلَى مَا
فَرَّطْتَ فِي الْيَوْمِ.
503- حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ , عَنْ سَعِيدٍ
الْجُرَيْرِيِّ , عَنْ أَبِي الْعَلاَءِ , عَنْ رَجُلٍ قَالَ : قَالَ تَمِيمٌ
الدَّارِيُّ : خُذْ مِنْ نَفْسِكِ لِدِينِكَ , وَمِنْ دِينِكَ لِنَفْسِكَ حَتَّى
يَسْتَقِيمَ بِكَ الأَمْرُ عَلَى عِبَادَةٍ تُطِيقُهَا.
504- حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ , عَنْ مَعْمَرِ
بْنِ رَاشِدٍ , عَمَّنْ سَمِعَ الْمَقْبُرِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ,
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَا يَنْتَظِرُ
أَحَدُكُمْ إِلَّا غِنًى مُطْغِيًا أَوْ فَقْرًا مُنْسِيًا.
505- حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ , عَنْ شُعْبَةَ ,
عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ ,
عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قَالَ :
مَا يُنْتَظَرُ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا كَلًّا مُحْزِنًا أَوْ فِتْنَةً تُنْتَظَرُ.
506- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ , عَنْ
حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ : إِذَا أَرَادَ
اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا جَعَلَ لَهُ مِنْ قَلْبِهِ وَاعِظًا يَأْمُرُهُ
وَيَنْهَاهُ قَالَ : وَيُجْرِي اللَّهُ الْخَيْرَ عَلَى يَدَيْ مَنْ يَشَاءُ أَوِ
الشَّرَّ عَلَى يَدَيْ مَنْ يَشَاءُ.
507- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ حَمَّادِ بْنِ
سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي الْمُهَزِّمِ قَالَ : كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ إِذَا مَرَّتْ
بِهِ جِنَازَةٌ قَالَ : امْضِ فَإِنِّي عَلَى الأَثَرِ.
508- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ عَمْرِو بْنِ
مُرَّةَ قَالَ : قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ : اعْبُدُوا اللَّهَ كَأَنَّكُمْ
تَرَوْنَهُ , وَعُدُّوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ الْمَوْتَى , وَاعْلَمُوا أَنَّ
قَلِيلًا يُغْنِيكُمْ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرٍ يُلْهِيكُمْ , وَاعْلَمُوا أَنَّ
الْبِرَّ لاَ يَبْلَى , وَأَنَّ الْإِثْمَ لاَ يُنْسَى.
509- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ
, عَنْ زُبَيْدٍ الْيَامِيِّ , عَنْ رَجُلٍ أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
كَانَ يَقُولُ : إِنَّمَا أَخْشَى عَلَيْكُمُ اثْنَتَيْنِ : طُولَ الأَمَلِ
وَاتِّبَاعَ الْهَوَى , فَإِنَّ طُولَ الأَمَلِ يُنْسِي الْآخِرَةَ , وَإِنَّ
الدُّنْيَا قَدْ تَرَحَّلَتْ مُدْبِرَةً , وَإِنَّ الْآخِرَةَ مُقْبِلَةٌ
وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بَنُونَ فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الْآخِرَةِ فَإِنَّ
الْيَوْمَ عَمَلٌ وَلاَ حِسَابَ وَغَدًا حِسَابٌ وَلاَ عَمَلَ.
510- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ قَالَ : حَدَّثَنِي
أَبِي قَالَ : كَانَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ يَقُولُ : مَا رَأَيْتُ مِثْلَ
الْجَنَّةِ نَامَ طَالِبُهَا , وَلاَ رَأَيْتُ مِثْلَ النَّارَ نَامَ هَارِبُهَا
قَالَ : وَكَانَ إِذَا جَاءَ اللَّيْلُ قَالَ : أَذْهَبَ حَرُّ النَّارِ النَّوْمَ
, فَمَا يَنَامُ حَتَّى يُصْبِحَ , فَإِذَا جَاءَ النَّهَارُ قَالَ : أَذْهَبَ
حُرُّ النَّارِ النَّوْمَ فَمَا يَنَامُ حَتَّى يُمْسِيَ , فَإِذَا جَاءَ اللَّيْلُ قَالَ : مَنْ
خَافَ أَدْلَجَ بَعْدَ الصَّبَاحِ يَحْمَدُ الْقَوْمُ السُّرَى.
511- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ , حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : كَانَتْ
مُعَاذَةُ الْعَدَوِيَّةُ إِذَا جَاءَ اللَّيْلُ قَالَتْ : هَذِهِ لَيْلَتِي
الَّتِي أَمُوتُ فِيهَا فَمَا تَنَامُ حَتَّى تُصْبِحَ , فَإِذَا جَاءَ النَّهَارُ
قَالَتْ : هَذَا يَوْمِي الَّذِي أَمُوتُ فِيهِ , فَمَا تَنَامُ حَتَّى تُمْسِيَ ,
وَإِذَا جَاءَ الشِّتَاءُ لَبِسَتِ الثِّيَابَ الرِّقَاقَ حَتَّى يَمْنَعَهَا
الْبَرْدُ مِنَ النَّوْمِ.
512- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ حَمَّادِ بْنِ
سَلَمَةَ , عَنْ يُونُسَ , عَنِ الْحَسَنِ , أَنَّ أَصْحَابَ هَرِمِ بْنِ حَيَّانَ
قَالُوا لَهُ : أَوْصِنَا قَالَ : أُوصِيكُمْ بِآخِرِ سُورَةِ النَّحْلِ
{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} [النحل]
إِلَى آخِرِ السُّورَةِ , فَقَالُوا لَهُ : أَوْصِ , فَقَالَ : بِمَا أَوْصِي
إِنَّ نَفْسِي صَدَّقَتْنِي فِي الْحَيَاةِ فَصَدَّقْتُهَا عِنْدَ الْمَوْتِ
مَالِي إِلَّا مُصْحَفِي وَسِلاَحِي وَفَرَسِي فَإِذَا أَنَا مُتُّ فَاجْعَلُوهُ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَكَانَ يَقُولُ فِيمَا يَقُولُ : لَمْ أَرَ مِثْلَ
الْجَنَّةِ نَامَ طَالِبُهَا , وَلَمْ أَرَ مِثْلَ النَّارِ نَامَ هَارِبُهَا.
513- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ
بَعْضِ , أَصْحَابِهِ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ أَنَّهُ كَانَ إِذَا قِيلَ
لَهُ : كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا أَبَا يَزِيدَ ؟ قَالَ : أَصْبَحْنَا ضُعَفَاءَ
مُذْنِبِينَ، نَأْكُلُ أَرْزَاقَنَا وَنَنْتَظِرُ آجَالَنَا قَالَ : وَقَالَ
الرَّبِيعُ : اضْطَرُّوا هَذَا الْكِتَابَ يَعْنِي الْقُرْآنَ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ.
قَالَ : وَقَالَ الرَّبِيعُ : إِنَّ مِنَ الْحَدِيثِ
حَدِيثًا لَهُ ضَوْءٌ كَضَوْءِ النَّهَارِ , وَإِنَّ مِنَ الْحَدِيثِ حَدِيثًا لَهُ
ظُلْمَةٌ كَظُلْمَةِ اللَّيْلِ.
514- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ شَيْخٍ , مِنْ بَنِي حَارِثٍ
, عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ : خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عَلَى أَصْحَابِهِ , فَقَالَ : أَيْنَ الرَّاضُونَ بِالْمَقْدُورِ ,
أَيْنَ السَّاعُونَ لِلْمَشْكُورِ , عَجَبٌ لِمَنْ يُؤْمِنُ بِدَارِ الْخُلُودِ
كَيْفَ يَسْعَى لِدَارِ الْغُرُورِ.
515- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ أَبِي
السَّفَرِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : مَرَّ عَلَيْنَا رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نُعَالِجُ خُصًّا لَنَا ,
فَقَالَ : مَا هَذَا ؟ قُلْنَا : خُصٌّ وَهَى فَنَحْنُ نُصْلِحُهُ , فَقَالَ : مَا
أَرَى الأَمْرَ إِلَّا أَعْجَلَ مِنْ ذَلِكَ.
516- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ عُمَارَةَ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ النَّخَعِيِّ قَالَ : إِنَّ
الدُّنْيَا جُعِلَتْ قَلِيلًا فَمَا بَقِيَ مِنْهَا إِلَّا قَلِيلٌ مِنْ قَلِيلٍ.
517- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , وَمُحَمَّدُ بْنُ
عُبَيْدٍ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ , عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي
حَازِمٍ , عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ أَخِي بَنِي فِهْرٍ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : وَاللَّهِ مَا الدُّنْيَا فِي
الْآخِرَةِ إِلَّا كَمَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ أُصْبُعَهُ هَذِهِ فِي الْيَمِّ
فَلْيَنْظُرْ بِمَ تَرْجِعُ . قَالَ أَبُو أُسَامَةَ : وَأَشَارَ بِالْإِبْهَامِ
518- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنِ الأَعْمَشِ :
{وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران] قَالَ :
مِثْلُ زَادِ الرَّاعِي.
519- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنِ الْإِفْرِيقِيِّ , عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الدُّنْيَا مَتَاعٌ ,
وَلَيْسَ مِنْ مَتَاعِ الدُّنْيَا شَيْءٌ أَفْضَلَ مِنَ الْمَرْأَةِ الصَّالِحَةِ.
520- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ
صَاحِبٍ لَهُ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَرْوَانَ , عَنْ مُعَاذٍ قَالَ :
إِنَّهُ لاَ غِنًى بِكَ عَنْ دُنْيَاكَ , وَأَنْتَ إِلَى نَصِيبِكَ مِنَ
الْآخِرَةِ أَفْقَرُ , إِذَا عَرَضَ لَكَ أَمْرَانِ أَحَدُهُمَا الدُّنْيَا
وَأَحَدُهُمَا الْآخِرَةُ فَبَدَأْتُ بِنَصِيبِكَ مِنَ الدُّنْيَا فَاتَكَ
نَصِيبُكَ مِنَ الْآخِرَةِ , وَإِنْ بَدَأْتَ بِنَصِيبِكَ مِنَ الْآخِرَةِ مَرَّ
بِنَصِيبِكَ مِنَ الدُّنْيَا فَانْتَظَمَهُ لَكَ انْتِظَامًا فَدَارَ بِهِ مَعَكَ
حَيْثُ دُرْتَ.
521- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ عَاصِمٍ , عَنْ أَبِي
قِلاَبَةَ قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ الرَّجُلِ الَّذِي لَقِيَ مُعَاذًا
وَأَصْحَابَهُ قَالَ : مَرَّ بِأَبِي نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ,
فَقَالَ لَهُمْ : عَلِّمُونِي مِمَّا تَعْلَمُونَ ,
فَجَعَلُوا يُحَدِّثُونَهُ وَيُعَلِّمُونَهُ , وَيَقُولُونَ : افْعَلْ كَذَا
وَكَذَا وَخَلْفَهُمْ رَجُلٌ قَدْ قَصَّرَ رَأْسَ رَاحِلَتِهِ فَإِذَا هُوَ
مُعَاذٌ , فَقَالَ : إِنَّ إِخْوَتَكَ قَدْ كَثَّرُوا عَلَيْكَ حَتَّى أَنْسَاكَ
أَخْذُ حَدِيثِهِمْ أَوَّلَهُ ,
وَاحْفَظْ مني اثْنَتَيْنِ إِنْ حَفِظْتَهُمَا حَفِظْتَ
جَمِيعَ مَا قَالُوا لَكَ , وَإِنْ ضَيَّعْتَهُمَا ضَيَّعْتَ جَمِيعَ مَا قَالُوا لَكَ ,
إِنَّكَ إِنْ تَبْدَأْ بِنَصِيبِكَ مِنَ الدُّنْيَا يَفُتْكَ نَصِيبُكَ مِنَ
الْآخِرَةِ وَإِنْ تَبْدَأْ بِنَصِيبِكَ مِنَ الْآخِرَةِ يَمُرَّ بِكَ عَلَى
نَصِيبِكَ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى تَنْظِمَهُ انْتِظَامًا ثُمَّ تَزُولَ بِهِ
مَعَكَ حَيْثُ زِلْتَ , فَقَالَ
: حَسْبِي , ثُمَّ رَجَعَ وَهُوَ يَقُولُ : مَا رَأَيْتُ
كَالْيَوْمِ فِي الْفَضْلِ.
522- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
عَاصِمٍ الأَحْوَلِ قَالَ : لَقِيَ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ طَلْقَ بْنَ
حَبِيبٍ , فَقَالَ : صِفْ لَنَا شَيْئًا مِنَ التَّقْوَى يَسِيرًا نَحْفَظُهُ قَالَ
: اعْمَلْ بِطَاعَةِ اللَّهِ عَلَى نُورٍ مِنَ اللَّهِ تَرْجُو ثَوَابَ اللَّهِ ؛ فَالتَّقْوَى
تَرْكُ مَعَاصِي اللَّهِ عَلَى نُورِ اللَّهِ مَخَافَةَ عِقَابَ اللَّهِ.
523- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ , عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ
, عَنْ أَبِي صَالِحٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ كَهَاتَيْنِ ,
وَجَمَعَ بَيْنَ أُصْبُعَيْهِ
524- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ , عَنِ
الأَعْمَشِ , عَنْ أَبِي خَالِدٍ , عَنْ وَهْبٍ السُّوَائِيِّ قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ
كَهَذِهِ مِنْ هَذِهِ إِنْ كَانَتْ لَتَسْبِقُنِي , وَأَشَارَ بِأُصْبُعَيْهِ
السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى.
بَابٌ فِي كِتَابِ الْمَوْعِظَةِ
525- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ شُعْبَةَ , عَنْ عَمْرِو بْنِ
مُرَّةَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ : كَتَبَ أَبُو
الدَّرْدَاءِ إِلَى مَسْلَمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ : أَمَّا بَعْدُ , فَإِنَّ الْعَبْدَ
إِذَا عَمِلَ بِطَاعَةِ اللَّهِ أَحَبَّهُ اللَّهُ , فَإِذَا أَحَبَّهُ اللَّهُ
حَبَّبَهُ إِلَى خَلْقِهِ , وَإِذَا عَمِلَ الْعَبْدُ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ
أَبْغَضَهُ اللَّهُ فَإِذَا أَبْغَضَهُ اللَّهُ بَغَّضَهُ إِلَى خَلْقِهِ.
526- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ,
عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ : كَتَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ إِلَى
ابْنِ الزُّبَيْرِ حِينَ بُويِعَ : سَلاَمٌ عَلَيْكَ , فَإِنِّي أَحْمَدُ اللَّهَ
الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلَّا هُوَ . أَمَّا بَعْدُ , فَإِنَّ لِأَهْلِ طَاعَةِ
اللَّهِ وَأَهْلِ الْخَيْرِ عَلاَمَةً يُعْرَفُونَ بِهَا وَتُعْرَفُ فِيهِمْ مِنَ
الأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْعَمَلِ بِطَاعَةِ
اللَّهِ , وَاعْلَمْ أَنَّمَا مَثَلُ الْإِمَامِ مَثَلُ السُّوقِ يَأْتِيهِ مَا
زَكَّى فِيهِ فَإِنْ كَانَ بَرًّا جَاءَهُ أَهْلُ الْبِرِّ بِبِرِّهِمْ وَإِنْ
كَانَ فَاجِرًا جَاءَهُ أَهْلُ الْفُجُورِ بِفُجُورِهِمْ.
527- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ :
قَرَأْتُ كِتَابَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى عَدِيٍّ جَوَابَ كِتَابِهِ
إِلَيْهِ كَتَبَ إِلَيَّ فِي كَذَا وَكَذَا وَالْجَوَابُ فِيهِ كَذَا , وَاعْلَمْ
أَنَّ أَحَدًا لاَ يَسْتَطِيعُ إِنْفَاذَ قَضَايَا مَا بَيْنَ النَّاسِ حَتَّى لاَ
يَبْقَى مِنْهَا شَيْءٌ لاَبُدَّ مِنْ أَنْ تُسْتَأْخَرَ قَضَايَا لِيَوْمِ
الْحِسَابِ.
528- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ مِسْعَرٍ , عَنْ زَيْدِ الْعَمِّيِّ
, عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ : كَانَ أَهْلُ الْخَيْرِ
يَكْتُبُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ بِهَؤُلاَءِ الْكَلِمَاتِ وَتَلَقَّاهُنَّ
بَعْضُهُمْ بَعْضًا : مَنْ عَمِلَ لِآخِرَتِهِ كَفَاهُ اللَّهُ دُنْيَاهُ , وَمَنْ
أَصْلَحَ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ أَصْلَحَ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ
, وَمَنْ أَصْلَحَ سَرِيرَتَهُ أَصْلَحَ اللَّهُ عَلاَنِيَتَهُ.
529- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ مُوسَى بْنِ
عُبَيْدَةَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : نِعْمَ الْفَائِدَةُ لِلْعَبْدِ , وَنِعْمَ
الْهَدِيَّةُ الْكَلِمَةُ مِنْ كَلاَمِ الْحِكْمَةِ يَسْمَعُهَا الرَّجُلُ
فَيَلْتَوِي عَلَيْهَا حَتَّى يُهْدِيَهَا إِلَى أَخِيهِ الْمُسْلِمِ.
530- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ أَبِي الْعَلاَءِ , عَنْ
يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ , عَنْ أَخِيهِ مُطَرِّفٍ قَالَ : إِنَّ الْعَبْدَ
إِذَا اسْتَوَتْ سَرِيرَتُهُ وَعَلاَنِيَتُهُ قَالَ اللَّهُ : هَذَا عَبْدِي حَقًّا.
قَالَ : وَقَالَ مُطَرِّفٌ : لَيُحَصِّلَنَّ اللَّهُ الْحِسَابَ
بَيْنَ الْخَلاَئِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُؤْخَذَ لِلْجَمَّاءِ مِنَ
الْقَرْنَاءِ بِفَضْلِ قَرْنِهَا.
531- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ ,
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِسْوَرٍ قَالَ : أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ , فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ قَدْ
بَارَكَ لِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ فِيكَ فَخُصَّنِي مِنْكَ بِخَيْرٍ , فَقَالَ :
أَمُسْتَوْصٍ أَنْتَ بِمَا أُوصِيكَ بِهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : اجْلِسْ ,
إِذَا هَمَمْتَ بِأَمْرٍ فَتَدَبَّرْ عَاقِبَتَهُ , وَإِنْ كَانَ رُشْدًا
فَأَمْضِهِ , وَإِنْ كَانَ غَيًّا فَانْتَهِ عَنْهُ.
532- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ أَبِي سُفْيَانَ , عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ : مَنْ يُرِدِ اللَّهُ
بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَيُلْهِمْهُ رُشْدَهُ فِيهِ.
533- حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ قَالَ : أَتَيْتُ نُعَيْمَ بْنَ أَبِي هِنْدَ فَأَخْرَجَ إِلَيَّ صَحِيفَةً فَإِذَا فِيهَا : مِنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ , وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ : سَلاَمٌ عَلَيْكَ , أَمَّا بَعْدُ , فَإِنَّا عَهِدْنَاكَ , وَشَأْنُ نَفْسِكَ لَكَ مُهِمٌّ فَأَصْبَحْتَ وَقَدْ وُلِّيتَ أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَحْمَرِهَا وَأَسْوَدِهَا , يَجْلِسُ بَيْنَ يَدَيْكَ الشَّرِيفُ وَالْوَضِيعُ وَالصَّدِيقُ وَالْعَدُوُّ وَلِكُلٍّ حِصَّةٌ مِنَ الْعَدْلِ فَانْظُرْ كَيْفَ أَنْتَ عِنْدَ ذَلِكَ , يَا عُمَرُ إِنَّا نُحَذِّرُكَ يَوْمًا تَعْنُو فِيهِ الْوُجُوهُ , وَتَجِفُّ فِيهِ الْقُلُوبُ , وَتَنْقَطِعُ فِيهِ الْحُجَجُ بِحُجَّةِ مَلِكٍ قَهَرَهَمْ بِجَبَرُوتِهِ , وَالْخَلْقُ دَاخِرُونَ لَهُ يَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عِقَابَهُ , وَإِنَّا نُحَذِّرُكَ مَا حُذِّرَتْ بِهِ الْأُمَمُ قَبْلَنَا , وَإِنَّا كُنَّا نُحَدَّثُ أَنَّ أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ سَيَرْجِعُ فِي آخِرِ زَمَانِهَا أَنْ يَكُونَ إِخْوَانُ الْعَلاَنِيَةِ أَعْدَاءَ السَّرِيرَةِ , وَإِنَّا نَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ يَنْزِلَ كِتَابُنَا مِنْكَ سِوَى الْمَنْزِلِ الَّذِي نَزَلَ مِنْ قُلُوبِنَا , وَإِنَّا كَتَبْنَا بِهِ نَصِيحَةً لَكَ , وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ . فَكَتَبَ إِلَيْهِمَا : مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ : سَلاَمٌ عَلَيْكُمَا , أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّكُمَا كَتَبْتُمَا إِلَيَّ تَذْكُرَانِ أَنَّكُمَا عِهِدْتُمَانِي ,
وَأَمْرُ نَفْسِي إِلَيَّ مُهِمٌّ , وَإِنِّي أَصْبَحْتُ قَدْ وُلِّيتُ أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَحْمَرِهَا وَأَسْوَدِهَا , يَجْلِسُ بَيْنَ يَدَيَّ الشَّرِيفُ وَالْوَضِيعُ وَالْعَدُوُّ وَالصَّدِيقُ وَلِكُلٍّ حِصَّةٌ مِنَ الْعَدْلِ كَتَبْتُمَا : فَانْظُرْ كَيْفَ أَنْتَ عِنْدَ ذَلِكَ يَا عُمَرُ، وَإِنَّهُ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ عِنْدَ ذَلِكَ لِعُمَرَ إِلَّا بِاللَّهِ كَتَبْتُمَا تُحَذِّرَانِي مَا حُذِّرَتْ مِنْهُ الْأُمَمُ قَبْلَنَا , وَقَدِيمًا كَانَ اخْتِلاَفُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ بِآجَالِ النَّاسِ يُقَرِّبَانِ كُلَّ بَعِيدٍ وَيُبْلِيَانِ كُلَّ جَدِيدٍ وَيَأْتِيَانِ بِكُلِّ مَوْعُودٍ حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى مَنَازِلِهِمْ مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ , كَتَبْتُمَا تُذَكِّرَانِي أَنَّكُمَا كُنْتُمَا تُحَدِّثَانَنِي أَنَّ أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ سَيَرْجِعُ فِي آخِرِ زَمَانِهَا أَنْ يَكُونَ إِخْوَانُ الْعَلاَنِيَةِ أَعْدَاءَ السَّرِيرَةِ وَلَسْتُمْ بِأُولَئِكَ، وَلَيْسَ هَذَا بِزَمَانِ ذَلِكَ، وَإِنَّمَا ذَلِكَ زَمَانٌ يَظْهَرُ فِيهِ الرَّغْبَةُ وَالرَّهْبَةُ , تَكُونُ رَغْبَةُ بَعْضِ النَّاسِ إِلَى بَعْضٍ لِصَلاَحِ دُنْيَاهُمْ وَرَهْبَةُ بَعْضِ النَّاسِ مِنْ بَعْضٍ لِصَلاَحِ دُنْيَاهُمْ , كَتَبْتُمَا تَعُوذَانِ بِاللَّهِ أَنْ أُنْزِلَ كِتَابَكُمَا سِوَى الْمَنْزِلِ الَّذِي نَزَلَ مِنْ قُلُوبِكُمَا فَإِنَّكُمَا كَتَبْتُمَا بِهِ نَصِيحَةً لِي وَقَدْ صَدَقْتُمَا فَلاَ تَدَعَا الْكِتَابَ إِلَيَّ , فَإِنَّهُ لاَ غِنَى عَنْكُمَا , وَالسَّلاَمُ عَلَيْكُمَا.
بَابُ
التَّوَكُّلِ.
534- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ ضِرَارِ بْنِ مُرَّةَ
, عَنْ سَعِيدٍ قَالَ : التَّوَكُّلُ عَلَى اللَّهِ جِمَاعُ الْإِيمَانِ.
535- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ , عَنْ مُوسَى
بْنِ أَبِي عِيسَى الْمَدَنِيِّ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ :
مِنَ الْيَقِينِ أَنْ لاَ تُرْضِي النَّاسَ بِسَخَطِ اللَّهِ , وَلاَ تَحْمَدَنَّ أَحَدًا
عَلَى رِزْقِ اللَّهِ , وَلاَ تَلُومَنَّ أَحَدًا عَلَى مَا لَمْ يُؤْتِكَ اللَّهُ
فَإِنَّ رِزْقَ اللَّهِ لاَ يَسُوقُهُ حِرْصُ حَرِيصٍ وَلاَ يَرُدُّهُ كَرَاهَةُ
كَارِهٍ , وَإِنَّ اللَّهَ بِقِسْطِهِ وَعَدْلِهِ جَعَلَ الرَّوْحَ وَالْفَرَحَ
فِي الْيَقِينِ وَالرِّضَا , وَجَعَلَ الْهَمَّ وَالْحَزَنَ فِي الشَّكِّ
وَالسُّخْطِ.
536- حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ , عَنْ عُمَرَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ : يَا غُلاَمُ , أَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَكَ بِهِنَّ ؟ قَالَ : قُلْتُ : بَلَى , فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي قَالَ : احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ . احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ . تَعَرَّفْ إِلَى اللَّهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ . إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ , وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ ؛ فَقَدْ جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ فَلَوِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَكْتُبْهُ اللَّهُ عَلَيْكَ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ , أَوْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَكْتُبْهُ عَلَيْكَ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ , فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَعْمَلَ لِلَّهِ بِالرِّضَا فِي الْيَقِينِ فَافْعَلْ , وَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَإِنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا , وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ , وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ , وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يَسِّرَا.
537- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ رَجُلٍ , مِنْ
أَهْلِ الشَّامِ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : أَتَيْتُ طَاوُسًا
أَسْأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ , فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهِ , فَخَرَجَ إِلَيَّ شَيْخٌ كَبِيرٌ ,
فَقُلْتُ : أَنْتَ طَاوُسٌ ؟ فَقَالَ : أَنَا ابْنُهُ . قَالَ : قُلْتُ : لَئِنْ
كُنْتَ ابْنَهُ فَقَدْ خَرِفَ أَبُوكَ , فَقَالَ : إِنَّ الْعَالِمَ لاَ يَخْرَفُ،
ثُمَّ قَالَ : إِذَا دَخَلْتَ فَأَوْجِزْ قَالَ : فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ،
فَقَالَ : إِذَا سَأَلْتَ فَأَوْجِزْ، فَقُلْتُ : إِنْ أَوْجَزْتَ لِي أُوجِزْهُ،
قَالَ : إِنِّي مُعَلِّمُكَ فِي مَجْلِسِي هَذَا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ
وَالْقُرْآنَ فَقُلْتُ : لَئِنْ عَلَّمْتَنِي التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ
وَالْقُرْآنَ لَمْ أَسْأَلْكَ عَنْ شَيْءٍ , فَقَالَ : خَفِ اللَّهَ حَتَّى لاَ
يَكُونَ شَيْءٌ أَخْوَفَ عِنْدَكَ مِنْهُ , وَارْجُهُ رَجَاءً أَشَدَّ مِنْ
خَوْفِكَ إِيَّاهُ , وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ.
538- حَدَّثَنَا يَعْلَى , عَنِ الْمَسْعُودِيِّ , عَنْ عَوْنٍ
قَالَ : قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ : يَا بُنَيَّ ارْجُ اللَّهَ رَجَاءً لاَ تَأْمَنُ
فِيهِ مَكْرَهُ , وَخَفِ اللَّهَ مَخَافَةً لاَ تَيْأَسُ فِيهَا مِنْ رَحْمَتِهِ ,
فَقَالَ : يَا أَبَتِ وَكَيْفَ أَسْتَطِيعُ ذَلِكَ وَإِنَّمَا لِي قَلْبٌ
وَاحِدٌ.قَالَ : يَا بُنَيَّ , إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَذُو قَلْبَيْنِ : قَلْبٍ يَرْجُو
بِهِ وَقَلَبٍ يَخَافُ بِهِ.
539- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ
شَقِيقٍ قَالَ : خَرَجْنَا فِي لَيْلَةٍ مُخَوِّفَةٍ فَمَرَرْنَا بِأَجَمَةٍ
فِيهَا رَجُلٌ نَائِمٌ , وَقَيَّدَ فَرَسَهُ فَهِيَ تَرْعَى عِنْدَ رَأْسِهِ ,
فَأَيْقَظْنَاهُ , فَقُلْنَا لَهُ : تَنَامُ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَكَانِ ؟ قَالَ
: فَرَفَعَ رَأْسَهُ , فَقَالَ : إِنِّي أَسْتَحِي مِنْ ذِي الْعَرْشِ أَنْ يَعْلَمَ
أَنِّي أَخَافُ شَيْئًا دُونَهُ ثُمَّ وَضَعَ رَأْسَهُ فَنَامَ.
540- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ :
سُئِلَ لُقْمَانُ أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ ؟ قَالَ : الْمُسْلِمُ الْعَالِمُ
الْغَنِيُّ قَالُوا : الْغَنِيُّ فِي الْمَالِ ؟ قَالَ : لاَ , وَلَكِنِ الَّذِي
إِذَا احْتِيجَ إِلَيْهِ نَفَعَ قَالَ : قِيلَ لَهُ فَأَيُّ النَّاسِ شَرٌّ ؟
قَالَ : الَّذِي لاَ يُبَالِي أَنْ يَرَاهُ النَّاسُ مُسِيئًا.
541- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ :
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ , فَقَالَ :
احْمِلْنِي فَوَاللَّهِ لَئِنْ حَمَلْتَنِي لَأَحْمَدْكَ
, وَلَئِنْ مَنَعْتَنِي لاَ أَذُمُّكَ قَالَ : إِذًا وَاللَّهِ أَحْمِلُكَ
فَلَمَّا حَمَلَهُ جَعَلَ يَحْمَدُ اللَّهَ وَيَشْكُرُ اللَّهَ وَيُثْنِي عَلَى
اللَّهِ وَعُمَرُ خَلْفَهُ يَسْمَعُ وَلاَ يَذْكُرُ عُمَرُ شَيْئًا , فَلَمَّا
هَبَطَ قَالَ : اللَّهُمَّ سَدِّدْ عُمَرَ , اللَّهُمَّ سَدِّدْ عُمَرَ , فَقَالَ
عُمَرُ : قَدْ أَنَّى لَكَ.
بَابُ
مَنْ يَسْتَحِبُّ الْمَوْتَ وَقِلَّةَ الْمَالِ وَالْوَلَدِ.
542- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ غَيْلاَنَ بْنِ بِشْرٍ , عَنْ يَعْلَى بْنِ الْوَلِيدِ , عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ
: قِيلَ لَهُ : مَا تُحِبُّ لِمَنْ تُحِبُّ ؟ قَالَ : الْمَوْتُ قَالُوا : فَإِنْ
لَمْ يَمُتْ قَالَ : يَقِلُّ مَالُهُ وَوَلَدُهُ.
543- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ غَيْلاَنَ
بْنِ بِشْرٍ , عَنْ يَعْلَى بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ : أَخَذْتُ بِيَدِ أَبِي
الدَّرْدَاءِ فَقُلْتُ : يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ مَا تُحِبُّ لِمَنْ تُحِبُّ ؟ قَالَ
: يَمُوتُ , قُلْتُ : فَإِنْ لَمْ يَمُتْ ؟ قَالَ : يَقِلُّ مَالُهُ وَوَلَدُهُ.
544- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ أَبِي عَوْنٍ , عَنْ عُبَيْدِ
بْنِ بَابٍ قَالَ : كُنْتُ أَصُبُّ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ مِنْ إِدَاوَةٍ
وَضُوءًا , فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ , فَقَالَ : أَيْنَ تُرِيدُ ؟ قَالَ : السُّوقَ .
قَالَ : إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَشْتَرِيَ لِي الْمَوْتَ قَبْلَ أَنْ تَرْجِعَ
فَافْعَلْ ثُمَّ قَالَ : لَقَدِ اسْتَحْيَيْتُ مِنَ اللَّهِ مِمَّا اسْتَعْجَلُ
إِلَيْهِ قَبْلَ الْقَدَرِ.
545- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ عُمَرَ بْنِ
سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي كَثِيرُ بْنُ تَمِيمٍ
الدَّارِيُّ قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا مَعَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَطَلَعَ عَلَيْهِ
ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ وَكَانَ بِهِ مِنَ الْفِقْهِ قَالَ : إِنِّي
لَأَعْلَمُ خَيْرَ حَالاَتِهِ قَالُوا : وَمَا هُوَ ؟ قَالَ : أَنْ يَمُوتَ فَأَحْتَسِبُهُ.
546- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ , عَنْ أُبِيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ : كُنْتُ
جَالِسًا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ فَمَرَّ بِهِ صِبْيَانٌ لَهُ عَلَيْهِمْ قُمُصٌ مِنْ
حَرِيرٍ , فَأَخَذَهَا , فَشَقَّهَا , ثُمَّ قَالَ : اذْهَبُوا إِلَى أُمِّكُمْ فَلْتَكْسُكُمْ
غَيْرَ هَذَا إِنْ شَاءَتْ , وَاللَّهِ لَأَنْتُمْ أَهْوَنُ عَلَيَّ مِنْ
عَدَدِكُمْ مِنَ الْجِعْلاَنِ وَلَوَدِدْتُ أَنِّي قَدْ نَفَضْتُ يَدَيَّ عَنْكُمْ
مِنَ التُّرَابِ.
547- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي
خَالِدٍ , عَنْ قَيْسٍ قَالَ : رَأَيْتُ بَنِينَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ
يَسْعَوْنَ بَيْنَ يَدَيْهِ , فَقَالَ : أَتَرَوْنَ هَؤُلاَءِ وَاللَّهِ لَهَؤُلاَءِ
أَهْوَنُ عَلَيَّ مَوْتًا مِنْ عَدَدِهِمْ مِنَ الْجِعْلاَنِ.
548- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ مُهَاجِرِ
بْنِ شَمَّاسٍ , عَنْ عَمِّهِ قَالَ : كُنْتُ مَعَ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي دَارِهِ
فَجَاءَ بَنُونَ لَهُ , فَقَالَ : وَاللَّهِ لَهُمْ أَحَبُّ إِلَيَّ مَوْتًا مِنْ
عَدَدِهِمْ مِنَ الْجِعْلاَنِ وَالْخَنَافِسِ , ثُمَّ قَالَ : وَاللَّهِ , لاَ
أَجِدُ لَهُمْ مِثْلَ مَا تَجِدُونَ لِأَوْلاَدِكُمْ وَلَكِنَّكُمْ لاَ تَدْرُونَ
مَا يَكُونُ بَعْدَكُمْ.
549- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ بُشِّرَ الأَشْعَثُ بِغُلاَمٍ وَهُوَ جَالِسٌ عِنْدَ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ : لَوَدِدْتُ أَنَّ
عِنْدَكُمْ مَكَانَهُ جَفْنَةً مِنْ خُبْزٍ وَلَحْمٍ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَمَا لَئِنْ قُلْتَ ذَاكَ إِنَّهُمْ
لَمَجْبَنَةٌ مَبْخَلَةٌ مَحْزَنَةٌ ثَمَرَاتُ الْقُلُوبِ وَقُرَّاتُ الأَعْيُنِ.
550- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ
السَّائِبِ , عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ قَالَ : كَانَ بَيْنَ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ
وَبَيْنَ رَجُلٍ كَلاَمٌ فِي الْمَسْجِدِ , فَقَالَ لَهُ عَمَّارٌ : أَسْأَلُ
اللَّهَ إِنْ كُنْتَ كَذَبْتَ عَلَيَّ أَنْ لاَ يُمِيتَكَ حَتَّى يَكْثُرَ مَالُكَ
وَوَلَدُكَ حَتَّى يُوطَأَ عَقِبُكَ , وَإِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ الَّذِي قُلْتَ
فَأَنَا أَشَرُّ مِنَ الَّذِي لاَ يَغْتَسِلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ.
551- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ
إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ , عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ : خَرَجَ رَجُلٌ
إِلَى عُمَرَ يَشْتَكِي عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ قَالَ : فَبَلَغَ ذَلِكَ عَمَّارًا
, فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ كَاذِبًا فَابْسُطْ لَهُ مِنَ الدُّنْيَا
وَاجْعَلْهُ مُوَطَّأَ الْعَقِبَيْنِ.
552- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ أَبِي
سِنَانٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ : أَمَرَ عِيسَى الْحَوَارِيِّينَ
بِرَجْمِ رَجُلٍ , ثُمَّ قَالَ : لاَ يَرْجُمْهُ رَجُلٌ بِهِ مِثْلُ الَّذِي بِهِ
قَالَ : فَرَفَضُوا الْحِجَارَةَ إِلَّا يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا قَالَ : مَا لَكَ
؟ قَالَ : مَا بِي , فَقَالَ لَهُ عِيسَى : أَوْصِنِي قَالَ : اجْتَنِبِ الْغَضَبَ
قَالَ : لاَ أَسْتَطِيعُ ؛ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ . قَالَ : لاَ تَقْتَنِ مَالًا. قَالَ :
هَذَا عِيسَى.
553- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ سُلَيْمَانَ ,
عَنْ ثَابِتٍ قَالَ : رُفِعَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَوْمَ رُفِعَ , وَلَمْ
يَتْرُكْ إِلَّا مِدْرَعَةً وَخَذَّافَةً وَقَفِيزَيْنِ يَعْنِي خُفَّيْنِ.
554- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ :
حَدَّثَنَا مَنْ , حَدَّثَهُ عِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ أَبُو ذَرٍّ : وَاللَّهِ
إِنِّي لَأَقْرَبُكُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ
أَقْرَبَكُمْ مِنِّي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا كَهَيْئَةِ
مَا تَرَكْتُهُ فِيهَا , أَلاَ وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَحْدَثْتُ بَعْدَهُ
شَيْئًا , وَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ تَشَبَّثَ فِيهَا بِشَيْءٍ
555- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ , وَعَبِيدَةُ
الْحَذَّاءُ , عَنْ أَبِي حُمَيْدَةَ , عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّهُ
قَالَ : لَوْلاَ أَنْ أُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , أَوْ أُعَفِّرَ وَجْهِي فِي التُّرَابِ
لِلَّهِ , أَوْ أَكُونَ فِي قَوْمٍ يَلْتَقِطُونَ طَيِّبَ الْحَدِيثِ كَمَا
يُجْتَنَى طَيِّبُ الثَّمَرِ لَأَحْبَبْتُ أَنْ أَكُونَ قَدْ لَحِقْتُ بِاللَّهِ.
556- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي
إِسْحَاقَ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ : لَقِيَ مَسْرُوقٌ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ
, فَقَالَ : يَا أَبَا سَعِيدٍ مَا بَقِيَ مِنَ الدُّنْيَا شَيْءٌ إِلَّا أَنْ
نُعَفِّرَ هَذِهِ الْوُجُوهَ فِي التُّرَابِ.
بَابُ
الزُّهْدِ وَمَا يَكْفِي مِنَ الدُّنْيَا
557- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : لاَ يُصِيبُ عَبْدٌ مِنَ الدُّنْيَا
شَيْئًا إِلَّا نَقَصَ مِنْ دَرَجَاتِهِ عِنْدَ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ
كَرِيمًا.
558- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو
قَالَ : حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ أَبِي وَاقِدٍ
اللَّيْثِيِّ وَاسْمُهُ الْحَارِثُ بْنُ عَوْفٍ , وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ قَالَ :
تَابَعْنَا الأَعْمَالَ نَقُولُ : أَيُّهَا أَفْضَلُ ؟ فَلَمْ نَجِدْ شَيْئًا
أَبْلَغَ فِي طَلَبِ الْآخِرَةِ بِزَهَادَةٍ فِي الدُّنْيَا.
559- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ مَنْصُورٍ ,
عَنْ هِلاَلِ بْنِ يَسَافٍ قَالَ : كَانَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ
الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ يَأْكُلُ الشَّجَرَ , وَيَلْبَسُ الشَّعْرَ يَبِيتُ
حَيْثُ أَمْسَى , وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ يَمُوتُ وَلاَ بَيْتٌ يَخْرَبُ،
وَلاَ يُخَبِّئُ غَدَاءً لِعَشَاءٍ , وَلاَ عَشَاءً لِغَدَاءٍ , وَكَانَ يَقُولُ :
كُلَّ يَوْمٍ يَجِيءُ رِزْقُهُ مَعَهُ.
560- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ , عَنْ
ثَابِتٍ , عَنْ أَنَسٍ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ , فَقَالَ : يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ احْمِلْنِي فَإِنِّي أُرِيدُ الْجِهَادَ , فَقَالَ عُمَرُ لِرَجُلٍ
: خُذْ بِيَدِهِ فَأَدْخِلْهُ بَيْتَ الْمَالِ يَأْخُذُ مَا شَاءَ , فَدَخَلَ
فَإِذَا هُوَ بَيْضَاءُ وَصَفْرَاءُ , فَقَالَ : مَا هَذَا ؟ مَالِي فِي هَذَا
حَاجَةٌ إِنَّمَا أَرَدْتُ زَادًا وَرَاحِلَةً فَرَدُّوهُ إِلَى عُمَرَ
فَأَخْبَرُوهُ بِمَا قَالَ , فَأَمَرَ لَهُ بِزَادٍ وَرَاحِلَةٍ وَجَعَلَ عُمَرُ يُرَحِّلُ
لَهُ بِيَدِهِ , فَلَمَّا رَكِبَ رَفَعَ يَدَهُ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى
عَلَيْهِ بِمَا صَنَعَ بِهِ , وَأَعْطَاهُ قَالَ : وَعُمَرُ يَمْشِي خَلْفَهُ
يَتَمَنَّى أَنْ يَدْعُوَ لَهُ فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ : اللَّهُمَّ وَعُمَرَ
فَاجْزِهِ خَيْرًا وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى رَحْلِهِ.
561- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ هِشَامِ بْنِ
عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ : كَانَ دَاوُدُ يَصْنَعُ الْقُفَّةَ مِنَ الْخُوصِ
وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ ثُمَّ يُرْسِلُ بِهَا يَبِيعُهَا وَيَأْكُلُ ثَمَنَهَا.
562- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ : قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: كُلُّ الْعَيْشِ قَدْ جَرَّبْنَاهُ : لِينُهُ وَشَدِيدُهُ فَوَجَدْنَاهُ يَكْفِي
مِنْهُ أَدْنَاهُ.
563- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ , عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ ,
عَمَّنْ حَدَّثَهُ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ : أَيْنَ
الزَّاهِدُونَ فِي الدُّنْيَا وَالرَّاغِبُونَ فِي الْآخِرَةِ ؟ قَالَ : فَأَرَاهُ
قَبْرَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ
ثُمَّ قَالَ : عَنْ هَؤُلاَءِ تَسْأَلُ.
564- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ
إِبْرَاهِيمَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : قِيلَ لَهُ : أَلاَ تَتَّخِذُ
أَرْضًا كَمَا اتَّخَذَ فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ , فَقَالَ : وَمَا أَصْنَعُ بِأَنْ
أَكُونَ أَمِيرًا وَإِنَّمَا يَكْفِينِي كُلَّ يَوْمٍ شَرْبَةٌ مِنْ مَاءٍ أَوْ
لَبَنٍ وَفِي الْجُمُعَةِ قَفِيزٌ مِنْ قَمْحٍ.
565- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ شَقِيقٍ قَالَ : دَخَلَ مُعَاوِيَةُ عَلَى خَالِهِ أَبِي هَاشِمِ بْنِ
عُتْبَةَ يَعُودُهُ فَبَكَى , فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ : مَا يُبْكِيكَ يَا خَالِ أَوَجَعٌ
يُشْئِزُكَ أَوْ حِرْصٌ عَلَى الدُّنْيَا ؟ فَقَالَ : وَيْحَكَ لاَ وَلَكِنْ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيْنَا : يَا أَبَا
هِشَامٍ إِنَّهَا لَعَلَّهَا تُدْرِكُ أَمْوَالًا يُؤْتَاهَا أَقْوَامٌ وَإِنَّمَا
يَكْفِيكَ مِنْ جَمِيعِ الْمَالِ خَادِمٌ وَمَرْكَبٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ.
وَإِنِّي أَرَانِي قَدْ جَمَعْتُ
566- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ أَبِي سُفْيَانَ , عَنْ أَشْيَاخِهِ قَالَ : دَخَلَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ عَلَى سَلْمَانَ يَعُودُهُ فَبَكَى سَلْمَانُ , فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ : مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ؟ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ، وَتَرِدُ عَلَيْهِ الْحَوْضَ . قَالَ : فَقَالَ سَلْمَانُ : أَمَا إِنِّي مَا أَبْكِي جَزَعًا مِنَ الْمَوْتِ وَلاَ حِرْصًا عَلَى الدُّنْيَا وَلَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيْنَا , فَقَالَ : لِيَكُنْ بُلْغَةُ أَحَدِكُمْ مِثْلَ زَادِ الرَّاكِبِ , وَحَوْلِي هَذِهِ الأَسَاوِدُ قَالَ : وَإِنَّمَا حَوْلَهُ إِجَّانَةٌ أَوْ جَفْنَةٌ أَوْ مَطْهَرَةٌ قَالَ : فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ اعْهَدْ إِلَيْنَا بِعَهْدٍ نَأْخُذُ بِهِ بَعْدَكَ , فَقَالَ : يَا سَعْدُ اذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ هَمِّكَ إِذَا هَمَمْتَ , وَعِنْدَ حُكْمِكَ إِذَا حَكَمْتَ , وَعِنْدَ يَدِكَ إِذَا قَسَمْتَ
567- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ
هِشَامٍ , عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : قَالَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ
الْقَيْسِ : وَجَدْتُ الْعَيْشَ فِي أَرْبَعِ خِصَالٍ : النِّسَاءِ وَالطَّعَامِ
وَاللِّبَاسِ وَالنَّوْمِ , فَدَعَوْتُ اللَّهَ فَأَعَانَنِي , فَوَاللَّهِ مَا
أُبَالِي إِلَى امْرَأَةٍ نَظَرْتُ أَوْ إِلَى جِدَارٍ , وَمَا أُبَالِي بِمَا
وَارَيْتُ عَوْرَتِي بِصُوفٍ أَوْ غَيْرِهِ , وَالطَّعَامُ وَالنَّوْمُ
فَإِنَّهُمَا غَلَبَانِي إِلَّا أَنْ أَنَالَ مِنْهُمَا وَايْمُ اللَّهِ ,
لَأَضُرَّنَّ بِهِمَا جُهْدِي . قَالَ
: فَكَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ : فَأَضَرَّ بِهِمَا
وَاللَّهِ جُهْدُهُ
568- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ جُوَيْبِرٍ ,
عَنِ الضَّحَّاكِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ثَلاَثٌ مِنَ النَّعِيمِ لاَ
يُسْأَلُ عَبْدِي عَنْ شُكْرِهِنَّ وَأَسْأَلُهُ عَمَّا سِوَى ذَلِكَ : بَيْتٌ
يَكُنُّهُ , وَمَا يُقِيمُ بِهِ صُلْبَهُ مِنَ الطَّعَامِ , وَمَا يُوَارِي بِهِ
عَوْرَتَهُ مِنَ اللِّبَاسِ . قَالَ جُوَيْبِرٌ : فَحَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ , عَنِ
الْحَسَنِ قَالَ : سَأَلْتُهُ مَا الَّذِي يُوَارِي بِهِ عَوْرَتَهُ ؟ قَالَ :
ثَوْبٌ
569- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ هِشَامٍ , عَنِ الْحَسَنِ
قَالَ : ثَلاَثٌ لاَ يُحَاسَبُ بِهِنَّ الْعَبْدُ : كِسْرَةٌ يَشُدُّ بِهَا
صُلْبَهُ , وَثَوْبٌ يُوَارِي بِهِ عَوْرَتَهُ , وَظِلُّ خُصٍّ يَسْتَظِلُّ بِهِ.
570- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنِ الْمَسْعُودِيِّ , عَنْ
عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ خُلَيْدَةَ قَالَ :
دَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ عَلَى زَيْدِ بْنِ خُلَيْدَةَ الْبَكْرِيِّ وَفِي بَيْتِهِ
مَتَاعٌ قَدْ نَصَبَهُ , فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ : أَقِلَّ مِنْ شِوَارِ
بَيْتِكَ فَيُوشِكُ النَّاسُ أَنْ يَكُونُوا أَهْلَ قَتَبٍ.
571- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي مُزَرِّدٍ
, عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ
يَكُونُ الْقَتَبُ وَالْحَبْلُ أَحَبَّ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ هَذِهِ الدَّارِ
وَأَوْمَأَ إِلَى دَارِ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ
572- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ مُجَالِدٍ , عَنْ عَامِرٍ ,
عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ : خَرَجَ عَلَيْنَا عُمَرُ ذَاتَ يَوْمٍ وَعَلَيْهِ حُلَّةُ
قُطْنٍ , فَنَظَرَ إِلَيْهِ النَّاسُ نَظَرًا شَدِيدًا , فَقَالَ :
[من أشعار غير معلوم - البحر البسيط]
لاَ شَيْءَ مِمَّا يُرَى تَبْقَى بَشَاشَتُهُ إِلَّا
الْإِلَهُ وَيُودِي الْمَالُ وَالْوَلَدُ , وَمَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ
إِلَّا كَنَفْجَةِ أَرْنَبٍ.
573- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ حَمَّادِ بْنِ
سَلَمَةَ , عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : كَانَتْ
نَاقَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَضْبَاءُ لاَ تُسْبَقُ
فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ ذَاتَ يَوْمٍ يُنْكِرُ لَهُ يُسَابِقُهَا فَسَبَقَهَا
فَكَأَنَّ ذَلِكَ شَقَّ عَلَى أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّهُ
حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ لاَ يَرْفَعَ شَيْئًا فِي الدُّنْيَا إِلَّا وَضَعَهُ.
574- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ : قَالَ سُفْيَانُ : خَيْرُ
الدُّنْيَا لَكُمْ مَا لَمْ تُبْتَلَوْا بِهَا وَخَيْرُهَا لَكُمْ إِذَا ابْتُلِيتُمْ
بِهَا مَا خَرَجَ مِنْ أَيْدِيكُمْ.
575- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ عُمَارَةَ
بْنِ عُمَيْرٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : أَنْتُمْ
أَكْثَرُ صِيَامًا , وَأَكْثَرُ صَلاَةً , وَأَكْثَرُ جِهَادًا مِنْ أَصْحَابِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَهُمْ كَانُوا أَعْظَمَ مِنْكُمْ
أَجْرًا.
قَالُوا : فَبِمَ ذَلِكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ؟
قَالَ : كَانُوا أَزْهَدَ فِي الدُّنْيَا , وَأَرْغَبَ فِي الْآخِرَةِ.
576- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ هِشَامٍ ,
عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : مَا مَالَ إِلَى أُمِّ دَفْرٍ، يَعْنِي الدُّنْيَا، أَحَدٌ
قَطُّ إِلَّا نَسِيَ الْعَهْدَ , أَصْحَابَ نَبِيٍّ فَمَا سِوَاهُمْ.
577- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ : سَمِعْتُ سُفْيَانَ
يَقُولُ : لاَ تَصْلُحُ الْقِرَاءَةُ إِلَّا بِزُهْدٍ وَأَغْبِطِ الأَحْيَاءَ
بِمَا يُغْبَطُ بِهِ الأَمْوَاتُ , وَأَحِبَّ النَّاسَ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ
, وَذِلَّ عِنْدَ الطَّاعَةِ، وَاسْتَغْفِرْ عِنْدَ الْمَعْصِيَةِ.
578- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ :
سَمِعْتُ أَشْيَاخَنَا يَذْكُرُونَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : لَوْ أَنَّ الدُّنْيَا تَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ
بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ أَبَدًا.
579- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ حَمَّادِ بْنِ
سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي الْمُهَزِّمِ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ :
إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى سَخْلَةً
جَرْبَاءَ أَخْرَجَهَا أَهْلُهَا , فَقَالَ : أَتَرَوْنَ هَذِهِ هَيِّنَةً عَلَى
أَهْلِهَا ؟ قَالُوا : نَعَمْ . قَالَ
: فَوَاللَّهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ
هَذِهِ عَلَى أَهْلِهَا.
580- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
هِشَامٍ , عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَإِذَا أَصْوَاتٌ لِثَقِيفَ
, فَقَالَ : مَا هَذِهِ الأَصْوَاتُ ؟ قَالُوا : ثَقِيفُ تَخْتَصِمُ فِي عُقَدِهَا
, فَقَالَ : لَزَبِيلٌ مِنْ تُرَابٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ عُقْدَةٍ لِثَقِيفَ.
581- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
مَنْصُورٍ , عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ : قَالَ عِيسَى ابْنُ
مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اعْمَلُوا لِلَّهِ وَلاَ تَعْمَلُوا
لِبُطُونِكُمْ , وَانْظُرُوا إِلَى هَذِهِ الطَّيْرِ تَغْدُو وَتَرُوحُ وَلاَ
تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ , اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ , فَإِنْ قُلْتُمْ :
نَحْنُ أَعْظَمُ بُطُونًا مِنْ هَذِهِ الطَّيْرِ , فَانْظُرُوا إِلَى هَذِهِ الأَبَاقِرِ
مِنَ الْوَحْشِ تَغْدُو وَتَرُوحُ وَلاَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ , اللَّهُ
يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمُ , اتَّقُوا فُضُولَ الدُّنْيَا ؛ فَإِنَّ فُضُولَ
الدُّنْيَا عِنْدَ اللَّهِ رِجْزٌ.
582- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ عَمَّارٍ
الدُّهْنِيِّ , عَنْ أَبِي شُعْبَةَ قَالَ : جَاءَ أَبَا ذَرٍّ رَجُلٌ مِنْ
قَوْمِهِ فَعَرَضَ عَلَيْهِ , فَقَالَ : لَنَا أَحْمِرَةٌ نَنْتَقِلَ عَلَيْهَا ,
وَأَعْنُزٌ نَحْلِبُهَا , وَمُحَرَّرَةٌ تَخْدُمُنَا , وَفَضْلُ عَبَاءَةٍ مِنْ
كُسْوَتِنَا , إِنِّي أَخَافُ أَنْ أُحَاسَبَ بِالْفَضْلِ.
583- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ سُلَيْمَانَ , عَنْ ثَابِتٍ ,
عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قِيلَ لِعِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ لَوِ اتَّخَذْتَ حِمَارًا
تَرْكَبُهُ لِحَاجَتِكَ . قَالَ : أَنَا أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْ أَنْ
يَجْعَلَ لِي شَيْئًا يَشْغَلُنِي بِهِ.
584- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ,
عَنْ أَبِيهِ قَالَ : خَرَجَ إِلَى الْبَصْرَةِ
فَاشْتَرَى رَقِيقًا بِأَرْبَعَةِ آلاَفِ دِرْهَمٍ , فَبَنَوْا لَهُ دَارًا ,
ثُمَّ بَاعَهَا بِرِبْحِ أَرْبَعَةِ آلاَفٍ . قَالَ : فَقُلْتُ : يَا أَبَتِ ,
لَوْ إِنَّكَ عُدْتَ إِلَى الْبَصْرَةِ فَاشْتَرَيْتَ مِثْلَ هَؤُلاَءِ فَرَبِحْتَ
فِيهِمْ , فَقَالَ : يَا بُنَيَّ , لِمَ تَقُولُ لِي هَذَا , فَوَاللَّهِ مَا
فَرِحْتُ بِهَا حِينَ أَصَبْتُهَا وَلاَ حَدَّثْتُ نَفْسِي أَنْ أَرْجِعَ
فَأُصِيبَ مِثْلَهَا.
585- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي
النَّجُودِ قَالَ : كَانَ عَطَاءُ أَبِي وَائِلٍ أَلْفَيْنِ , فَإِذَا خَرَجَ
أَمْسَكَ مَا يَكْفِيهِ سَنَةً , وَتَصَدَّقَ بِمَا سِوَى ذَلِكَ.
586- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ
سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ , عَنْ أَبِي كَبْشَةَ الأَنْمَارِيِّ قَالَ :
ضَرَبَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَثَلَ
الدُّنْيَا مَثَلَ أَرْبَعَةٍ :
رَجُلٌ أَتَاهُ اللَّهُ مَالًا وَأَتَاهُ اللَّهُ
عِلْمًا فَهُوَ يَعْمَلُ بِعِلْمِهِ فِي مَالِهِ , وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ
عِلْمًا وَلَمْ يُؤْتِهِ مَالًا فَهُوَ يَقُولُ : لَوْ أَنَّ اللَّهَ آتَانِي
مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلاَنٌ لَفَعَلْتُ فِيهِ مِثْلَ مَا يَفْعَلُ فَهُمَا فِي
الأَجْرِ سَوَاءٌ , وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا وَلَمْ يُؤْتِهِ عِلْمًا
فَهُوَ يَمْنَعُ مَالَهُ مِنْ حَقِّهِ وَيُنْفِقُهُ فِي الْبَاطِلِ , وَرَجُلٌ
لَمْ يُؤْتِهِ اللَّهُ مَالًا وَلَمْ يُؤْتِهِ عِلْمًا فَهُوَ يَقُولُ لَوْ أَنَّ
اللَّهَ آتَانِي مِثْلَ مَا آتَى فُلاَنًا لَفَعَلْتُ فِيهِ مَا يَفْعَلُ فَهُمَا
فِي الْوِزْرِ سَوَاءٌ.
587- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَوْ أَتَى بَابَ أَحَدِكُمْ
يَسْأَلُ دِينَارًا لَمْ يُعْطِهِ إِيَّاهُ , وَلَوْ سَأَلَهُ دِرْهَمًا لَمْ
يُعْطِهِ إِيَّاهُ , وَلَوْ سَأَلَهُ فِلْسًا لَمْ يُعْطِهِ إِيَّاهُ , وَلَوْ
سَأَلَ اللَّهَ الْجَنَّةَ لَأَعْطَاهَا إِيَّاهُ , وَلَوْ سَأَلَهُ الدُّنْيَا
لَمْ يُعْطِهَا إِيَّاهُ , وَمَا يَمْنَعُهَا إِيَّاهُ لِهَوَانِهِ عَلَيْهِ ذُو طِمْرَيْنِ
لاَ يُؤْبَهُ لَهُ , وَلَكِنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ.
بَابُ مَا
جَاءَ فِي الْفَقْرِ.
588- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنِ الْإِفْرِيقِيِّ , عَنْ
سَعْدِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : لَلْفَقْرُ أَزْيَنُ لِلْمُؤْمِنِ مِنَ الْعِذَارِ الْحَسَنِ عَلَى
خَدِّ الْفَرَسِ.
589- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو
, حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَدْخُلُ فُقَرَاءُ الْمُؤْمِنِينَ الْجَنَّةَ قَبْلَ
الأَغْنِيَاءِ بِنِصْفِ يَوْمٍ : خَمْسِمِائَةِ عَامٍ.
590- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَجِيءُ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ عَلَى أَكْوَارِهِمُ الَّتِي هَاجَرُوا عَلَيْهَا , فَيُقَالُ لَهُمُ
انْطَلِقُوا , فَادْخُلُوا الْجَنَّةَ , فَيَذْهَبُونَ لِيَدْخُلُوا
الْجَنَّةَ , فَيَقُولُ لَهُمُ الْمَلاَئِكَةُ انْتَظَرُوا حَتَّى تُحَاسَبُوا ,
فَيَقُولُونَ : وَهَلْ أَعْطَيْتُمُونَا شَيْئًا فَتُحَاسِبُونَا عَلَيْهِ ,
فَيَنْظُرُونَ فِيمَا قَالُوا فَلاَ يَجِدُونَهُمْ تَرَكُوا شَيْئًا إِلَّا
أَكْوَارَهُمُ الَّتِي هَاجَرُوا عَلَيْهَا فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ
الأَغْنِيَاءِ بِخَمْسِمِائَةِ عَامٍ.
591- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ
التَّيْمِيِّ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : ذُو الدِّرْهَمَيْنِ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ أَشَدُّ حِسَابًا مِنْ ذِي الدِّرْهَمِ.
592- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ مُسْلِمٍ , أَوْ غَيْرِهِ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ : إِنَّ أَحْسَنَ مَا أَكُونُ
ظَنًّا لَحِينَ يَقُولُ لِي الْخَادِمُ : لَيْسَ فِي الْبَيْتِ قَفِيزٌ مِنْ
قَمْحٍ وَلاَ دِرْهَمٍ.
593- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ , عَنْ أُمَيَّةَ , عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ : أَقَرُّ
مَا أَكُونُ عَيْنًا حِينَ يَشْكُو أَهْلِي إِلَيَّ الْحَاجَةَ , وَإِنَّ اللَّهَ
لَيَحْمِي الْمُؤْمِنَ مِنَ الدُّنْيَا كَمَا يَحْمِي أَهْلُ الْمَرِيضِ
مَرِيضَهُمُ الطَّعَامَ
594- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ قَالَ :
قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : أَرْبَعٌ هُنَّ عَجَبٌ , وَلاَ
يُحْفَظْنَ إِلَّا بِعَجَبٍ : الصَّمْتُ وَهُوَ أَوَّلُ الْعِبَادَةِ , وَذِكْرُ اللَّهِ
عَلَى كُلِّ حَالٍ , وَالتَّوَاضُعُ , وَقِلَّةُ الشَّيْءِ.
595- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ هِشَامٍ قَالَ :
سَمِعْتُ الْحَسَنِ وَذَكَرَ الْفُقَرَاءَ , فَقَالَ رَجُلٌ : إِنِّي لَأَرْجُو
أَنْ أَكُونَ مِنْهُمْ , فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ : تَرْجِعُ إِلَى غَدَاءٍ
وَعَشَاءٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : لَسْتَ مِنْهُمْ.
596- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ
بْنِ أَبِي خَالِدٍ , عَنْ أَبِي دَاوُدَ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا مِنْ ذِي غِنًى
إِلَّا سَيَوَدُّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَوْ كَانَ مَا أُوتِيَ فِي الدُّنْيَا قُوتًا.
597- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ لَيْثٍ , عَنِ
الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ , عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا ازْدَادَ رَجُلٌ مِنَ
السُّلْطَانِ قُرْبًا إِلَّا ازْدَادَ مِنَ اللَّهِ بُعْدًا , وَلاَ كَثُرَتْ
أَتْبَاعُهُ إِلَّا كَثُرَتْ شَيَاطِينُهُ , وَلاَ كَثُرَ مَالُهُ إِلَّا كَثُرَ
حِسَابُهُ.
598- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ شِمْرِ
بْنِ عَطِيَّةَ , عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ الأَخْرَمِ , عَنْ أَبِيهِ
قَالَ :
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : وَالَّذِي لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ
مَا يَضُرُّعَبْدًا يُصْبِحُ عَلَى الْإِسْلاَمِ وَيُمْسِي عَلَيْهِ مَا أَصَابَهُ
مِنَ الدُّنْيَا.
599- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ
بْنِ مُسْلِمٍ , عَنِ الْحَسَنِ ,
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ : مَنْ تَبِعَ نَفْسَهُ
كُلَّ مَا يَرَى فِي النَّاسِ يَطُلْ حُزْنُهُ وَلاَ يُشْفَ غَيْظُهُ , وَمَنْ
لَمْ يَعْرِفْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِلَّا فِي مَطْعَمٍ أَوْ مَشْرَبٍ قَلَّ
عَمَلُهُ وَحَضَرَ عَذَابُهُ.
600- حَدَّثَنَا يَعْلَى , عَنْ بَشِيرٍ أَبِي
إِسْمَاعِيلَ , عَنْ سَيَّارٍ , عَنْ طَارِقٍ , عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : مَنْ
أَصَابَتْهُ فَاقَةٌ فَأَنْزَلَهَا بِالنَّاسِ لَمْ تُسَدَّ فَاقَتُهُ , وَمَنْ
أَنْزَلَهَا بِاللَّهِ أَوْشَكَ اللَّهُ لَهُ بِالْغِنَى غِنًى عَاجِلًا أَوْ
آجِلًا.
601- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنْ حَسَّانَ
بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ حَسَّانَ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ :
مَثَلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ مَثَلُ أَرْبَعَةِ رَهْطٍ : بَرٌّ تَقِيُّ مُوَسَّعٌ
عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَمُوَسَّعٌ عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ , وَبَرٌّ تَقِيُّ
مَحْظُورٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَمُوَسَّعٌ عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ ,
وَفَاجِرٌ شَقِيُّ مُوَسَّعٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَمَحْظُورٌ عَلَيْهِ فِي
الْآخِرَةِ , وَفَاجِرٌ شَقِيُّ مَحْظُورٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَمَحْظُورٌ
عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ.
602- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ , عَنِ الْإِفْرِيقِيِّ , حَدَّثَنَا
حَبَّانُ بْنُ أَبِي جَبَلَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ : أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ فَوَجَدْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا ذُرِّيَّةَ
الْمُؤْمِنِينَ وَالْفُقَرَاءِ , وَوَجَدْتُ أَقَلَّ أَهْلِهَا النِّسَاءَ
وَالأَغْنِيَاءَ.
603- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ , عَنْ مُطَّرِحِ بْنِ يَزِيدَ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ , عَنِ الْقَاسِمِ , عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : رَأَيْتُ أَنِّي أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ فَنَظَرْتُ فَإِذَا أَعَالِي أَهْلِ الْجَنَّةِ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ وَذَرَارِيُّ الْمُؤْمِنِينَ , وَإِذَا لَيْسَ فِيهَا أَقَلُّ مِنَ الأَغْنِيَاءِ وَالنِّسَاءِ قَالَ : فَقُلْتُ : مَالِي لاَ أَرَى أَحَدًا فِيهَا أَقَلَّ مِنَ الأَغْنِيَاءِ وَالنِّسَاءِ ؟ قَالَ : فَقِيلَ لِي : أَمَّا الأَغْنِيَاءُ فَإِنَّهُمْ عَلَى الْبَابِ يُحَاسَبُونَ وَيُمَحَّصُونَ , وَأَمَّا النِّسَاءُ فَأَلْهَاهُنَّ الأَحْمَرَانِ الذَّهَبُ وَالْحَرِيرُ , ثُمَّ خَرَجْتُ مِنْ إِحْدَى الثَّمَانِيَةِ أَبْوَابٍ فَجَعَلُوا يَعْرِضُونَ عَلَيَّ أُمَّتِي رَجُلًا رَجُلًا اسْتَبْطَأْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ فَلَمْ أَرَهُ إِلَّا بَعْدَ إِيَاسِهِ , فَلَمَّا رَآنِي بَكَى , فَقُلْتُ : عَبْدَ الرَّحْمَنِ , مَا يُبْكِيكَ , فَقَالَ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ كَثُرَ مَالِي . قَالَ : مَا رَأَيْتُكَ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنِّي لاَ أَرَاكَ أَبَدًا . قَالَ : قُلْتُ : وَمِمَّ ذَاكَ ؟ قَالَ : مِنْ كَثْرَةِ مَالِي قَالَ : مَا زِلْتُ أُحَاسَبُ بَعْدَكَ وَأُمَحَّصُ.
604- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ , عَنْ
أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ ,
فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْمَسَاكِينَ , وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ ,
فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ.
605- حَدَّثَنَا يَعْلَى , عَنِ الْمَسْعُودِيِّ , عَنْ عَلِيِّ
بْنِ بَذِيمَةَ , عَنْ قَيْسٍ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ حَبَّذَا الْمَكْرُوهَانِ
الْمَوْتُ وَالْفَقْرُ , وَايْمُ اللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا الْغِنَى وَالْفَقْرُ
وَمَا أُبَالِي بِأَيِّهِمَا ابْتُلِيتُ , وَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ فِي كُلِّ
وَاحِدٍ مِنْهُمَا وَاجِبٌ إِنْ كَانَ غِنًى إِنَّ فِيهِ لَلْعَطْفَ , وَإِنْ كَانَ
فَقْرًا إِنَّ فِيهِ لَلصَّبْرَ.
بَابُ
مَنْ كَرِهَ جَمْعَ الْمَالِ.
606- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ زَيْدِ بْنِ
وَهْبٍ , عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَرَّةِ الْمَدِينَةِ عِشَاءً وَنَحْنُ نَنْظُرُ إِلَى
أُحُدٍ , فَقَالَ : يَا أَبَا ذَرٍّ ,
فَقُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : مَا
أُحِبُّ أَنَّ أُحُدًا ذَاكَ عِنْدِي ذَهَبًا أَمْسَى ثَالِثَةً , عِنْدِي مِنْهُ
دِينَارٌ إِلَّا دِينَارًا أَرْصُدُهُ لِدَيْنٍ إِلَّا أَنْ أَقُولَ بِهِ فِي
عِبَادِ اللَّهِ هَكَذَا وَهَكَذَا قَالَ : فَحَثَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَعَنْ
يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ قَالَ : ثُمَّ مَشَيْنَا , فَقَالَ : يَا أَبَا ذَرٍّ
فَقُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَقَالَ : إِنَّ الأَكْثَرِينَ هُمُ
الأَقَلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا مَنْ قَالَ : هَكَذَا وَهَكَذَا قَالَ :
فَحَثَى بَيْنَ يَدَيْهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ
607- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ , عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : جِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ جَالِسٌ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ , فَلَمَّا رَآنِي مُقْبِلًا قَالَ : هُمُ الأَخْسَرُونَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ قَالَ : فَقُلْتُ : مَا لِي لَعَلِّي أُنْزِلَ فِيَّ شَيْءٌ . قَالَ : قُلْتُ : مَنْ هُمْ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الأَكْثَرُونَ أَمْوَالًا إِلَّا مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا قَالَ : فَحَثَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ , ثُمَّ قَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لاَ يَمُوتُ رَجُلٌ فَيَدَعُ إِبِلًا وَلاَ بَقَرًا لَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهَا، إِلَّا جَاءَتْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْظَمَ مَا كَانَتْ وَأَسْمَنَهُ، تَطَؤُهُ بِأَخْفَافِهَا ، وَتَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا، كُلَّمَا نَفَذَتْ أُخْرَاهَا عَادَتْ عَلَيْهِ أُولاَهَا، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ.
608- حَدَّثَنَا يَعْلَى , عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ,
عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الأَكْثَرُونَ هُمُ الأَقَلُّونَ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ إِلَّا مَنْ قَالَ هَكَذَا هَكَذَا.
قَالَ : فَحَثَى بَيْنَ يَدَيْهِ
609- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ , عَنِ
الأَعْمَشِ , عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ سَعْدٍ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هَلَكَ الْمُثْرُونَ . قَالُوا :
إِلَّا مَنْ قَالَ : هَلَكَ الْمُثْرُونَ قَالُوا : إِلَّا مَنْ ؟ قَالَ : هَلَكَ
الْمُثْرُونَ قَالُوا : إِلَّا مَنْ ؟ قَالَ : حَتَّى خِفْنَا أَنْ يَكُونَ قَدْ
وَجَبَتْ , فَقَالَ : إِلَّا مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا , وَقَلِيلٌ مَا هُمْ.
610- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ
إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ , عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَيُّكُمْ
مَالُ وَارِثِهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ ؟ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ
مَا مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا مَالُ وَارِثِهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ ,
مَالُكَ مَا قَدَّمْتَ , وَمَالُ وَارِثِكَ مَا أَخَّرْتَ.
611- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ , عَنِ الشَّعْبِيِّ , عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : أُهْدِيَ
لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاةٌ , فَقَالَ : قَسِّمِيَها .
قَالَتْ : فَخَرَجَ , ثُمَّ رَجَعَ , فَقَالَ : مَا فَعَلَتِ الشَّاةُ ؟ قُلْتُ :
مَا بَقِيَ مِنْهَا إِلَّا يَدٌ أَوْ رِجْلٌ . قَالَ : بَلْ بَقِيَ الَّذِي
أَعْطَيْتِ وَلَمْ يَبْقَ الَّذِي عِنْدَكِ.
612- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ هِشَامٍ
الدَّسْتُوَائِيِّ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
الشِّخِّيرِ , عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَجُلًا انْتَهَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقْرَأُ {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى
زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} [التكاثر] ثُمَّ قَالَ : لَيْسَ لَكَ مِنْ مَالِكِ إِلَّا
مَا تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ أَوْ أَكَلْتَ
فَأَفْنَيْتَ.
613- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ ,
عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قِيلَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ : تُوُفِّيَ زَيْدُ بْنُ
حَارِثَةَ الأَنْصَارِيُّ , فَقَالَ : رَحِمَهُ اللَّهُ قِيلَ لَهُ : يَا أَبَا
عَبْدِ الرَّحْمَنِ , إِنَّهُ قَدْ تَرَكَ مِائَةَ أَلْفٍ قَالَ : لَكِنْ هِيَ
لَمْ تَتْرُكْهُ.
614- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنِ الْمَسْعُودِيِّ , عَنْ
حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ سَيِّدُكُمْ يَا بَنِي سَلِمَةَ ؟ قَالُوا : الْجَدُّ
بْنُ قَيْسٍ , وَإِنَّا لَنُبَخِّلُهُ , فَقَالَ : وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى
مِنَ الْبُخْلِ ؟ بَلْ سَيِّدُكُمُ الْجَعْدُ بْنُ دِرْهَمٍ الأَبْيَضُ عَمْرُو
بْنُ الْجَمُوحِ.
615- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
صَدَقَةَ بْنِ يَسَارٍ , عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ :
ذُكِرَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةٌ مُتَعَبِّدَةٌ ,
فَقِيلَ : إِنَّهَا بَخِيلَةٌ .
قَالَ : فَمَا خَيْرُهَا إذًا.
616- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ إِسْرَائِيلَ , عَنْ جَابِرٍ ,
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : لاَ يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَكُونَ بَخِيلًا وَلاَ جَبَانًا.
617- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ
تَمِيمٍ , عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ : لَقَدْ رَأَيْتُ عَائِشَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَصَدَّقُ بِسَبْعِينَ أَلْفًا وَإِنَّهَا لَتُرَقِّعُ
جَانِبَ دِرْعِهَا.
618- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ حَجَّاجٍ ,
عَنْ عَطَاءٍ قَالَ : بَعَثَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
بِطَوْقٍ مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ جَوْهَرٌ قُوِّمَ مِائَةَ أَلْفٍ فَقَسَمَتْهُ بَيْنَ
أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
619- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ هِشَامِ بْنِ
عُرْوَةَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ , عَنْ أُمِّ ذَرَّةَ , وَكَانَتْ
تَغْشَى عَائِشَةَ قَالَتْ : بَعَثَ إِلَيْهَا ابْنُ الزُّبَيْرِ بِمَالٍ فِي
غِرَارَتَيْنِ . قَالَتْ : أُرَاهُ ثَمَانِينَ وَمِائَةَ أَلْفٍ , فَدَعَتْ
بِطَبَقٍ وَهِيَ يَوْمَئِذٍ صَائِمَةٌ , فَجَعَلَتْ تَقْسِمُهُ بَيْنَ النَّاسِ ,
فَأَمْسَتْ وَمَا عِنْدَهَا مِنْ ذَلِكَ دِرْهَمٌ , فَلَمَّا أَمْسَتْ قَالَتْ : يَا
جَارِيَةُ هَلُمِّي فِطْرِي , فَجَاءَتْهَا بِخُبْزٍ وَزَيْتٍ , فَقَالَتْ لَهَا
أُمُّ ذَرَّةَ : أَمَا اسْتَطَعْتِ مِمَّا قَسَّمْتِ الْيَوْمَ أَنْ تَشْتَرِيَ
لَنَا بِدِرْهَمٍ لَحْمًا نُفْطِرُ عَلَيْهِ ؟ قَالَتْ : لاَ تُعَنِّفِينِي لَوْ
كُنْتِ ذَكَّرْتِينِي لَفَعَلْتُ.
620- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الرُّبَيِّعَةِ قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا مَعَ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ , وَمُعْضَدٍ الْعِجْلِيِّ , وَعَمْرِو بْنِ عُتْبَةَ , فَقَالَ عُتْبَةُ بْنُ فَرْقَدٍ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ابْنَ الرُّبَيِّعَةِ أَلاَ تُعِينُنِي عَلَى ابْنِ أَخِيكَ تُعِينُنِي عَلَى مَا أَنَا فِيهِ , مِنْ عَمَلِي ؟ قَالَ : فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : يَا عَمْرُو , أَطِعْ أَبَاكَ . قَالَ : فَنَظَرَ عَمْرٌو إِلَى مِعْضَدٍ الْعِجْلِيِّ , فَقَالَ لَهُ مِعْضَدٌ : لاَ تُطِعْهُمْ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ , فَقَالَ عَمْرٌو : يَا أَبَهْ إِنَّمَا أَنَا رَجُلٌ أَعْمَلُ فِكَاكَ رَقَبَتِي , فَدَعْنِي أَعْمَلْ فِي فِكَاكَ رَقَبَتِي فَبَكَى عُتْبَةُ , ثُمَّ قَالَ : يَا بُنَيَّ , إِنِّي أُحِبُّكَ حُبَيْنِ : حُبًّا لِلَّهِ , وَحُبَّ الْوَالِدِ وَلَدَهُ . قَالَ : فَقَالَ عَمْرٌو : يَا أَبَةِ , إِنَّكَ قَدْ أَتَيْتَنِي بِمَالٍ بَلَغَ سَبْعِينَ أَلْفًا , فَإِنْ كُنْتَ سَائِلِي عَنْهُ فَهُوَ هَذَا فَخُذْهُ وَإِلَّا فَدَعْنِي فَأَمْضِيَهُ قَالَ : يَا بُنَيَّ , فَأَمْضِهِ . قَالَ : فَأَمْضَاهُ حَتَّى مَا بَقِيَ عَنْهُ دِرْهَمٌ
621- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ هِشَامٍ : مَا رُئِيَ
الْحَسَنُ يَتَصَدَّى بِدَرَاهِمَ عَدَدٍ قَطُّ , كَانَ يَخْرُجُ عَطَاؤُهُ
فَيَحْفِنُ مِنْهُ لِآلِ فُلاَنٍ وَآلِ فُلاَنٍ حَتَّى يَقُولَ لَهُ ابْنُهُ :
لَكَ عِيَالًا فَيَطْرَحُ إِلَيْهِ مَا بَقِيَ
622- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو
قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ , عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجَعِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ :
مَا فَعَلْتِ الذَّهَبَ ؟ قُلْتُ : هِيَ عِنْدِي . قَالَ : ائْتِينِي بِهَا قَالَتْ
: فَجِئْتُ بِهَا وَهِيَ بَيْنَ السَّبْعَةِ وَالْخَمْسَةِ , فَجَعَلَهَا فِي
كَفِّهِ , ثُمَّ قَالَ : مَا ظَنُّ مُحَمَّدٍ بِاللَّهِ لَوْ لَقِيَ اللَّهَ وَهَذِهِ
عِنْدَهُ , أَنْفِقِيهَا.
623- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ , عَنْ أَبِي
الزِّنَادِ , عَنِ الأَعْرَجِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ
الْعَرَضِ , وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ.
624- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنْ
مُجَاهِدٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ قَالَ : مَا مِنْ
صَبَاحٍ إِلَّا وَمَلَكَانِ مُوَكَّلاَنِ يَقُولاَنِ : يَا طَالِبَ الْخَيْرِ
أَقْبِلْ , وَيَا طَالِبَ الشَّرِّ أَقْصِرْ , وَمَلَكَانِ مُوَكَّلاَنِ
يَقُولاَنِ : سُبْحَانَ الْقُدُّوسِ , وَمَلَكَانِ مُوَكَّلاَنِ بِالصُّورِ.
625- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ مُجَاهِدٍ ,
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضَمْرَةَ , عَنْ كَعْبٍ قَالَ : مَا مِنْ صَبَاحٍ إِلَّا
وَمَلَكَانِ يُنَادِيَانِ : اللَّهُمَّ
, أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا , وَأَعْطِ مُمْسِكًا
تَلَفًا , وَمَلَكَانِ يُنَادِيَانِ :
يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ هَلُمَّ , وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ
أَقْصِرْ , وَمَلَكَانِ يُنَادِيَانِ : سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ ,
وَمَلَكَانِ مُوَكَّلاَنِ بِالصُّورِ يَنْتَظِرَانِ مَتَى يُؤْمَرَانِ
فَيَنْفُخَانِ.
626- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ مِسْعَرٍ , عَنْ أَبِي
حُصَيْنٍ قَالَ : أَصْبَحَ عِنْدَ بِلاَلٍ تَمْرٌ قَدْ ذَخَرَهُ لِلنَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : أَمِنْتَ يَا بِلاَلُ أَنْ يُصْبِحَ لَهُ بُخَارٌ فِي نَارِ جَهَنَّمَ
, أَنْفِقْ يَا بِلاَلُ وَلاَ تَخْشَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلاَلًا.
627- حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ , عَنْ أَبِي الزِّنَادِ , عَنِ
الأَعْرَجِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ : قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ابْنَ آدَمَ , أَنْفِقْ
أُنْفِقْ عَلَيْكَ.
628- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ حَمَّادِ بْنِ
سَلَمَةَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ
يَقُولُ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : مَا
يَسُرُّنِي أَنَّ لِي أُحُدًا ذَهَبًا تَأْتِي عَلَيَّ ثَالِثَةٌ وَعِنْدِي مِنْ
دِينَارٍ لَيْسَ شَيْءٌ أَرْصُدُهُ فِي دَيْنٍ عَلَيَّ.
629- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضَمْرَةَ , عَنْ كَعْبٍ قَالَ : لَيْسَ
مِنْ لَيْلَةٍ إِلَّا يُنَادِي مَلَكٌ : اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا ,
وَأَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا , وَمَلَكٌ يُنَادِي : الْمَوْتَ الْمَوْتَ.
630- حَدَّثَنَا يَعْلَى , عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ,
عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ فِي السَّمَاءِ مَلَكَيْنِ مَالَهُمَا عَمَلٌ
إِلَّا يَقُولُ أَحَدُهُمَا : اللَّهُمَّ , أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا , وَيَقُولُ
الْآخَرُ : اللَّهُمَّ , ابْغِ مُمْسِكًا تَلَفًا.
631- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي
عَرُوبَةَ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ , عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ
: مَاتَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ فَوَجَدُوا فِي مِئْزَرِهِ دِينَارًا ,
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَيَّةٌ , وَمَاتَ رَجُلٌ
آخَرُ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ فَوَجَدُوا فِي مِئْزَرِهِ دِينَارَيْنِ , فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَيَّتَانِ.
632- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ , عَنْ جَابِرٍ قَالَ : مَا سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا قَطُّ , فَقَالَ : لاَ.
بَابُ
الطَّعَامِ فِي اللَّهِ.
633- حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ , عَنْ لَيْثٍ ,
عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ}
[الإنسان] قَالَ : وَهُمْ يَشْتَهُونَهُ.
634- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ هِشَامِ بْنِ
حَسَّانَ , عَنْ سَعِيدٍ الْعَلَّافِ , عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : إِنَّ مُوجِبَاتِ
الْمَغْفِرَةِ إِطْعَامُ الْمُسْلِمِ السَّغْبَانِ.
635- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ
سُلَيْمٍ الْعَنْبَرِيُّ , عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ
قَالَ : اشْتَكَى ابْنُ عُمَرَ فَاشْتَهَى حُوتًا فَصُنِعَ لَهُ , فَلَمَّا وُضِعَ
بَيْنَ يَدَيْهِ جَاءَ سَائِلٌ , فَقَالَ : أَعْطُوهُ الْحُوتَ , فَقَالَتِ
امْرَأَتُهُ : نُعْطِيَهُ دِرْهَمًا فَهُوَ أَنْفَعُ لَهُ مِنْ هَذَا ,
وَاقْضِ أَنْتَ شَهْوَتَكَ مِنْهُ , فَقَالَ : شَهْوَتِي مَا أُرِيدُ.
636- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ مُنْذِرٍ
الثَّوْرِيِّ , عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ أَنَّهُ قَالَ لِأَهْلِهِ :
اصْنَعُوا لِي خَبِيصًا فَصُنِعَ لَهُ فَدَعَا رَجُلًا بِهِ خَبْلٌ فَجَعَلَ
يُلْقِمُهُ وَلُعَابُهُ يَسِيلُ , فَلَمَّا ذَهَبَ قَالَ أَهْلُهُ : تَكَلَّفْنَا
وَصَنَعْنَا , وَمَا يَدْرِي هَذَا مَا أَكَلَ قَالَ الرَّبِيعُ : لَكِنَّ اللَّهَ
يَدْرِي.
637- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
سُرِّيَّةِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ قَالَتْ : كَانَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ
تُعْجِبُهُ الْحَلْوَى , فَيَقُولُ
: اصْنَعُوا لَنَا طَعَامًا فَيُصْنَعُ لَهُ طَعَامٌ
كَثِيرٌ فَيَدْعُو فَرُّوخَ وَفُلاَنًا فَيُطْعِمُهُمُ الرَّبِيعُ بِيَدِهِ
وَيَسْقِيهِمْ وَيَشْرَبُ هُوَ فَضْلَ شَرَابِهِمْ , فَيُقَالُ : مَا يَدْرِيَانِ
هَذَانِ مَا تُطْعِمُهُمَا , فَيَقُولُ : لَكِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَدْرِي.
638- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ عَجْلاَنَ , عَنْ نُسَيْرِ بْنِ ذُعْلُوقٍ قَالَ : كَانَ
الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ إِذَا جَاءَهُ السَّائِلُ قَالَ : أَطْعِمُوهُ السُّكَّرَ فَإِنَّ
الرَّبِيعَ يُحِبُّ السُّكَّرَ.
639- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ جُوَيْبِرٍ , عَنِ
الضَّحَّاكِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
أَضِفْ مَنْ تُحِبَّ فِي اللَّهِ بِصَفْوَةِ الطَّعَامِ.
640- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ : كَانَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَصْنَعُ الطَّعَامَ لِأَصْحَابِهِ , ثُمَّ يَقُومُ عَلَيْهِمْ , ثُمَّ يَقُولُ :
هَكَذَا فَاصْنَعُوا بِالْقُرَّاءِ.
641- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ : كَانَ الرَّبِيعُ يَصْنَعُ الْخَبِيصَ ثُمَّ يُخْرِجُهُ
إِلَيْنَا , فَيَقُولُ : كُلُوا فَوَاللَّهِ مَا صَنَعْتُهُ إِلَّا مِنْ
أَجْلِكُمْ.
642- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ بَعْضِ
أَصْحَابِهِ , عَنْ عَلِيٍّ قَالَ : لَأَنْ أَدْعُوَ عَشَرَةً مِنْ أَصْحَابِي
فَأُطْعِمَهُمْ طَعَامًا أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَخْرُجَ إِلَى سُوقِكُمْ هَذَا
فَأَشْتَرِيَ رَقَبَةً فَأُعْتِقَهَا.
643- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنِ الْحَجَّاجِ
بْنِ فُرَافِصَةَ قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو الْعَلاَءِ , عَنْ بُدَيْلٍ قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَأَنْ أُطْعِمَ أَخًا لِي فِي
اللَّهِ مُسْلِمًا لُقْمَةً أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَصَدَّقَ بِدِرْهَمٍ ,
وَلَأَنْ أُعْطِيَ أَخًا لِي فِي اللَّهِ مُسْلِمًا دِرْهَمًا أَحَبُّ إِلَيَّ
مِنْ أَنْ أَتَصَدَّقَ بِعَشَرَةٍ , وَلَأَنْ أُعْطِيَهُ عَشَرَةً أَحَبُّ إِلَيَّ
مِنْ أَنْ أُعْتِقَ رَقَبَةً.
644- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ خَالِدِ بْنِ دِينَارٍ
قَالَ : دَخَلْنَا عَلَى ابْنِ سِيرِينَ , فَقَالَ : مَا أَدْرِي مَا أُطْعِمُكُمْ
لَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ إِلَّا وَفِي بَيْتِهِ كَذَا وَكَذَا , ثُمَّ أَخْرَجَ
إِلَيْنَا شَهْدَةً.
645- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ بَدْرِ بْنِ
خَلِيلٍ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى حَبَّةَ
الْعُرَنِيِّ فَقَدَّمَ إِلَيَّ طَبَقًا عَلَيْهِ تَمْرٌ دَقَلٌ وَرُطَبَةٌ ,
فَقَالَ : كُلْ فَلَوْ كَانَ فِي الْبَيْتِ شَيْءٌ هُوَ أَطْيَبُ مِنْ هَذَا
أَطْعَمْتُكَ فَإِنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يَقُولُ : إِذَا
دَخَلَ عَلَيْكَ أَخُوكُ الْمُسْلِمُ فَأَطْعِمْهُ مِنْ أَطْيَبِ مَا فِي بَيْتِكَ
, وَإِنْ كَانَ صَائِمًا فَادَّهِنْهُ.
646- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي
حُسَيْنٍ الْمَكِّيِّ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُكَنْدِرِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ
يُمْكِنُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ إِطْعَامُ الطَّعَامِ , وَأَطْيَبُ الْكَلاَمِ يَا
بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ : أَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَأَطِيبُوا الْكَلاَمَ.
647- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو ,
عَنْ عَطَاءٍ قَالَ : أَحَبُّ الطَّعَامِ إِلَى اللَّهِ مَا كَثُرَتْ عَلَيْهِ
الأَيْدِي.
648- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو ,
عَنْ عَطَاءٍ قَالَ : كَانَ إِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ
عَلَيْهِ وَالسَّلاَمُ لاَ يَتَغَدَّى وَحْدَهُ حَتَّى يَطْلُبَ مَنْ يَتَغَدَّى
مَعَهُ مِيلًا فِي مِيلٍ.
649- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ , عَنْ جُوَيْبِرٍ ,
عَنِ الضَّحَّاكِ قَالَ : مَا تَقَرَّبَ الْعِبَادُ إِلَى اللَّهِ بِشَيْءٍ بَعْدَ
الْفَرَائِضِ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ إِطْعَامِ مِسْكِينٍ.
650- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ أَبِيهِ
, عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ : كَانَ إِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَمَّى أَبَا الضِّيفَانِ.
651- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ , عَنْ
أَبِيهِ , عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ يُقَالُ لَهُ : عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ
سِيدَانَ , عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّهُ قَالَ : فِي الْمَالِ ثَلاَثَةُ شُرَكَاءَ :
الْقَدَرُ لاَ يَسْتَأْمُرُكَ أَنْ يَذْهَبَ بِخَيْرِهَا أَوْ شَرِّهَا مِنْ
هَلاَكٍ أَوْ مَوْتٍ , وَالْوَارِثُ يَنْتَظِرُ أَنْ تَضَعَ رَأْسَكَ ثُمَّ
يَسْتَاقَهَا وَأَنْتَ ذَمِيمٌ , وَأَنْتَ الثَّالِثُ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لاَ
تَكُونَ أَعْجَزَ الثَّلاَثَةِ فَلاَ تَكُونَنَّ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ
وَتَعَالَى يَقُولُ : {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}
[آل عمران] وَإِنَّ هَذَا الْجَمَلَ مِمَّا كُنْتُ أُحِبُّ مِنْ مَالِي
فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُقَدِّمَهُ لِنَفْسِي.
652- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ
مَسْرُوقٍ , عَنْ مُنْذِرٍ , عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : قِلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ فَرَأَى رَاعِيًا مَعَهُ
غَنَمٌ لَهُ , فَقَالَ : يَا رَاعِيَ الْغَنَمِ , أَمَعَكَ لَبَنٌ تَسْقِينَا ؟
قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : فَلَعَلَّكَ إِنَّمَا تَسْقِينَا مِنْ مَهَانَتِنَا ؟
قَالَ : لاَ , وَلَكِنَّهَا جُعِلَتْ لِذَلِكَ فَسَقَاهُمْ , ثُمَّ أَدْبَرَ
بِغَنَمِهِ فَأَتْبَعَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَصَرَهُ
حَتَّى رُبْتُ أَنَّهُ أُوحِيَ إِلَيْهِ , ثُمَّ قَالَ : نِعْمَ الْمَالُ لِمَنْ
أَدَّى حَقَّهُ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَفِيهَا حَقٌّ ؟ قَالَ :
نَعَمْ , مَنْ أَعْطَاهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ , وَمَنْ مَنَعَهُ دَخَلَ النَّارَ .
قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , وَمَا حَقُّهَا ؟ قَالَ : فِي نَسْلِهَا
وَرِسْلِهَا.
653- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الرَّازِيُّ , عَنْ أَبِي سِنَانٍ , عَنْ
حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ : جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ ,
فَقَالَ : إِنَّ لِي إِبِلًا , فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : احْمِلْ عَلَى نَجِيبِهَا , وَانْحَرْ سَمِينَهَا
, وَاحْلِبْ يَوْمَ عَطَنِهَا وَادْخُلِ الْجَنَّةَ بِسَلاَمٍ.
654- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ
مَسْرُوقٍ , عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ : قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ
لِأَعْرَابِيٍّ : احْمِلْ عَلَى النَّجِيبَةِ , وَانْحَرِ السَّمِينَةَ ,
وَاحْلِبْ فِي الْعَطَنِ , وَادْخُلِ الْجَنَّةَ بِسَلاَمٍ.
655- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ , عَنْ فِطْرٍ ,
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ كُدَيْرٍ الضَّبِّيِّ قَالَ : جَاءَ أَعْرَابِيٌّ
إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ : يَا رَسُولَ
اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ ؟ قَالَ : تَقُولُ الْعَدْلَ وَتُؤْتِي الْفَضْلَ .
قَالَ : لاَ أُطِيقُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : فَتُطْعِمُ الطَّعَامَ ,
وَتُفْشِي السَّلاَمَ قَالَ : وَهَذِهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لاَ أُطِيقُهَا . قَالَ
: فَهَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : فَانْظُرْ بَعِيرًا فِيهَا ,
وَسِقَاءً , وَانْظُرْ أَهْلَ بَيْتٍ لاَ يَشْرَبُونَ الْمَاءَ إِلَّا غِبًّا
فَاسْقِهِمْ فَإِنَّهُ بِالْحَرِيِّ أَنْ لاَ يَهْلِكَ بَعِيرُكَ وَلاَ يَنْخَرِقَ
سِقَاؤُكَ حَتَّى يُدْخِلَكَ اللَّهُ الْجَنَّةَ فَرَضِيَ
بَابُ
الْكِسْوَةِ فِي اللَّهِ
656- حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ , عَنْ يَحْيَى بْنِ
أَيُّوبَ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ , عَنِ
الْقَاسِمِ , عَنْ أَبِي أُمَامَةَ , أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ دَعَا بِثِيَابٍ لَهُ جُدُدٍ فَلَبِسَهَا فَلاَ أَحْسَبُهَا بَلَغَتْ
تَرَاقِيَهُ حَتَّى قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَسَانِي مَا أُوَارِي بِهِ
عَوْرَتِي وَأَتَجَمَّلُ بِهِ فِي حَيَاتِي , ثُمَّ قَالَ : أَتَدْرُونَ لِمَ قُلْتُ هَذَا ؟
رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا بِثِيَابٍ لَهُ
جُدُدٍ فَلاَ أَحْسَبُهَا بَلَغَتْ تَرَاقِيَهُ حَتَّى قَالَ مِثْلَمَا قُلْتُ ,
ثُمَّ قَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَصْنَعُ مِثْلَ
الَّذِي صَنَعْتُ , ثُمَّ يَعْمِدُ إِلَى سَمَلٍ مِنْ أَخْلاَقِهِ الَّتِي وَضَعَ
مِنْ كِسْوَتِهِ فَيَكْسُوهُ إِنْسَانًا مِسْكِينًا لاَ يَكْسُوهُ إِلَّا لِلَّهِ
عَزَّ وَجَلَّ كَانَ فِي جِوَارِ اللَّهِ وَفِي ضَمَانِ اللَّهِ وَفِي حِرْزِ
اللَّهِ حَيًّا وَمَيِّتًا حَيًّا وَمَيِّتًا مَا بَقِيَ مِنْهُ سِلْكٌ.
657- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ , عَنْ مُطَّرِحِ بْنِ يَزِيدَ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ , عَنِ الْقَاسِمِ , عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ : بَيْنَمَا عُمَرُ جَالِسٌ فِي أَصْحَابِهِ إِذْ أَتَى بِقَمِيصٍ لَهُ كَرَابِيسُ فَلَبِسَهُ فَمَا جَاوَزَ بِتَرَاقِيهِ حَتَّى قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَسَانِي مَا أُوَارِي بِهِ عَوْرَتِي وَأَتَجَمَّلُ بِهِ فِي حَيَاتِي , ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الْقَوْمِ , فَقَالَ : هَلْ تَدْرُونَ لِمَ قُلْتُ هَؤُلاَءِ الْكَلِمَاتِ ؟ قَالُوا : لاَ إِلَّا أَنْ تُخْبِرَنَا قَالَ : فَإِنِّي شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ أُتِيَ بِثِيَابٍ لَهُ جُدُدٍ فَلَبِسَهَا , ثُمَّ قَالَ كَمَا ذَكَرْتُ لَكُمْ , ثُمَّ قَالَ : وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ كَسَاهُ اللَّهُ ثِيَابًا جُدُدًا فَعَمَدَ إِلَى سَمَلٍ مِنْ أَخْلاَقِ ثِيَابِهِ , فَكَسَاهَا عَبْدًا مُسْلِمًا لاَ يَكْسُوهُ إِلَّا كَانَ فِي حِرْزِ اللَّهِ وَفِي جِوَارِ اللَّهِ وَفِي ضَمَانِ اللَّهِ مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنْهَا سِلْكٌ حَيًّا وَمَيِّتًا حَيًّا وَمَيِّتًا . قَالَ : ثُمَّ مَدَّ عُمَرُ كُمَّ قَمِيصِهِ فَأَبْصَرَ فِيهِ فَضْلًا عَنْ أَصَابِعِهِ , فَقَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ : أَيْ بُنَيَّ , هَاتِ الشَّفْرَةَ أَوِ الْمُدْيَةَ , فَقَامَ فَجَاءَ بِهَا فَمَدَّ كُمَّ قَمِيصِهِ عَلَى يَدِهِ , فَنَظَرَ مَا فَضَلَ عَنْ أَصَابِعِهِ فَقَدَّهُ . , فَقَالَ أَبُو أُمَامَةَ : قُلْنَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , أَلاَ نَأْتِي بِخَيَّاطِ يَكُفُّ هُدْبَهُ ؟ قَالَ : لاَ . قَالَ أَبُو أُمَامَةَ : فَلَقَدْ رَأَيْتُ عُمَرَ بَعْدَ ذَلِكَ وَإِنَّ هُدْبَ الْقَمِيصِ لَمُنْتَشِرٌ عَلَى أَصَابِعِهِ مَا يَكُفُّهُ
658- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ,
عَنْ سَعْدٍ الطَّائِيِّ قَالَ : أُخْبِرْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لَيْسَ مِنْ مُؤْمِنٍ يَكْسُو مُؤْمِنًا عَارِيًا
إِلَّا كَسَاهُ اللَّهُ مِنْ خَضِرِ الْجَنَّةِ , وَلَيْسَ مِنْ مُؤْمِنٍ يُطْعِمُ
مُؤْمِنًا جَائِعًا إِلَّا أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ , وَلَيْسَ
مِنْ مُؤْمِنٍ يَسْقِي مُؤْمِنًا عَلَى ظَمَأٍ إِلَّا سَقَاهُ اللَّهُ مِنَ
الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ.
659- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
قَالَ : رُئِيَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ قِبَاءٌ، فَقِيلَ لَهُ : مِنْ أَيْنَ لَكَ
هَذَا ؟ قَالَ : كَسَانِيهُ خَيْثَمَةُ.
بَابُ
التَّفَرُّغِ لِلْعِبَادَةِ.
660- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ : قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ : كُنْتُ تَاجِرًا قَبْلَ أَنْ
يُبْعَثَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَلَمَّا بُعِثَ
مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَاوَلْتُ التِّجَارَةَ وَالْعِبَادَةَ
فَلَمْ تَجْتَمِعَا , فَاخْتَرْتُ الْعِبَادَةَ وَتَرَكْتُ التِّجَارَةَ.
661- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ
خَيْثَمَةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ مِثْلَهُ
662- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ
مِغْوَلٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي أَسَدٍ قَالَ : كَانَ يُقَالُ : مَثَلُ الَّذِي
يُرِيدُ أَنْ تَجْتَمِعَ لَهُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ كَمَثَلِ عَبْدٍ لَهُ
رَبَّانِ لاَ يَدْرِي أَيَّهُمَا يُرْضِي.
663- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : إِنَّهُ مَنِ اجْتَهَدَ لِلدُّنْيَا
أَضَرَّ بِالْآخِرَةِ , وَمَنِ اجْتَهَدَ لِلْآخِرَةِ أَضَرَّ بِالدُّنْيَا.
664- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : مَنْ طَلَبَ الْآخِرَةَ
أَضَرَّ بِالدُّنْيَا , وَمَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا أَضَرَّ بِالْآخِرَةِ
فَأَضِرُّوا بِالْفَانِي لِلْبَاقِي.
665- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ
شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ قَالَ : يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : يَا ابْنَ
آدَمَ , تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلَأْ قَلْبَكَ غِنًى وَأَسُدَّ فَاقَتَكَ , فَإِنْ لَمْ
تَفْعَلْ مَلَأْتُ قَلْبَكَ شُغْلًا وَلَمْ أَسُدَّ فَاقَتَكَ.
666- حَدَّثَنَا أَبُو زُبَيْدٍ، أَرَاهُ عَنِ
الْعَلاَءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ : فِي التَّوْرَاةِ
مَكْتُوبٌ : يَا ابْنَ آدَمَ , تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلَأْ قَلْبَكَ غِنًى
وَأَسُدَّ فَقْرَكَ , وَإِلَّا تَفْعَلْ أَمْلَأْ قَلْبَكَ شُغْلًا وَلاَ أَسُدَّ
فَقْرَكَ.
667- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ
بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا كَانَ هَمُّهُ الدُّنْيَا وَسَدَمَهُ أَفْشَى
اللَّهُ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ , وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ , وَلَمْ يُصْبِحْ إِلَّا
فَقِيرًا , وَلَمْ يُمْسِ إِلَّا فَقِيرًا، إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا كَانَتِ
الْآخِرَةُ هَمَّهُ وَسَدَمَهُ جَمَعَ اللَّهُ لَهُ ضَيْعَتَهُ , وَجَعَلَ غِنَاهُ
فِي قَلْبِهِ وَلاَ يُصْبِحُ إِلَّا غَنِيًّا , وَلاَ يُمْسِي إِلَّا غَنِيًّا.
668- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْعُمَرِيِّ، عَنْ عَبْدِ
الْوَهَّابِ بْنِ بُخْتٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ الْمُحَارِبِيِّ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ كَانَ هَمُّهُ
هَمًّا وَاحِدًا كَفَاهُ اللَّهُ هَمَّهُ، وَمَنْ كَانَ هَمُّهُ بِكُلِّ وَادٍ
لَمْ يُبَالِ اللَّهُ بِأَيِّهَا هَلَكَ.
669- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ
صُبَيْحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ كَانَتِ الْآخِرَةُ
هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَجَمَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ
شَمْلَهُ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ ، وَمَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا
هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ
وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قَدَّرَ لَهُ.
670- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ،
عَنِ الْهُزَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : مَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ
أَضَرَّ بِالدُّنْيَا، وَمَنْ أَرَادَ الدُّنْيَا أَضَرَّ بِالْآخِرَةِ، يَا
قَوْمِ , فَأَضِرُّوا بِالْفَانِي لِلْبَاقِي إِنَّكُمْ فِي زَمَانٍ كَثِيرٌ عُلَمَاؤُهُ،
قَلِيلٌ خُطَبَاؤُهُ، كَثِيرٌ مُعْطُوهُ، قَلِيلٌ سُؤَّالُهُ، الصَّلَوَاتُ فِيهِ
طَوِيلَةٌ، وَالْخُطْبَةُ فِيهِ قَصِيرَةٌ، وَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ زَمَانًا
كَثِيرٌ خُطَبَاؤُهُ، قَلِيلٌ عُلَمَاؤُهُ، كَثِيرٌ سُؤّالُهُ، قَلِيلٌ مُعْطُوهُ،
الصَّلاَةُ فِيهِ قَصِيرَةٌ، وَالْخُطْبَةُ فِيهِ طَوِيلَةٌ , فَأَطِيلُوا
الصَّلاَةَ، وَأَقْصِرُوا الْخُطَبَ، إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا
671- حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلاَلِ
بْنِ يَسَافٍ قَالَ : كَانَ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ إِذَا بَلَغَ أَرْبَعِينَ
سَنَةً تَفَرَّغَ لِلْعِبَادَةِ
672- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ
خَالِدٍ الْحَذَّاءِ قَالَ : قِيلَ لِمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ : كَيْفَ ابْنُكَ
لَكَ ؟ قَالَ : نِعْمَ الِابْنُ ؛ كَفَانِي أَمْرَ دُنْيَايَ، وَفَرَّغَنِي
لِآخِرَتِي
673- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ
أَبِي هِنْدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : : نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ
مِنَ النَّاسِ : الْفَرَاغُ، وَالصِّحَّةُ.
674- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ أَنَّ
رَجُلًا أَعْطَاهُ مَالًا يَخْرُجُ بِهِ إِلَى مَاهَ يَشْتَرِي بِهِ زَعْفَرَانًا
قَالَ : فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ فَقَالَ : مَا كَانُوا يَطْلُبُونَ
الدُّنْيَا هَذَا الطَّلَبَ.
675- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ،
عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ : قَالَ سَلْمَانُ : لاَ تَكُنْ أَوَّلَ أَهْلِهَا
دُخُولًا وَلاَ آخِرَهُمْ مِنْهَا خُرُوجًا ؛ فَإِنَّهَا حَيْثُ بَاضَ
الشَّيْطَانُ وَفَرَّخَ يَعْنِي السُّوقَ
676- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : إِنِّي لَأَمْقُتُ
الرَّجُلَ أَرَاهُ فَارِغًا لَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنْ عَمَلِ الدُّنْيَا وَلاَ
عَمَلِ الْآخِرَةِ
677- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ : سَمِعْتُهُمْ
يَذْكُرُونَ عَنْ شُرَيْحٍ أَنَّهُ رَأَى جِيرَانًا لَهُ يَجُولُونَ , فَقَالَ
لَهُمْ : مَا لَكُمْ تَجُولُونَ ؟، فَقَالُوا : فَرَغْنَا الْيَوْمَ، فَقَالَ
لَهُمْ شُرَيْحٌ : وَبِهَذَا أُمِرَ الْفَارِغُ ؟.
678- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ
مَكْحُولٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
مَنْ أَخْلَصَ لِلَّهِ الْعِبَادَةَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ظَهَرَتْ يَنَابِيعُ
الْحِكْمَةِ مِنْ قَلْبِهِ عَلَى لِسَانِهِ.
679- حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ
بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ بَابًا وَبَابُ
الْعِبَادَةِ الصِّيَامُ.
680- حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ حَيْوَةَ بْنِ
شُرَيْحٍ، عَنْ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَيْسَ فِي الصَّوْمِ رِيَاءٌ.
681- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمِ
بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : إِنَّكُمْ
مَعَاشِرَ الأَعَاجِمِ وَلَّاكُمُ اللَّهُ أَمْرَيْنِ بِهِمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ
قَبْلَكُمْ مِنَ الْقُرُونِ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ.
682- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ :
كَانَ عَبْدُ اللَّهِ فِي بَيْتِ الْمَالِ يُعْطِي النَّاسَ أُعْطِيَاتِهِمْ،
فَجَاءَ رَجُلٌ عَطَاؤُهُ أَلْفَانِ , فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : إِنَّ عَادًا
أُهْلِكَتْ بِكَذَا وَكَذَا , وَإِنَّ ثَمُودًا أُهْلِكَتْ بِكَذَا وَكَذَا، إِنَّ
هَلاَكَكُمْ أَنْتُمْ فِي هَذَا يَعْنِي الْمَالَ , ثُمَّ وَزَنَ لَهُ عَطَاءَهُ.
683- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا
الأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ : إِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ
كَانَ قَبْلَكُمْ هَذَا الدِّينَارُ وَهَذَا الدِّرْهَمُ وَهُمَا مُهْلِكَاكُمْ.
بَابُ
الزُّهْدِ فِي الطَّعَامِ
684- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ , عَنْ عُمَرَ قَالَ :
قَدِمَ عَلَيْهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ فِيهِمْ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ فَأَتَاهُمْ بِجَفْنَةٍ قَدْ صُنِعَتْ بِخُبْزٍ وَزَيْتٍ , فَقَالَ لَهُمْ
عُمَرُ : خُذُوا فَأَخَذُوا أَخْذًا ضَعِيفًا، فَقَالَ لَهُمْ عُمَرُ : قَدْ أَرَى
مَا تَقْرِمُونَ فَأَيْشِ تُرِيدُونَ أَحُلْوًا أَوْ حَامِضًا أَوْ حَارًّا أَوْ
بَارِدًا , ثُمَّ قَذْفًا فِي الْبُطُونِ.
685- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ
إِذَا دُعِيَ إِلَى طَعَامٍ فَكَانُوا إِذَا جَاءُوا بِلَوْنٍ خَلَطَهُ إِلَى
صَاحِبِهِ.
686- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ،
عَنْ أَبِي وَائِلٍ أَنَّ عُمَرَ أُتِيَ بِطَعَامٍ , فَقَالَ : ائْتُونِي
بِلَوْنٍ وَاحِدٍ
687- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ
مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : قَالَتْ حَفْصَةُ لِأَبِيهَا : إِنَّ اللَّهَ قَدْ
أَوْسَعَ الرِّزْقَ فَلَوْ أَكَلْتَ طَعَامًا أَطْيَبَ مِنْ طَعَامِكَ ,
وَلَبِسَتْ لِبَاسًا أَلْيَنَ مِنْ لِبَاسِكَ، فَقَالَ : أَنَا أُخَاصِمُكِ إِلَى
نَفْسِكِ , أَلَمْ يَكُنْ مِنْ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ كَذَا وَكَذَا ؟ يَقُولُ مِرَارًا، قَالَ : فَبَكَتْ، قَدْ أَخْبَرْتُكِ
وَاللَّهِ لَأُشَارِكَنَّهُمَا فِي عَيْشِهِمَا الشَّدِيدِ لَعَلِّي أُصِيبُ
عَيْشَهُمَا الرَّخِيَّ
688- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ
بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : قَالُوا لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :
لَوِ اتَّخَذْتَ طَعَامًا هُوَ أَطْيَبُ مِنْ طَعَامِكَ هَذَا فَقَدْ وَسَّعَ
اللَّهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ , فَقَالَ : أَتُعَلِّمُونِي بِالْعَيْشِ ,
وَاللَّهِ لَوْ شِئْتُ لاَتَّخَذْتُ كَرَاكِرَ وَأَسْنِمَةً وَصِلاَءً وَصِنَابًا
وَثُرُبًا وَلَكِنَّ أَقْوَامًا تَعَجَّلُوا طَيِّبَاتِهُمْ فِي حَيَاتِهِمُ الدُّنْيَا.
قَالَ هَنَّادٌ : وَالصِّنَابُ يَعْنِي الْخَرْدَلَ،
وَثُرُبًا يَعْنِي الرِّقَاقَ وَلَيْسَ هُوَ فِي السَّمَاعِ.
689- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ،
عَنْ يَسَارِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ : وَاللَّهِ مَا نَخَلْتُ لِعُمَرَ الدَّقِيقَ
إِلَّا وَأَنَا لِلَّهِ عَاصٍ.
690- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عُمَرَ قَالَ : إِنَّهُ لاَ أَجِدُهُ يَحِلُّ
لِي أَكْلُ مَالِكُمْ إِلَّا عَمَّا كُنْتُ آكِلًا مِنْ صُلْبِ مَالِي : الْخُبْزُ
وَالزَّيْتُ , وَالْخُبْزُ وَالسَّمْنُ . قَالَ : فَكَانَ رُبَّمَا أُتِيَ
بِالْقَصْعَةِ قَدْ جُعِلَتْ بِزَيْتٍ وَمَا يَلِيهِ بِسَمْنٍ , فَيَعْتَذِرُ ,
فَيَقُولُ : إِنِّي رَجُلٌ عَرَبِيُّ , وَلَسْتُ أَسْتِمْرِئُ هَذَا الزَّيْتَ.
691- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ شِمْرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ قَالَ : قَالَ ابْنُ عُمَرَ : يَا
غُلاَمُ , أَنْضِجِ الْعَصِيدَةَ تُذْهِبْ حَرَارَةَ الزَّيْتِ ؛ فَإِنَّ
أَقْوَامًا تَعَجَّلُوا طَيِّبَاتِهُمْ فِي حَيَاتِهِمُ الدُّنْيَا.
692- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ
رُوَيْمٍ اللَّخْمِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : خِيَارُ أُمَّتِي الَّذِي إِذَا أَحْسَنُوا اسْتَبْشَرُوا وَإِذَا
أَسَاءُوا اسْتَغْفِرُوا، وَخِيَارُ أُمَّتِي الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنْ لاَ
إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، وَشِرَارُ أُمَّتِي الَّذِينَ
وُلِدُوا فِي النَّعِيمِ وَغُذُّوا بِهِ وَإِنَّمَا هِمَّتُهُمْ أَلْوَانُ
الطَّعَامِ وَالثِّيَابِ وَيَتَشَدَّقُونَ فِي الْكَلاَمِ.
693- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ
عَتِيقٍ قَالَ : أَتَيْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ بِقَدَحٍ فِيهِ عَسَلٌ فَشَرِبَهُ
, ثُمَّ قَالَ : وَاللَّهِ لَأُسْأَلَنَّ عَنْ هَذَا، قُلْتُ لِمَهْ ؟ قَالَ :
إِنِّي شَرِبَتُهُ وَاسْتَلْذَذْتُ بِهِ.
694- حَدَّثَنَا حَفْصٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى
يَرْفَعْهُ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ : {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ
النَّعِيمِ} [التكاثر] قَالَ : الأَمْنُ وَالصِّحَّةُ.
695- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، حَدَّثَنَا عُتْبَةُ بْنُ فَرْقَدٍ قَالَ : قَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِسِلاَلِ خَبِيصِ عِظَامٍ مَا أَلْوَانُ أَحْسَنُ وَأَجْيَدُ فَقَالَ : مَا هَذِهِ ؟، فَقُلْتُ : طَعَامٌ أَتَيْتُكَ بِهِ لِأَنَّكَ رَجُلٌ تَقْضِي مِنْ حَاجَاتِ النَّاسِ أَوَّلَ النَّهَارِ فَأَحْبَبْتُ إِذَا رَجَعْتَ أَنْ تَرْجِعَ إِلَى طَعَامٍ فَتُصِيبَ مِنْهُ فَقَوَّاكَ , فَكَشَفَ عَنْ سَلَّةٍ مِنْهَا , فَقَالَ : عَزَمْتُ عَلَيْكَ يَا عُتْبَةُ , إِذَا رَجَعْتَ إِلَّا رَزَقْتَ كُلَّ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِثْلَ السَّلَّةِ، فَقُلْتُ : وَالَّذِي يُصْلِحُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , لَوْ أَنْفَقَتَ مَالَ قَيْسٍ كُلَّهَا مَا وَسِعَ ذَلِكَ . قَالَ : فَلاَ حَاجَةَ لِي فِيهِ , ثُمَّ دَعَا بِقَصْعَةٍ مِنْ ثَرِيدٍ ، خُبْزًا خَشِنًا وَلَحْمًا غَلِيظًا وَهُوَ يَأْكُلُ مَعِي أَكْلًا شَهِيًّا , فَجَعَلْتُ أَهْوِي إِلَى الْبَضْعَةِ الْبَيْضَاءِ أَحْسَبُهَا سَنَامًا فَإِذَا هِيَ عَصَبَةٌ وَالْبَضْعَةِ مِنَ اللَّحْمِ أَمْضُغُهَا فَلاَ أُسِيغُهَا فَإِذَا هُوَ غَفَلَ عَنِّي جَعَلْتُهَا بَيْنَ الْخِوَانِ وَالْقَصْعَةِ , ثُمَّ دَعَا بِعُسٍّ مِنْ نَبِيذٍ قَدْ كَادَ يَكُونُ خَلًّا , فَقَالَ : اشْرَبْ , فَأَخَذْتُهُ , وَمَا أَكَادُ أَنْ أُسِيغَهَ , ثُمَّ أَخَذَهُ فَشَرِبَ , ثُمَّ قَالَ : أَتَسْمَعُ يَا عُتْبَةُ إنَّا نَنْحَرُ كُلَّ يَوْمٍ جَزُورًا , فَأَمَّا وَدَكُهَا وَأَطْيَابُهَا فَلِمَنْ حَضَرَنَا مِنْ آفَاقِ الْمُسْلِمِينَ، وَأَمَّا عُنُقُهَا فَلِآلِ عُمَرَ يَأْكُلُ هَذَا اللَّحْمَ الْغَلِيظَ وَيَشْرَبُ هَذَا النَّبِيذَ الشَّدِيدَ يَقْطَعُهُ فِي بُطُونِنَا أَنْ يُؤْذِينَا.
696- حَدَّثَنَا يَعْلَى قَالَ : حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ عَامِرٍ
قَالَ : بَلَغَنِي أَنْ تَمْرَ عَجْوَةٍ أَحَدُ الزَّوْجَيْنِ اللَّذَيْنِ
أُخْرِجَا مِنَ الْجَنَّةِ وَالْآخَرُ الْفَحْلُ الَّذِي يُلَقَّحُ بِهِ النَّخْلُ.
697- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِمٍ
الأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ : لَمَّا قَدِمَ عُتْبَةُ بْنُ فَرْقَدٍ
أَذْرَبَيْجَانَ أُتِيَ بِخَبِيصٍ
, فَلَمَّا أَكَلَهُ وَجَدَ شَيْئًا حُلْوًا طَيِّبًا ,
فَقَالَ : وَاللَّهِ , لَوْ صَنَعْتُ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ هَذَا،
فَأَمَرَ فَجَعَلَ لَهُ سَفَطَيْنِ عَظِيمَيْنِ , ثُمَّ حَمَلَهُمَا عَلَى بَعِيرٍ
مَعَ رَجُلَيْنِ فَسَرَّحَ بِهِمَا إِلَى عُمَرَ , فَلَمَّا قَدِمَا عَلَيْهِ
فَتَحَهُمَا , فَقَالَ : أَيُّ شَيْءٍ هَذَا ؟ قَالُوا : خَبِيصٌ فَذَاقَهُ
فَإِذَا هُوَ شَيْءٌ حُلْوٌ , فَقَالَ لِلرَّسُولِ : أَكُلُّ الْمُسْلِمِينَ
شَبِعَ مِنْ هَذَا فِي رَحْلِهِ قَالَ
: لاَ.
قَالَ : أَمَا لاَ , فَارْدُدْهُمَا، ثُمَّ كَتَبَ
إِلَيْهِ أَمَّا بَعْدُ , فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ كَدِّ أَبِيكَ , وَلاَ مِنْ كَدِّ
أُمِّكَ ؛ أَشْبِعِ الْمُسْلِمِينَ مِمَّا تَشْبَعُ مِنْهُ فِي رَحْلِكَ.
698- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ
الْمُلاَئِيِّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنَّ عَلِيًّا أُتِيَ بِفَالُوذَجٍ فَلَمْ
يَأْكُلْ.
699- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَخْبَرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللَّهَ وَجْهَهُ
قَالَ : مَا أَصْبَحَ بِالْكُوفَةِ أَحَدٌ إِلَّا نَاعِمًا إِنَّ أَدْنَاهُمْ
مَنْزِلَةً لَيَشْرَبُ مِنْ مَاءِ الْفُرَاتِ وَيَجْلِسُ فِي الظِّلِّ
700- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ بُكَيْرِ
بْنِ عَتِيقٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّهُ أُتِيَ بِشَرْبَةِ عَسَلٍ ,
فَقَالَ : هَذَا مِنَ النَّعِيمِ الَّذِي تُسْأَلُونَ عَنْهُ.
بَابُ
الزُّهْدِ فِي اللِّبَاسِ
701- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ،
عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : رَأَيْتُ بَيْنَ كَتِفَيِّ عُمَرَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ أَرْبَعَ رِقَاعٍ فِي قَمِيصِهِ.
702- حَدَّثَنا أَسْبَاطٌ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي
كَرِيمَةَ، عَنْ أَبِي مِحْصَنٍ الطَّائِيِّ قَالَ : صَلَّى بِنَا عُمَرُ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ وَعَلَيْهِ إِزَارٌ فِيهِ رِقَاعٌ بَعْضُهَا مِنْ أَدَمٍ وَهُوَ
أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ.
703- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ
سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ : رَأَيْتُ أَوْ أُخْبِرْتُ
مِمَّنْ، رَأَى عُمَرَ : يَرْمِي الْجَمْرَةَ وَعَلَيْهِ إِزَارٌ مَرْقُوعٌ.
704- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ
رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ لِابْنٍ لَهُ : نَكِّسْ إِزَارَكَ وَلاَ
تَكُنْ مِنَ الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ فِي بُطُونِهِمْ
وَعَلَى ظُهُورِهِمْ.
705- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو
بْنِ قَيْسٍ الْمُلاَئِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْهُمْ قَالَ : رُئِيَ عَلَى عَلِيِّ
بْنِ أَبِي طَالِبٍ إِزَارٌ مَرْقُوعٌ , فَقِيلَ لَهُ : تَلْبَسُ الْمَرْقُوعَ،
فَقَالَ : يَقْتَدِي بِهِ الْمُؤْمِنُ وَيَخْشَعُ بِهِ الْقَلْبُ.
706- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي
الْعَنْبَسِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ وَهِيَ تَرْقَعُ
دِرْعًا لَهَا , فَقُلْتُ : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرَقِّعِينَ دِرْعَكِ
وَعَطَاؤُكِ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا ؟ فَقَالَتْ : أَبْصِرْ شَأْنَكَ فَإِنَّهُ لاَ
جَدِيدَ لِمَنْ لاَ يُرَقِّعُ الْخَلَقَ.
707- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَطَاءٍ
أَبِي مُحَمَّدٍ قَالَ : رَأَيْتُ عَلَى عَلِيٍّ قَمِيصَ كَرَابِيسَ غَيْرَ غَسِيلٍ.
708- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ السَّائِبِ
الطَّائِفِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ أَبِي هِنْدَيَّةَ، عَنْ
أَبِيهِ قَالَ : رَأَيْتُ عَلَى عُمَرَ ثَوْبَيْنِ قُطْنِيَّيْنِ.
709- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدٍ
الطَّائِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ الْوَالِبِيِّ قَالَ : رَأَيْتُ عَلَى
عَلِيٍّ ثَوْبَيْنِ قِطْرِيَّيْنِ.
710- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مَطِيرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ،
عَنْ أَبِي النَّوَّارِ قَالَ : رَأَيْتُ عَلِيًّا اشْتَرَى قَمِيصَيْنِ
غَلَيْظَيْنِ خَيَّرَ قَنْبَرَ أَحَدَهُمَا.
711- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ
الْوَلِيدِ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَلِيًّا اشْتَرَى
قَمِيصًا , ثُمَّ قَالَ : اقْطَعْهُ لِي مِنْ هَهُنَا مَعَ أَطْرَافِ الأَصَابِعِ.
712- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ
نَافِعٍ، عَنْ أَبِي مَطَرٍ قَالَ : اشْتَرَى عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
قَمِيصًا بِثَلاَثَةِ دَرَاهِمَ , فَلَبِسَهُ مَا بَيْنَ الرُّصْغَيْنِ إِلَى
الْكَعْبَيْنِ وَهُوَ يَقُولُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَزَقَنِي مِنَ
الرِّيَاشِ مَا أَتَجَمَّلُ بِهِ فِي النَّاسِ، وَأُوَارِي بِهِ عَوْرَتِي فَقِيلَ
لَهُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , هَذَا شَيْءٌ تَرْوِيهِ عَنْ نَفْسِكِ أَوْ
شَيْءٌ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟
قَالَ : لاَ، بَلْ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُهُ عِنْدَ الْكِسْوَةِ.
713- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ
الأَجْلَحِ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ : رَأَيْتُ عَلَى عَلِيٍّ
قَمِيصًا رَازِيًّا إِذَا أَرْخَى كُمَّهُ بَلَغَ أَطْرَافَ الأَصَابِعِ , وَإِذَا
تَرَكَهُ صَارَ إِلَى الرُّصْغِ.
714- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ قَالَ :
رَأَيْتُ كُمَّ قَمِيصِ أَنَسٍ إِلَى الرُّصْغِ , وَرَأَيْتُ قَمِيصَهُ إِلَى
نِصْفِ السَّاقِ.
715- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مُوسَى الْمُعَلِّمِ،
عَنْ بُدَيْلٍ الْعُقَيْلِيِّ قَالَ : كَانَ كُمُّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الرُّصْغِ.
716- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ أَنَّهُ لَبِسَ قَمِيصًا سُنْبُلاَنِيًّا
قَالَ : أَرَاهُ ثَمَنَ ثَلاَثَةِ دَرَاهِمَ أَوْ أَرْبَعَةٍ , فَإِذَا مَدَّ كُمَّهُ بَلَغَ
أَظْفَارَهُ , وَإِذَا أَرْسَلَهُ بَلَغَ سَاعِدَهُ , فَإِذَا رَأَى بَيَاضَ الْقَمِيصِ
قَالَ : أَيْ عُبَيْدُ تَوَاضَعْ لِرَبِّكَ , ثُمَّ قَالَ : أَيْ لُحَيْمَةُ أَيْ
دُمَيَّةُ كَيْفَ تَصْنَعَانِ إِذَا سُيِّرَتِ الْجِبَالُ وَدُكَّتِ الأَرْضُ
دَكًّا دَكًّا {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمُلَكُ صَفًّا صَفًّا} [الفجر]، {وَجِيءَ
يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ} [الفجر].
717- حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ
الزُّبَيْرِ، عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أُمَّتِي لِيَنْطَلِقُ
إِلَى السُّوقِ فَيَشْتَرِي الْقَمِيصَ بِدِينَارٍ أَوْ نِصْفِ دِينَارٍ
فَيَحْمَدُ اللَّهَ عَلَيْهِ فَمَا يَبْلُغُ رُكْبَتَيْهِ حَتَّى يُغْفَرَ لَهُ.
718- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : كَانَ يَرْتَدِي بِرِدَاءٍ
يَبْلُغُ أَلْيَتَيْهِ مِنْ خَلْفِهِ وَثَدْيَيْهِ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ، فَقُلْتُ
: يَا أَبَةِ , لَوِ اتَّخَذْتَ رِدَاءً هُوَ أَوْسَعُ مِنْ رِدَائِكَ هَذَا،
فَقَالَ : يَا بُنَيَّ , لِمَ تَقُولُ لِي هَذَا، فَوَاللَّهِ مَا عَلَى الأَرْضِ
لُقْمَةٌ لَقَمْتُهَا إِلَّا وَدِدْتُ لَوْ كَانَ فِي فِي أَبْغَضِ النَّاسِ
إِلَيَّ.
بَابُ
مَنْ كَرِهَ الْبِنَاءَ.
719- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الأَحْوَصِ بْنِ
حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ وَرَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ
أَبَا الدَّرْدَاءِ أَحْدَثَ كَنِيفًا فِي مَنْزِلٍ كَانَ فِيهِ بِحِمْصَ ,
فَكَتَبَ إِلَيْهِ فِي ذَلِكَ بِكِتَابٍ شَدِيدٍ : لَقَدْ كَانَ لَكَ يَا
عُوَيْمِرُ فِي بُنْيَانِ فَارِسَ وَالرُّومِ مَا تَكْتَفِي بِهِ عَنْ تَجْدِيدِ
الْبِنَاءِ، وَقَدْ آذَنَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي خَرَابِهَا، فَإِذَا
أَتَاكَ كِتَابِي هَذَا فَارْتَحِلْ حَتَّى تَأْتِيَ دِمَشْقَ فَتَنْزِلَ بِهَا،
فَارْتَحَلَ أَبُو الدَّرْدَاءِ حَتَّى أَتَى دِمَشْقَ فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى
قَبَضَهُ اللَّهُ
720- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ
بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ : دَخَلْنَا عَلَى خَبَّابٍ وَهُوَ
يَبْنِي حَائِطًا لَهُ , فَقَالَ : كُلُّ نَفَقَةٍ يُنْفِقُهَا الْمُؤْمِنُ
يُؤْجَرُ فِيهَا إِلَّا شَيْئًا يَجْعَلُهُ فِي التُّرَابِ.
721- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : كُلُّ نَفَقَةٍ يُنْفِقُهَا
الْعَبْدُ فَإِنَّهُ يُؤْجَرُ عَلَيْهَا غَيْرَ نَفَقَةِ الْبِنَاءِ إِلَّا
بِنَاءَ مَسْجِدٍ يُرَادُ بِهِ وَجْهُ اللَّهِ . قَالَ : فَقُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ
أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ بِنَاءً كَفَافًا ؟ فَقَالَ : إِذَا كَانَ كَفَافًا فَلاَ
أَجْرَ وَلاَ وِزْرَ.
722- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ
بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ خَبَّابٍ قَالَ : اكْتَوَى سَبْعَ كَيَّاتٍ
فَأَتَيْنَاهُ نَعُودُهُ , فَقَالَ : لَوْلاَ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : لاَ تَمَنَّوُا الْمَوْتَ , لَتَمَنَّيْتُهُ
, وَإِذَا هُوَ يُصْلِحُ حَائِطًا لَهُ , فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ الرَّجُلَ يُؤْجَرَ فِي
نَفَقَتِهِ كُلِّهَا إِلَّا فِي هَذَا التُّرَابِ.
723- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ
بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ حَكِيمٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ :
إِذَا مَنَعَ الرَّجُلُ حَقَّ اللَّهِ فِي مَالِهِ سَلَّطَ عَلَيْهِ التُّرَابَ
فَأَنْفَقَ مَالَهُ عَلَيْهِ.في إسناده ضعف
724- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ
عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ الصُّنَابِحِيِّ، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ : لاَ تَزُولُ
قَدَمَا عَبْدٍ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى
يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ : عَنْ عَلِمِهِ مَا عَمِلَ فِيهِ , وَعَنْ جَسَدِهِ فِيمَا
أَبْلاَهُ , وَعَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ
اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ
بَابُ مَعِيشَةِ النَّبِيِّ.
725- حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ
قَالَ : قَدِمَ مُعَاذٌ أَرْضَنَا , فَقَالَ لَهُ أَشْيَاخٌ لَنَا : لَوْ أَمَرْتَ
نَنْقُلُ لَكَ مِنْ هَذِهِ الْحِجَارَةِ وَالْخَشَبِ فَنَبْنِي لَكَ مَسْجِدًا،
فَقَالَ : إِنِّي أَخَافُ أَنْ أُكَلَّفَ حَمْلَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى
ظَهْرِي.
726- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
قَالَتْ : مَا شَبِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاَثَ
أَيَّامٍ تِبَاعًا مِنْ خُبْزِ بُرٍّ حَتَّى مَضَى لِسَبِيلِهِ.
627- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ
: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ : أَلَسْتُمْ فِي طَعَامٍ وَشَرَابٍ
مَا شِئْتُمْ . لَقَدْ رَأَيْتُ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مَا يَجِدُ مِنَ الدَّقَلِ مَا يَمْلَأُ بَطْنَهُ.
728- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ مُطِيعٍ،
عَنْ كُرْدُوسٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ : لَقَدْ مَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِسَبِيلِهِ وَمَا شَبِعَ أَهْلُهُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ
مِنْ طَعَامِ بُرٍّ.
729- حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلاَنَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ
مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ : إِنْ كَانَ لَيَأْتِي عَلَيْنَا
الشَّهْرُ وَنِصْفُ الشَّهْرِ مَا يَدْخُلُ بَيْتَنَا نَارُ الْمِصْبَاحِ وَلاَ
غَيْرُهُ . قَالَ : قُلْتُ : سُبْحَانَ اللَّهِ فَبِأَيِّ شَيْءٍ كُنْتُمْ
تَعِيشُونَ ؟ قَالَتْ : بِالتَّمْرِ وَالْمَاءِ كَانَ لَنَا جِيرَانٌ مِنَ
الأَنْصَارِ جَزَاهُمُ اللَّهُ خَيْرًا كَانَتْ لَهُمْ مَنَائِحُ فَرُبَّمَا
أَرْسَلُوا إِلَيْنَا بِالشَّيْءِ.
730- حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ : حَدَّثَنِي هِشَامُ
بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ : إِنَّهُ
لَيَمُرُّ بِنَا آلَ مُحَمَّدٍ الشَّهْرُ مَا نَسْتَوْقِدُ فِيهِ بِنَارٍ مَا هُوَ
إِلَّا التَّمْرُ وَالْمَاءُ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَنَا اللُّحَيْمُ , وَكَانَ مِنْ حَوْلِنَا
دُورُ الأَنْصَارِ لَهُمْ دَوَاجِنُ فِي حِيطَانِهِمْ , فَيَبْعَثُونَ إِلَى
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَغَزِيرِ شَاتِهِمْ قِلَّةً
مِنْ ذَلِكَ اللَّبَنِ.
731- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِي
سِنَانٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ قَالَتْ
: دَخَلَتْ عَلَيَّ عَائِشَةُ , فَقَالَتْ : أَتَى عَلَيْنَا شَهْرٌ مَا أَوْقَدْنَا
فِيهِ فَأَصَابَ أَبِي شَاةً , فَأَهْدَى لَنَا يَدًا وَرَجُلًا . قَالَتْ :
فَبَيْنَا أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْطَعُهَا
فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ , فَقَالَتْ : أَمَا كَانَ لَكُمْ سِرَاجٌ ؟ فَقَالَتْ :
لَوْ كَانَ لَنَا سِرَاجٌ أَكَلْنَاهُ.
732- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : مَا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا , وَلاَ شَاةً , وَلاَ
بَعِيرًا , وَلاَ أَوْصَى بِشَيْءٍ.
733- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ،
عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : مَا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا , وَلاَ عَبْدًا , وَلاَ أَمَةً , وَلاَ شَاةً ,
وَلاَ بَعِيرًا.
734- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَدِيِّ
بْنِ ثَابِتٍ قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ يَقُولُ : مَا تَرَكَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا ,
وَلاَ عَبْدًا , وَلاَ أَمَةً.
735- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ الْخُزَاعِيِّ قَالَ : مَا تَرَكَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا بَغْلَتَهُ وَسِلاَحَهُ
وَأَرْضًا تَرَكَهَا صَدَقَةً.
736- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ
عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَنَا شَطْرٌ مِنْ شَعِيرٍ , فَأَكَلْنَا مِنْهُ
مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ قُلْتُ لِلْجَارِيَةِ : كِيلِيهِ، فَكَالَتْهُ فَلَمْ يَلْبَثْ
أَنْ فَنِيَ . قَالَتْ : وَلَوْ كُنَّا تَرَكْنَاهُ لَأَكَلْنَا مِنْهُ فِيمَا
أَحْسَبُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ.
737- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
عَائِشَةَ قَالَتْ : مَا تَرَكَ أَبُو بَكْرٍ دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا ضَرَبَ
اللَّهُ سِكَّتَهُ.
738- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : بَنَى بِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَأَنَا ابْنَةُ تِسْعِ سِنِينَ وَمَا ذَبَحَ عَلَيَّ شَاةً وَلاَ
جَزُورًا حَتَّى بَعَثَ إِلَيْنَا سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ بِجَفْنَةٍ كَانَ
يَبْعَثُ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
739- حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ
الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ : كَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ كُلَّ يَوْمَ جَفْنَةٌ
تَدُورُ مَعَهُ حَيْثُ دَارَ مِنْ نِسَائِهِ , فَكَانَ سَعْدٌ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ
: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي مَالًا ؛ فَإِنَّهُ لاَ يَصْلُحُ الْفِعَالُ إِلَّا
بِالْمَالِ.
740- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ قَالَ : صَحِبَ سَلْمَانَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْسٍ لِيَتَعَلَّمَ مِنْهُ , فَخَرَجَ مَعَهُ , فَجَعَلَ لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَفْضُلَهُ فِي عَمَلٍ إِنْ عَجَنَ جَاءَ سَلْمَانُ فَخَبَزَ، وَإِنْ هَيَّأَ الرَّجُلُ عَلَفَ الدَّوَابَّ ذَهَبَ سَلْمَانُ فَسَقَاهَا حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى شَطِّ دِجْلَةَ وَهِيَ تَطْفَحُ , فَقَالَ سَلْمَانُ لِلْعَبْسِيِّ انْزِلْ فَاشْرَبْ، فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ : ازْدَدْ فَازْدَادَ، فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ : كَمْ تُرَاكَ نَقَصْتَ مِنْهَا ؟، فَقَالَ الْعَبْسِيُّ : وَمَا عَسَى أَنْ أَنْقُصَ مِنْهَا ؟ فَقَالَ سَلْمَانُ : كَذَلِكَ الْعِلْمُ تَأْخُذُ مِنْهُ وَلاَ تُنْقِصُهُ فَعَلَيْكَ مِنْهُ بِمَا يَنْفَعُكَ قَالَ : ثُمَّ عَبَرْنَا إِلَى نَهَرِ دَنٍّ فَإِذَا الأَكْدَاسُ عَلَيْهِ مِنَ الْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ , فَقَالَ سَلْمَانُ : يَا أَخَا بَنِي عَبْسٍ أَمَا تَرَى إِلَى فَتْحِ خَزَائِنِ هَذِهِ عَلَيْنَا كَأَنْ نَرَاهَا وَمُحَمَّدٌ حَيُّ . قَالَ : قُلْتُ : بَلَى . قَالَ : فَوَالَّذِي لاَ إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَقَدْ كَانُوا يُمْسُونَ وَيُصْبِحُونَ وَمَا فِيهِمْ قَفِيزٌ مِنْ قَمْحٍ . قَالَ : ثُمَّ سِرْنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى جَلُولاَءَ . قَالَ : فَذَكَرَ مَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ بِهَا وَمَا أَصَابُوا فِيهَا مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ , فَقَالَ : يَا أَخَا بَنِي عَبْسٍ , أَمَا تَرَى الَّذِي فَتَحَ خَزَائِنَ هَذِهِ لِهَذِهِ عَلَيْنَا كَأَنْ نَرَاهَا وَمُحَمَّدٌ حَيُّ . قَالَ : قُلْتُ بَلَى . قَالَ : فَوَالَّذِي لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ لَقَدْ كَانُوا يُمْسُونَ وَيُصْبِحُونَ وَمَا فِيهِمْ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ.
741- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : كَانَ وِسَادُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
الَّذِي يَضْطَجِعُ عَلَيْهِ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهُ لِيفٌ.
742- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ،
عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : دَخَلَ عُمَرُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ وَهُوَ عَلَى سَرِيرٍ مُرْمَلٍ بِاللِّيفِ لَيْسَ بَيْنَ
جِلْدِهِ وَبَيْنَهُ شَيْءٌ , وَفِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ إِهَابٌ ، فَلَمَّا دَخَلَ عُمَرُ
جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَإِذَا أَثَرُ
الشَّرِيطِ فِي جَنْبِهِ , فَبَكَى عُمَرُ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا يُبْكِيكَ يَا عُمَرُ ؟ قَالَ : أَبْكَانِي
أَنَّ كِسْرَى وَقَيْصَرَ فِيمَا هُمَا فِيهِ مِنَ الْحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ
وَأَنْتَ عَلَى هَذَا السَّرِيرِ قَدْ أَثَّرَ بِجِلْدِكَ، فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا عُمَرُ , أَمَا تَرْضَى أَنْ
تَكُونَ لَهُمُ الدُّنْيَا وَلَنَا الْآخِرَةُ , وَمَا أَنَا وَالدُّنْيَا إِلَّا
كَرَاكِبٍ خَرَجَ فِي الظَّهِيرَةِ , فَنَزَلَ فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ , ثُمَّ رَاحَ
وَتَرَكَهَا.
743- حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ : حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ،
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ :
دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ
مُضْطَجِعٌ عَلَى خَصَفَةٍ وَإِنَّ بَعْضَهُ لَعَلَى التُّرَابِ مُتَوَسِّدًا
وِسَادَةَ أَدَمٍ حَشْوُهُ لِيفٌ وَفَوْقَ رَأْسِهِ إِهَابٌ مَعْطُونٌ مُعَلَّقٌ
فِي سَقْفِ الْعُلِّيَّةِ وَفِي زَاوِيَةٍ مِنْهَا شَيْءٌ مِنَ الْقَرَظِ.
744- حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : اضْطَجَعَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى حَصِيرٍ , فَقَامَ
وَقَدْ أَثَّرَ بِجِلْدِهِ , فَجَعَلْتُ أَمْسَحُ عَنْهُ التُّرَابَ وَأَقُولُ :
أَلاَ آذَنْتَنَا أَنْ نَبْسُطَ لَكَ عَلَى الْحَصِيرِ شَيْئًا يَقِيكَ مِنْهُ ؟
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَمَا أَنَا
وَالدُّنْيَا إِلَّا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ , ثُمَّ رَاحَ
وَتَرْكَهَا.
745- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي
هِنْدَ، عَنْ عَزْرَةَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ،
عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : كَانَ لَنَا قِرَامُ سِتْرٍ،
فِيهِ تَمَاثِيلُ طَيْرٍ , فَعَلَّقْتُهُ عَلَى بَابِي فَرَآهُ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ : انْزِعِيهِ فَإِنَّهُ يُذَكِّرُنِي
الدُّنْيَا قَالَتْ : وَكَانَ لَنَا سَمَلُ قَطِيفَةٍ نَقُولُ : عَلَمُهَا مِنْ
حَرِيرٍ , فَكُنَّا نَلْبَسُهَا.
746- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
, فَلَمَّا حَضَرَ مَجِيئُهُ عَلَّقْتُ عَلَى بَابِي قِرَامَ سِتْرٍ فِيهِ
الْخَيْلُ أُولاَتُ الأَجْنِحَةِ , فَلَمَّا جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَآهُ , فَقَالَ : انْزِعِيهِ.
747- حَدَّثَنَا يَعْلَى، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ
نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : بَلَغَ عُمَرَ أَنَّ
ابْنًا لَهُ قَدْ سَتَرَ حِيطَانَهُ، فَقَالَ : وَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ كَذَلِكَ
لَأُحَرِّقَنَّ بَيْتَهُ.
748- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ
حَسَّانَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ قَالَ : كَانَ
لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعُ نِسْوَةٍ , وَكَانَ
بَيْنَهُنَّ مِلْحَفَةٌ مَصْبُوغَةٌ إِمَّا بِوَرْسٍ وَإِمَّا بِزَعْفَرَانٍ
فَإِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ بَعَثُوا بِهَا إِلَيْهَا وَتُرَشُّ
بِشَيْءٍ مِنْ مَاءٍ حَتَّى يُوجَدَ رِيحُهَا.
بَابُ
مَعِيشَةِ أَصْحَابِ النَّبِيّ.
749- حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ : حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ : حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ
كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ يَقُولُ : خَرَجْتُ فِي يَوْمٍ شَاتٍ مِنْ بَيْتِ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَخَذْتُ إِهَابًا
مَعْطُونًا فَجَوَّبْتُ وَسَطَهُ , فَأَدْخَلْتُهُ عُنُقِي , وَشَدَدْتُ وَسَطِي
فَحَزَمْتُهُ بِخُوصِ النَّخِيلِ , وَإِنِّي لَشَدِيدُ الْجُوعِ وَلَوْ كَانَ فِي
بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَعَامٌ لَطَعِمْتُ
مِنْهُ فَخَرَجْتُ أَلْتَمِسُ شَيْئًا فَمَرَرْتُ بِيَهُودِيٍّ فِي مَالٍ لَهُ
وَهُوَ يَسْقِي بِبَكَرَةٍ لَهُ فَاطَّلَعْتُ مِنْ ثُلْمَةٍ فِي الْحَائِطِ ,
فَقَالَ : مَا لَكَ يَا أَعْرَابِيُّ , هَلْ لَكَ فِي دَلْوٍ بِتَمْرَةٍ ؟ قُلْتُ
: نَعَمْ، فَافْتَحِ الْبَابَ حَتَّى أَدْخُلَ فَفَتَحَ، فَدَخَلْتُ فَأَعْطَانِي
دَلْوَهُ فَكُلَّمَا نَزَعْتُ دَلْوًا أَعْطَانِي تَمْرَةً حَتَّى إِذَا
امْتَلَأَتْ كَفِّي أَرْسَلْتُ الدَّلْوَ وَقُلْتُ : حَسْبِي فَأَكَلْتُهَا ,
ثُمَّ كَرَعْتُ فِي الْمَاءِ فَشَرِبْتُ , ثُمَّ جِئْتُ الْمَسْجِدَ , فَوَجَدْتُ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ.
750- حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ : قَضَى
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ابْنَتَهِ فَاطِمَةَ
بِخِدْمَةِ الْبَيْتِ وَقَضَى عَلَى عَلِيٍّ بِمَا كَانَ خَارِجًا عَنِ الْبَيْتِ
مِنَ الْخِدْمَةِ
751- حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ
الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ : إِنْ كَانَتْ فَاطِمَةُ
بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَتَعْجِنُ وَإِنَّ
قِصَّتَهَا تَكَادُ أَنْ تَضْرِبَ الْجَفْنَةَ.
752- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ
قَالَ : حَدَّثَنَا عَطَاءٌ قَالَ : نُبِّئْتُ أَنَّ عَلِيًّا قَالَ : مَكَثْنَا
أَيَّامًا لَيْسَ عِنْدَنَا شَيْءٌ وَلاَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَخَرَجْتُ فَإِذَا بِدِينَارٍ مَطْرُوحٍ عَلَى الطَّرِيقِ
فَمَكَثْتُ هُنَيْهَةً أُوَامِرَ نَفْسِي فِي أَخْذِهِ أَوْ تَرْكِهِ , ثُمَّ
أَخَذْتُهُ لِمَا بِنَا مِنَ الْجَهْدِ فَأَتَيْتُ بِهِ الضَّفَّاطِينَ فَاشْتَرَيْتُ
بِهِ دَقِيقًا , ثُمَّ أَتَيْتُ بِهِ فَاطِمَةَ فَقُلْتُ : اعْجِنِي وَاخْبِزِي ,
فَجَعَلَتْ تَعْجِنُ وَإِنَّ قِصَّتَهَا لَتَضْرِبُ حَرْفَ الْجَفْنَةِ مِنَ
الْجَهْدِ الَّذِي بِهَا , ثُمَّ خَبَزَتْ , فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَأَخْبَرْتُهُ قَالَ : كُلُوا ؛ فَإِنَّهُ رِزْقٌ
رَزَقَكُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ.
753- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ
قَالَ : قَالَ عَلِيٌّ : لَقَدْ تَزَوَّجْتُ فَاطِمَةَ وَمَا لِي وَلَهَا فِرَاشٌ
غَيْرُ جَلْدِ كَبْشٍ كُنَّا نَنَامُ عَلَيْهِ بِاللَّيْلِ وَنَعْلِفُ عَلَيْهِ
النَّاضِحَ بِالنَّهَارِ , وَمَا لِي خَادِمٌ غَيْرُهَا.
754- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ،
عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ : كَانَ فِرَاشُ عَلِيٍّ لَيْلَةَ بَنَى بِفَاطِمَةَ
مَسْكَ كَبْشٍ.
755- حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ،
عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ قَالَ : هَاجَرْنَا
مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
نَبْتَغِي وَجْهَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ , فَوَجَبَ أَجْرُنَا عَلَى اللَّهِ
فَمِنَّا مَنْ مَضَى لَمْ يَأْكُلْ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا مِنْهُمْ مُصْعَبُ بْنُ
عُمَيْرٍ قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ شَيْءٌ يُكَفَّنُ فِيهِ إِلَّا
نَمِرَةٌ , فَكُنَّا إِذَا وَضَعْنَاهَا عَلَى رَأْسِهِ خَرَجَتْ رِجْلاَهُ
وَإِذَا وَضَعْنَاهَا عَلَى رِجْلَيْهِ خَرَجَ رَأْسُهُ , فَقَالَ لَنَا رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ضَعُوهَا مِمَّا يَلِي رَأْسَهُ
وَضَعُوا عَلَى رِجْلَيْهِ الْإِذْخِرَ . قَالَ : وَمِنَّا مَنْ أَيْنَعَتْ لَهُ
ثَمَرَتُهُ فَهُوَ يَهْدِبُهَا.
756- حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ بَعْضِ آلِ سَعْدِ بْنِ أَبِي
وَقَّاصٍ قَالَ : كُنَّا قَوْمًا يُصِيبُنَا ظَلَفُ الْعَيْشِ بِمَكَّةَ
وَشِدَّتُهُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَلَمَّا
أَصَابَنَا الْبَلاَءُ اعْتَرَفْنَا بِذَلِكَ وَصَبَرْنَا لَهُ وَمَرَنَّا
عَلَيْهِ , وَكَانَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ أَنْعَمَ غُلاَمٍ بِمَكَّةَ
وَأَجْوَدَهُ حُلَّةً مَعَ أَبَوَيْهِ، ثُمَّ لَقَدْ رَأَيْتُهُ جَهِدَ فِي
الْإِسْلاَمِ جَهْدًا شَدِيدًا حَتَّى لَقَدْ رَأَيْتُ جِلْدَهُ يَتَحَسَّفُ
تَحَسُّفَ جِلْدِ الْحَيَّةِ عَنْهَا حَتَّى إِنْ كُنَّا لَنَعْرِضُهُ عَلَى
قِسِيِّنَا فنَحْمِلَهُ مِمَّا بِهِ مِنَ الْجَهْدِ وَمَا يَقْصُرُ عَنْ شَيْءٍ
بَلَغْنَاهُ , ثُمَّ أَكْرَمَهُ اللَّهُ بِالشَّهَادَةَ يَوْمَ أُحُدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ.
757- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ
سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ أَنَّ عَلِيًّا أَجَّرَ نَفْسَهُ
مِنْ يَهُودِيٍّ بِنَزْعِ كُلِّ دَلْو أَوْ غَرْبٍ بِتَمْرَةٍ , فَنَزَعَ لَهُ
حَتَّى مَلَأَ نَحْوًا مِنَ الْمُدِّ , فَذَهَبَ بِهِ عَلِيٌّ إِلَى فَاطِمَةَ ,
فَقَالَ : كُلِي وَأَطْعِمِي صِبْيَانَكِ.
758- حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ : حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ : إِنَّا لَجُلُوسٌ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ مَا عَلَيْهِ إِلَّا بُرْدَةٌ لَهُ مَرْقُوعَةٌ بِفَرْو , فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَكَى لِلَّذِي كَانَ فِيهِ الْيَوْمَ وَمَا رَآهُ مِنَ النِّعَمِ قَبْلُ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَيْفَ بِكُمْ إِذَا غَدَا أَحَدُكُمْ فِي حُلَّةٍ , وَرَاحَ فِي حُلَّةٍ , وَوُضِعَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ صَحْفَةٌ , وَرُفِعَتْ أُخْرَى وَسَتَرْتُمْ بُيُوتَكُمْ كَمَا تُسْتَرُ الْكَعْبَةُ . قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , نَحْنُ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مِنَّا الْيَوْمَ , نَتَفَرَّغُ لِلْعِبَادَةِ , وَنُكْفَى الْمُؤْنَةَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ، أَنْتُمُ الْيَوْمَ خَيْرٌ مِنْكُمْ يَوْمَئِذٍ.
759- حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الْإِفْرِيقِيِّ، عَنْ
سَعْدِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا شَبِعْتُمْ مِنْ أَلْوَانِ الطَّعَامِ . قَالُوا :
وَيَكُونُ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ، كَأَنَّكُمْ قَدْ
أَدْرَكْتُمُوهُ أَوْ مَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ . فَكَبَّرُوا . قَالَ : كَيْفَ
أَنْتُمْ إِذَا غَدَا أَحَدُكُمْ فِي ثِيَابٍ وَرَاحَ فِي أُخْرَى . قَالُوا :
وَيَكُونُ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : كَأَنَّكُمْ قَدْ أَدْرَكْتُمُوهُ
أَوْ مَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ . فَكَبَّرُوا , قَالَ : كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا
سَتَرْتُمْ بُيُوتَكُمْ كَمَا تُسْتَرُ الْكَعْبَةُ قَالَ : فَفَرِقَ الْقَوْمُ ,
وَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ رَغْبَةٌ عَنِ الْكَعْبَةِ ؟ قَالَ : لاَ،
وَلَكِنْ مِنْ فَضْلٍ تَجِدُونَهُ . فَقَالُوا : نَحْنُ الْيَوْمَ خَيْرٌ أَمْ
يَوْمَئِذٍ ؟ قَالَ : لاَ، بَلْ أَنْتُمُ الْيَوْمَ أَفْضَلُ.
760- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
وَهِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِلَى أَهْلِ الصُّفَّةِ , فَقَالَ : كَيْفَ أَصْبَحْتُمْ ؟ قَالُوا :
بِخَيْرٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْتُمُ
الْيَوْمَ خَيْرٌ أَمْ إِذَا غُدِيَ عَلَى أَحَدِكُمْ بِجَفْنَةٍ وَرِيحَ عَلَيْهِ
بِأُخْرَى وَسَتَرَ أَحَدُكُمْ بَيْتَهُ كَمَا تُسْتَرُ الْكَعْبَةُ ؟ قَالُوا :
يَا رَسُولَ اللَّهِ , نَصِيبُ ذَلِكَ وَنَحْنُ عَلَى دِينِنَا ؟ قَالَ : نَعَمْ .
قَالُوا : فَنَحْنُ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ نُصِيبُ فَنَتَصَدَّقُ وَنَعْتِقُ، فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ، بَلْ أَنْتُمُ
الْيَوْمَ خَيْرٌ، إِنَّكُمْ إِذَا طَلَبْتُمُوهَا تَقَاطَعْتُمْ وَتَحَاسَدْتُمْ
وَتَدَابَرْتُمْ وَتَبَاغَضْتُمْ.
761- حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا سِنَانُ بْنُ سُفْيَانَ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ قَالَ : بُنِيَتْ صُفَّةٌ لِضُعَفَاءِ الْمُسْلِمِينَ , فَجَعَلَ الْمُسْلِمُونَ يُوغِلُونَ إِلَيْهَا مَا اسْتَطَاعُوا مِنْ خَيْرٍ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْتِيهِمْ , فَيَقُولُ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الصُّفَّةِ، فَيَقُولُونَ : وَعَلَيْكَ السَّلاَمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَيَقُولُ : كَيْفَ أَصْبَحْتُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : بِخَيْرٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَيَقُولُ : أَنْتُمُ الْيَوْمَ خَيْرٌ أَمْ يَوْمَ يُغْدَى عَلَى أَحَدِكُمْ بِجَفْنَةٍ وَيُرَاحُ عَلَيْهِ بِأُخْرَى، وَيَغْدُو فِي حُلَّةٍ وَيَرُوحُ فِي أُخْرَى وَتَسْتُرُونَ بُيُوتَكُمْ كَمَا تُسْتَرُ الْكَعْبَةُ . قَالُوا : نَحْنُ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ يُعْطِينَا اللَّهُ فَنَشْكُرُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بَلْ أَنْتُمُ الْيَوْمَ خَيْرٌ، وَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِطَعَامٍ بَعْدَ عَتَمَةٍ , فَأَرْسَلَ إِلَى قَوْمٍ دُونَ آخَرِينَ , فَلَمَّا أَصْبَحُوا تَذَاكَرُوا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ خَصَّ أَقْوَامًا دُونَ آخَرِينَ , فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْتَذِرُ , فَقَالَ : أُتِينَا بِطَعَامٍ بَعْدَ عَتَمَةٍ , فَأَرْسَلْنَا إِلَى أَقْوَامٍ غَيْرُهُمْ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُمْ مَخَافَةَ هَلَعِهِمْ وَجَزَعِهِمْ ، وَأَكِلُ أَقْوَامًا إِلَى مَا جَعَلَ اللَّهُ عِنْدَهُمْ مِنْ فَضْلِ هَذَا الْيَقِينِ , مِنْهُمْ عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ . قَالَ : قَالَ عَمْرٌو : وَاللَّهِ , مَا أُحِبُّ أَنَّ لِيَ بِكَلِمَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُمْرَ النَّعَمِ.
762- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِذَا أَمْسَى قَسَمَ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ بَيْنَ نَاسٍ مِنْ
أَصْحَابِهِ فَكَانَ الرَّجُلُ يَذْهَبُ بِالرَّجُلِ وَالرَّجُلُ بِالرَّجُلَيْنِ
وَالرَّجُلُ بِالثَّلاَثَةِ حَتَّى ذَكَرَ عَشَرَةً , فَكَانَ سَعْدُ بْنُ
عُبَادَةَ يَرْجِعُ إِلَى أَهْلِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ بِثَمَانِينَ مِنْهُمْ
يُعَشِّيهِمْ.
763- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ
سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي
لَيْلَى، عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الأَسْوَدِ قَالَ : قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ أَنَا
وَصَاحِبٌ لِي فَتَعَرَّضْنَا لِلنَّاسِ فَلَمْ يُضِيِّفْنَا أَحَدٌ , فَأَتَيْنَا
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لَهُ ,
فَذَهَبَ بِنَا إِلَى رَحْلِهِ وَعِنْدَهُ أَرْبَعَةُ أَعْنُزٍ , فَقَالَ :
احْلِبْهُنَّ يَا مِقْدَادُ , وَاسْقِ كُلَّ إِنْسَانٍ مِنَّا جَزَاءً . فَكُنْتُ
أَسْقِي كُلَّ إِنْسَانٍ وَأَرْفَعَ لَهُ جَزَاءً فَاحْتَبَسَ عَنِّي ذَاتَ
لَيْلَةٍ , فَقَالَتْ نَفْسِي مَا أُرَاهُ إِلَّا قَدْ دَخَلَ الْآنَ عَلَى بَعْضِ
الأَنْصَارِ فَأَكَلَ عِنْدَهُمْ وَشَرِبَ، فَمَا زَالَتْ نَفْسِي حَتَّى قُمْتُ
فَشَرِبْتُ، فَلَمَّا تَقَارَّ فِي بَطْنِي أَخَذَنِي مَا قَرُبَ وَمَا حَدَثَ ,
فَقُلْتُ : يَجِيءُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَائِعًا
ظَمْآنَ فَلاَ يَجِدُ شَيْئًا فَتَسَجَّيْتُ ثَوْبِي عَلَى وَجْهِي , فَجَاءَ
فَسَلَّمَ تَسْلِيمَةً أَسْمَعَ الْيَقْظَانَ وَلَمْ يُوقِظِ النَّائِمَ , ثُمَّ
ذَهَبَ إِلَى الْإِنَاءِ وَكَشَفَ عَنْهُ فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا , فَرَفَعَ
رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ , فَقَالَ : اللَّهُمَّ أَطْعِمْ مَنْ أَطْعَمَنِي ,
وَاسْقِ مَنْ أَسْقَانِي . فَقُمْتُ إِلَى الشَّفْرَةِ فَأَخَذْتُهَا , ثُمَّ
مَشَيْتُ إِلَى الْغَنَمِ أَجُسُّهُنَّ أَنْظُرُ أَيَّتَهُنَّ أَسْمَنُ
فَأَذْبَحُهَا , فَوَقَعَتْ يَدِي عَلَى ضَرْعِ إِحْدَاهُنَّ فَإِذَا هِيَ حَافِلٌ
, فَأَدْنَيْتُ الْإِنَاءَ فَاحْتَلَبْتُ , ثُمَّ قُلْتُ : هَاكَ فَاشْرَبْ يَا رَسُولَ اللَّهِ
, فَقَالَ : يَا مِقْدَادُ , مَا هَذَا ؟ قُلْتُ : اشْرَبْ، , ثُمَّ أُخْبِرُكَ ,
فَقَالَ : بَعْضُ سَوْآتِكَ، ثُمَّ شَرِبَ.
764- حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ : حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، حَدَّثَنَا مُجَاهِدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : كَانَ أَهْلُ الصُّفَّةِ أَضْيَافَ الْإِسْلاَمِ لاَ يَأْوُونَ عَلَى أَهْلٍ وَلاَ مَالٍ , وَوَاللَّهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِنْ كُنْتُ لَأَعْتَمِدُ بِكَبِدِي عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْجُوعِ وَأَشُدُّ الْحَجَرَ عَلَى بَطْنِي مِنَ الْجُوعِ , وَلَقَدْ قَعَدْتُ يَوْمًا عَلَى طَرِيقِهِمُ الَّذِي يَخْرُجُونَ فِيهِ , فَمَرَّ بِي أَبُو بَكْرٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا أَسْأَلُهُ إِلَّا لِيُشْبِعَنِي، فَمَرَّ وَلَمْ يَفْعَلْ , ثُمَّ مَرَّ عُمَرُ فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا أَسْأَلُهُ إِلَّا لِيُشْبِعَنِي فَمَرَّ وَلَمْ يَفْعَلْ، ثُمَّ مَرَّ بِي أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَبَسَّمَ حِينَ رَآنِي , وَقَالَ : يَا أَبَا هِرٍّ، قُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَقَالَ : الْحَقْ، وَمَضَى فَأَتْبَعْتُهُ وَدَخَلَ مَنْزِلَهُ , فَاسْتَأْذَنْتُ , فَأَذِنَ لِي , فَوَجَدَ قَدَحًا مِنْ لَبَنٍ , فَقَالَ : مِنْ أَيْنَ هَذَا اللَّبَنُ لَكُمْ ؟ قِيلَ : أَهْدَاهُ لَنَا فُلاَنٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَبَا هِرٍّ، قُلْتُ : لَبَّيْكَ . قَالَ : الْحَقْ إِلَى أَهْلِ الصُّفَّةِ ؛ فَادْعُهُمْ وَهُمْ أَضْيَافُ الْإِسْلاَمِ , وَلاَ يَأْوُونَ عَلَى أَهْلٍ وَلاَ مَالٍ , وَإِذَا أَتَتْهُ صَدَقَةٌ بَعَثَ بِهَا إِلَيْهِمْ , وَلَمْ يَتَنَاوَلْ مِنْهَا شَيْئًا , وَإِذَا أَتَتْهُ هَدِيَّةٌ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ فَأَصَابَ مِنْهَا وَأَشْرَكَهُمْ فِيهَا، فَسَاءَنِي ذَلِكَ , وَقُلْتُ : مَا هَذَا الْقَدَحُ بَيْنَ أَهْلِ الصُّفَّةِ وَأَنَا رَسُولُهُ إِلَيْهِمْ فَسَيَأْمُرُنِي أَنْ أُدِيرَهُ عَلَيْهِمْ فَمَا عَسَى أَنْ يُصِيبَنِي مِنْهُ وَقَدْ كُنْتُ أَرْجُو أَنْ أُصِيبَ مِنْهُ مَا يُغْنِينِي وَلَمْ يَكُنْ بُدٌّ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ وَطَاعَةِ رَسُولِهِ، فَأَتَيْتُهُمْ فَدَعَوْتُهُمْ، فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ وَأَخَذُوا مَجَالِسَهُمْ . قَالَ : يَا أَبَا هِرٍّ , خُذِ الْقَدَحَ فَأَعْطِهِمْ . فَأَخَذْتُ الْقَدَحَ فَجَعَلْتُ أُنَاوِلُهُ الرَّجُلَ فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى، ثُمَّ يَرُدُّهُ وَأُنَاوِلُهُ الْآخَرَ، حَتَّى انْتَهَيْتُ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ رَوِيَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ , فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقَدَحَ , فَوَضَعَهُ عَلَى يَدَيْهِ , ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَتَبَسَّمَ , فَقَالَ : يَا أَبَا هِرٍّ , فَقُلْتُ : لَبَّيْكَ , يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : اقْعُدْ فَاشْرَبْ، فَقَعَدْتُ فَشَرِبْتُ , ثُمَّ قَالَ : اشْرَبْ، فَشَرِبْتُ , ثُمَّ قَالَ : اشْرَبْ، فَشَرِبْتُ، ثُمَّ قَالَ : اشْرَبْ، فَلَمْ أَزَلْ أَشْرَبُ , وَيَقُولُ : اشْرَبْ، حَتَّى قُلْتُ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أَجِدُ لَهُ مَسْلَكًا، فَأَخَذَ الْقَدَحَ , فَحَمِدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَسَمَّى , ثُمَّ شَرِبَ
765- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَيْمَنَ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ : مَكَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ ثَلاَثًا وَهُمْ يَحْفِرُونَ الْخَنْدَقَ مَا ذَاقُوا
طَعَامًا , فَحَانَتْ مِنِّي الْتِفَاتَةٌ , فَإِذَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ رَبَطَ عَلَى بَطْنِهِ حَجَرًا.
766- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ
مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : خَطَبَهُمْ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
, فَقَالَ : إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَشْبَعُوا مِنَ الْخُبْزِ وَالزَّيْتِ
767- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ
أَبِي هِنْدَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَرِيزٍ، عَنْ سَعْدِ
بْنِ هِشَامٍ قَالَ : لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ أَقَامَ بِهَا أَيَّامًا صَلَّى بِهِمْ صَلاَةً , فَلَمَّا
سَلَّمَ قَامَ رَجُلٌ , فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ تَخَرَّقَتْ عَنَّا
الْخُنُفُ , وَأَحْرَقَ بُطُونَنَا التَّمْرُ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنِّي خَرَجْتُ أَنَا وَصَاحِبِي هَذَا، يَعْنِي
أَبَا بَكْرٍ، لَيْسَ لَنَا طَعَامٌ إِلَّا الْبَرِيرُ ، يَعْنِي الأَرَاكَ ،
حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى إِخْوَانِنَا مِنَ الأَنْصَارِ فَآسَوْنَا فِي طَعَامِهِمْ , وَكَانَ جُلُّ
طَعَامِهِمُ التَّمْرُ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَجِدُ لَكُمُ الْخُبْزَ وَاللَّحْمَ
لَأَطْعَمْتُكُمْ وَلَكِنَّكُمْ لَعَلَّكُمْ أَنْ تُدْرِكُوا زَمَانًا أَوْ مَنْ
أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ يُغْدَى عَلَى أَحَدِكُمْ بِجَفْنَةٍ وَيُرَاحُ عَلَيْهِ
بِأُخْرَى وَيَسْتُرُ أَحَدُكُمْ بَيْتَهُ كَمَا تُسْتَرُ الْكَعْبَةُ.
768- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ
صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ الأَنْصَارِيِّ قَالَ :
لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ : {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} [التكاثر] وَقَرَأَهَا إِلَى
آخِرِهَا , فَقَالُوا : أَيْ رَسُولَ اللَّهِ عَلَى أَيِّ نَعِيمٍ نُسْأَلُ، إِنَّمَا
هُوَ الأَسْوَدَانِ : الْمَاءُ وَالتَّمْرُ، وَالْعَدُوُّ حَاضِرٌ وَسُيُوفُنَا
عَلَى رِقَابِنَا فَعَنْ أَيِّ نَعِيمٍ نُسْأَلُ ؟ فَقَالَ : إِنَّ ذَلِكَ
سَيَكُونُ.
769- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ عُرْوَةَ،
عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : بَعَثَنَا
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ ثَلاَثُمِائَةٍ
نَحْمِلُ زَادَنَا عَلَى رِقَابِنَا فَفَنِيَ زَادُنَا حَتَّى إِنْ كَانَ يَكُونُ
لِلرَّجُلِ مِنَّا كُلَّ يَوْمٍ تَمْرَةٌ، فَقِيلَ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ
وَأَيْنَ كَانَتْ تَقَعُ التَّمْرَةُ مِنَ الرَّجُلِ ؟ فَقَالَ : لَقَدْ وَجَدْنَا
فَقْدَهَا حِينَ فَقَدْنَاهَا فَأَتَيْنَا الْبَحْرَ فَإِذَا نَحْنُ بِحُوتٍ قَدْ
قَذَفَهُ الْبَحْرُ فَأَكَلْنَا مِنْهُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوْمًا مَا
أَحْبَبْنَا.
770- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، وَعَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ أَبِي قَتَادَةَ الْعَدَوِيِّ قَالَ : خَطَبَنَا عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ , فَقَالَ : إِنَّ الدُّنْيَا قَدْ آذَنَتْ بِصَرْمٍ وَوَلَّتْ حِذَاءً وَإِنَّمَا بَقِيَ مِنْهَا صُبَابَةٌ مِثْلُ صُبَابَةِ الْإِنَاءِ يَصْطَبُّهَا صَاحِبُهَا , أَلاَ وَإِنَّكُمْ مُرْتَحِلُونَ مِنْهَا إِلَى دَارِ إِقَامَةٍ , فَارْتَحِلُوا بِخَيْرِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ، أَلاَ فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ الدُّنْيَا , أَلاَ وَإِنَّ مِنَ الْعَجَبِ لَوْ أَنَّ الْحَجَرَ أُلْقِيَ فِي شَفِيرِ جَهَنَّمَ هَوَى فِيهَا سَبْعِينَ عَامًا لاَ يَبْلُغُ قَعْرَهَا، وَايْمُ اللَّهِ لَتُمْلَأَنَّ، أَلاَ وَإِنَّ مِنَ الْعَجَبِ مَا بَيْنَ مِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ مَسِيرَةَ أَرْبَعِينَ عَامًا , وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهِ يَوْمٌ وَهُوَ كَظِيظٌ ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي سَابِعَ سَبْعَةٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا وَرَقُ الشَّجَرِ حَتَّى قَرِحَتْ أَشْدَاقُنَا ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي أَنَا وَسَعْدٌ اسْتَبَقْنَا بُرْدَةً فَسَبَقَنِي إِلَيْهَا فَشَقَّهَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ نِصْفَيْنِ، ثُمَّ مَا مِنَّا هَؤُلاَءِ السَّبْعَةِ أَحَدٌ حَيُّ إِلَّا عَلَى مِصْرٍ مِنَ الأَمْصَارِ , أَلاَ وَإِنِّي أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ فِي نَفْسِي عَظِيمًا وَفِي أَعْيُنِ النَّاسِ حَقِيرًا , وَسَتُجَرِّبُونَ الْأُمَرَاءَ بَعْدِي قَالَ الْحَسَنُ : فَجَرَّبْنَاهُمْ فَوَجَدْنَاهُمْ بَعْدَهُ أَنْيَابًا
771- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ،
عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ : إِنِّي
لَأَوَّلُ رَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَإِنْ
كُنَّا لَنَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مَالَنَا طَعَامٌ إِلَّا وَرَقُ الْحُبْلَةِ وَهَذِهِ السَّمُرَةُ حَتَّى إِنَّ
أَحَدَنَا لَيَضَعُ كَمَا تَضَعُ الشَّاةُ مَا لَهُ خِلْطٌ , ثُمَّ أَصْبَحَتْ
بَنُو أَسَدٍ يُعَزِّرُونِي عَلَى الدِّينِ، لَقَدْ خِبْتُ إِذًا وَضَلَّ عَمَلِي.
772- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ
الأَعْمَشِ قَالَ : قَالَ حُذَيْفَةُ لِسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ : كَيْفَ تَرَانَا
إِذَا أَصَبْنَا الدُّنْيَا ؟ فَقَالَ سَعْدٌ : لاَ نُدْرِكُ ذَلِكَ، فَقَالَ
حُذَيْفَةُ : أُعْطِيَ عَلَى ظَنِّهِ وَأُعْطِيتُ عَلَى ظَنِّي.
773- حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ
بُرْقَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ قَالَ : لَوْ
أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَأَحْدَثْتُ بِأَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهْدًا فَسَأَلْتُهُمْ عَنْ حَاجَتِي، فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ فَتَقَرَّاهُمْ
رَجُلًا رَجُلًا وَأَتَى عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ فَسَأَلَ عَنْهُ ,
فَقِيلَ : إِنَّهُ قَدْ خَرَجَ إِلَى حَائِطٍ أَوْ زَرَّاعَةٍ , فَأَتَاهُ فَإِذَا
هُوَ قَدْ وَضَعَ رِدَاءَهُ وَأَخَذَ الْمِسْحَاةَ وَهُوَ يُهَيِّئُ سُبُلَ الْمَاءِ
, فَلَمَّا رَآهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ اسْتَحَى مِنْهُ , فَوَضَعَ الْمِسْحَاةَ
وَأَخَذَ رِدَاءَهُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ الرَّجُلُ , ثُمَّ قَالَ : لَقَدْ جِئْتُ
لِأَمْرٍ فَرَأَيْتُ مَا هُوَ أَعْجَبُ مِنْهُ، فَقَالَ : وَمَا ذَاكَ ؟ قَالَ :
مَالَنَا نَرْغَبُ فِي الْجِهَادِ وَتَتَثَاقَلُونَ عَنْهُ , وَنَزْهَدُ فِي الدُّنْيَا
وَتَرْغَبُونَ فِيهَا وَأَنْتُمْ أَصْحَابَ نَبِيِّنَا وَخِيَارِنَا فِي
أَنْفُسِنَا , فَهَلْ تَقْرَءُونَ غَيْرَ الَّذِي نَقْرَأُ أَوْ سَمِعْتُمْ غَيْرَ
الَّذِي نَسْمَعُ ؟ فَقَالَ : مَا نَقْرَأُ غَيْرَ الَّذِي تَقْرَءُونَ وَلاَ
سَمِعْنَا إِلَّا مَا سَمِعْتُمْ , وَلَكِنَّا ابْتُلِينَا بِالضَّرَّاءِ
فَصَبَرْنَا، وَابْتُلِينَا بِالسَّرَّاءِ فَلَمْ نَصْبِرْ.
في اسناده ضعف
بَابُ
الشُّكْرِ عَلَى النِّعَمِ
774- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ أَبِي عُمَيْرٍ
الْحَارِثِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ قَالَ : إِنَّ
اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدْ أَوْسَعَ عَلَيْكُمْ فَلَيْسَتْ بِضَائِرَتِكُمُ
الدُّنْيَا إِذَا شَكَرْتُمُوهَا لِلَّهِ.
775- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنِ
الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الأَكْلَةَ أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ
عَلَيْهَا.
776- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ
بْنِ مَيْمُونٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ مِنْ نِعْمَةٍ صَغِيرَةٍ
وَلاَ كَبِيرَةٍ , فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ، إِلَّا كَانَ قَدْ أُعْطِيَ
أَكْثَرَ مِمَّا أَخَذَ.
777- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ، عَنِ
الْحَسَنِ قَالَ : قَالَ : مُوسَى : يَا رَبِّ , كَيْفَ يَسْتَطِيعُ ابْنُ آدَمَ
أَنْ يُؤَدِّيَ شُكْرَ مَا صَنَعْتَ إِلَيْهِ ؛ خَلَقْتَهُ بِيَدِكَ , وَنَفَخْتَ
فِيهِ مِنْ رُوحِكَ , وَأَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ , ثُمَّ أَمَرْتَ الْمَلاَئِكَةَ
فَسَجَدُوا لَهُ، فَقَالَ : يَا مُوسَى , عَلِمَ أَنَّ ذَلِكَ مِنِّي فَحَمِدَنِي
عَلَيْهِ , فَكَانَ ذَلِكَ شُكْرَ مَا صَنَعْتُ إِلَيْهِ.
778- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ : ذِكْرُ
النِّعْمَةِ شُكْرُهَا.
779- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ : كَانَ دَاوُدُ النَّبِيُّ صَلَوَاتُ اللَّهِ
عَلَيْهِ يَقُولُ : يَا رَبِّ , كَيْفَ أُحْصِي نِعْمَتَكَ وَأَنَا نِعْمَةٌ
كُلِّي.
780- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي
لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ لَمْ يَشْكُرِ النَّاسَ لَمْ
يَشْكُرِ اللَّهَ.
781- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِي شُبْرُمَةَ،
عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنِ الأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لاَ يَشْكُرُ
النَّاسَ.
782- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ
الْمُسَيَّبِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : قَالَ دَاوُدُ : يَا رَبِّ ,
طَالَ عُمْرِي وَكَبِرَ سِنِّي , وَضَعُفَ رُكْنِي قَالَ : فَأَوْحَى اللَّهُ
إِلَيْهِ يَا دَاوُدُ , طُوبَى لِمَنْ طَالَ عُمْرُهُ , وَحَسُنَ عَمَلُهُ.
783- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الْفَزَارِيِّ،
عَنْ أَسْلَمَ الْمِنْقَرِيِّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ : كَانَ
يَعْقُوبُ قَدْ كَبُرَ حَتَّى رَفَعَ حَاجِبَاهُ بِخِرْقَةٍ , فَقِيلَ لَهُ : مَا
بَلَغَ بِكَ مَا أَرَى ؟ قَالَ : طُولُ الزَّمَانِ وَكَثْرَةُ الأَحْزَانِ،
فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَتَشْكُونِي ؟ قَالَ : يَا رَبِّ , خَطِيئَةٌ
أَخْطَأْتُهَا فَاغْفِرْهَا.
بَابٌ
مِنَ الْمَوْعِظَةِ
784- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ
مَعْنٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ : بَيْنَا رَجُلٌ
فِي بُسْتَانٍ بِمِصْرَ فِي فِتْنَةِ آلِ الزُّبَيْرِ جَالِسٌ كَئِيبٌ حَزِينٌ
يَنْكُتُ فِي الأَرْضِ بِشَيْءٍ مَعَهُ إِذْ رَفَعَ رَأْسَهُ فَإِذَا صَاحِبُ
مِسْحَاةٍ قَدْ مَثُلَ لَهُ , فَقَالَ لَهُ : مَالِي أَرَاكَ مَهْمُومًا حَزِينًا
؟ فَكَأَنَّهُ ازْدَرَاهُ , فَقَالَ : لاَ شَيْءَ، فَقَالَ : أَبِالدُّنْيَا فَإِنَّ الدُّنْيَا
عَرَضٌ حَاضِرٌ يَأْكُلُ مِنْهَا الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ , وَإِنَّ الْآخِرَةَ
أَجَلٌ صَادِقٌ، يَحْكُمُ فِيهَا مَلِكٌ قَادِرٌ، يَفْصِلُ بَيْنَ الْحَقِّ
وَالْبَاطِلِ، حَتَّى ذَكَرَ أَنَّ لَهَا مَفَاصِلَ كَمَفَاصِلِ اللَّحْمِ، مَنْ
أَخْطَأَ مِنْهَا شَيْئًا أَخْطَأَ الْحَقَّ , فَعَجِبَ بِذَلِكَ بِقَوْلِهِ ,
فَقَالَ : اهْتِمَامِي بِمَا فِيهِ الْمُسْلِمُونَ قَالَ : فَإِنَّ اللَّهَ
تَعَالَى سَيُنْجِيكَ بِشَفَقَتِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَسَلْ مَنْ ذَا الَّذِي
سَأَلَ اللَّهَ فَلَمْ يُعْطِهِ , أَوْ دَعَا اللَّهَ فَلَمْ يُجِبْهُ , أَوْ
تَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ فَلَمْ يَكْفِهِ , أَوْ وَثِقَ بِهِ فَلَمْ يُنْجِهِ .
قَالَ : فَعَلَّقْتُ الدُّعَاءَ , فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ سَلِّمْنِي وَسَلِّمْ
مِنِّي قَالَ : فَتَجَلَّتِ الْفِتْنَةُ وَلَمْ يُصِبْ مِنْهَا شَيْئًا
785- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عِيسَى بْنِ سِنَانٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ : لَمَّا حَضَرَتْ عُبَادَةَ الْوَفَاةُ قَالَ : أَخْرِجُوا فِرَاشِي إِلَى الصَّحْنِ يَعْنِي الدَّارَ , ثُمَّ قَالَ : اجْمَعُوا لِي مَوَالِيَ وَخَدَمِي وَجِيرَانِي , وَمَنْ كَانَ يَدْخُلُ عَلَيَّ , فَجَمَعُوا لَهُ , فَقَالَ : إِنَّ يَوْمِي هَذَا لَأُرَاهُ آخِرَ يَوْمٍ يَأْتِي عَلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا وَأَوَّلَ لَيْلَةٍ مِنَ الْآخِرَةِ , وَإِنِّي لاَ أَدْرِي لَعَلَّهُ قَدْ فَرَطَ مِنِّي بِيَدِي أَوْ بِلِسَانِي شَيْءٌ وَهُوَ وَالَّذِي نَفْسُ عُبَادَةَ بِيَدِهِ الْقِصَاصُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , فَمَا خَرَجَ عَلَى أَحَدِكُمْ شَيْءٌ مِنْ نَفْسِهِ إِلَّا اقْتَصَّ مِنِّي قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ نَفْسِي , فَقَالُوا : بَلْ كُنْتَ وَالِدًا , وَكُنْتَ مُؤَدَّبًا . قَالَ : وَمَا قَالَ لِخَادِمٍ : سُوءًا قَطُّ . قَالَ : فَقَالَ : أَغَفَرْتُمْ لِي مَا كَانَ مِنْ ذَلِكَ ؟ قَالُوا : نَعَمْ . قَالَ : اللَّهُمَّ اشْهَدْ، ثُمَّ قَالَ : أَمَا فَاحْفَظُوا وَصِيَّتِي أُحَرِّجُ عَلَى كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ يَبْكِي عَلَيَّ , وَإِذَا خَرَجَتْ نَفْسِي فَتَوَضَّئُوا وَأَحْسِنُوا الْوُضُوءَ , ثُمَّ يَدْخُلُ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ مَسْجِدَهُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ , ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ لِعِبَادِهِ وَلِنَفْسِهِ فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ : {اسْتَعِينُوا بِالصَّبِرِ وَالصَّلاَةِ} [البقرة]، ثُمَّ أَسْرِعُوا بِي إِلَى حُفْرَتِي , وَلاَ يَتَّبِعْنِي نَارٌ , وَلاَ تَصْنَعُوا عَلَيَّ أُرْجُوَانًا.
786- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ مُسْلِمٍ أَبِي عِيسَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مِنْ وَلَدِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ : اسْتَأْذَنَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَقٍّ يَطْلُبُهُ فِي الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هَكَذَا وَالأَرْضُ فِيهَا حَرْبٌ ؟ قَالَ : إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لاَ يَكُونَ عَلَيَّ بَأْسٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ إِنَّ لِي فِيهِمْ قَرَابَةً، فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَانْطَلَقَ فَاحْتَبَسَ عَلَيْهِ حَتَّى خَافَ أَنْ يَكُونَ قَدْ هَلَكَ , ثُمَّ إِنَّهُ جَاءَ , فَلَمَّا رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَعِيدٍ جَعَلَ يُكَبِّرُ وَيَحْمَدُ اللَّهَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَلَمَّا رَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكَبِّرُ قَالَ : لَقَدْ رَأَيْتُ يَا سَعْدُ عَجَبًا قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , رَأَيْتُ عَجَبًا مِنَ الْعَجَبِ رَأَيْتُ قَوْمًا لَيْسَ لَهُمْ فَضْلٌ عَلَى أَنْعَامِهِمْ , لاَ يَهُمُّهُمْ إِلَّا مَا يَجْعَلُوهُ فِي بُطُونِهِمْ وَعَلَى ظُهُورِهِمْ . قَالَ : يَا سَعْدُ , لَقَدْ رَأَيْتَ عَجَبًا أَلاَ أُخْبِرُكَ بِأَعْجَبَ مِنْ ذَلِكَ ؟ قَالَ : بَلَى , يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : قَوْمٌ يَعْرِفُونَ مَا أَجْهَلَ أُولَئِكَ , وَيَشْتَهُونَ كَشَهْوَتِهِمْ، فَلَمَّا دَخَلَ سَعْدٌ عَلَى أَهْلِهِ أَطَافُوا بِهِ وَاحْتَوَشُوهُ , فَقَالَ : إِنِّي لَأَرَاكُمْ قَدْ خِفْتُمْ عَلَيَّ ؟ قَالُوا : أَجَلْ، إِنَّكَ قَدِ احْتُبِسْتَ عَنَّا حَتَّى ظَنَنَّا بِكَ، فَقَالَ : إِنَّا افَتَرَقْنَا , ثُمَّ اجْتَمَعْنَا وَيُوشِكُ أَنْ نَفْتَرِقَ , ثُمَّ لاَ نَجْتَمِعَ , فَهَلْ لَكُمْ أَنْ تَتَوَاصَوْا بِالْخَيْرِ وَالْعِبَادَةِ وَالْمُدَاوَمَةِ عَلَى ذَلِكَ
787- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الْفَزَارِيِّ، عَنِ
الأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ قَالَ : أَوْحَى اللَّهُ إِلَى دَاوُدَ النَّبِيِّ صَلَوَاتُ اللَّهِ
عَلَيْهِ : قُلْ لِلظَّلَمَةِ أَنْ لاَ يَذْكُرُونِي , فَإِنِّي أَذْكُرُ مَنْ
ذَكَرَنِي , وَإِنَّ ذِكْرِي إِيَّاهُمْ أَنْ أَلْعَنَهُمْ.
بَابُ الْخِدْمَةِ
788- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ
رَبَاحٍ اللَّخْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَى الرَّجُلِ يَرَاهُ يَخْدُمُ أَصْحَابَهُ.
789- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ سَلَّامِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ حَبَّةَ بْنِ خَالِدٍ، وَسَوَاءَ بْنِ
خَالِدٍ قَالاَ : دَخَلْنَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَهُوَ يُعَالِجُ طِينًا فَأَعَنَّاهُ عَلَيْهِ , فَقَالَ : لاَ تَيْأَسَا مِنَ
الرِّزْقِ مَا تَهَزَّزَتْ رُءُوسُكُمَا فَإِنَّ الْإِنْسَانَ تَلِدُهُ أُمُّهُ
أَحْمَرَ لَيْسَ عَلَيْهِ قِشْرَةٌ , ثُمَّ يَرْزُقُهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ.
790- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ : قُلْتُ لِعَائِشَةَ : أَيُّ
شَيْءٍ كَانَ يَصْنَعُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ
بَيْتَهُ ؟ قَالَتْ : كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ فَإِذَا حَضَرَتِ
الصَّلاَةُ قَامَ فَصَلَّى.
791- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ،
عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا سُئِلَتْ مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ ؟ قَالَتْ : كَانَ يَخْصِفُ
النَّعْلَ , وَيُرَقِّعُ الثَّوْبَ وَنَحْوَ هَذَا.
792- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ
الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ قَالَ : كَانُوا يَدْخُلُونَ عَلَى عَلْقَمَةَ وَهُوَ
يَقْرَعُ غَنَمَهُ يَحْلِبُ وَيَعْلِفُ.
793- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ
مُنْذِرٍ أَبِي يَعْلَى قَالَ : كَانَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ يَكْنِسُ الْحُشَّ
بِنَفْسِهِ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ إِنَّكَ تُكْفَى هَذَا , فَيَقُولُ : إِنِّي
أُحِبُّ أَنْ آخُذَ بِنَصِيبِي مِنَ الْمِهْنَةِ.
794- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ،
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ الْفَاشِيِّ، عَنِ ابْنَةٍ لِخَبَّابٍ
قَالَتْ : خَرَجَ خَبَّابٌ فِي سَرِيَّةٍ , فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَاهَدَنَا حَتَّى كَانَ يَحْلِبُ عَنْزًا لَنَا
فِي جَفْنَةٍ فَكَانَتْ تَمْتَلِئُ حَتَّى تَطْفَحَ , فَتَفِيضَ قَالَتْ :
فَلَمَّا قَدِمَ خَبَّابٌ حَلَبَهَا , فَعَادَ حِلاَبُهَا كَمَا كَانَ، فَقُلْنَا
لِخَبَّابٍ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْلِبُهَا
حَتَّى تَفِيضَ فَلَمَّا حَلَبْتُهَا عَادَ حِلاَبُهَا.
795- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ بَحِيرٍ، عَنْ ضِرَارِ بْنِ الأَزْوَرِ قَالَ : بَعَثَنِي
أَهْلِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَقْحَةٍ أَيْ
ذَاتِ لَبَنٍ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
احْلِبْهَا، فَحَلَبْتُهَا , فَقَالَ : دَعْ دَاعِيَ اللَّبَنَ لاَ تُجْهِدْهَا.
بَابُ
التَّوَاضُعِ.
796- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ،
عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : خَيَّرَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَنْ أَكُونَ نَبِيًّا مَلَكًا أَوْ
نَبِيًّا عَبْدًا فَلَمْ أَدْرِ مَا أَقُولُ , وَكَانَ صَفِيِّي مِنَ الْمَلاَئِكَةِ
جِبْرِيلُ فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ , فَقَالَ : بِيَدِهِ أَنْ تَوَاضَعْ . قَالَ : فَقُلْتُ
: نَبِيًّا عَبْدًا.
797- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ
سَعِيدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ تَرْفَعُونِي فَوْقَ حَقِّي , فَإِنَّ اللَّهَ
عَزَّ وَجَلَّ قَدِ اتَّخَذَنِي عَبْدًا قَبْلَ أَنْ يَتَّخِذَنِي رَسُولًا .
قَالَ يَحْيَى : قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , فَقَالَ : وَبَعْدَ أَنْ
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ كَانَ عَبْدًا.
798- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ
وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا قَدْ
رَعَاهَا يَعْنِي الْغَنَمَ، قَالُوا : وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ :
وَأَنَا.
799- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ
بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْكَبُ الْحِمَارَ , وَيَلْبَسُ الصُّوفَ , وَيَلْعَقُ
أُصْبُعَهُ , وَيَأْكُلُ عَلَى الأَرْضِ , وَيَقُولُ : إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ،
آكُلُ كَمَا يَأْكُلُ الْعَبْدُ.
800- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ : أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ هَدِيَّةٌ , فَنَظَرَ إِلَى الْبَيْتِ , فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا يَضَعُهُ
عَلَيْهِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَعْهُ عَلَى الْحَضِيضِ
وَالْحَضِيضُ الأَرْضُ , ثُمَّ قَالَ : لَآكُلَنَّ الْيَوْمَ كَمَا يَأْكُلُ الْعَبْدُ
, ثُمَّ جَثَا لِرُكْبَتَيْهِ، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ تَأْكُلُ كَمَا يَأْكُلُ
الْعَبْدُ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : نَعَمْ،
آكُلُ كَمَا يَأْكُلُ الْعَبْدُ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ كَانَتِ
الدُّنْيَا تَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا
كَأْسًا.
801- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ،
عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : مَا
أَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَّكِئًا إِلَّا
مَرَّةً , ثُمَّ جَلَسَ , فَقَالَ : أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ.
802- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي
خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ : أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ بِرَجُلَيْنِ تَرْعَدُ
فَرَائِصُهُمَا , فَقَالَ : هَوِّنَا عَلَى أَنْفُسِكُمَا , فَإِنَّمَا أَنَا
ابْنُ امْرَأَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ كَانَتْ تَأْكُلُ الْقَدِيدَ.
803- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ لَيُدْعَى شَطْرَ اللَّيْلِ إِلَى خُبْزِ الشَّعِيرِ فَيُجِيبُ.
804- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ
بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَلاَ لاَ يَرُدَّ أَحَدُكُمْ هَدِيَّةَ أَخِيهِ وَإِنْ وَجَدَ
فَلْيُكَافِئْهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أُهْدِيَتْ إِلَيَّ ذِرَاعٌ لَقَبِلْتُ
وَلَوْ دُعِيتُ إِلَى كُرَاعٍ لَأَجَبْتُ.
805- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ،
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ ابْنٍ لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ
أَبِيهِ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَأْكُلُ بِأَصَابِعِهِ الثَّلاَثِ وَيَلْعَقَهُنَّ.
806- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ
عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ، مِثْلَهُ.
807- حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلاَنَ، عَنْ أَبِي عِيسَى أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ : إِنَّ
مِنْ رَأْسِ التَّوَاضُعِ أَنْ تَبْدَأَ مَنْ لَقِيتَ بِالسَّلاَمِ , وَأَنْ
تَرْضَى بِالدُّونِ مِنْ شَرَفِ الْمَجْلِسِ , وَتَكْرَهَ الْمِدْحَةَ وَالسُّمْعَةَ
وَالرِّيَاءَ بِالْبِرِّ.
808- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : كَانَ عُمَرُ إِذَا اسْتَعْمَلَ عَامِلًا , فَقَدِمَ
عَلَيْهِ وَفْدٌ مِنْ تِلْكَ الْبِلاَدِ . قَالَ : كَيْفَ أَمِيرُكُمْ ؟ يَعُودُ
الْمَمْلُوكَ ؟ وَيَتْبَعُ الْجِنَازَةَ ؟ كَيْفَ ثِيَابُهُ ؟ أَلَيِّنٌ هُوَ ؟
فَإِنْ قَالُوا : هُوَ لَيِّنٌ، وَهُوَ يَعُودُ الْمَمْلُوكُ، وَيَتْبَعُ
الْجِنَازَةَ تَرَكَهُ وَإِلَّا بَعَثَ إِلَيْهِ فَنَزَعَهُ.
809- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سَلَّامِ بْنِ مِسْكِينٍ، عَنِ ابْنِ
سِيرِينَ، أَنَّ حُذَيْفَةَ، لَمَّا قَدِمَ الْمَدَائِنَ قَدِمَ عَلَى حِمَارٍ
عَلَى إِكَافٍ وَبِيَدِهِ رَغِيفٌ وَعَرَقٌ وَهُوَ يَأْكُلُ عَلَى الْحِمَارِ.
810- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ،
عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ مِثْلَهُ
, وَزَادَ فِيهِ : وَهُوَ سَادِلٌ رِجْلَيْهِ مِنْ
جَانِبٍ.
811- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ : هُوَ رُكُوبُ الأَنْبِيَاءِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ
سَدْلُ الرِّجْلَيْنِ.
812- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ،
عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُطَارِدٍ السَّدُوسِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : كُنَّا
نَأْكُلُ وَنَحْنُ نَسْعَى عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَنَشْرَبُ وَنَحْنُ قِيَامٌ.
813- حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ
يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ قَالَ : مَنْ لَمْ يَسْتَحِ مِنَ الْحَلاَلِ خَفَّتْ
مَئُونَتُهُ وَقَلَّتْ كِبْرِيَاؤُهُ.
814- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، أَوْ عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ أَبِي
بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : كُفْرٌ بِاللَّهِ تَبَرُّؤٌ
مِنْ نَسَبٍ وَإِنْ دَقَّ ، وَكُفْرٌ بِاللَّهِ ادِّعَاءُ نَسَبٍ لاَ يُعْلَمُ.
815- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا أَبَا ذَرٍّ ارْفَعْ بَصَرَكَ فَانْظُرْ
أَرْفَعَ رَجُلٍ تَرَاهُ فِي الْمَسْجِدِ قَالَ : فَنَظَرْتُ فَإِذَا رَجُلٌ
جَالِسٌ عَلَيْهِ حُلَّتُهُ قَالَ : قُلْتُ : هَذَا . قَالَ : يَا أَبَا ذَرٍّ
ارْفَعْ رَأْسَكَ فَانْظُرْ أَوْضَعَ إِنْسَانٍ تَرَاهُ فِي الْمَسْجِدِ قَالَ :
فَنَظَرْتُ فَإِذَا رَجُلٌ ضَعِيفٌ عَلَيْهِ أَخْلاَقٌ لَهُ قَالَ : فَقُلْتُ :
هَذَا . قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهَذَا أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ مِنْ قُرَابِ الأَرْضِ مِنْ هَذَا.
816- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ،
وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لاَ يَنْظُرُ
إِلَى صُوَرِكُمْ , وَلاَ إِلَى أَمْوَالِكُمْ , وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى
قُلُوبِكُمْ وَإِلَى أَعْمَالِكُمْ.
817- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ : لَمَّا قَدِمَ
عُمَرُ الشَّامَ تَلَقَّتْهُ الْجُنُودُ وَعَلَيْهِ إِزَارٌ وَخُفَّانِ
وَعِمَامَةٌ وَهُوَ آخِذٌ بِرَأْسِ رَاحِلَتِهِ يَخُوضُ الْمَاءَ، فَقَالُوا : يَا
أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , تَلْقَاكَ الْجُنُودُ وَالْبَطَارِقَةُ وَأَنْتَ عَلَى
حَالِكَ هَذَا ؟ فَقَالَ عُمَرُ : إِنَّا قَوْمٌ أَعَزَّنَا اللَّهُ
بِالْإِسْلاَمِ , فَلَنْ نَلْتَمِسَ الْعِزَّةَ بِغَيْرِهِ.
818- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ،
عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ : إِذَا نَظَرَ أَحَدُكُمْ إِلَى مَنْ فُضِّلَ عَلَيْهِ فِي الْمَالِ
وَالْجِسْمِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى مَنْ دُونَهُ فِي الْمَالِ وَالْجِسْمِ.
819- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ،
عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي مَرْزُوقٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ رَجُلٍ
مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ قَالَ : رَأَيْتُ سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ فِي سَرِيَّةٍ
وَهُوَ أَمِيرُهَا عَلَى حِمَارٍ وَعَلَيْهِ سَرَاوِيلُ وَخَدْمَتَاهُ
تَذَبْذَبَانِ , وَالْجُنْدُ يَقُولُونَ : قَدْ جَاءَ الأَمِيرُ، فَقَالَ
سَلْمَانُ : إِنَّمَا الْخَيْرُ وَالشَّرُّ بَعْدَ الْيَوْمِ.
820- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سَعِيدِ
بْنِ عَمْرٍو الْقُرَشِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ رَأَى
رُفْقَةً مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ رِحَالُهُمُ الأَدَمُ قَالَ : مَنْ أَحَبَّ
أَنْ يَنْظُرَ إِلَى أَشْبَهِ رُفْقَةٍ كَانُوا بِأَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَؤُلاَءِ.
821- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ
يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : حَجَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَحَلٍ رَثٍّ وَقَطِيفَةٍ تُسَاوِي أَرْبَعَةَ دَرَاهِمَ
أَوْ لاَ تُسَاوِي , ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ , حَجَّةٌ لاَ رِيَاءَ فِيهَا وَلاَ
سُمْعَةَ.
822- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ
سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُبَيْرٍ الْخُزَاعِيِّ أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَمْشِي مَعَ
أَصْحَابِهِ فَأَخَذَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ مُلاَءَةً فَظَلَّلَهُ بِهَا
فَكَشَفَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَقَالَ : {إِنَّمَا
أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} [الكهف].
823- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ : رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ يَنْقُلُ التُّرَابَ حَتَّى وَارَى التُّرَابُ
صَدْرَهُ.
824- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ عَوْنِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : مَنْ كَانَ فِي صُورَةٍ حَسَنَةٍ , وَمَوْضِعٍ لاَ
يُشِينُهُ , وَوُسِّعَ عَلَيْهِ فِي الرِّزْقِ , وَتَوَاضَعَ لِلَّهِ كَانَ مِنْ
خَالِصِ اللَّهِ.
بَابُ الْكِبْرِ.
825- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ
السَّائِبِ، عَنِ الأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ :
الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي , وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي مَنْ يُنَازِعُنِي وَاحِدًا
مِنْهُمَا أَلْقَيْتُهُ فِي جَهَنَّمَ.
826- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ قَالَ : فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنَّهُ لَيُعْجِبُنِي نَقَاءُ ثَوْبِي , وَشِرَاكُ نَعْلِي , وَعَلاَقَةُ سَوْطِي فَهَذَا مِنَ الْكِبْرِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ , وَيُحِبُّ إِذَا أَنْعَمَ عَلَى عَبْدٍ بِنِعْمَةٍ أَنْ يَرَى أَثَرَهَا عَلَيْهِ , وَيُبْغِضُ الْبُؤْسَ وَالتَّبَاؤُسَ، وَلَكِنَّ الْكِبْرُ أَنْ يُسَّفَهَ الْحَقُّ أَوْ يُغْمَصَ الْخَلْقُ.
827- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَوَّادِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنِّي رَجُلٌ حُبِّبَ إِلَيَّ الْجَمَالُ وَأُعْطِيتُ مِنْهُ مَا تَرَى حَتَّى مَا أُحِبُّ أَنْ يَفُوقَنِي أَحَدٌ بِشِسْعِ نَعْلِي أَوْ قَالَ : بِشِرَاكِ نَعْلِي , فَمِنَ الْكِبْرِ ذَلِكَ ؟ قَالَ : لاَ وَلَكِنْ مِنَ الْكِبْرِ مَنْ بَطِرَ الْحَقَّ وَغَمَطَ النَّاسَ.
828- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ
سُلَيْمَانَ بْنِ سُحَيْمٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَرِيزٍ
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ
جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُودَ , وَيُحِبُّ مَعَالِيَ الأَخْلاَقِ , وَيُبْغِضُ
سَفْسَافَهَا , وَإِنَّ مِنْ إِكْرَامِ جَلاَلِ اللَّهِ إِكْرَامَ ثَلاَثَةٍ ذِي
الشَّيْبَةِ فِي الْإِسْلاَمِ , وَالْحَامِلِ لِلْقُرْآنِ غَيْرِ الْجَافِي عَنْهُ
وَلاَ الْغَالِي , وَالْإِمَامِ الْمُقْسِطِ.
829- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ
بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ قَالَ : مَنْ وَضَعَ جَبِينَهُ
لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ سَاجِدًا فَلَيْسَ بِمُتَكَبِّرٍ وَقَدْ بَرِئَ مِنَ
الْكِبْرِ.
830- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ
الْحَسَنِ قَالَ : لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ، وَلاَ
يَدْخُلُ النَّارَ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ بِرٍّ.
831- حَدَّثَنَا يَعْلَى، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، عَنْ
أَبِيهِ قَالَ : الْتَقَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ
وَمَعَهُمَا نَفَرٌ فَتَنَحَّيَا , ثُمَّ جَاءَ ابْنُ عُمَرَ يَبْكِي، فَقَالَ
الْقَوْمُ : مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ؟ قَالَ : أَبْكَانِي
الَّذِي يَزْعُمُ هَذَا أَنَّهُ سَمِعَ مِنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ : لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِنْسَانٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ
حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ.
832- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
مَسْرُوقٍ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِي إِيَاسٍ الْبَجَلِيِّ
قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : مَنْ تَطَاوَلَ تَعَظُّمًا خَفَضَهُ اللَّهُ،
وَمَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ خُشُوعًا رَفَعَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ.
833- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، وَيَعْلَى، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ،
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : مَا ذِئْبَانِ جَائِعَانِ ضَارِيَانِ فِي غَنَمٍ وَقَدْ أَغْفَلَهَا
رُعَاؤُهَا وَتَخَلَّفُوا عَنْهَا أَحَدُهُمَا فِي أُولاَهَا وَالْآخَرُ فِي
أُخْرَاهَا بِأَسْرَعَ فَسَادًا مِنْ طَلَبِ الْمَالِ وَالشَّرَفِ فِي دِينِ
الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ.
834- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ لَيْثٍ فِيمَا
بَلَغَهُ أَنَّ مُسْلِمِي الْجِنِّ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُقَالُ لَهُمْ : كُونُوا
تُرَابًا، وَإِنَّ إِبْلِيسَ فِي قُبَّةٍ مِنْ نَارٍ لَيْسَ مِنْ أَنْوَاعِ
الْعَذَابِ شَيْءٌ إِلَّا وَهُوَ يَخْرُجُ مِنْ تِلْكَ الْقُبَّةِ . قَالَ :
وَيَحْشُرُهُمُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي صُوَرِ الذَّرِّ يُصَغِّرُهُمْ
بِذَلِكَ لِأَنَّهُمْ أَوَّلُ مَنْ تَكَبَّرَ يَعْنِي الْجِنَّ
835- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي مُصْعَبٍ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ : نَجِدُهُ مَكْتُوبًا : يَا ابْنَ آدَمَ ,
اتَّقِ رَبَّكَ وَابْرَرْ وَالِدَيْكَ , وَصِلْ رَحِمَكَ يُمَدَّ لَكَ فِي
عُمْرِكَ , وَيُيَسَّرْ لَكَ يُسْرُكَ , وَيُصْرَفْ عَنْكَ عُسْرُكَ . قَالَ :
وَيَجِيءُ الْمُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَالذَّرِّ فِي صُوَرِ
الرِّجَالِ يَغْشَاهُمُ الذُّلُّ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ يُسْلَكُونَ فِي نَارِ
الأَنْيَارِ يُسْقَوْنَ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ عُصَارَةِ أَهْلِ النَّارِ.
836- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ مُصْعَبٍ،
عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : بَرَاءَةُ مِنَ الْكِبْرِ رُكُوبُ الْحِمَارِ , وَلُبْسُ الصُّوفِ , وَاعْتِقَالُ
الْعَنْزِ , وَمُجَالَسَةُ فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ.
837- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ،
حَدَّثَنَا أَبُو مِجْلَزٍ قَالَ : دَخَلَ مُعَاوِيَةُ بَيْتًا فِيهِ عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ فَقَامَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ جَعْفَرٍ وَلَمْ يَقُمْ لَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ , فَقَالَ مُعَاوِيَةُ :
اجْلِسْ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ : مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَتَمَثَّلَ لَهُ الرِّجَالُ قِيَامًا فَلْيَتَبَوَّأْ
مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.
838- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ
حَيْوَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ : لاَ تَقُومُوا لِحَيٍّ وَلاَ مَيِّتٍ.
839- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ
شَهْرٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ
: مَنْ رَكِبَ مَشْهُورًا مِنَ الدَّوَابِّ أَوْ لَبِسَ
مَشْهُورًا مِنَ الثِّيَابِ أَعْرَضَ اللَّهُ عَنْهُ مَا دَامَ عَلَيْهِ وَإِنْ
كَانَ عَلَى اللَّهِ كَرِيمًا.
840- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ
مُهَاجِرِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : مَنْ لَبِسَ شُهْرَةً مِنَ
الثِّيَابِ أَلْبَسَهُ اللَّهُ مَذَلَّةً.
841- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ
أَبِي تَمِيمَةَ قَالَ : جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : يَا مُحَمَّدُ , أَوْصِنِي . قَالَ : لاَ تَسُبَّ
النَّاسَ , وَلاَ تَزْهَدْ فِي الْمَعْرُوفِ , وَإِذَا اسْتَسْقَاكَ أَخُوكُ مِنْ
دَلْوِكَ فَاصْبُبْ لَهُ وَالْقَهُ وَوَجْهُكَ مُنْبَسِطٌ إِلَيْهِ , وَإِيَّاكَ
وَإِسْبَالَ الْإِزَارِ مِنَ الْمَخِيلَةِ، وَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ
الْمَخِيلَةَ.
842- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ
السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : خَرَجَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ
قَبْلَكُمْ فِي حُلَّةٍ لَهُ يَخْتَالُ فِيهَا , فَأَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
الأَرْضَ فَأَخَذَتْهُ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ، أَوْ قَالَ : يَتَلَجْلَجُ فِيهَا
إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
843- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ،
عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : مَشَى رَجُلٌ
مُسْبِلًا إِزَارَهُ يَجُرُّهُ فَخُسِفَ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ
الْقِيَامَةِ.
844- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ قَالَ : كُنْتُ أَمْشِي مَعَ ابْنِ عُمَرَ فَرَأَى رَجُلًا
يَجُرُّ ثِيَابَهُ خُيَلاَءَ , فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : مَنْ جَرَّ ثِيَابَهُ خُيَلاَءَ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ
إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ : فَقُلْتُ : حَدَّثَنِي بِذَلِكَ أَبُو
سَعِيدٍ , فَقَالَ : أَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ.
845- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ نِيَاقٍ قَالَ : كُنْتُ أَنَا وَابْنُ عُمَرَ فِي مَجْلِسٍ بِمَكَّةَ إِذْ مَرَّ عَلَيْهِ فَتًى يَجُرُّ إِزَارَهُ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : يَا فَتَى , مِمَّنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : مِنْ بَنِي بَكْرٍ قَالَ : أَتُحِبُّ أَنْ يَنْظُرَ اللَّهُ إِلَيْكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ قَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ , نَعَمْ . قَالَ : فَارْفَعْ إِزَارَكَ فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأُذُنَيَّ هَاتَيْنِ وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى أُذُنَيْهِ يَقُولُ : مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ فَلاَ يُرِيدُ بِهِ إِلَّا الْخُيَلاَءَ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
846- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ
أَبِي عُثْمَانَ قَالَ : رَأَى ابْنُ مَسْعُودٍ رَجُلًا عَلَيْهِ عَبَاءَتَانِ
قَدِ اتَّزَرَ بِإِحْدَاهُمَا وَهُوَ يَجُرُّهَا وَارْتَدَى بِالْأُخْرَى ,
فَقَالَ : مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ لاَ يَجُرُّهُ إِلَّا مِنَ الْخُيَلاَءِ فَلَيْسَ
مِنَ اللَّهِ فِي حِلٍّ وَلاَ حَرَامٍ.
847- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ،
عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ : الْإِسْبَالُ فِي الْإِزَارِ وَالْقَمِيصِ وَالْعِمَامَةِ مَنْ جَرَّ
مِنْهَا شَيْئًا خُيَلاَءَ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ.
848- حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ أَبِي
الصَّبَّاحِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُمَيَّةَ قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ
يَقُولُ : مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْإِزَارِ
فَهُوَ فِي الْقَمِيصِ.
بَابُ
الرِّيَاءِ
849- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي بَكْرٍ
: الشِّرْكُ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ فِي أَهْلِ الْقِبْلَةِ قَالَ : يَا
رَسُولَ اللَّهِ , كَيْفَ أَقُولُ ؟ قَالَ : قُلِ : اللَّهُمَّ , إِنِّي أَعُوذُ
بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ , أَوْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا لاَ
أَعْلَمُ , وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ.
850- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْعَزِيزُ بْنُ رُفَيْعٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ : يَا أَيُّهَا
النَّاسُ , أَخْلِصُوا أَعْمَالَكُمْ لِلَّهِ إِذَا عُفِيَ أَحَدُكُمْ عَنْ
مَظْلَمَةٍ فَلاَ يَقُولَنَّ هَذَا لِلَّهِ وَلِوَجْهِكُمْ، فَإِنَّمَا هُوَ
لِوُجُوهِهِمْ وَلَيْسَ لِلَّهِ مِنْهُ شَيْءٌ، إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ : أَنَا خَيْرُ شَرِيكٍ , مَنْ أَشْرَكَ مَعِي شَرِيكًا فِي عَمَلٍ
فَعَمَلُهُ لِشَرِيكِهِ، وَمَنْ لَمْ يُشْرِكْ مَعِي شَرِيكًا فَعَمَلُهُ لَهُ
كُلُّهُ , لاَ أَقْبَلُ الْيَوْمَ إِلَّا مَنْ كَانَ خَالِصًا لِي.
851- حَدَّثَنَا يَعْلَى، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ رَجُلٍ
قَدْ سَمَّاهُ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُبَادَةَ
بْنِ الصَّامِتِ , فَقَالَ : رَجُلٌ يُصَلِّي يَبْتَغِي وَجْهَ اللَّهِ وَيُحِبُّ
أَنْ يُحْمَدَ , وَيَتَصَدَّقُ وَيَبْتَغِي وَجْهَ اللَّهِ وَيُحِبُّ أَنْ
يُحْمَدَ . قَالَ : لَيْسَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ : أَنَا خَيْرُ شَرِيكٍ
فَمَنْ كَانَ لَهُ مَعِي شَرِيكٌ فَهُوَ لَهُ كُلُّهُ لاَ حَاجَةَ لِي فِيهِ.
852- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَمَّنْ سَمِعَ
مُجَاهِدًا يَقُولُ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ , فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتَصَدَّقُ بِالصَّدَقَةِ أَلْتَمِسُ
بِهَا مَا عِنْدَ اللَّهِ، وَأُحِبُّ أَنْ يُقَالَ لِي خَيْرًا . قَالَ :
فَنَزَلَتْ {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ , فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا
صَالِحًا، وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف].
853- حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ،
عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، {وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ
أَحَدًا} [الكهف] قَالَ : لاَ يُرَائِي بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا.
854- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يُؤْتَى بِابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى
الْمِيزَانِ كَأَنَّهُ بَذَجٌ , فَيَقُولُ اللَّهُ : يَا ابْنَ آدَمَ , أَنَا
خَيْرُ شَرِيكٍ مَا عَمِلْتَ لِي فَأَنَا أَجْزِيكَ بِهِ، وَمَا عَمِلْتَ
لِغَيْرِي فَاطْلُبْ ثَوَابَهُ مِمَّنْ عَمِلْتَ لَهُ.
855- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ
عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ : قَالَ لِي أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ : لاَ
تَعْمَلْ لِغَيْرِ اللَّهِ فَيَكِلُكَ اللَّهُ إِلَى مَنْ عَمِلْتَ لَهُ.
856- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا
وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا} [هود] قَالَ : مَنْ عَمِلَ
لِلدُّنْيَا نُوَفِّيهِ فِي الدُّنْيَا.
857- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ
أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ : كُنَّا نُحَدَّثُ مُنْذُ خَمْسِينَ سَنَةً : أَنَّ الأَعْمَالَ
تُعْرَضُ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى مَا كَانَ لَهُ مِنْهَا . قَالَ : هَذَا لِي
وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَمَا كَانَ لِغَيْرِهِ . قَالَ : اطْلُبُوا ثَوَابَ هَذَا
مِمَّنْ عَمِلْتُمُوهُ لَهُ.
858- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ
الصَّامِتِ قَالَ : يُجَاءُ بِالدُّنْيَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ , فَيَقُولُ :
مَيِّزُوا مَا كَانَ مِنْهَا لِلَّهِ وَأَلْقُوا سَائِرَهَا فِي النَّارِ.
859- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ
السَّرِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ : كَتَبَ عُمَرُ إلَى أَبِي مُوسَى
: مَنْ خَلُصَتْ نِيَّتُهُ كَفَاهُ اللَّهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ،
وَمَنْ تَزَيَّنَ لِلنَّاسِ بِغَيْرِ مَا يَعْلَمُ اللَّهُ مِنْ قَلْبِهِ شَانَهُ
اللَّهُ، فَمَا ظَنُّكَ فِي ثَوَابِ اللَّهِ فِي عَاجِلِ رِزْقِهِ وَخَزَائِنِ
رَحْمَتِهِ، وَالسَّلاَمُ.
860- حَدَّثَنَا يَعْلَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ رِجَالٌ يَخْتِلُونَ
الدُّنْيَا بِالدَّينَ , يَلْبَسُونَ لِلنَّاسِ جُلُودَ الضَّأْنِ , مِنْ لِينِ
أَلْسِنَتِهِمْ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَقُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الذِّئَابِ،
فَيَقُولُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : أَبِي تَغْتَرُّونَ وَعَلَيَّ
تَجْتَرِئُونَ فَبِي حَلَفْتُ لَأَبْعَثَنَّ عَلَى أُولَئِكَ مِنْهُمْ فِتْنَةً
تَدَعُ الْحَلِيمَ مِنْهُمْ حَيْرَانَ.
861- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنِ
الْحَسَنِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ : طُوبَى لِكُلِّ عَبْدٍ نُوَمَةٍ عَرَفَ النَّاسَ
وَلَمْ يَعْرِفْهُ النَّاسُ عَرَفَهُ اللَّهُ مِنْهُ بِرِضْوَانٍ، أُولَئِكَ
مَصَابِيحُ الْهُدَى يُكْشَفُ عَنْهُمْ كُلُّ فِتْنَةٍ مُظْلِمَةٍ ,
سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ، لَيْسَ أُولَئِكَ بِالْمُذَايِيعِ
الْبَذْرِ وَلاَ الْجُفَاةِ الْمُرَائِينَ.
862- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ
مَعْنٍ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : لاَ يُشْبِهُ الزِّيَّ الزِّيَّ حَتَّى
تُشْبِهَ الْقُلُوبُ الْقُلُوبَ.
863- حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ
قَالَ : مَرَّ الْحَسَنُ بِقَاصٍّ , فَقَالَ : إِنَّ بِكَ لَشَرًّا، وَإِنَّ بِي
لَشَرًّا لاَ أَرَى كَلاَمَكَ يَنْجَحُ فِيكَ وَلاَ فِيَّ.
864- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلاَمِ عَلَى
كَلاَمِهِ الْمُقْتُ , يَنْوِي فِيهِ الْخَيْرَ , فَيُلْقِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ
الْعُذْرَ فِي قُلُوبِ النَّاسِ حَتَّى يَقُولُوا : مَا أَرَادَ بِكَلاَمِهِ هَذَا
إِلَّا الْخَيْرَ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلاَمِ الْحَسَنِ لاَ
يُرِيدُ بِهِ الْخَيْرَ , فَيُلْقِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ فِي قُلُوبِ
النَّاسِ حَتَّى يَقُولُوا : مَا أَرَادَ بِكَلاَمِهِ هَذَا الْخَيْرَ.
865- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ زِيَادٍ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ : الْمُتَخَلِّقُ إِلَى أَرْبَعِينَ يَوْمًا ,
ثُمَّ يَعُودُ إِلَى خَلْقِهِ الَّذِي هُوَ خَلْقُهُ.
866- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرٍ،
عَنْ أَبِي يَحْيَى الأَعْرَجِ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ
وَجَلَّ {فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} [الكهف] . قَالَ :
يُجَاءُ بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , فَيُوزَنُ , فَلاَ يَزِنُ حَبَّةَ
حِنْطَةٍ ، ثُمَّ يُوزَنُ وَلاَ يَزِنُ شَعِيرَةً , ثُمَّ يُوزَنُ فَلاَ يَزِنُ
جَنَاحَ بَعُوضَةٍ , ثُمَّ قَرَأَ {فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
وَزْنًا} [الكهف] لَيْسَ لَهُمْ وَزْنٌ.
867- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ،
عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ : أَشْرَفَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَلَى قَوْمٍ
فِي النَّارِ , فَقَالُوا : مَا أَدْخَلَكُمُ النَّارَ فَمَا دَخَلْنَا الْجَنَّةَ
إِلَّا بِتَعْلِيمِكُمْ وَتَأْدِيبِكُمْ ؟ فَقَالُوا إِنَّا كُنَّا نَأْمُرُكُمْ
بِالشَّيْءِ وَلاَ نَأْتِيهِ.
868- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ
صُبَيْحٍ قَالَ : وَعَظَ الْحَسَنُ يَوْمًا فَانْتَحَبَ رَجُلٌ، فَقَالَ الْحَسَنُ
: أَمَا وَاللَّهِ لَيَسْأَلَنَّكَ اللَّهُ مَا أَرَدْتَ بِهَذَا.
869- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ زَيْدِ
بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : النَّجَاةُ فِي
اثْنَتَيْنِ، وَالْهَلَكَةُ فِي اثْنَتَيْنِ، النَّجَاةُ فِي النِّيَّةِ
وَالنُّهَى، وَالْهَلَكَةُ فِي الْقُنُوطِ وَالْإِعْجَابِ.
870- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي يُونُسَ قَالَ : سَمِعْتُ
الْحَسَنَ يَقُولُ : {قُلْ : كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} [الإسراء] . قَالَ
: عَلَى نِيَّتِهِ.
871- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ يَحْيَى
بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ
بْنِ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ عُمَرَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ وَلِكُلِّ
امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ
فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى
دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ
إِلَيْهِ.
بَابُ
السُّمْعَةِ.
872- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ سَمَّعَ
النَّاسَ بِعَمَلِهِ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ سَامِعَ خَلْقِهِ فَحَقَّرُوهُ
وَصَغَّرُوهُ.
873- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ
بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، بَعَثَ عُمَرُ جَرِيرًا فِي الْجَيْشِ
فَسَقَطَتْ رِجْلُ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِنَ الْبَرْدِ , فَبَلَغَ عُمَرَ ,
فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ , فَقَالَ : يَا جَرِيرُ مُسَمِّعًا؛ إِنَّهَ مَنْ يُسَمِّعْ
يُسَمِّعِ اللَّهُ بِهِ.
874- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ
مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ : كَانَ
الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ يَأْتِي عَلْقَمَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ , فَيَتَحَدَّثُ
عِنْدَهُ , فَيُرْسِلُونَ إِلَيَّ فَأَجِيءُ فَأَتَحَدَّثُ مَعَهُمْ , فَأَرْسَلُوا
إِلَيَّ يَوْمًا فَجِئْتُ , فَقَالَ لِي عَلْقَمَةُ : أَلَمْ تَرَ مَا أَتَانَا
بِهِ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ ؟ قُلْتُ : وَمَا هُوَ ؟ قَالَ : حَدَّثَنَا رَجُلٌ
مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ قَالَ : أَلَمْ تَرَ إِلَى كَثْرَةِ دُعَاءِ النَّاسِ
وَقِلَّةِ الْإِجَابَةِ ؛ ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبَلُ إِلَّا النَّاخِلَةَ وَالنَّاخِلَةُ
الْخَالِصَةُ، فَقُلْتُ : فَقَدْ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ مِثْلَهَا قَالَ : وَمَا
قَالَ ؟ : قُلْتُ أَمَا سَمِعْتَهُ يَقُولُ : وَالَّذِي لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ لاَ
يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْ مُسَمِّعٍ وَلاَ مُرَاءٍ وَلاَ لاَعِبٍ إِلَّا دَاعٍ
دُعَاءً ثَابِتًا مِنْ قَلْبِهِ قَالَ : بَلَى
875- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ،
عَنْ إِبْرَاهِيمَ، وَالْحَسَنِ قَالاَ : كَفَى فِتْنَةً لِلْمَرْءِ أَنْ يُشَارَ
إِلَيْهِ بِالأَصَابِعِ فِي دَينٍ أَوْ دُنْيَا إِلَّا مَنْ عَصَمَهُ اللَّهُ
وَالتَّقْوَى هَهُنَا يُؤمِئُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ.
876- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا كَانَ فِي الْمَسْجِدِ , فَجَاءَهُ إِنْسَانٌ ,
فَجَلَسَ إِلَيْهِ أَوْسَعَ إِلَيْهِ , فَإِذَا اضْطَرَّهُ الْمَكَانُ إِلَى
أُسْطُوَانَةٍ قَامَ عَنْهَا إِلَى عَرْصِ الْحَلْقَةِ كَرَاهِيَةَ الشُّهْرَةِ.
877- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ،
عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي فِرَاسٍ قَالَ : قَالَ عُمَرُ : أَيُّهَا
النَّاسُ , إِنَّمَا كُنَّا نَعْرِفُكُمْ إِذْ بَيْنَ أَظْهُرِنَا رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِذْ يَنْزِلُ الْوَحْيُ وَيُنَبِّئُنَا
اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ، فَقَدْ ذُهِبَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَانْقَطَعَ الْوَحْيُ وَإِنَّمَا أَعْرِفُكُمْ بِمَا أَقُولُ
لَكُمْ مَنْ أَظْهَرَ مِنْكُمْ خَيْرًا ظَنَنَّا بِهِ خَيْرًا وَأَحْبَبْنَاهُ
عَلَيْهِ، وَمَنْ أَظْهَرَ مِنْكُمْ شَرًّا ظَنَنَّا بِهِ شَرًّا وَأَبْغَضْنَاهُ
عَلَيْهِ , وَسَرَائِرُكُمْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ رَبِّكُمْ أَلاَ وَإِنَّهُ قَدْ
أَتَى عَلَيَّ حِينٌ وَأَنَا أَرَى أَنَّهُ مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ إِنَّمَا
يُرِيدُ اللَّهَ وَمَا عِنْدَهُ وَقَدْ خُيِّلَ إِلَيَّ بِآخِرَةٍ أَنَّ رِجَالًا
يَقْرَءُونَهُ يُرِيدُونَ بِهِ مَا عِنْدَ النَّاسِ فَأَرِيدُوا اللَّهَ
بِقِرَاءَتِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ.
بَابُ
إِخْفَاءِ الْعَمَلِ.
878- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَعَبْدَةَ، عَنْ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ
بْنِ الْعَوَّامِ قَالَ : مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَكُونَ لَهُ خَبِيءٌ
مِنْ عَمَلٍ صَالِحٍ , فَلْيَفْعَلْ.
879- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ
هِلاَلِ بْنِ يَسَافٍ قَالَ : قَالَ : عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا تَصَدَّقَ أَحَدُكُمْ فَلْيُعْطِ بِيَمَنِهِ
وَلَيُخْفِ مِنْ شِمَالِهِ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَيَدَّهِنْ
أَوْ لِيَمْسَحْ شَفَتَيْهِ مِنْ دُهْنِهِ حَتَّى يَنْظُرَ إِلَيْهِ النَّاظِرُ
فَلاَ يَرَى أَنَّهُ صَائِمٌ، وَإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فِي بَيْتِهِ فَلْيُخْفِ
عَلَيْهِ سَتْرَهُ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ يَقْسِمُ الثَّنَاءَ كَمَا يَقْسِمُ
الرِّزْقَ.
880- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ حَبِيبِ
بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَالَ : أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ , فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَعْمَلُ
الْعَمَلَ أَسْتُرُهُ فَإِذَا اطُّلِعَ عَلَيْهِ سَرَّنِي، فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَكَ أَجْرَانِ، أَجْرُ السِّرِّ،
وَأَجْرُ الْعَلاَنِيَةِ.
881- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : كَانُوا يَكْرَهُونَ أَنْ يُظْهِرَ، الرَّجُلُ أَحْسَنَ
مَا عِنْدَهُ.
882- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَكَّارٍ الْمِصِّيصِيُّ، عَنِ ابْنِ
عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : كَانَ يُكْرَهُ أَوْ يَكْرَهُ أَنْ يَرْفَعَ
الرَّجُلُ بِرَأْسِهِ قَبْلَ صَلاَةِ الْفَجْرِ وَبَعْدَ صَلاَةِ الْفَجْرِ.
883- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ
عُبَيْدٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ
الْجَزَّارِ قَالَ : دَخَلَ أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ , فَقَالُوا : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ
, حَدِّثِينَا عَنْ سِرِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ,
فَقَالَتْ : كَانَ سِرُّهُ وَعَلاَنِيَتُهُ سَوَاءً، ثُمَّ نَدِمَتْ , فَقَالَتْ :
أَفْشَيْتُ سِرَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَالَتْ :
فَلَمَّا دَخَلَ أَخْبَرَتْهُ , فَقَالَ : أَحْسَنْتِ.
بَابُ
التَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ.
884- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو،
حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَنْزِلُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي السَّمَاءِ
الدُّنْيَا فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنَ النِّصْفِ الأَخِيرِ أَوِ الثُّلُثِ الأَخِيرِ
, فَيَقُولُ : مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ ذَا الَّذِي
يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ، مَنْ ذَا الَّذِي يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ،
حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ أَوْ يَنْصَرِفَ الْقَارِئُ مِنْ صَلاَةِ الصُّبْحِ.
885- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَدُ اللَّهِ بُسْطَانُ
لِمُسِيءِ اللَّيْلِ لِيَتُوبَ بِالنَّهَارِ , وَلِمُسِيءِ النَّهَارِ لِيَتُوبَ
بِاللَّيْلِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا.
886- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ
مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرٍو قَالَ : مَا مِنْ صَبَاحٍ
إِلَّا وَمَلَكَانِ مُوَكَّلاَنِ يَقُولاَنِ : يَا طَالِبَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ،
وَيَا طَالِبَ الشَّرِّ أَقْصِرْ.
887- حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ،
عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ قَالَ : مَا أَتَتْ عَلَى عَبْدٍ لَيْلَةٌ إِلَّا قَالَتْ
: يَا ابْنَ آدَمَ، أَحْدِثْ فِيَّ خَيْرًا ؛ فَإِنِّي لَنْ أَعُودَ إِلَيْكَ
أَبَدًا.
888- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بِحَدِيثَيْنِ :
أَحَدُهُمَا عَنْ نَفْسِهِ، وَالْآخَرُ عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : الْمُؤْمِنُ
يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ فِي أَصْلِ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ،
وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ وَقَعَ عَلَى أَنْفِهِ , فَقَالَ
بِهِ هَكَذَا فَطَارَ.
قَالَ : قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ أَحَدِكُمْ مِنْ رَجُلٍ بِأَرْضٍ دَوِيَّةٍ
مَهْلِكَةٍ , مَعَهُ رَاحِلَتُهُ عَلَيْهَا زَادُهُ وَطَعَامُهُ وَشَرَابُهُ وَمَا
يُصْلِحُهُ فَأَضَلَّهَا فَخَرَجَ فِي طَلَبِهَا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ
الْمَوْتُ . قَالَ : أَرْجِعُ إِلَى مَكَانِي الَّذِي أَضْلَلْتُهَا فِيهِ
فَأَمُوتُ . قَالَ : فَرَجَعَ إِلَى مَكَانِهِ فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ ,
فَاسْتَيْقَظَ فَإِذَا رَاحِلَتُهُ عِنْدَ رَأْسِهِ عَلَيْهَا طَعَامُهُ
وَشَرَابُهُ وَمَا يُصْلِحُهُ.
889- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ
: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ : مَا مِنْ رَجُلٍ خَرَجَ فِي
مَفَازَةٍ لَيْسَ فِيهِ مَاءٌ , فَآوَى إِلَى ظِلِّ شَجَرَةٍ , فَنَامَ تَحْتَهَا
, وَخَلَّى خِطَامَ نَاقَتِهِ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ لَمْ يَرَ رَاحِلَتَهُ ,
فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذَا هُوَ بِرَاحِلَتِهِ تَجُرُّ خِطَامَهَا وَإِنَّ
اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ ذَاكَ
بِرَاحِلَتِهِ حِينَ وَجَدَهَا.
890- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ
حَرْبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، وَالأَسْوَدِ قَالاَ : قَالَ ابْنُ
مَسْعُودٍ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ,
فَقَالَ : إِنِّي عَالَجْتُ امْرَأَةً فِي أَقْصَى الْمَدِينَةِ فَأَصَبْتُ
مِنْهَا مَا دُونَ أَنْ أَمَسَّهَا ,
فَأَنَا هَذَا فَاقْضِ فِيَّ مَا شِئْتَ قَالَ : فَقَالَ
عُمَرُ : لَقَدْ سَتَرَكَ اللَّهُ لَوْ سَتَرْتَ نَفْسَكَ . قَالَ : وَلَمْ
يَرُدَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا . قَالَ : فَقَامَ
الرَّجُلُ فَانْطَلَقَ فَأَتْبَعَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
رَجُلًا , فَدَعَاهُ , فَلَمَّا أَتَاهُ قَرَأَ عَلَيْهِ {أَقِمِ الصَّلاَةَ
طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ
السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود] قَالَ : فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ
الْقَوْمِ : هَذَا لَهُ خَاصَّةٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ : لاَ، بَلْ لِلنَّاسِ
كَافَّةً.
891- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنِ الْحَسَنِ
الْبَصْرِيِّ قَالَ : جَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنْ بَارِقٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَتْ : إِنِّي قَدْ زَنَيْتُ , فَأَقِمْ
عَلَيَّ حَدَّ اللَّهِ . قَالَ : فَرَدَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِرَارًا، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , لَعَلَّكَ
تُرِيدُ أَنْ تَفْعَلَ بِي كَمَا فَعَلْتَ بِمَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ :
ارْجِعِي , فَلَمَّا وَلَدَتْ أَمَرَهَا , فَتَطَهَّرْتُ , وَلَبِسَتْ
أَكْفَانَهَا , ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَرُجِمَتْ فَأَصَابَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ
مِنْ دَمِهَا فَسَبَّهَا , فَنَهَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ , ثُمَّ قَالَ : لَقَدْ تَابَتْ تَوْبَةً لَوْ تَابَهَا صَاحِبُ مَكْسٍ
لَقُبِلَتْ مِنْهُ.
892- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو
قَالَ : بَايَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ ,
فَإِمَّا سَأَلُوهُ عَلَى مَا نُبَايِعُكَ ؟ وَإِمَّا قَالَ لَهُمْ :
أُبَايِعُكُمْ عَلَى أَنْ لاَ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا , وَلاَ تَقْتُلُوا
النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ , وَلاَ تَزْنُوا , وَلاَ
تَسْرِقُوا فَمَنْ أَتَى مِنْكُمْ شَيْئًا مِنْ هَذَا فَأُقِيمَ عَلَيْهِ الْحَدُّ
فَالْحَدُّ كَفَّارَتُهُ، وَمَنْ سَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَحِسَابُهُ عَلَى
رَبِّهِ، وَمَنْ لَمْ يَأْتِ مِنْهُنَّ شَيْئًا ضَمِنْتُ لَهُ الْجَنَّةَ.
893- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ :
مَثَلُ الْمُحَقَّرَاتِ مِنَ الأَعْمَالِ مَثَلُ قَوْمٍ نَزَلُوا مَنْزِلًا لَيْسَ
بِهِ حَطَبٌ وَمَعَهُمْ لَحْمٌ , فَلَمْ يَزَالُوا يَلْقُطُونَ حَتَّى جَمَعُوا
مَا نَضَّجُوا بِهِ لَحْمَهُمْ.
894- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَوْنِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ عُمَرُ : جَالِسُوا التَّوَّابِينَ ؛ فَإِنَّهُمْ
أَرَقُّ شَيْءٍ أَفْئِدَةً.
895- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ
عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا هَمَّ
رَجُلٌ بِحَسَنَةٍ فَعَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَإِذَا هَمَّ
بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةٌ، وَإِذَا هَمَّ بِسَيِّئَةٍ
فَعَمِلَهَا كُتِبَتْ عَلَيْهِ سَيِّئَةٌ، وَإِذَا هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ
يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةٌ لِتَرْكِهِ السَّيِّئَةَ.
896- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : إِنَّكُمْ لَنْ تَلْقَوُا اللَّهَ عَزَّ
وَجَلَّ بِشَيْءٍ خَيْرٍ لَكُمْ مِنْ قِلَّةِ الذُّنُوبِ، فَمَنْ سَرَّهُ أَنْ
يَسْبِقَ الدَّائِبَ الْمُجْتَهِدَ فَلْيَكُفَّ نَفْسَهُ عَنِ الذُّنُوبِ.
897- حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ قَالَ : ذَكَرَ
سُفْيَانُ عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ : مَا أَعْلَمَنِي إِلَّا
قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي مُوسَى قَالَ : إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ
بِالْخَطِيئَةِ الَّذِي هُوَ إِنْ عَمِلَ حَسَنَةً قَطُّ أَنْفَعُ لَهُ مِنْهَا،
وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ الْحَسَنَةَ الَّذِي هُوَ إِنْ عَمِلَ خَطِيئَةً
أَضَرَّ عَلَيْهِ مِنْهَا.
قَالَ وَذَكَرَ أَبُو مُوسَى عَنِ الْحَسَنِ قَالَ :
إِنَّ الرَّجُلَ لَيُذْنِبُ الذَّنْبَ مَا يَزَالُ بِهِ كَئِيبًا حَتَّى يَدْخُلَ
الْجَنَّةَ.
898- حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ : كَانَ رَجُلٌ
عَلَى حَالٍ حَسَنَةٍ فَأَحْدَثَ حَدَثًا أَوْ أَذْنَبَ ذَنْبًا , فَرَفَضَهُ
أَصْحَابُهُ وَنَبَذُوهُ , فَبَلَغَ إِبْرَاهِيمَ حَالُهُ , فَقَالَ : مَهْ ،
تَدَارَكُوهُ وَعِظُوهُ، وَلاَ تَدَعُوهُ.
899- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ}
[الرحمن] . قَالَ : هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي يَذْكُرُ اللَّهَ عِنْدَ الْمَعَاصِي
فَيُحْجَزُ عَنْهَا.
900- حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ}
[الرحمن] . قَالَ : مَنْ خَافَ اللَّهَ عِنْدَ مَقَامِهِ عَلَى الْمَعْصِيَةِ فِي
الدُّنْيَا.
901- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ
حَرْبٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ : سُئِلَ عُمَرُ عَنِ التَّوْبَةِ
النَّصُوحِ، فَقَالَ : التَّوْبَةُ النَّصُوحُ : أَنْ يَتُوبَ الرَّجُلُ مِنَ
الْعَمَلِ السَّيِّئِ , ثُمَّ لاَ يَعُودُ إِلَيْهِ أَبَدًا.
902- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ،
عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ لَهُ رَجُلٌ :
مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ كَثِيرِ الْعَمَلِ كَثِيرِ الذُّنُوبِ ؟ قَالَ : هُوَ
أَعْجَبُ إِلَيْكَ أَمْ رَجُلٌ قَلِيلُ الْعَمَلِ قَلِيلُ الذُّنُوبُ ؟ قَالَ :
فَقَالَ : مَا أَعْدِلُ بِالسَّلاَمَةِ شَيْئًا.
903- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ،
عَنْ عَطَاءٍ الْبَزَّازِ، عَنْ بَشِيرٍ الأَوْدِيِّ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ
: أَرْبَعُ آيَاتٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حُمْرِ
النَّعَمِ وَسُودِهَا . قَالُوا : وَأَيْنَ هُنَّ . قَالَ : إِذَا مَرَّ بِهِنَّ
الْعُلَمَاءُ عَرَفُوهُنَّ، قَالُوا لَهُ : فِي أَيِّ سُورَةٍ ؟ قَالَ : فِي
سُورَةِ النِّسَاءِ قَوْلُهُ {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ
وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا}
[النساء]، وَقَوْلُهُ تَعَالَى {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ
وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ، وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ
افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} [النساء]، وَقَوْلُهُ تَعَالَى {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ
ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ
الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا}،
وَقَوْلُهُ تَعَالَى {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ
اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء]
904- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ قَالَ : ثَلاَثَةٌ لاَ يَسْمَعُ اللَّهُ لَهُمْ دُعَاءً : رَجُلٌ مَعَهُ امْرَأَةُ زِنَا كُلَّمَا قَضَى شَهْوَتَهُ مِنْهَا قَالَ : رَبِّ اغْفِرْ لِي، فَيَقُولُ الرَّبُّ : تَحَوَّلْ عَنْهَا وَأَنَا أَغْفِرُ لَكَ وَإِلَّا فَلاَ، وَرَجُلٌ بَاعَ بَيْعًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَلَمْ يُشْهِدْ وَلَمْ يَكْتُبْ فَكَابَرَهُ الرَّجُلُ بِمَالِهِ , فَيَقُولُ : يَا رَبِّ , كَابَرَنِي بِمَالِي , فَيَقُولُ الرَّبُّ : لاَ آجُرُكَ وَلاَ أُنْجِيكَ إِنِّي أَمَرْتُكَ بِالْكِتَابِ وَالشُّهُودِ فَعَصَيْتَنِي، وَرَجُلٌ يَأْكُلُ مَالَ قَوْمٍ وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ , وَيَقُولُ : يَا رَبِّ , اغْفِرْ لِي مَا أَكَلْتُ مِنْ مَالِهِمْ , فَيَقُولُ الرَّبُّ : رُدَّ إِلَيْهِمْ مَالَهُمْ فَأَغْفِرَ لَكَ وَإِلَّا فَلاَ.
905- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنَمٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُ فَسَلُونِي الْهُدَى أَهْدِكُمْ، وَكُلُّكُمْ فَقِيرٌ إِلَّا مَنْ أَغْنَيْتُ فَسَلُونِي الْغِنَى أَرْزُقْكُمْ، وَكُلُّكُمْ مُذْنِبٌ إِلَّا مَنْ عَافَيْتُ فَمَنْ عَلِمَ مِنْكُمْ أَنِّي ذُو قُدْرَةٍ عَلَى الْمَغْفِرَةِ فَاسْتَغْفَرَنِي غَفَرْتُ لَهُ وَلاَ أُبَالِي ، وَلَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَحَيَّكُمْ وَمَيِّتَكُمْ وَرَطْبَكُمْ وَيَابِسَكُمُ اجْتَمَعُوا عَلَى أَتْقَى عَبْدٍ مِنْ عِبَادِي مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي جَنَاحَ بَعُوضَةٍ، وَلَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَحَيَّكُمْ وَمَيِّتَكُمْ وَرَطْبَكُمْ وَيَابِسَكُمُ اجْتَمَعُوا عَلَى أَشْقَى عَبْدٍ مِنْ عِبَادِي مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي جَنَاحَ بَعُوضَةٍ، وَلَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَحَيَّكُمْ وَمَيِّتَكُمْ وَرَطْبَكُمْ وَيَابِسَكُمُ اجْتَمَعُوا عَلَى صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلَ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ مَا بَلَغَتْ أُمْنِيَّتُهُ فَأَعْطَيْتُ كُلَّ سَائِلٍ مِنْهُمْ مَا سَأَلَ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي إِلَّا كَمَا لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ مَرَّ بِالْبَحْرِ فَغَمَسَ فِيهِ إِبْرَةً , ثُمَّ رَفَعَهَا إِلَيْهِ ذَلِكَ بِأَنِّي جَوَادٌ مَاجِدٌ وَاجِدٌ أَفْعَلُ مَا أُرِيدُ , عَطَائِي كَلاَمٌ وَعَذَابِي كَلاَمٌ إِنَّمَا أَمْرِي لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْتُهُ أَنْ أَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ.
906- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {إِنَّهُ كَانَ
لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا} قَالَ : الأَوَّابُ الَّذِي يُذْنِبُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ
, ثُمَّ يُذْنِبُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ.
907- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ
فِي قَوْلِهِ : {إِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا} قَالَ : الرَّجَّاعِينَ
مِنَ الذَّنْبِ.
908- حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ،
عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : إِذَا مَالَتِ
الأَفْيَاءُ وَرَاجَتِ الأَرْوَاحُ فَاطْلُبُوا الْحَوَائِجَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ
وَجَلَّ ؛ فَإِنَّهَا سَاعَةٌ الأَوَّابِينَ , ثُمَّ قَرَأَ {إِنَّهُ كَانَ
لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا}.
909- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ :
خِيَارُكُمْ كُلُّ مُفَتَّنٍ تَوَّابٌ.
910- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ،
عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عَزَّةَ أَنَّ عَلِيًّا أَتَاهُ رَجُلٌ , فَقَالَ : مَا
تَرَى فِي رَجُلٍ أَذْنَبَ ذَنْبًا قَالَ : يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَيَتُوبُ
إِلَيْهِ قَالَ : قَدْ فَعَلَ , ثُمَّ عَادَ . قَالَ : يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَيَتُوبُ
إِلَيْهِ . قَالَ : قَدْ فَعَلَ , ثُمَّ عَادَ . قَالَ : يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ ,
ثُمَّ يَتُوبُ إِلَيْهِ , فَقَالَ لَهُ فِي الرَّابِعَةِ : قَدْ فَعَلَ , ثُمَّ
عَادَ , فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : حَتَّى مَتَى، ثُمَّ قَالَ :
يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَيَتُوبُ إِلَيْهِ وَلاَ يَمَلُّ حَتَّى يَكُونَ الشَّيْطَانُ
هُوَ الْمَحْسُورُ.
911- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ
سُلَيْمٍ الْعَامِرِيِّ قَالَ : سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ يَقُولُ : بِحَسْبِ
الْمُؤْمِنِ مِنَ الْعِلْمِ أَنْ يَخْشَى اللَّهَ , وَبِحَسْبِهِ مِنَ الْكَذِبِ
أَنْ يَسْتَغْفِرَ اللَّهَ , ثُمَّ يَعُودَ.
912- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ
أَبِي رَاشِدٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {إِنَّهُ كَانَ
لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا} قَالَ : الأَوَّابُ الَّذِي يَتَذَكَّرُ ذُنُوبَهُ فِي
الْخَلاَءِ فَيَسْتَغْفِرُ مِنْهَا.
913- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ
مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ : إِنَّ الْمَرْءَ لَحَقِيقٌ أَنْ يَكُونَ لَهُ
مَجَالِسُ يَخْلُو فِيهَا يَتَذَكَّرُ فِيهَا ذُنُوبَهُ فَيَسْتَغْفِرُ مِنْهَا.
914- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ
حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ : يُعْرَضُ عَلَى
الرَّجُلِ ذُنُوبُهُ , فَيَمُرُّ بِالذَّنْبِ , فَيَقُولُ : أَمَا إِنِّي قَدْ كُنْتُ
مِنْكَ مُشْفِقًا فَيُغْفَرُ لَهُ.
915- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
مَسْرُوقٍ، عَنْ مُنْذِرٍ قَالَ
: كَانَ الرَّبِيعُ إِذَا أَتَاهُ الرَّجُلُ يَسْأَلُهُ
قَالَ : اتَّقِ اللَّهَ فِيمَا عَلِمْتَ , وَمَا اسْتُؤْثِرَ بِهِ عَلَيْكَ
فَكِلْهُ إِلَى عَالِمِهِ لَأَنَا عَلَيْكُمْ فِي الْعَمْدِ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ
مِنِّي فِي الْخَطَأِ , وَمَا خَيْرُكُمُ الْيَوْمَ بِخَيْرٍ وَلَكِنَّهُ خَيْرٌ مِنْ
آخَرَ شَرٍّ مِنْهُ، وَمَا تَتَّبِعُونَ الْخَيْرَ حَقَّ اتِّبَاعِهِ وَمَا
تَفِرُّونَ مِنَ الشَّرِّ حَقَّ فِرَارِهِ، وَلاَ كُلَّ مَا أُنْزِلَ عَلَى
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَدْرَكْتُمْ، وَلاَ كُلَّ مَا
تَقْرَءُونَ تَدْرُونَ مَا هُوَ ,
ثُمَّ يَقُولُ : السَّرَائِرَ السَّرَائِرَ اللَّاتِي
تُخْفِيَنَّ مِنَ النَّاسِ وَهُنَّ لِلَّهِ بِوَادٍ، الْتَمِسُوا دَوَاءَهُنَّ ,
ثُمَّ يَقُولُ : وَمَا دَوَاؤُهُنَّ أَنْ تَتُوبَ , ثُمَّ لاَ تَعُودَ.
916- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْبَجَلِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ
قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَحْرَقَنِي لِسَانِي . قَالَ : فَأَيْنَ
أَنْتَ مِنَ الِاسْتِغْفَارِ، إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ
فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ.
917- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو،
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنِّي لَأَتُوبُ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ.
918- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي
عَيَّاشٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ : لَمَّا أَصَابَ آدَمُ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخَطِيئَةَ فَزِعَ إِلَى كَلِمَةِ الْإِخْلاَصِ :
لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ , سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ , رَبِّ عَمِلْتُ سُوءًا
وَظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي إِنَّكَ أَنْتَ لَخَيْرُ الْغَافِرِينَ، لاَ
إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ , سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ , رَبِّ عَمِلْتُ سُوءًا وَظَلَمْتُ
نَفْسِي فَارْحَمْنِي إِنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ , لاَ إِلَهَ إِلَّا
أَنْتَ , سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ , رَبِّ عَمِلْتُ سُوءًا وَظَلَمْتُ نَفْسِي
فَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ.
919- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ
يَسَافٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : مَنْ قَالَ : أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لاَ
إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيَّ الْقَيُّومَ , وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ
غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَلَوْ كَانَ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ.
920- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ
جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ : قَالَ
: النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْمَلَكُ الَّذِي عَلَى
الْيَمِينِ أَمِيرٌ عَلَى الْمَلَكِ الَّذِي عَلَى الشِّمَالِ، فَإِذَا عَمِلَ
حَسَنَةً قَالَ لِصَاحِبِ الشِّمَالِ : اكْتُبْهَا , وَإِذَا عَمِلَ سَيِّئَةً
قَالَ : لَهُ دَعْهَا لاَ تَكْتُبْهَا سَبْعَ سَاعَاتٍ لَعَلَّهُ يَسْتَغْفِرُ.
921- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ
سَلَمَةَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ صَفِيَّةَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَ :
طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ فِي كِتَابِهِ اسْتِغْفَارًا كَثِيرًا.
922- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ
أَبِي هِنْدَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ قَالَ : ذُكِرَ لِي أَنَّهُ مَنْ قَالَ
: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ , أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ،
كُتِبَ فِي رَقٍّ أَبْيَضَ وَطُبِعَ عَلَيْهِ بِطَابَعٍ فَلَمْ يُفَكَّ حَتَّى
يُوَافَى بِهَا فِي عَمَلِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
923- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ
مُحْرِزٍ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ فِي صَحِيفَتِهِ اسْتِغْفَارًا.
924- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ مُحْرِزٍ، عَنْ
مَكْحُولٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
مَنْ قَالَ : أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيَّ
الْقَيُّومَ , وَأَتُوبُ إِلَيْهِ عَشْرَ مَرَّاتٍ غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ
وَلَوْ كَانَ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ.
925- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ
رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ قَالَ : حُدِّثْتُ أَنَّ عَلِيًّا كَانَ يَقُولُ : مَا
مِنْ كَلِمَاتٍ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ أَنْ يَقُولُ : لاَ إِلَهَ إِلَّا
أَنْتَ، اللَّهُمَّ لاَ أَعْبُدُ إِلَّا إِيَّاكَ، اللَّهُمَّ لاَ أُشْرِكُ بِكَ
شَيْئًا، اللَّهُمَّ إِنِّي قَدْ ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي إِنَّهُ لاَ
يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ.
926- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ : قَالَ عَبْدُ
اللَّهِ : إِنَّ مِنْ أَحَبِّ الْكَلاَمِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَقُولَ
الرَّجُلُ : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ , تَبَارَكَ اسْمُكَ , وَتَعَالَى
جَدُّكَ , وَلاَ إِلَهَ غَيْرُكَ، رَبِّ إِنِّي قَدْ ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ
لِي إِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ قَالَ : فَإِنَّ مِنْ أَكْبَرِ
الذَّنْبِ عِنْدَ اللَّهِ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ اتَّقِ اللَّهَ ,
فَيَقُولُ : عَلَيْكَ بِنَفْسِكَ.
927- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ
قَالَ : لَوْ أَنَّهُ لَمْ يَمَسَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلْقٌ يَعْصُونَ لَمْ
يَعْصُوهُ فِيمَا مَضَى لَخَلَقَ خَلْقًا يَعْصُونَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
928- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ
كَاتَبِ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ
قَالَ : بَلَغَنَا أَنَّ إِبْلِيسَ قَالَ : سَوَّلْتُ لَأُمَّةِ مُحَمَّدٍ
الْمَعَاصِيَ فَقَطَعُوا ظَهْرِي بِالِاسْتِغْفَارِ، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ
تَمَحَّلْتُ لَهُمْ فَسَوَّلْتُ لَهُمْ ذَنُوبًا لاَ يَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ
مِنْهَا , هَذِهِ الأَهْوَاءُ.
929- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ : مَرَّ رَجُلٌ عَلَى نَبِيٍّ مِنَ
الأَنْبِيَاءِ وَهُوَ سَاجِدٌ فَوَطِئَ عُنُقَهُ . قَالَ : فَرَفَعَ رَأْسَهُ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ : لاَ يَغْفِرُ اللَّهُ
لَكَ مَا صَنَعْتَ . قَالَ : فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى ذَلِكَ
النَّبِيِّ : أَنْتَ تَعِزُّ مِنْ مَغْفِرَتِي عَلَى عِبَادِي فَإِنِّي قَدْ
غَفَرْتُ لَهُ.
930- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ
جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ قَالَ : سَمِعَ عُمَرُ
رَجُلًا يَقُولُ : أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، فَقَالَ : وَيْحَكَ
أَتْبِعْهَا أُخْتَهَا : فَاغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي.
931- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنِ الزِّبْرِقَانِ قَالَ :
قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ أَبِي وَائِلٍ فَجَعَلْتُ أَسُبُّ الْحَجَّاجَ وَأَذْكُرُ مَسَاوِئِهِ
قَالَ : لاَ تَسُبَّهُ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ قَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي،
فَغَفَرَ لَهُ.
بَابُ
الْوَرَعِ.
932- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي
السَّوْدَاءِ، عَنِ الضَّحَّاكِ قَالَ : لَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَعَلَّمُ
بَعْضُنَا مِنْ بَعْضٍ إِلَّا الْوَرَعَ.
933- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبَانَ، عَنِ
الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ قَالاَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَضْلُ الْعِلْمِ خَيْرٌ مِنْ فَضْلِ الْعِبَادَةِ ,
وَخَيْرُ دِينِكُمُ الْوَرَعُ.
934- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ
قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : الْإِثْمُ حَوَّازُ الْقُلُوبِ , وَمَا كَانَ مِنْ
نَظْرَةٍ فَإِنَّ لِلشَّيْطَانِ فِيهَا مَطْمَعًا.
935- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ
الضَّحَّاكِ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ : أَخْوَفُ مَا أَخَافُ عَلَى هَذِهِ
الْأُمَّةِ أَنْ يُؤْثِرُوا مَا يَرَوْنَ عَلَى مَا يَعْلَمُونَ، وَأَنْ يَضِلُّوا
وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ.
936- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ،
عَنِ ابْنِ أَشْوَعَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سَلَمَةَ الْجُعْفِيِّ قَالَ : قَالَ
يَزِيدُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنِّي قَدْ
سَمِعْتُ مِنْكَ حَدِيثًا كَثِيرًا أَخَافُ أَنْ يُنْسِيَنِي أَوَّلُهُ آخِرَهُ , فَحَدِّثْنِي
بِكَلِمَةٍ تَكُونُ جِمَاعًا قَالَ : اتَّقِ اللَّهَ فِيمَا تَعْلَمُ.
937- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْغَنَوِيِّ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ شَدَّادٍ،
عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ : مَا مِنْ عَبْدٍ
تَرَكَ شَيْئًا لِلَّهِ إِلَّا أَبْدَلَهُ اللَّهُ بِهِ مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ
مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَمَا تَهَاوَنَ بِهِ عَبْدٌ فَأَخَذَهُ مِنْ حَيْثُ
لاَ يَصْلُحُ إِلَّا أَتَاهُ اللَّهُ بِمَا هُوَ أَشَدُّ عَلَيْهِ مِنْهُ مِنْ
حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ.
938- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ
حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ الْعَدَوِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، وَأَبِي الدَّهْمَاءِ،
قَالاَ : أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ فَقُلْنَا لَهُ : هَلْ
سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ شَيْئًا ,
فَقَالَ : نَعَمْ , سَمِعْتُهُ يَقُولُ : لَنْ تَدَعَ شَيْئًا لِلَّهِ إِلَّا
أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهِ بِمَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ.
939- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ ابْنِ
سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ : سَمِعْتُ شُرَيْحًا يَحْلِفُ بِاللَّهِ :
مَا تَرَكَ عَبْدٌ شَيْئًا لِلَّهِ فَوَجَدَ فَقْدَهُ قَالَ : ابْنُ سِيرِينَ
وَلاَ أَرَى شُرَيْحًا حَلَفَ إِلَّا عَلَى عِلْمٍ
940- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي
خَالِدٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ
: أُخْبِرْتُ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
قَالَتْ : إِنَّ النَّاسَ ضَيَّعُوا أَفْضَلَ دِينِهِمُ الْوَرَعَ.
بَابُ
التَّفَكُّرِ لِلَّهِ جَلَّتْ قَدَّرْتُهُ وَحَدِيثِ النَّفْسِ.
941- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ جَامِعِ
بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ مُغِيثِ بْنِ سُمَيٍّ أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَعْمَلُ
بِالْمَعَاصِي فَاذَّكَّرَ يَوْمًا
, فَقَالَ : اللَّهُمَّ غُفْرَانَكَ، فَغُفِرَ لَهُ.
942- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ مُغِيثِ بْنِ سُمِيٍّ قَالَ : بَيْنَمَا رَجُلٌ
مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ يَسِيرُ وَحْدَهُ إِذْ تَفَكَّرَ فِيمَا سَلَفَ مِنْهُ
وَكَانَ يَعْمَلُ بِالْمَعَاصِي , فَقَالَ : اللَّهُمَّ غُفْرَانَكَ، اللَّهُمَّ
غُفْرَانَكَ، فَأَدْرَكَهُ الْمَوْتُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ فَغُفِرَ لَهُ.
943- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أُمِّ
الدَّرْدَاءِ، عَنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ : تَفَكُّرُ سَاعَةٍ خَيْرٌ مِنْ
قِيَامِ لَيْلَةٍ.
944- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ
قَالَ : قِيلَ لَهَا : مَا كَانَ أَفْضَلُ عَمَلِ أَبِي الدَّرْدَاءِ ؟ قَالَتْ :
التَّفَكُّرُ.
945- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ : مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عَلَى قَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ , فَقَالَ : تَفَكَّرُوا فِي الْخَلْقِ وَلاَ
تَفَكَّرُوا فِي الْخَالِقِ.
946- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ
بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : تَفَكَّرُوا فِي خَلْقِ اللَّهِ وَلاَ تَفَكَّرُوا
فِي اللَّهِ.
947- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ،
عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
إِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْتِي أَحَدَكُمْ , فَيَقُولُ : مَنْ خَلَقَ السَّمَاءَ ؟
فَيَقُولُ : اللَّهُ، فَيَقُولُ : مَنْ خَلَقَ الأَرْضَ ؟ فَيَقُولُ : اللَّهُ،
فَيَقُولُ : مَنْ خَلَقَ اللَّهَ ؟ فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ
فَلْيَقُلْ : آمَنْتُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ.
948- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ
حَوْشَبٍ قَالَ : دَخَلْتُ أَنَا وَخَالٌ لِي عَلَى عَائِشَةَ أُمِّ
الْمُؤْمِنِينَ , فَقُلْتُ لَهَا : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ , إِنَّ أَحَدَنَا
لَيُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِالْحَدِيثِ لَوْ تَكَلَّمَ بِهِ ذَهَبَتْ آخِرَتُهُ وَلَوْ
ظَهَرَ عَلَيْهِ قُتِلَ قَالَ : فَكَبَّرَتْ ثَلاَثًا , ثُمَّ قَالَتْ : سُئِلَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ فَكَبَّرَ ثَلاَثًا ,
ثُمَّ قَالَ : مَا يَحُسُّ ذَلِكَ إِلَّا الْمُؤْمِنُ.
949- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو،
حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالُوا : يَا رَسُولَ
اللَّهِ , إِنَّا نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا شَيْئًا مَا نُحِبُّ أَنْ نَتَكَلَّمَ
بِهِ، وَإِنَّ لَنَا مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ . قَالَ : أَوَ قَدْ
وَجَدْتُمْ ذَلِكَ ؟ نَعَمْ . قَالَ : ذَاكَ صَرِيحُ الْإِيمَانِ.
950- حَدَّثَنَا يَعْلَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ
اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : شَكَا يَعْنِي أَصْحَابَ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ فِي الْوَسْوَسَةِ فِي
الصَّلاَةِ , فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ، يَئِسَ عَدُوُّ
اللَّهِ أَنْ يُعْبَدَ فَرَضِيَ بِالْوَسْوَسَةِ، هَذَا مَحْضُ الْإِيمَانِ هَذَا
مَحْضُ الْإِيمَانِ.
بَابُ
فَضْلِ الْمَسْجِدِ وَالْجُلُوسِ فِيهِ
951- حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
أَبِي خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ قَالَ : قَالَ : أَبُو الدَّرْدَاءِ
لِابْنِهِ : يَا بُنَيَّ , لِيَكُنِ الْمَسْجِدُ بَيْتَكَ ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ الْمَسَاجِدَ
بُيُوتُ الْمُتَّقِينَ، فَمَنْ كَانَتِ الْمَسَاجِدُ بَيْتَهُ ضَمِنَ اللَّهُ لَهُ
بِالرَّوْحِ وَالرَّحْمَةِ وَالْجَوَازِ عَلَى الصِّرَاطِ إِلَى الْجَنَّةِ.
952- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ
أَبِي هِنْدَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ : مَنْ تَوَضَّأَ
فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ , ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ كَانَ لِلَّهِ زَائِرًا وَحَقٌّ
عَلَى الْمَزُورِ أَنْ يُكْرِمَ زَائِرَهُ.
953- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ : بُيُوتُ اللَّهِ فِي الأَرْضِ
الْمَسَاجِدُ , وَحَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكْرِمَ مَنْ زَارَهُ فِيهَا.
954- حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ عَجْلاَنَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ : مَنْ
رَأَى أَنَّ فِي الْمَسْجِدِ لَيْسَ فِي صَلاَةٍ إِلَّا مَنْ كَانَ قَائِمًا
يُصَلِّي فَلَمْ يَفْقَهْ حَدِيثًا
955- حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ
عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ وَتَلاَ هَذِهِ الْآيَةَ {وَالسَّابِقُونَ
السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ} [الواقعة] قَالَ : هُمْ أَوَّلُهُمْ
رَوَاحًا إِلَى الْمَسَاجِدِ وَأَوَّلُهُمْ خُرُوجًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ.
956- حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ
بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى الْغَسَّانِيِّ قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مِشْيَتُكَ إِلَى الْمَسْجِدِ
وَرُجُوعُكَ إِلَى بَيْتِكَ فِي الأَجْرِ سَوَاءٌ.
957- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ
عُمَرَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ عُمَرَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ كَعْبِ الأَحْبَارِ
قَالَ : نَجِدُ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ يَغْدُو إِلَى
الْمَسْجِدِ وَيَرُوحُ لاَ يَغْدُو وَلاَ يَرُوحُ إِلَّا لِيَتَعَلَّمَ خَيْرًا
أَوْ لِيُعَلِّمَهُ أَوْ يَذْكُرَ اللَّهَ أَوْ يُذَكِّرَ بِهِ إِلَّا كَانَ فِي
كِتَابِ اللَّهِ كَمَثَلِ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَمَا مِنْ عَبْدٍ
يَغْدُو إِلَى الْمَسْجِدِ وَلاَ يَغْدُو وَلاَ يَرُوحُ إِلَّا لِأَخْبَارِ
النَّاسِ وَأَحَادِيثِهِمْ إِلَّا كَانَ مَثَلُهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَثَلَ
الَّذِي يَرَى شَيْئًا يُعْجِبُهُ وَلَيْسَ لَهُ، يَرَى الْمُصَلِّينَ وَلَيْسَ
مِنْهُمْ وَيَرَى الذَّاكِرِينَ وَلَيْسَ مِنْهُمْ.
958- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْقِلٍ قَالَ : كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ الْمَسْجِدَ،
أَوِ الْمَسَاجِدَ حِصْنٌ حَصِينٌ مِنَ الشَّيْطَانِ.
959- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي
خَالِدٍ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ كَعْبِ الأَحْبَارِ قَالَ : إِنَّ
اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى اخْتَارَ سَاعَاتِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ فَجَعَلَ
مِنْهُنَّ الصَّلَوَاتَ الْمَكْتُوبَةَ، وَاخْتَارَ الأَيَّامَ فَجَعَلَ مِنْهَا
الْجُمُعَةَ، وَاخْتَارَ مِنْهَا الشُّهُورَ فَجَعَلَ مِنْهَا رَمَضَانَ،
وَاخْتَارَ اللَّيَالِيَ فَجَعَلَ مِنْهَا لَيْلَةَ الْقَدْرِ وَاخْتَارَ
الْبِقَاعَ فَجَعَلَ مِنْهَا الْمَسَاجِدَ.
960- حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
سِنَانٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {وَلِمَنْ دَخَلَ
بَيْتِيَ مُؤْمِنًا} [نوح] . قَالَ
: مَسْجِدِي.
961- حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ
يَعْنِي ابْنَ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ فُتِحَ لَهُ بَابٌ مِنَ
الْخَيْرِ فَلْيَنْتَهِزْهُ ؛ فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِي مَتَى يُغْلَقُ عَنْهُ.
بَابُ
حَقِّ الْوَالِدَيْنِ.
962- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ
أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي يَرْبُوعٍ قَالَ :
أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُكَلِّمُ
النَّاسَ , فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : يَدُ الْمُعْطِي الْعُلْيَا ابْدَأْ بِمَنْ
تَعُولُ أُمَّكَ وَأَبَاكَ وَأُخْتَكَ وَأَخَاكَ , ثُمَّ أَدْنَاكَ أَدْنَاكَ
قَالَ : فَقَامَ إِلَيْهِ النَّاسُ , فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , هَؤُلاَءِ بَنُو
فُلاَنٍ الَّذِينَ قَتَلُوا فُلاَنًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ تَجْنِي نَفْسٌ عَلَى أُخْرَى.
963- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الأَشْعَثِ بْنِ
أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ هِلاَلٍ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ زَهْدَمٍ
الْحَنْظَلِيِّ قَالَ : قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
نَفَرٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فَانْتَهَيْنَا إِلَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ يَدُ الْمُعْطِي
الْعُلْيَا ابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ أُمَّكَ وَأَبَاكَ وَأُخْتَكَ وَأَخَاكَ ,
ثُمَّ أَدْنَاكَ أَدْنَاكَ . فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ : يَا رَسُولَ
اللَّهِ هَؤُلاَءِ بَنُو ثَعْلَبَةَ بْنِ يَرْبُوعٍ الَّذِينَ أَصَابُوا فُلاَنًا
فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَالَ : فَهَتَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: أَلاَ إِنَّهَا لاَ تَجْنِي نَفْسٌ عَلَى أُخْرَى.
964- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ
عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :
قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَوْلَى النَّاسِ بِالصُّحْبَةِ ؟ قَالَ
: أُمُّكَ . قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ثُمَّ أُمُّكَ قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟
قَالَ : ثُمَّ أُمُّكَ قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : , ثُمَّ أَبُوكَ قَالَ :
ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ثُمَّ الأَقْرَبُ فَالأَقْرَبُ.
965- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ بَهْزِ بْنِ
حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ
أَبَرُّ ؟ قَالَ : أُمَّكَ قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : , ثُمَّ أُمَّكَ قَالَ :
ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : أُمَّكَ قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : , ثُمَّ أُمَّكَ قَالَ
: قُلْتُ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : , ثُمَّ أَبَاكَ قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ :
الأَقْرَبَ فَالأَقْرَبَ.
966- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ
مَنْصُورٍ قَالَ : كَانَ يُقَالُ : لِلْأُمِّ ثَلاَثَةُ أَرْبَاعِ الْبِرِّ.
967- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ
هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ فِي قَوْلِهِ : {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ
الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ} [الإسراء].قَالَ : الذُّلُولِ لَهُمَا أَنْ لاَ
تَمْتَنِعَ مِنْ شَيْءٍ أَحَبَّاهُ.
968- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ وَاصِلٍ
الرَّقَاشِيِّ قَالَ : سَأَلْتُ عَطَاءً عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : {فَلاَ
تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا،
وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ} [الإسراء] قَالَ : لاَ
تَنْفُضْ يَدَيْكَ عَلَى وَالِدَيْكَ.
969- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ
مُجَاهِدٍ : {فَلاَ تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ} [الإسراء] قَالَ : إِذْ بَلَغَا مِنَ
الْكِبْرِ مَا كَانَا يَلِيَانِ مِنْكَ فِي الصِّغَرِ {فَلاَ تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ
وَلاَ تَنْهَرْهُمَا} [الإسراء].
970- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ
لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ : {فَلاَ تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ} [الإسراء] . قَالَ : إِذَا
بَلَغَا مِنَ الْكِبَرِ مَا أَنْ يَخْرَيَا وَيَبُولاَ {فَلاَ تَقُلْ لَهُمَا
أُفٍّ} [الإسراء] كَمَا لَمْ يَقُولاَ لَكَ أُفٍّ حِينَ كُنْتَ تَخْرَأُ
وَتَبُولُ.
971- حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا دَعَتْ أَحَدَكُمْ أُمُّهُ
وَهُوَ فِي الصَّلاَةِ فَلْيُجِبْ، وَإِذَا دَعَاهُ أَبُوهُ فَلاَ يُجِبْ.
972- حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ
الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ : إِذَا دَعَتْكَ وَالِدَتُكَ وَأَنْتَ فِي
الصَّلاَةِ فَأَجِبْهَا , وَإِذَا دَعَاكَ أَبُوكَ فَلاَ تُجِبْ حَتَّى تَفْرُغَ.
973- حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ :
سَأَلْتُ مُجَاهِدًا قُلْتُ : تُقَامُ الصَّلاَةُ وَيَدْعُونِي وَالِدِي قَالَ :
أَجِبْ وَالِدَكَ.
974- حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، عَنْ عُمَرَ
بْنِ ذَرٍّ قَالَ : كُنْتُ مَعَ عَطَاءٍ إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ , فَقَالَ : إِنِّي
أَحْرَمْتُ بِالْحَجِّ وَإِنَّ وَالِدِي كَرِهَ ذَلِكَ قَالَ : أَهْدِ هَدْيًا
وَأَقِمْ قَالَ : قُلْتُ لَهُ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ , كُنَّا نَسْمَعُ أَنَّ
ذَاكَ مَا دَامَ لَمْ يُهِلَّ بِالْحَجِّ . قَالَ : فَقَالَ : يَا أَبَا ذَرٍّ
وَمَا يُدْرِيكَ مَا حَقُّ الْوَالِدِ.
975- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ
مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ : مَا بَرَّ
وَالِدَهُ مَنْ شَدَّ الطَّرَفَ إِلَيْهِ.
976- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ،
عَنْ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : مِنْ حَقِّ الْوَالِدِ
عَلَى وَلَدِهِ أَنْ لاَ يَمْشِيَ أَمَامَهُ , وَلاَ يَجْلِسَ قَبْلَهُ , وَلاَ يُسَمِّيَهُ
بِاسْمِهِ , وَلاَ يَسْتَسِبَّ لَهُ.
977- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ
رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا يَمْشِي أَمَامَ أَبِيهِ ,
فَقَالَ : مَنْ هَذَا مَعَكَ ؟، فَقَالَ : أَبِي، فَقَالَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ :
لاَ تَمْشِ أَمَامَ أَبِيكَ , وَلاَ تَجْلِسْ حَتَّى يَجْلِسَ , وَلاَ تَدْعُهُ
بِاسْمِهِ , وَلاَ تَسْتَسِبَّ لَهُ
978- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ
عُثْمَانَ بْنِ الأَسْوَدِ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : دَعْوَةُ الْوَالِدِ لاَ
تُحْجَبُ عَنِ اللَّهِ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، لاَ تُحْجَبُ دُونَ اللَّهِ
حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَيْهِ فَيَقْضِيَ فِيهَا مَا شَاءَ.
979- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ
حَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : إِنَّ فَوْقَ كُلِّ بِرٍّ بِرًّا حَتَّى يُهْرِيقَ الرَّجُلُ دَمَهُ
لِلَّهِ، وَإِنَّ فَوْقَ كُلِّ عُقُوقٍ عُقُوقًا حَتَّى يَعُقَّ الرَّجُلُ
وَالِدَتَهُ.
980- حَدَّثَنَا يَعْلَى، عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ، عَنْ
مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ : أَرْبَعَةٌ لاَ
يَلِجُونَ الْجَنَّةَ : عَاقٌّ لِوَالِدَيْهِ، وَمُدْمِنُ خَمْرٍ، وَمَنَّانٌ،
وَوَلَدُ زِنْيَةٍ.
981- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ،
عَنْ أَبِيهِ قَالَ : مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ : مَلْعُونٌ مَنْ لَعَنَ
أَبَاهُ، مَلْعُونٌ مَنْ لَعَنَ أُمَّهُ، مَلْعُونٌ مَنِ ادَّعَا لِغَيْرِهِ،
وَمَلْعُونٌ مَنْ صَدَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ، وَمَلْعُونٌ مَنْ أَضَلَّ أَعْمَى
عَنِ الطَّرِيقِ، وَمَلْعُونٌ مَنْ غَيَّرَ تُخُومَ الأَرْضِ.
982- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ
أَبِيهِ قَالَ : مَكْتُوبٌ فِي الْحِكْمَةِ : أَحْبِبْ خَلِيلَكَ وَخَلِيلَ
أَبِيكَ.
983- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ،
عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْعَيْزَارِ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ قَالَ : الصَّلاَةُ لِمِيقَاتِهَا قَالَ :
قُلْتُ : ثُمَّ أَيُّ ؟ قَالَ : , ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ قَالَ : قُلْتُ ,
ثُمَّ أَيُّ ؟ قَالَ : , ثُمَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ : فَمَا
تَرَكْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَسْأَلَهُ
إِلَّا إِرْعَاءً عَلَيْهِ . قَالَ هَنَّادٌ : إِرْعَاءً إِبْقَاءً عَلَيْهِ
984- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ،
عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : أَتَى رَجُلٌ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ
مَسْعُودٍ , فَقَالَ : أَخْبِرْنِي أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : سَأَلْتَنِي
عَنْ أَمْرٍ سَأَلْتُ عَنْهُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ : الصَّلاَةُ لِوَقْتِهَا , وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ , وَالْجِهَادُ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ.
985- حَدَّثَنَا أَبُو زُبَيْدٍ عَبْثَرٌ، عَنْ
أَشْعَثَ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ
: أَفْضَلُ الْعَمَلِ الصَّلاَةُ لِوَقْتِهَا , وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ ,
وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , وَمِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ : الْإِشْرَاكُ
بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَالْيَمِينُ الْغَمُوسُ.
986- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ
حَيَّانَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ قَالَ : أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ أَرْبَعَةٌ :
الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ , وَمَنْعُ فَضْلِ الْمَاءِ
بَعْدَ الرِّيِّ ، وَمَنْعُ طُرُوقِ الْفَحْلِ إِلَّا بِجُعْلٍ.
987- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ
السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ : كَانَ مِنَّا رَجُلٌ يَبَرُّ
وَالِدَتَهُ , فَأَمَرَتْهُ أُمُّهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ امْرَأَةً فَتَزَوَّجَهَا،
ثُمَّ قَالَتْ لَهُ : يَا بُنَيَّ , أَنَا الَّذِي أَمَرْتُكَ أَنْ تَزَوَّجَهَا
وَأَنَا آمُرُكَ أَنْ تُطَلِّقَهَا، فَأَبَى أَنْ يَفْعَلَ . قَالَ : فَخَرَجَ
الرَّجُلُ إِلَى الشَّامِ , فَلَقِيَ أَبَا الدَّرْدَاءِ فَذَكَرَ لَهُ، فَقَالَ
أَبُو الدَّرْدَاءِ : لاَ آمُرُكَ أَنْ تُطَلِّقَ امْرَأَتَكَ، وَلاَ آمُرُكَ أَنْ
تَعْصِيَ أُمَّكَ، وَلَكِنْ سَأُحَدِّثُ بِمَا سَمِعْتُ مِنَ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : الْوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ ؛ فَاحْفَظْ
ذَلِكَ الْبَابَ أَوْ ضَيِّعْهُ قَالَ : فَرَجَعَ الرَّجُلُ فَطَلَّقَهَا.
988- حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَجْلاَنَ، عَنْ مَكْحُولٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَوْصَى بَعْضَ أَهْلِهِ , فَقَالَ : لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ وَإِنْ
عُذِّبْتَ أَوْ حُرِّقْتَ، وَلاَ تَعُقَّ وَالِدَيْكَ وَإِنْ أُخْلِعْتَ مِنْ
أَهْلِكَ وَمَالِكَ، وَلاَ تَتْرُكِ الصَّلاَةَ الْمَكْتُوبَةَ عَمْدًا، فَإِنَّ
مَنْ تَرَكَهَا عَمْدًا فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ اللَّهِ، وَإِيَّاكَ
وَالْخَمْرَ فَإِنَّهَا بَابُ كُلِّ شَرٍّ , وَإِيَّاكَ وَالْمَعْصِيَةَ
فَإِنَّهَا مِنْ سَخَطِ اللَّهِ , وَلاَ تَفِرَّ مِنَ الزَّحْفِ وَإِنْ كُنْتَ فِي
جَيْشٍ كَثِيرٍ فَكَثُرَ فِيهِمُ الْقَتْلُ وَالْمُوتَانُ وَأَنْتَ فِيهِمْ
فَاثْبُتْ , وَلاَ تَنَازَعِ الأَمْرَ، يَعْنِي أَهْلَهُ، وَإِنْ رَأَيْتَ أَنَّهَ
لَكَ , وَأَنْفِقْ عَلَى أَهْلِكَ مِنْ طَوْلِكَ وَلاَ تَرْفَعْ عَصَاكَ عَنْهُمْ
وَأَخِفْهُمْ فِي اللَّهِ.
989- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
, فَقَالَ : أُبَايِعُكَ عَلَى الْجِهَادِ، فَقَالَ لَهُ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هَلْ لَكَ أَبٌ ؟ قَالَ :
نَعَمْ . قَالَ : فَانْطَلِقْ فَجَاهِدْهُ ؛ فَإِنَّ فِيهِ مُجَاهَدًا حَسَنًا.
990- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي طَلْحَةِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ قَالَ : جِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَدْتُ الْجِهَادَ مَعَكَ وَالْغَزْوَ , فَقَالَ : أَحَيَّةٌ أُمُّكَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ . قَالَ : الْزَمْ رِجْلَهَا قَالَ : قُلْتُ مَا أَظُنُّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهِمَ , فَأَتَيْتُهُ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى فَأَعَدْتُ عَلَيْهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ : أَحَيَّةٌ أُمُّكَ ؟ فَأَقُولُ : نَعَمْ، فَيَقُولُ : الْزَمْ رِجْلَهَا . فَقَالَ لِي عِنْدَ آخِرِ ذَلِكَ : وَيْلَكَ الْزَمْ رِجْلَهَا، ثُمَّ أَوْ ثَمَّ الْجَنَّةُ.
991- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ
يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ نَاعِمٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ : حَجَجْتُ مَعَهُ حَتَّى إِذَا كُنَّا
بِبَعْضِ طَرِيقِ مَكَّةَ رَأَيْتُهُ يَمَّمَ شَجَرَةً وَنَظَرَ حَتَّى إِذَا
اسْتَثْبَتَ جَلَسَ تَحْتَهَا , ثُمَّ قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْ
هَذَا الشِّعْبِ , فَسَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ , ثُمَّ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنِّي قَدْ أَرَدْتُ الْجِهَادَ
مَعَكَ أَبْتَغِي ذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ . قَالَ : فَقَالَ
: هَلْ مِنْ وَالِدَيْكَ أَحَدٌ حَيُّ ؟ قَالَ : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ
كِلاَهُمَا . قَالَ : ارْجِعْ فَابْرَرْ وَالِدَيْكَ . قَالَ : فَوَلَّى رَاجِعًا مِنْ
حَيْثُ جَاءَ قَالَ : فَمَا أَنْسَى قَوْلُنَا إِنَّهُ لَشَارِبُ لَبَنٍ.
992- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
مَسْرُوقٍ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ :
أَظُنُّهُ ابْنَ أَبْزَى قَالَ : جَاءَتِ امْرَأَةٌ
إِلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا , فَقَالَتْ لَهَا : مَنْ أَعْظَمُ
النَّاسِ عَلَيَّ حَقًّا ؟ قَالَتْ
: زَوْجُكِ قَالَتْ : فَمَنْ أَعْظَمُ النَّاسِ عَلَيْهِ
حَقًّا رَجَاءً أَنْ تَجْعَلَ لَهَا عَلَيْهِ نَحْوَ مَا جَعَلَتْ لَهُ عَلَيْهَا
, فَقَالَتْ : أُمُّهُ.
993- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ شُعَيْبٍ السَّمَّانُ، عَنْ
أَبِي سِنَانٍ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَا مِنْ رَجُلٍ يُصْبِحُ
مُرْضِيًّا لِأَبَوَيْهِ إِلَّا أَصْبَحَ لَهُ بَابَانِ مَفْتُوحَانِ إِلَى
الْجَنَّةِ حَتَّى يُمْسِيَ , وَإِنْ أَمْسَى مُرْضِيًّا لَهُمَا أَمْسَى لَهُ
بَابَانِ مَفْتُوحَانِ إِلَى الْجَنَّةِ حَتَّى يُصْبِحَ، وَإِنْ كَانَ وَاحِدًا
فَوَاحِدًا , وَإِنْ كَانَ اثْنَيْنِ فَاثْنَيْنِ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ يُصْبِحُ
مُسْخِطًا لِوَالِدَيْهِ إِلَّا أَصْبَحَ لَهُ بَابَانِ مَفْتُوحَانِ إِلَى
جَهَنَّمَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِنْ أَمْسَى مُسْخِطًا لَهُمَا أَمْسَى وَلَهُ
بَابَانِ مَفْتُوحَانِ مِنْ جَهَنَّمَ حَتَّى يُصْبِحَ , وَإِنْ كَانَ وَاحِدًا
فَوَاحِدًا، وَإِنْ كَانَ اثْنَيْنِ فَاثْنَيْنِ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ :
وَإِنْ ظَلَمَاهُ ؟ قَالَ : وَإِنْ ظَلَمَاهُ قَالَ : وَإِنْ ظَلَمَاهُ، وَإِنْ ظَلَمَاهُ
وَإِنْ ظَلَمَاهُ.
994- حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ
عَنْبَسَةَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ : إِنَّ
الْوَالِدَ مَسْئُولٌ عَنِ الْوَلَدِ، وَإِنَّ الْوَلَدَ مَسْئُولٌ عَنِ
الْوَالِدِ، يَعْنِي فِي الأَدَبِ، وَالْبِرِّ
995- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : رَحِمَ اللَّهُ وَالِدًا أَعَانَ وَلَدَهُ
عَلَى بِرِّهِ.
بَابُ
صِلَةِ الرَّحِمِ
996- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ
أَبِيهِ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ : تَعَلَّمُوا أَنْسَابَكُمْ لِتَصِلُوا أَرْحَامَكُمْ.
997- حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ
الْقَعْقَاعِ قَالَ : قَالَ عُمَرُ : تَعَلَّمُوا مِنَ النُّجُومِ مَا تَهْتَدُونَ
بِهَا , وَتَعَلَّمُوا مِنَ الأَنْسَابِ مَا تَوَاصَلُونَ بِهَا.
998- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو،
حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : أَنَا
الرَّحْمَنُ وَهِيَ الرَّحِمُ أَشْقَقْتُهَا مِنَ اسْمِي , فَمَنْ يَصِلْهَا
أَصِلْهُ , وَمَنْ يَقْطَعْهَا أَقْطَعْهُ فَأَبُتَّهُ.
999- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : أَنَا
الرَّحْمَنُ وَهِيَ الرَّحِمُ جَعَلْتُ لَهَا شُجْنَةً مِنِّي , وَمَنْ وَصَلَهَا
وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ , لَهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِسَانٌ
ذَلْقٌ يَقُولُ مَا شَاءَتْ.
1000- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَارَبٍ الثَّقَفِيِّ قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ
اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ : إِنَّ الرَّحِمَ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ تُنَادِي
بِلِسَانٍ لَهَا ذَلْقٍ : صِلْ مَنْ وَصَلَنِي وَاقْطَعْ مَنْ قَطَعَنِي.
1001- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي
مُزَرِّدٍ الْمَدِينِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ حِينَ خَلَقَ
الْخَلْقَ قَامَتِ الرَّحِمُ , فَقَالَتْ : هَذَا مَقَامُ عَائِذٍ بِكَ مِنَ الْقَطِيعَةِ،
فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : أَتَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَنْ
أَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ ؟ قَالَتْ : نَعَمْ، وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {فَهَلْ
عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا
أَرْحَامَكُمْ} [محمد].
1002- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ فِطْرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَوْ عَمْرٍو قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ الرَّحِمَ لَمُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ
وَلَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ , وَلَكِنَّ الْوَاصِلَ مَنْ إِذَا قُطِعَتْ
رَحِمُهُ وَصَلَهَا.
1003- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي مُزَرِّدٍ،
عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ
قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الرَّحِمُ
مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ تَقُولُ : مَنْ وَصَلَنِي وَصَلَهُ اللَّهُ، وَمَنْ
قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللَّهُ.
1004- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ
الْحَسَنِ بْنِ الْحَكَمِ النَّخَعِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ : إِنَّ
الرَّحِمَ مُعَلَّقَةٌ بِحُجْنَةٍ مِنَ الْعَرْشِ تَنْطِقُ بِلِسَانٍ ذَلْقٍ
تَقُولُ : اللَّهُمَّ , اقْطَعْ مَنْ قَطَعَنِي , وَصِلْ مَنْ وَصَلَنِي فَيَقُولُ
اللَّهُ : لاَ أَرْضَى حَتَّى تَرْضَيْنَ.
1005- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو
إِدَامٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ فِي حَلْقَةٍ ,
فَقَالَ : إِنَّا لاَ نَحِلُّ لِرَجُلٍ أَمْسَى قَاطِعَ رَحِمٍ إِلَّا قَامَ
عَنَّا قَالَ : فَلَمْ يَقُمْ أَحَدٌ إِلَّا فَتًى كَانَ فِي أَقْصَى الْحَلْقَةِ
, فَأَتَى خَالَتَهُ , فَقَالَتْ : مَا جَاءَ بِكَ، مَا هَذَا عَنْ أَمْرِكَ ؟
فَأَخْبَرَهَا بِمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , ثُمَّ
رَجَعَ فَجَلَسَ فِي مَجْلِسِهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : مَا لَكَ لَمْ أَرَ أَحَدًا قَامَ مِنَ الْحَلْقَةِ غَيْرَكَ،
فَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَ لِخَالَتِهِ , وَمَا قَالَتْ لَهُ , فَقَالَ لَهُ :
اجْلِسْ فَقَدْ أَحْسَنْتَ إِنَّهُ لاَ تَنْزِلُ الرَّحْمَةُ عَلَى قَوْمٍ فِيهِمْ
قَاطِعُ رَحِمٍ.
1006- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ
صُبَيْحٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُنْسَأَ لَهُ فِي الأَجَلِ
وَيُبْسَطَ لَهُ فِي الرِّزْقِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ.
1007- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
مُسْلِمٍ، عَنِ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُنْسَأَ لَهُ فِي عُمُرِهِ،
وَأَنْ يُثْرَى لَهُ مَالُهُ، فَلْيَبَرَّ وَالِدَيْهِ وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ .
قَالَ : وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : عُدْ مَنْ
لاَ يَعُودُكَ ، وَاهْدِ لِمَنْ يُهْدِي لَكَ.
1008- حَدَّثَنَا عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ،
عَنْ مَغْرَاءَ أَبِي الْمُخَارِقِ قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ
يَقُولُ : إِنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ مَنْسَأَةٌ فِي الأَجَلِ ، مَحَبَّةٌ فِي
الأَهْلِ، مَثْرَاةٌ فِي الْمَالِ.
1009- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا يَزِيدُ فِي
الْعُمُرِ إِلَّا الْبِرُّ ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ
يُصِيبُهُ، وَلاَ يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلَّا الدُّعَاءُ.
1010- حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ
ثَعْلَبَةَ الْحَنْظَلِيِّ قَالَ : لاَ تُقْبَلُ صَدَقَةُ ذِي رَحِمٍ مُحْتَاجَةٍ.
1011- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَيَعْلَى، عَنْ مُجَمِّعِ
بْنِ يَحْيَى الأَنْصَارِيِّ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ عَامِرٍ الأَنْصَارِيِّ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بُلُّوا أَرْحَامَكُمْ
وَلَوْ بِالسَّلاَمِ.
1012- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ حَجَّاجٍ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ : أَتَى النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ , فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ,
إِنَّ لِي أَقْرِبَاءَ أُحْسِنُ وَيُسِيئونَ , وَأَعْفُو وَيَظْلِمُونَ , وَأَصِلُ
وَيَقْطَعُونَ فَأُكَافِئُهُمْ بِمِثْلِ مَا يَصْنَعُونَ ؟ فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذًا تُتْرَكُونَ جَمِيعًا ,
وَلَكِنْ جُدْ عَلَيْهِمْ بِالْفَضْلِ ؛ فَإِنَّهُ لاَ يَزَالُ لَكَ عَلَيْهِمْ
مِنَ اللَّهِ ظَهِيرًا.
1013- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
أَبِي خَالِدٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : أَوْصَانِي رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْعٍ : أُحِبُّ الْمَسَاكِينَ وَأَدْنُو
مِنْهُمْ، وَأَنْ أَصِلَ رَحِمِي وَإِنْ جَفَانِي، وَأَنْ أَنْظُرَ إِلَى مَنْ
هُوَ أَسْفَلُ مِنِّي وَلاَ أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقِي، وَأَنْ أَتَكَلَّمَ
بِمُرِّ الْحَقِّ وَلاَ أَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ، وَلاَ أَسْأَلَ
أَحَدًا شَيْئًا، وَأَنْ أُكْثِرَ مِنْ قَوْلِ : لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا
بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ
1014- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أُسَيْدِ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخَثْعَمِيِّ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ مُجَاهِدٍ اللَّخْمِيِّ،
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ : لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ لِي : يَا عُقْبَةُ بْنَ عَامِرٍ صِلْ مَنْ
قَطَعَكَ، وَاعْفُ عَمَّنْ ظَلَمَكَ، وَأَعْطِ مَنْ حَرَمَكَ.
1015- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ
عَطَاءٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
الْفَضْلُ فِي أَنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ , وَتُعْطِيَ مَنْ حَرَمَكَ , وَتَعْفُوَ
عَمَّنْ ظَلَمَكَ.
1016- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ حَجَّاجٍ،
عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ أَفْضَلَ الصَّدَقَةِ عَلَى
ذِي الرَّحِمِ الْكَاشِحِ.
1017- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ
أَبِي هِنْدَ، عَنْ أَبِي قَزَعَةَ، عَنْ حُجَيْرِ بْنِ بَيَانٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا مِنْ ذِي رَحِمٍ يَأْتِي ذَا
رَحِمٍ لَهُ فَيَسْأَلُهُ مِنْ فَضْلِ مَا أَعْطَاهُ اللَّهُ فَيَبْخَلُ بِهِ
عَلَيْهِ إِلَّا خَرَجَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعٌ مِنْ نَارٍ يَتَلَمَّظُ
حَتَّى يُطَوِّقَهُ ، ثُمَّ قَرَأَ {وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ
بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [آل عمران]، إِلَى قَوْلِهِ {سَيُطَوَّقُونَ
مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران]
1018- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ بُرْدٍ، عَنْ
مَكْحُولٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
أَعْجَلُ الْبِرِّ ثَوَابًا صِلَةُ الرَّحِمِ , وَأَعْجَلُ الشَّرِّ عُقُوبَةً
الْبَغْيُ وَقَطِيعَةُ الرَّحِمِ وَالْيَمِينُ الصَّبْرُ الْفَاجِرَةُ تَدَعُ
الدِّيَارَ مِنْ أَهْلِهَا بَلاَقِعَ.
1019- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ
الْعَلاَءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ أَبُو أُسَامَةَ : أَظُنُّهُ
الْفُضَيْلَ بْنَ عَمْرٍو قَالَ : قَالَ سَلْمَانُ : إِذَا ظَهَرَ الْعِلْمُ
وَخُزِنَ الْعَمَلُ وَائْتَلَفَتِ الأَلْسُنُ وَاخْتَلَفَتِ الْقُلُوبُ وَقَطَعَ
كُلُّ ذِي رَحِمٍ رَحِمَهُ فَعِنْدَ ذَلِكَ {لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ
وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} [محمد]
1020- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِيَّاكُمْ وَالشُّحَّ
فَإِنَّهُ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ أَمَرَهُمْ بِسَفْكِ دِمَائِهِمْ
فَسَفَكُوا دِمَاءَهُمْ، وَأَمَرَهُمْ بِقَطْعِ أَرْحَامِهِمْ فَقَطَعُوا
أَرْحَامَهُمْ، وَإِيَّاكُمْ وَالظُّلْمَ فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ.
1021- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنِ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ
: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : مَنْ كَانَ لَهُ ابْنَتَانِ أَوْ أُخْتَانِ فَأَحْسَنَ إِلَيْهِمَا
مَا صَحِبَتَاهُ كُنْتُ أَنَا وَهُوَ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ، يَعْنِي
السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى
بَابُ
حَقِّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ.
1022- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لِلْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ
بِالْمَعْرُوفِ : يُسَلِّمُ عَلَيْهِ إِذَا لَقِيَهُ، وَيُجِيبُهُ إِذَا دَعَاهُ
وَيُشَمِّتُهُ إِذَا عَطَسَ، وَيَعُودُهُ إِذَا مَرِضَ، وَيَتْبَعُ جِنَازَتَهُ
إِذَا مَاتَ، وَيُحِبُّ لَهُ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ.
1023- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ
رَدُّ التَّحِيَّةِ , وَإِجَابَةُ الدَّعَوَاتِ , وَشُهُودُ الْجِنَازَةِ ,
وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ , وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ إِذَا حَمِدَ اللَّهَ.
1024- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنِ الْإِفْرِيقِيِّ، عَنْ أَبِيهِ
قَالَ : كُنَّا مَعَ أَبِي أَيُّوبَ بِسَاحِلِ الْبَحْرِ , فَصَنَعْنَا لَهُ
طَعَامًا , فَدَعَوْنَاهُ , فَجَاءَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ , فَقَالَ : أَمَا إِنِّي
صَائِمٌ وَلَكِنْ لَمْ أَجِدْ بُدًّا مِنْ أَنْ أُجِيبَكُمْ , ثُمَّ قَالَ :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
لِلْمُسْلِمِ عَلَى أَخِيهِ الْمُسْلِمِ سِتُّ خِصَالٍ مَنْ تَرَكَ وَاحِدَةً
مِنْهُنَّ فَقَدْ تَرَكَ حَقًّا وَاجِبًا عَلَيْهِ : إِذَا دَعَاهُ أَنْ
يُجِيبَهُ، وَإِذَا لَقِيَهُ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيْهِ، وَإِذَا عَطَسَ أَنْ
يُشَمِّتَهُ ، وَإِذَا مَرِضَ أَنْ يَعُودَهُ ، وَإِذَا مَاتَ أَنْ يَشْهَدَ
جَنَازَتَهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَهُ أَنْ يَنْصَحَهُ.
1025- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ
مُجَاهِدِ بْنِ فَرْقَدٍ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْخَطَّابِ
الْقُرَشِيِّ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الْمَسْجِدِ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ وَحْدَهُ , فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَحْزَحَ لَهُ , فَقَالَ الرَّجُلُ : يَا
رَسُولَ اللَّهِ , إِنَّ فِي الْمَكَانِ لَسَعَةً، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ لِلْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ مِنَ
الْحَقِّ أَنْ إِذَا رَآهُ يَتَزَحْزَحُ لَهُ.
1026- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ رَجُلٍ لَمْ
يُسَمِّهِ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : لاَ تُؤَدِّ النَّصِيحَةَ إِلَى أَخِيكَ حَتَّى
تَأْمُرَهُ بِمَا يَعْجِزُ عَنْهُ.
1027- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنِ
الْحَسَنِ قَالَ : الْمُسْلِمُ مِرْآةُ أَخِيهِ. يرتقي لدرجة التصحيح.
1028- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ
مُجَاهِدٍ، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ : إِذَا الْتَقَى مُسْلِمَانِ فَأَخَذَ أَحَدُهُمَا
بِيَدِ صَاحِبِهِ فَتَبَسَّمَ فِي وَجْهِهِ تَحَاتَّتْ عَنْهُمَا ذُنُوبُهُمَا
كَمَا يَتَحَاتُّ وَرَقُ النَّخْلَةِ.
1029- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ
الشَّعْبِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ كَمَثَلِ الْجَسَدِ
إِذَا اشْتَكَى الرَّجُلُ رَأْسَهُ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ.
1030- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ مَنْصُورٍ،
عَنْ رَجُلٍ قَالَ : قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ : إِنِّي لَآمُرُ بِالْمَعْرُوفِ
وَمَا أَفْعَلُهُ , وَإِنِّي لَأَرْجُو فِيهِ الأَجْرَ مِنْ رَبِّي.
بَابُ
حَقِّ الْجَارِ.
1031- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ،
عَنْ بُرْدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا أَبَا
هُرَيْرَةَ كُنْ وَرِعًا تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ، وَكُنْ قَنِعًا تَكُنْ
أَشْكَرَ النَّاسِ، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا،
وَأَحْسِنْ مُجَاوَرَةَ مَنْ جَاوَرَكَ تَكُنْ مُسْلِمًا، وَأَقِلَّ الضَّحِكَ
فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقُلُوبَ.
1032- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ
الْعَلاَءِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : أَدِّ مَا افْتَرَضَ
اللَّهُ عَلَيْكَ تَكُنْ مِنْ أَعْبَدِ النَّاسِ، وَاجْتَنِبْ مَا حَرَّمَ اللَّهُ
عَلَيْكَ تَكُنْ مِنْ أَوْرَعِ النَّاسِ، وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ
تَكُنْ مِنْ أَغْنَى النَّاسِ.
1033- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ
مَالِكٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : لاَ إِيمَانَ لِمَنْ لاَ أَمَانَةَ لَهُ، وَلاَ دِينَ لِمَنْ لاَ عَهْدَ
لَهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ يَسْتَقِيمُ عَبْدٌ حَتَّى يَسْتَقِيمَ
لِسَانُهُ، وَلاَ يَسْتَقِيمُ لِسَانُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ، وَلاَ
يَكُونُ مُؤْمِنًا حَتَّى يَأْمَنَ جَارُهُ غَوَائِلَهُ، غَوَائِلُهُ تَغَطْرُسُهُ
وَظُلْمُهُ.
1033- حَدَّثَنَا يَعْلَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ
اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يَأْمَنَ جَارُهُ
بَوَائِقَهُ.
1034- حَدَّثَنَا يَعْلَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ
أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ.
1035- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ
بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ
أَنَّهُ سَيَجْعَلُ لَهُ نَصِيبًا مِنْ مِيرَاثِي.
1036- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ رَجَاءٍ الْجَزَرِيِّ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ يُثَيْعٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هَلْ تَدْرُونَ مَا حَقُّ الْجَارِ إِلَّا قَلِيلًا لاَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ مَنْ لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ ، إِنَّ مِنْ حَقِّ الْجَارِ عَلَى جَارِهِ إِذَا مَرِضَ أَنْ يَعُودَهُ وَإِذَا مَاتَ أَنْ يَتْبَعَ جِنَازَتَهُ، وَإِذَا اسْتَقْرَضَهُ أَنْ يُقْرِضَهُ، وَإِذَا أَصَابَهُ خَيْرٌ هَنَّأَهُ، وَإِذَا أَصَابَهُ شَرٌّ عَزَّاهُ، لاَ يَسْتَطِيلُ عَلَيْهِ فِي الْبِنَاءِ تَحْجُبُ عَنْهُ الرِّيحَ إِلَّا بِإِذْنِهِ، وَإِذَا اشْتَرَى فَاكِهَةً فَلْيُهْدِ لَهُ فَإِنْ لَمْ يُهْدِ لَهُ فَلْيُدْخِلْهَا سِرًّا وَلاَ يُعْطِ صِبْيَانَهُ شَيْئًا مِمَّا يُغَائِظُونَ بِهِ صِبْيَانَهُ , قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْجِيرَانُ ثَلاَثَةٌ : فَمِنْهُمْ مَنْ لَهُ ثَلاَثَةُ حُقُوقٍ حَقُّ الْإِسْلاَمِ وَحَقُّ الْجِوَارِ وَحَقُّ الْقَرَابَةِ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَهُ حَقَّانِ حَقُّ الْإِسْلاَمِ وَحَقُّ الْجِوَارِ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَهُ حَقٌّ وَاحِدٌ الْكَافِرُ لَهُ حَقُّ الْجِوَارِ . قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ : أَفَنُطْعِمُهُمْ مِنْ لَحْمِ نُسُكِنَا ؟ قَالَ : لاَ , يَعْنِي الْكَافِرَ
1037- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَجْلاَنَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ : اللَّهُمَّ , إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ جَارِ السُّوءِ فِي دَارِ
الْمُقَامَةِ فَإِنَّ جَارَ الْبَادِيَةِ يَتَحَوَّلُ.
1038- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلاَنَ،
عَنْ سَعِيدٍ قَالَ : كَانَ مِنْ دُعَاءِ دَاوُدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اللَّهُمَّ , إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ جَارِ السُّوءِ ,
وَمِنْ زَوْجٍ تُشَيِّبُنِي قَبْلَ الْمَشِيبِ، وَمِنْ وَلَدٍ يَكُونُ عَلَيَّ
وَبَالًا، وَمِنْ مَالٍ يَكُونُ عَلَيَّ عَذَابًا، وَمِنْ خَلِيلٍ مَاكِرٍ عَيْنَاهُ
تَرَانِي وَقَلْبُهُ يَرْعَانِي إِنْ رَأَى حَسَنَةً دَفَنَهَا وَإِنْ رَأَى
سَيِّئَةً أَذَاعَهَا.
1039- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ أَبِي يَحْيَى، مَوْلَى جَعْدَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالُوا : يَا
رَسُولَ اللَّهِ , فُلاَنَةُ تَصُومُ النَّهَارَ , وَتَقُومُ اللَّيْلَ ,
وَتَؤْذِي جِيرَانَهَا . قَالَ : هِيَ فِي النَّارِ، قَالُوا : يَا رَسُولَ
اللَّهِ , فُلاَنَةُ تُصَلِّي الْمَكْتُوبَاتِ , وَتَصَدَّقُ بِالأَتْوَارِ مِنَ
الأَقِطِ , وَلاَ تُؤْذِي جِيرَانَهَا . قَالَ : هِيَ فِي الْجَنَّةِ.
1040- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ جَامِعِ
بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ كُلْثُومٍ الْخُزَاعِيِّ قَالَ : أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ , فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , كَيْفَ لِي
إِذَا أَحْسَنْتُ أَنْ أَعْلَمَ أَنِّي قَدْ أَحْسَنْتُ ؟ وَإِذَا أَسَأْتُ كَيْفَ
لِي أَنْ أَعْلَمَ أَنِّي قَدْ أَسَأْتُ ؟ قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا قَالَ لَكَ جِيرَانُكَ : إِنَّكَ قَدْ أَحْسَنْتَ
فَقَدْ أَحْسَنْتَ، وَإِذَا قَالَ لَكَ جِيرَانُكَ : قَدْ أَسَأْتَ فَقَدْ
أَسَأْتَ.
1041- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ
قَالَ : أَخْبَرَنِي طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَرِيزٍ قَالَ : قَالَ عُمَرُ :
إِذَا كَانَ فِي الْمَرْءِ ثَلاَثُ خِصَالٍ فَلاَ يُشَكُّ فِي صَلاَحِهِ إِذَا
حَمِدَهُ ذُو قَرَابَتِهِ وَجَارُهُ وَرَفِيقُهُ.
1042- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ
بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَلاَ هَلْ عَسَى رَجُلٌ أَنْ يَبِيتَ فِصَالُهُ رِوَاءً ,
وَابْنُ عَمِّهِ طَاوٍ إِلَى جَنْبِهِ.
1043- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِسْوَرٍ قَالَ : أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ رَجُلٌ , فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ لَيْسَ لِي ثَوْبٌ تُوَارِينِي
, وَلَمْ أَجِدْ أَحَدًا أَسْتَغِيثُ بِهِ إِلَّا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ : هَلْ لَكَ جَارٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ , وَلَهُ
ثَوْبَانِ لاَ يَكْسُوكَ أَحَدَهُمَا وَهُوَ يَعْلَمُ أَنْ لَيْسَ لَكَ ثَوْبٌ ؟
قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : لَيْسَ لَكَ بِأَخٍ.
1044- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ
الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَشِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُسَاوِرِ قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ
عَبَّاسٍ، وَهُوَ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : لَيْسَ الْمُسْلِمُ الَّذِي يَشْبَعُ وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ.
1045- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ
قَالَ : كَمْ مِنْ جَارٍ مُتَعَلِّقٍ بِجَارِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ : يَا
رَبِّ , مَنَعَنِي مَعْرُوفَهُ , وَأَغْلَقَ دُونِي بَابَهُ.
1046- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنِ الْإِفْرِيقِيِّ، عَنْ
يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ قَالَ : قَالَتْ عَائِشَةُ : خِلاَلُ الْمَكَارِمِ
عَشَرَةٌ تَكُونُ فِي الرَّجُلِ وَلاَ تَكُونُ فِي وَلَدِهِ , وَتَكُونُ فِي
الْعَبْدِ وَلاَ تَكُونُ فِي سَيِّدِهِ , يَجْعَلَهَا اللَّهُ حَيْثُ شَاءَ :
صِدْقُ الْحَدِيثِ، وَصِدْقُ الْبَأْسِ , وَالْمُكَافَأَةُ بِالصَّنَائِعِ،
وَحِفْظُ الأَمَانَةِ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ ، وَالتَّذَمُّمُ لِلْجَارِ،
وَالتَّذَمُّمُ لِلصَّاحِبِ، وَإِعْطَاءُ السَّائِلِ، وَإِقْرَاءُ الضَّيْفِ،
وَرَأْسُهُنَّ الْحَيَاءُ.
1047- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي
طَالِبٍ قَالَ : خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
النَّاسَ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ , فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ , مَنْ كَانَ
مِنْكُمْ عِنْدَهُ فَضْلٌ فَلْيَرُدَّهُ عَلَى أَخِيهِ ثَلاَثَ مِرَارٍ . قَالَ :
فَمَا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاحِدًا مِنَ
الْمُسْلِمِينَ يَرَى أَنَّ لَهُ فِي فَضْلٍ عِنْدَهُ حَقًّا
1048- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ
حَجَّاجٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَسَدُ الأَعْمَالِ ثَلاَثَةٌ : ذِكْرُ اللَّهِ عَلَى كُلِّ
حَالٍ، وَالْإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِكِ، وَمُوَاسَاةُ الأَخِ فِي الْمَالِ.
1049- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عُثْمَانَ
بْنِ وَاقِدٍ قَالَ : قِيلَ لِمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ : أَيُّ الدُّنْيَا
أَحَبُّ إِلَيْكَ ؟ قَالَ : الْإِفْضَالُ عَلَى الْإِخْوَانِ.
بَابُ
حَقِّ الضَّيْفِ.
1050- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ،
عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
فَلاَ يُؤْذِ جَارَهُ، مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَسْكُتْ.
1051- حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلاَنَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ
وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلاَ يُؤْذِ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ
وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ
الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَسْكُتْ.
1052- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ
الْخُزَاعِيِّ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ : مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ
ضَيْفَهُ، جَائِزَتُهُ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ، وَالضِّيَافَةُ ثَلاَثَةٌ وَمَا بَعْدَ
ذَلِكَ صَدَقَةٌ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
فَلْيَقُلْ بِحَقٍّ أَوْ لِيَصْمُتْ.
1053- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ
الْخُزَاعِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
جَائِزَتُهُ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ، وَالضِّيَافَةُ ثَلاَثٌ، وَلاَ يَحِلُّ لِلضَّيْفِ
أَنْ يُقِيمَ عِنْدَ مُضِيفِهِ حَتَّى يُحْرِجَهُ، وَمَا أَنْفَقَ عَلَيْهِ بَعْدَ
ذَلِكَ فَهُوَ صَدَقَةٌ.
1054- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ
عَمْرٍو سَمِعَ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ
الْخُزَاعِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ
كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ.
1055- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ مَنْصُورٍ،
عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ أَبِي كَرِيمَةَ قَالَ
: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَيْلَةُ الضَّيْفِ
حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ , فَإِنْ أَصْبَحَ بِفِنَائِهِ فَهُوَ حَقٌّ لَهُ ,
فَإِنْ شَاءَ أَضَافَهُ فَهُوَ حَقٌّ لَهُ , فَإِنْ شَاءَ أَضَافَهُ وَإِنْ شَاءَ
تَرَكَهُ.
1056- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ
قَالَ : أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ الأَعْرَجُ قَالَ : سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ :
نَزَلَتْ {لاَ يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ
ظُلِمَ} [النساء] إِنَّ رَجُلًا أَضَافَ بِالْمَدِينَةِ رَجُلًا فَأَسَاءَ قِرَاهُ , فَتَحَوَّلَ
عَنْهُ , فَجَعَلَ يُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا أَوْلاَهُ , فَرُخِّصَ لَهُ أَنْ
يُثْنِيَ عَلَيْهِ بِمَا أَوْلاَهُ
1057- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {لاَ يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ
بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} [النساء] قَالَ : مَنْ ظُلِمَ
فَقَدْ رُخِّصَ لَهُ أَنْ يَدْعُوَ عَلَى مَنْ ظَلَمَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ
يَعْتَدِيَ.
1058- حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ : {لاَ يُحِبُّ اللَّهُ
الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} [النساء] قَالَ : هُوَ
الضَّيْفُ الْمُحَوِّلُ رَحْلَهُ أَنْ يُحَدِّثَ بِمَا أُولِيَ.
1059- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنْ
نَزَلْتُ بِرَجُلٍ فَلَمْ يُضَيِّفْنِي
, وَلَمْ يُقْرِنِي , فَمَرَّ بِي بَعْدُ أَجْزِيهِ أَمْ
أُقْرِيهِ ؟ قَالَ : بَلْ أَقْرِهِ.
1060- حَدَّثَنَا يَعْلَى، عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ يَحْيَى،
عَنْ خَالِدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : بَرِئَ مِنَ الشُّحِّ مَنْ قَرَى الضَّيْفَ , وَأَدَّى الزَّكَاةَ ,
وَأَعْطَى فِي النَّائِبَةِ.
بَابُ مَا
يُسْتَحَبُّ مِنَ الأَعْمَالِ.
1061- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ
هَارُونَ الْبَرْبَرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ أَنَّ
أَبَا ذَرٍّ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ
أَكْثَرَ أَصْحَابِهِ سُؤَالًا لَهُ : أَلاَ تُخْبِرُنِي بِعَمَلٍ أَدْخُلُ بِهِ
الْجَنَّةَ ؟ قَالَ : تَعْبُدُ اللَّهَ , وَلاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا قَالَ : إِنَّ لِهَذَا
أَتْبَاعًا قَالَ : تُقِيمُ الصَّلاَةَ , وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ قَالَ : لَيْسَ لَهُ
مَالٌ يَتَصَدَّقُ بِهِ . قَالَ : تَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ , وَتَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ قَالَ :
هُوَ أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ . قَالَ : تُنَفِّسُ عَنْ مَكْرُوبٍ أَوْ تُعِينُ
مَغْلُوبًا قَالَ : هُوَ أَضْعَفُ مِنْ ذَلِكَ . قَالَ : تُرِيدُ أَنْ لاَ تَجْعَلَ فِيهِ
خَيْرًا , اجْتَنِبْ شَرَّ النَّاسِ.
1062- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو
بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ : عَرَضَ
لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ , فَأَخَذَ بِزِمَامِ
نَاقَتِهِ أَوْ بِخِطَامِهَا , ثُمَّ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَخْبِرْنِي بِمَا
يُقَرِّبُنِي مِنَ الْجَنَّةِ وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ . قَالَ : تَعْبُدُ
اللَّهَ , وَلاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا , وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ , وَتُؤْتِي
الزَّكَاةَ , وَتَصِلُ الرَّحِمَ.
1063- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ فِطْرٍ، عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ، عَنْ كُدَيْرٍ الضَّبِّيِّ قَالَ : جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ,
أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ . قَالَ : تَقُولُ الْعَدْلَ , وَتُؤْتِي الْفَضْلَ قَالَ :
لاَ أُطِيقُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : فَتُطْعِمُ الطَّعَامَ،
وَتُفْشِي السَّلاَمَ قَالَ : وَهَذِهِ لاَ أُطِيقُهَا . قَالَ : فَهَلْ لَكَ مِنْ
إِبِلٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : فَانْظُرْ بَعِيرًا مِنْهَا وَسِقَاءً
فَانْظُرْ أَهْلَ بَيْتٍ لاَ يَشْرَبُونَ الْمَاءَ إِلَّا غِبًّا فَاسْقِهِمْ ؛
فَإِنَّهُ بِالْحَرِيِّ أَنْ لاَ يَهْلِكَ بَعِيرُكَ وَلاَ يَنْخَرِقَ سِقَاؤُكَ
حَتَّى يُدْخِلَكَ اللَّهُ الْجَنَّةَ قَالَ : فَرَضِيَ
1064- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْعَوَّامِ
بْنِ جُوَيْرِيَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ
اللَّهِ , مَا تَقُولُ فِي الصَّلاَةِ ؟ قَالَ : عَمُودُ الْإِسْلاَمِ قَالَ :
قُلْتُ : فَمَا تَقُولُ فِي الْجِهَادِ ؟ قَالَ : سَنَامُ الْعَمَلِ قَالَ : ثُمَّ بَدَرَنِي
قَبْلَ أَنْ أَسْأَلَهُ قَالَ : وَالصَّدَقَةُ شَيْءٌ عَجَبٌ قَالَ : قُلْتُ : يَا
رَسُولَ اللَّهِ , لَقَدْ تَرَكْتُ أَفْضَلَ عَمَلِي فِي نَفْسِي، مَا ذَكَرْتُهُ
. قَالَ : وَمَا هُوَ قَالَ : قُلْتُ : الصَّوْمُ . قَالَ : قُرْبَةٌ وَلَيْسَ هُنَاكَ قَالَ : قُلْتُ
: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لِي مَالٌ ؟ قَالَ : فَمِنْ نَوَالِكَ قَالَ : قُلْتُ :
فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ ؟ قَالَ : فَمِنْ عُقْرِ طَعَامِكَ قَالَ : قُلْتُ : فَإِنْ
لَمْ أَفْعَلْ ؟ قَالَ : فَاتَّقِ النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ . قَالَ :
قُلْتُ : فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ ؟ قَالَ : فَأَمِطْ أَذًى عَنِ الطَّرِيقِ قَالَ
: قُلْتُ : فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ ؟ قَالَ : فَكَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ قَالَ : قُلْتُ
: فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ ؟ قَالَ : فَدَعِ النَّاسَ مِنَ الشَّرِّ ؛ فَإِنَّهَا
صَدَقَةٌ تَصَدَّقُهَا عَلَى نَفْسِكَ قَالَ : قُلْتُ : فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ ؟
قَالَ : فَإِنْ لَمْ تَعْمَلْ يَا أَبَا ذَرٍّ , فَمَا تُرِيدُ أَنْ تَتْرُكَ فِيكَ
مِنَ الْخَيْرِ شَيْئًا قَالَ : قُلْتُ
: فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : أَكْثَرُهَا
فَأَكْثَرُهَا.
1065- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ الْخَشْخَاشِ قَالَ : قَالَ أَبُو ذَرٍّ : أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ , فَقَالَ : يَا أَبَا ذَرٍّ هَلْ صَلَّيْتَ ؟ قُلْتُ : لاَ . قَالَ : فَقُمْ فَصَلِّ، فَصَلَّيْتُ، ثُمَّ جَلَسْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ : يَا أَبَا ذَرٍّ , اسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ شَيَاطِينِ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , وَهَلْ لِلْإِنْسِ مِنْ شَيَاطِينَ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : ثُمَّ إِنَّهُ قَالَ : يَا أَبَا ذَرٍّ , أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزٍ الْجَنَّةِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : بَلَى بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي قَالَ : قُلْ : لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فَإِنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزٍ الْجَنَّةِ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , مَا الصَّلاَةُ ؟ قَالَ : خَيْرٌ مَوْضُوعٌ مَنْ شَاءَ أَقَلَّ , وَمَنْ شَاءَ أَكْثَرَ قَالَ : قُلْتُ : فَمَا الصِّيَامُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : فَرْضٌ مُجْزِئٌ قَالَ : قُلْتُ : فَمَا الصَّدَقَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : أَضْعَافٌ مُضَاعَفَةٌ وَعِنْدَ اللَّهِ الْمَزِيدُ قَالَ : قُلْتُ : أَيُّهَا أَفْضَلُ , يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : جُهْدٌ مِنْ مُقِلٍّ أَوْ سِرٌّ إِلَى فَقِيرٍ قَالَ : قُلْتُ : أَيُّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ أَعْظَمُ ؟ قَالَ : {اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة] . حَتَّى خَتَمَ الْآيَةَ . قَالَ : قُلْتُ : فَأَيُّ الأَنْبِيَاءِ كَانَ أَوَّلَ ؟ قَالَ : آدَمُ، قُلْتُ : أَوَ نَبِيُّ كَانَ ؟ قَالَ : نَعَمْ، مُكَلَّمٌ، قُلْتُ : وَكَمِ الأَنْبِيَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : ثَلاَثُمِائَةٍ وَخَمْسَةُ عَشَرَ نَبِيًّا جَمًّا غَفِيرًا.
1066- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ
عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مُرَاوِحٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : قُلْتُ
يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : إِيمَانٌ بِاللَّهِ ,
وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ : قُلْتُ : فَأَيُّ الرِّقَابِ أَفْضَلُ ؟
قَالَ : أَعْلاَهَا ثَمَنًا وَأَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا قَالَ : أَفَرَأَيْتَ
إِنْ لَمْ أَفْعَلْ ؟ قَالَ : فَتُعِينُ صَانِعًا أَوْ تَصْنَعُ لِأَخْرَقَ قَالَ : أَفَرَأَيْتَ
إِنْ ضَعُفْتُ ؟ قَالَ : تَدَعُ النَّاسَ مِنَ الشَّرِّ ؛ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ
تَصَدَّقُهَا عَلَى نَفْسِكَ.
1067- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ أَوْ
أَيُّ الأَعْمَالِ خَيْرٌ ؟ قَالَ : إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ قَالَ :
ثُمَّ أَيُّ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
سَنَامُ الْعَمَلِ قَالَ : ثُمَّ أَيُّ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : حَجٌّ
مَبْرُورٌ.
1068- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ،
عَنْ أَبِيهِ قَالَ : الْكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ صَدَقَةٌ.
1069- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ.
1070- حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ عَجْلاَنَ، عَنْ أَبَانَ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ مَنَحَ مِنْحَةً
وَرِقًا أَوْ لَبَنًا فَكَعِتْقِ نَسَمَةٍ، وَمَنْ هَدَى زُقَاقًا فَكَعِتْقِ
نَسَمَةٍ، وَمَنْ قَالَ : لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ
لَهُ الْمَلِكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فَكَعِتْقِ
نَسَمَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الْمُقَدَّمِ.
1071- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنِ
الأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَشْيَاخِ التَّيْمِ كَانُوا
جُلَسَاءَ أَبِي ذَرٍّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ
أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ ؟ قَالَ : إِذَا عَمِلْتَ سَيِّئَةً
فَاعْمَلْ بِجَنْبِهَا حَسَنَةً فَإِنَّهَا عَشْرُ أَمْثَالِهَا قَالَ : قُلْتُ
يَا رَسُولَ اللَّهِ , لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَحَسَنَةٌ ؟ قَالَ : هِيَ
أَحْسَنُ الْحَسَنَاتِ.
1072- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ
, أَوْصِنِي . قَالَ : إِذَا عَمِلْتَ سَيِّئَةً فَاعْمَلْ بِجَنْبِهَا
حَسَنَةً . السِّرُّ بِالسِّرِّ وَالْعَلاَنِيَةُ بِالْعَلاَنِيَةِ.
1073- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِي
سِنَانٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ
قَالَ : لَمَّا بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعَاذًا
إِلَى الْيَمَنِ قَالَ مُعَاذٌ : إِذَا رَكِبَ يُوضِعُونَ نَحْوَ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : مَا أَرَى
هَؤُلاَءِ إِلَّا شَاغِلِيكَ عَنِّي فَأَوْصِنِي وَاجْمَعْ لِي , فَقَالَ : اتَّقِ
اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ , وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ حَسَنَةً تَمْحُهَا وَخَالِقِ
النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ.
1074- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو
بْنِ مُرَّةَ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ : ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّارَ فَأَعْرَضَ وَأَشَاحَ , ثُمَّ قَالَ :
اتَّقُوا اللَّهَ، ثُمَّ ذَكَرَ النَّارَ فَأَعْرَضَ وَأَشَاحَ حَتَّى ظَنَنَّا
أَنَّهُ كَأَنْ يَنْظُرُ إِلَيْهَا , ثُمَّ قَالَ : اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ
بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ.
1075- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ
بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ
أَوْصِنِي . قَالَ : اعْبُدِ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا وَاذْكُرِ اللَّهَ
عِنْدَ كُلِّ شَجَرٍ وَمَدَرٍ ، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ، وَإِذَا
عَمِلْتَ سَيِّئَةً فَأَتْبِعْهَا حَسَنَةً إِنْ سِرًّا فَسِّرٌّ، وَإِنْ
عَلاَنِيَةً فَعَلاَنِيَةٌ.
1076- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ شَقِيقٍ،
عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : حُوسِبَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ مِنَ
الْخَيْرِ شَيْءٌ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ رَجُلًا مُوسِرًا وَكَانَ يُخَالِطُ
النَّاسَ، وَكَانَ يَأْمُرُ غِلْمَانَهُ أَنْ يَ تَجَاوَزُوا عَنِ الْمُعْسِرِ،
فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : نَحْنُ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْهُ
تَجَاوَزُوا عَنْهُ.
بَابُ إِمَاطَةِ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ.
1077- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ رَجُلًا غُفِرَ لَهُ فِي غُصْنِ شَوْكٍ جَرَّهُ عَنِ
الطَّرِيقِ أَوْ قَالَ : جَرَّهُ عَنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ.
1078- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : حُوسِبَ رَجُلٌ فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ مِنَ الْخَيْرِ
شَيْءٌ إِلَّا غُصْنَ شَوْكٍ كَانَ عَلَى الطَّرِيقِ يُؤْذِي النَّاسَ فَنَحَّاهُ
فَغُفِرَ لَهُ.
1079- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ
سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ قَالَ : كَانَ رَجُلٌ
يُصَلِّي قَرِيبًا مِنْ مُعَاذٍ فَفَقَدَهُ , فَقَالَ : مَا فَعَلَ الَّذِي كَانَ
يُوقِظُ الْوَسْنَانَ وَيَطْرُدُ الشَّيْطَانَ ؟ فَقَالُوا : مَرِضَ . قَالَ :
انْطَلِقُوا بِنَا نَعُودُهُ ، فَانْطَلَقَ يَعُودُهُ فَجَعَلَ لاَ يَمُرُّ
بِحَجَرٍ إِلَّا نَحَّاهُ عَنْ طَرِيقٍ فَعَاوَدُوهُ، ثُمَّ خَرَجُوا مِنْ
عِنْدِهِ فَجَعَلَ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ مَعَ مُعَاذٍ إِذَا مَرَّ بِحَجَرٍ
بَدَرَ مُعَاذًا إِلَيْهِ فَنَحَّاهُ فَقَالَ لَهُ مُعَاذٌ : مَا يَحْمِلُكَ هَذَا
؟ قَالَ : الَّذِي رَأَيْتُكَ تَصْنَعُ . قَالَ : فَإِنَّكَ قَدْ أَحْسَنْتَ
إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِذَا
أَمَطْتَ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ كُتِبَ لَكَ حَسَنَةٌ، وَإِذَا كُتِبَ لَكَ
حَسَنَةٌ دَخَلْتَ الْجَنَّةَ.
1080- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ
طَاوُسٍ قَالَ : إِمَاطَتُكَ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ، وَأَمْرُكَ
بِالْمَعْرُوفِ وَنَهْيُكَ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ.
1081- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ قَالَ : جَاءَ أَبُو ذَرٍّ إِلَى النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَهَبَ
الأَغْنِيَاءُ بِالأَجْرِ قَالَ : وَمَا ذَاكَ يَا أَبَا ذَرٍّ ؟ قَالَ أَبُو
ذَرٍّ : وَجَدُوا فَتَصَدَّقُوا وَأَعْتَقُوا، وَنَحْنُ لَيْسَ عِنْدَنَا مَا
نَفْعَلُ بِهِ . قَالَ : وَأَنْتَ يَا أَبَا ذَرٍّ فِيكَ أَيْضًا صَدَقَةٌ
كَثِيرَةٌ إِمَاطَتُكَ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ، وَعَوْنُكَ الضَّعِيفَ صَدَقَةٌ،
وَهِدَايَتُكَ الطَّرِيقَ صَدَقَةٌ، وَبَيَانُكَ عَنِ الأَرْثَمِ صَدَقَةٌ ,
وَفَضْلُ سَمِعِكَ عَلَى الَّذِي لاَ يَسْمَعُ صَدَقَةٌ , وَمُبَاضَعَتُكَ أَهْلَكَ صَدَقَةٌ
قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ نُصِيبُ شَهْوَتَنَا وَنُؤْجَرُ , فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَرَأَيْتَ لَوْ وَضَعْتَهُ
فِي غَيْرِ حَقِّهِ أَمَا كَانَ عَلَيْكَ وِزْرٌ ؟ قُلْتُ : بَلَى، فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَتَحْتَسِبُونَ بِالشَّرِّ
وَلاَ تَحْتَسِبُونَ بِالْخَيْرِ.
1082- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْهَجَرِيِّ،
عَنْ أَبِي عِيَاضٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ
صَدَقَةً، فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , وَمَنْ يُطِيقُ هَذَا ؟
إِمَاطَتُكَ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ , وَإِرْشَادُكَ الطَّرِيقَ
صَدَقَةٌ , وَعِيَادَتُكَ الْمَرِيضَ صَدَقَةٌ , وَاتِّبَاعُ جِنَازَةٍ صَدَقَةٌ ,
وَأَمْرُكَ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ , وَنَهْيُكَ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ ,
وَرَدُّكَ السَّلاَمَ صَدَقَةٌ.
1083- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ،
عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : مَنْ كَانَ لَهُ مَالٌ فَلْيَتَصَدَّقْ مِنْ مَالِهِ، وَمَنْ كَانَ
لَهُ عِلْمٌ فَلْيَتَصَدَّقْ مِنْ عِلْمِهِ، وَمَنْ كَانَ لَهُ قُوَّةٌ فَلْيَتَصَدَّقْ
مِنْ قُوَّتِهِ.
1084- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : عَلَى كُلِّ مَيْسَمٍ مِنَ الْإِنْسَانِ صَلاَةٌ كُلَّ يَوْمٍ،
فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : مَا نُطِيقُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ :
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ الأَمْرَ
بِالْمَعْرُوفِ صَلاَةٌ , وَأَخْذَ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَلاَةٌ , وَكُلَّ
خُطْوَةٍ خَطَاهَا أَحَدُكُمْ إِلَى صَلاَةٍ صَلاَةٌ.
1085- حَدَّثَنَا يَعْلَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ
اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اتَّقُوا هَذِهِ الْمَلْعَنَةَ، قَالُوا :
يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْمَلْعَنَةُ ؟ قَالَ : أَنْ تُلْقُوا أَذَاكُمْ عَلَى
الطُّرُقَاتِ.
1086- حَدَّثَنَا يَعْلَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ
اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ مِثْلَهُ.
1087- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ
أَبِي حَازِمٍ قَالَ : قَالَ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ : إِيَّاكُمْ وَالْمَلاَعِنَ،
أَنْ يَطْرَحَ، أَحَدُكُمُ الأَذَى عَلَى الطَّرِيقِ , فَيَمُرُّ بِهِ الرَّجُلُ , فَيَقُولُ :
اللَّهُمَّ , الْعَنْ صَاحِبَ هَذَا.
1088- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ عَاصِمٍ
الأَحْوَلِ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ : كَانَ أَبُو
هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُفْتِي النَّاسَ , فَقَالَ الرَّجُلُ : لَوْ أَنَّ هَذَا
سُئِلَ عَنِ الْخَرْأَةِ لَأَفْتَى فِيهَا، فَسَمِعَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ , فَقَالَ
: أَمَا لَوْ سَأَلْتَنِي لَأُفْتِيكَ، فَقَالَ : فَمَا تُفْتِينِي ؟ قَالَ :
اجْتَنِبِ الْمَلْعَنَةَ ظِلَّ الشَّجَرَةِ، وَظِلَّ الْحَائِطِ، وَحَيْثُ
يَنْزِلُ الْمُسَافِرُ , وَقَارِعَةَ الطَّرِيقِ.
1089- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ،
عَنْ أَبِيهِ قَالَ : لَمْ يَكُنْ لِشُرَيْحٍ مَثْعَبُ شَارِعٍ إِلَّا فِي
دَارِهِ، وَإِنْ كَانَ لَيَمُوتُ لِأَهْلِهِ السِّنَّوْرُ فَيَأْمُرُ بِهِ
فَيُدْفَنُ فِي دَارِهِ ؛ وَيَقُولُ إِنَّهُ لَأَذًى لِلْمُسْلِمِينَ.
بَابُ
حِفْظَ اللِّسَانِ.
1090- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ مَنْصُورٍ،
عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ، عَنْ
مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، ح قَالَ : هَنَّادٌ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ،
حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ
مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَالْحَدِيثُ عَلَى لَفْظِ
هَنَّادٍ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ فَإِنِّي لَأُسَايِرُهُ إِذْ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ,
أَلاَ تُخْبِرُنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ , وَيُنْجِينِي مِنَ النَّارِ
؟ قَالَ : لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ عَظِيمِ وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسُرُّهُ
اللَّهُ عَلَيْهِ، تَعْبُدُ اللَّهَ , وَلاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا , وَتُقِيمُ
الصَّلاَةَ الْمَكْتُوبَةَ , وَتُؤَدِّي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَإِنْ شِئْتَ
نَبَّأْتُكَ بِرَأْسِ الأَمْرِ وَعَمُودِهِ وَذُرْوَةِ سَنَامِهِ ، فَأَمَّا
رَأْسُ الأَمْرِ فَالْإِسْلاَمُ، وَأَمَّا عَمُودُهُ فَالصَّلاَةُ، وَأَمَّا ذِرْوَةُ
سَنَامِهِ فَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَالصَّدَقَةُ تُكَفِّرُ الْخَطِيئَةَ، وَالصَّلاَةُ
فِي جَوْفِ اللَّيْلِ , ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السجدة] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ . قَالَ
: ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَإِنْ شِئْتَ
نَبَّأْتُكَ بِمَا هُوَ أَمْلَكُ بِكَ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ أَوْ بِمَا هُوَ
أَمْلَكُ بِالنَّاسِ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ قَالَ : فَتَخَلَّفْتُ لِأَذْكُرَ
حَدِيثَهُ , فَلَحِقَنِي رَكْبٌ مِنْ خَلْفِي فَتَخَوَّفْتُ أَنْ يَلْحَقُوا
بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَحُولُوا بَيْنِي
وَبَيْنَهُ قَبْلَ أَنْ أَقْضِيَ حَدِيثِي مِنْهُ . قَالَ : فَنَفَرْتُ أَوْ فَنَهَرْتُ
رَاحِلَتِي فَلَحِقْتُ بِهِ , فَقُلْتُ
: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ ,
قَوْلُكَ إِنْ شِئْتَ نَبَّأْتُكَ بِمَا هُوَ أَمْلَكُ بِكَ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ،
فَأَوْمَأَ إِلَى لِسَانِهِ ؛ ,
فَقُلْتُ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ؛ وَإِنَّا
لَنُؤَاخَذُ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ ؟ قَالَ : فَقَالَ : ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا
ابْنَ جَبَلٍ، وَهَلْ يَكُبُّ الرِّجَالَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ فِي جَهَنَّمَ
إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ زَادَ عُثْمَانُ : وَهَلْ يَقُولُ شَيْئًا إِلَّا
هُوَ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ
1091- حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلاَنَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّ النَّاسَ تَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَحِقْتُهُ , فَلَمَّا سَمِعَ حِسِّي قَالَ : مَنْ هَذَا ابْنُ جَبَلٍ ؟ قَالَ : قُلْتُ : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؛ قَالَ : أَيْنَ النَّاسُ ؟ قُلْتُ : تَخَلَّفُوا عَنْكَ، وَظَنُّوا أَنَّهُ يُنَزَّلُ عَلَيْكَ، وَكَانَتْ لِي حَاجَةٌ فَأَسْرَعْتُ لَهَا . قَالَ : وَمَا هِيَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : أَخْبِرْنِي بِعَمَلِ الْجَنَّةِ . قَالَ : بَخٍ بَخٍ ، سَأَلْتَ عَنْ عَظِيمٍ وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسُرُّهُ اللَّهُ عَلَيْهِ ؛ تَعْبُدُ اللَّهَ , وَلاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا , وَتُصَلِّي الصَّلاَةَ الْمَكْتُوبَةَ , وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةُ، أَلاَ أُنَبِّئُكَ بِرَأْسِ هَذَا الأَمْرِ وَعَمُودِهِ وَذُرْوَةِ سَنَامِهِ ؟ قَالَ : رَأْسَهُ الْإِسْلاَمُ، فَمَنْ أَسْلَمَ سَلِمَ، وَعَمُودُهُ الصَّلاَةُ، وَذُرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَلاَ أُنَبِّئُكَ بِأَبْوَابِ الْخَيْرِ : الصِّيَامُ جُنَّةٌ , وَالصَّدَقَةُ تَمْحُو الْخَطِيئَةَ، وَقِيَامُ الْعَبْدِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ لِلَّهِ . قَالَ : ثُمَّ تَلاَ هَذِهِ الْآيَةَ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ . حَتَّى فَرَغَ مِنْهَا، أَلاَ أُنَبِّئُكَ بِأَمْلَكِ النَّاسِ مِنْ ذَلِكَ، فَأَشَارَ إِلَى لِسَانِهِ ثَلاَثًا . قَالَ : فَقُلْتُ : وَإِنَّا لَنُؤَاخَذُ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ ؟ فَضَرَبَ مَنْكِبِي , ثُمَّ قَالَ : ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وجُوهِهِمْ إِلَّا هَذَا اللِّسَانُ، إِنَّكَ مَا سَكَتَّ سَلِمْتَ، وَإِذَا تَكَلَّمْتَ فَلَكَ أَوْ عَلَيْكَ.
1092- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا
أَبُو سَلَمَةَ قَالَ : قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ,
أَوْصِنِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اعْبُدِ
اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، وَاعْدُدْ نَفْسَكَ مَعَ الْمَوْتَى وَاذْكُرِ اللَّهَ
عِنْدَ كُلِّ حَجَرٍ وَشَجَرٍ، وَإِذَا عَمِلْتَ السَّيِّئَةَ فَاعْمَلْ
بِجَنْبِهَا حَسَنَةً، السِّرُّ بِالسِّرِّ، وَالْعَلاَنِيَةُ بِالْعَلاَنِيَةِ،
وَأُخْبِرُكَ بِمَا هُوَ أَمْلَكُ بِكَ مِنْ ذَلِكَ ؟ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ
, وَمَا هُوَ ؟ قَالَ : هَذَا، وَأَشَارَ إِلَى لِسَانِهِ، قَالَ مُعَاذٌ : يَا
رَسُولَ اللَّهِ , هُوَ ذَا، وَأَشَارَ إِلَى لِسَانِهِ . قَالَ : وَهَلْ يَكُبُّ
النَّاسَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ فِي النَّارِ إِلَّا هَذَا.
1093- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ
زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ جَعَلَ يَلْوِي لِسَانَهُ
أَوْ يُحَرِّكُ لِسَانَهُ وَيَقُولُ : هَذَا أَوْرَدَنِي الْمَوَارِدَ.
1094- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ
الْمَدَنِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لِرَجُلٍ، وَأَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى
لِسَانِهِ , فَقَالَ : أَمْسِكْهُ عَلَيْكَ ؛ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ تَصَدَّقُ بِهَا
عَلَى نَفْسِكَ.
1095- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَيَّانَ، عَنِ الْعَنْبَسِ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ : قَالَ عَبْدُ
اللَّهِ : وَالَّذِي لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ مَا عَلَى الأَرْضِ شَيْءٌ أَحْوَجُ
إِلَى طُولِ سِجْنٍ مِنْ لِسَانِهِ.
1096- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ،
عَنْ عَطَاءٍ، لَيْسَ بِابْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : لاَ
يَتَّقِي اللَّهَ عَبْدٌ حَقَّ تُقَاتِهِ حَتَّى يَخْزُنَ مِنْ لِسَانِهِ.
1097- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ،
حَدَّثَنَا أَبُو الصَّهْبَاءِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِّ قَالَ : إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ فَإِنَّ الأَعْضَاءَ كُلَّهَا
تُكَفِّرُ اللِّسَانَ تَقُولُ : اتَّقِ اللَّهَ فِينَا ؛ فَإِنَّكَ إِنِ
اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا لَكَ
, وَإِنِ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا
1098- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو
قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ مَوْلَى التَّيْمِيِّينَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ تَوَكَّلَ لِي مَا بَيْنَ
لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ تَوَكَّلْتُ لَهُ بِالْجَنَّةِ.
1099- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ
هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : كَانَ الرَّجُلُ إِذَا طَلَبَ الْعِلْمَ فَلَمْ
يَلْبَثْ أَنْ يُرَى ذَلِكَ فِي تَخَشُّعِهِ وَبَصَرِهِ وَلِسَانِهِ وَزُهْدِهِ وَصَلَوَاتِهِ.
1100- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ
بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ : قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ : يَا بُنَيَّ , امْتَنِعْ
مِمَّا يَخْرُجُ مِنْ فِيكَ , فَإِنَّكَ مَا سَكَتَّ سَالِمٌ، وَإِنَّمَا يَنْبَغِي
لَكَ مِنَ الْقَوْلِ مَا يَنْفَعُكَ.
1101- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ حُمَيْدِ
بْنِ هِلاَلٍ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو : دَعْ مَا لَسْتَ مِنْهُ
فِي شَيْءٍ . أُرَاهُ قَالَ : وَلاَ تَنْطِقْ فِيمَا لاَ يَعْنِيكَ وَاخْزُنْ
لِسَانَكَ كَمَا تَخْزُنُ دَرَاهِمَكَ.
بَابُ مَنْ قَالَ : لاَ أَتَكَلَّمُ إِلَّا بِخَيْرٍ.
1102- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ
أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : مَا مِنْ
شَيْءٍ يَتَكَلَّمُ بِهِ الْعَبْدُ إِلَّا أُحْصِيَ عَلَيْهِ حَتَّى أَنِينِهِ فِي
مَرَضِهِ.
1103- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي
صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَسْكُتْ.
1104- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ
قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ بِحَقٍّ أَوْ
لِيَصْمُتْ.
1105- حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلاَنَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ
بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَسْكُتْ.
1106- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ
بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : رَحِمَ اللَّهُ عَبْدًا قَالَ : خَيْرًا فَغَنِمَ أَوْ سَكَتَ فَسَلِمَ.
1107- حَدَّثَنَا يَعْلَى قَالَ : دَخَلْنَا عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ
سُوقَةَ قَالَ : أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ بِحَدِيثٍ لَعَلَّهُ يَنْفَعُكُمْ
فَإِنَّهُ قَدْ نَفَعَنِي قَالَ لَنَا عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ : يَا ابْنَ
أَخِي إِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ يَكْرَهُ فُضُولَ الْكَلاَمِ وَكَانُوا يَعُدُّونَ
فُضُولَ الْكَلاَمِ مَا عَدَا كِتَابَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ
تَقْرَأَهُ، أَوْ أَمْرٍ بِمَعْرُوفٍ، أَوْ نَهْيٍ عَنْ مُنْكَرٍ، أَوْ أَنْ
تَنْطِقَ بِحَاجَتِكَ فِي مَعِيشَتِكَ الَّتِي لاَ بُدَّ لَكَ مِنْهَا،
أَتُنْكِرُونَ {إِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ} [الانفطار] .
{عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ} [ق]، {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ
إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق]، أَمَا يَسْتَحِي أَحَدُكُمْ أَنْ لَوْ
نُشِرَتْ عَلَيْهِ صَحِيفَتُهُ الَّتِي أَمْلاَهَا صَدْرَ نَهَارِهِ أَكْثَرُ مَا
فِيهَا لَيْسَ مِنْ أَمْرِ دِينِهِ وَلاَ دُنْيَاهُ.
1108- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ
قَالَ : كُنَّا فِي بَيْتِ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ فَدَخَلَ عَلَيْنَا رَبِيعُ
بْنُ خُثَيْمٍ فَقَعَدَ فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ , فَقَالَ : أَقِلُّوا الْكَلاَمَ
إِلَّا مِنْ تِسْعٍ : سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلاَ إِلَهَ
إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ، وَأَمْرٌ بِمَعْرُوفٍ،
وَنَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ، وَمَسْأَلَةُ اللَّهِ الْخَيْرَ، وَاسْتِجَارَتُهُ مِنَ
الشَّرِّ.
1109- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ سَلَّامٍ،
عَنْ بَعْضِ أَشْيَاخِهِ أَنَّ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ كَانَ يَقُولُ : لاَ
خَيْرَ فِي الْكَلاَمِ إِلَّا فِي تِسْعٍ : تَحْمِيدُ اللَّهِ , وَتَكْبِيرُ
اللَّهِ , وَتَسْبِيحُ اللَّهِ , وَتَهْلِيلُ اللَّهِ , وَأَمْرُكَ بِالْمَعْرُوفِ , وَنَهْيُكَ عَنِ
الْمُنْكَرِ , وَسُؤَالُكَ الْخَيْرَ , وَتَعَوُّذُكَ مِنَ الشَّرِّ , وَقِرَاءَةُ
الْقُرْآنِ . قَالَ : فَسَمِعْتُ مِنَ أَشْيَاخِنَا مَنْ يَزِيدُ فِيهِ قَالَ :
فَذَكَرُوا عِنْدَهُ عَلِيًّا وَعُثْمَانَ , فَقَالَ : عَلَيْكُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا
ذِكْرَ الرِّجَالِ مَا لَنَا وَلِذِكْرِ الرِّجَالِ، وَذِكْرُ اللَّهِ أَحَبُّ
إِلَيْنَا مِنْ ذِكْرِ الرِّجَالِ . قَالَ : فَقِيلَ لَهُ : يَا أَبَا يَزِيدَ ,
مَا لَكَ لاَ تَذُمُّ النَّاسَ ؟ قَالَ
: فَقَالَ : مَا أَنَا بِرَاضٍ عَنْ نَفْسِي
فَأَتَفَرَّغَ مِنْ ذَمِّهَا إِلَى ذَمِّ غَيْرِهَا، إِنَّ النَّاسَ خَافُوا مِنْ
ذُنُوبِ النَّاسِ وَأَمِنُوا عَلَى ذُنُوبِهِمْ
1110- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ
مُحْرِزٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ قَالَ : قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :
عَلَيْكُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ فَإِنَّهُ شِفَاءٌ، وَإِيَّاكُمْ وَذِكْرَ النَّاسِ
فَإِنَّهُ دَاءٌ.
1111- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي
تَيْمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : جَالَسْتُ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ سَنَتَيْنِ ,
فَمَا سَأَلَنِي عَنْ شَيْءٍ مِمَّا فِيهِ النَّاسُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ لِي
مَرَّةً : أُمُّكَ حَيَّةٌ ؟ كَمْ لَكُمْ مَسْجِدًا ؟.
1112- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ
التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : أَتَتِ الرَّبِيعَ ابْنَتُهُ , فَقَالَتْ :
أَبَتَاهُ أَذْهَبُ أَلْعَبُ، فَقَالَ : يَا بُنَيَّةُ اذْهَبِي فَقُولِي خَيْرًا.
1113- حَدَّثَنَا يَعْلَى، وَابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِي
حَيَّانَ، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أُمِّ الأَسْوَدِ قَالَتْ : كَانَتِ ابْنَةُ
الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ تَأْتِيهِ , فَتَقُولُ : يَا أَبَتَاهُ ائْذَنْ لِي
أَلْعَبُ، فَيَقُولُ : يَا بُنَيَّةُ قُولِي خَيْرًا قَالَ : فَتَلَقَّتْهَا أُمُّهَا
: قُولِي الْحَدِيثَ , فَيَقُولُ : إِنِّي لَمْ أَسْمَعْ أَنَّ اللَّهَ رَضِيَ
لِأَحَدٍ اللَّعِبَ.
1114- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ،
عَنْ أَبِيهِ قَالَ : مَا سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ، يَذْكُرُ شَيْئًا
مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا أَنِّي سَمِعْتُهُ مَرَّةً يَقُولُ : كَمْ لِلتَّيْمِ
مَسْجِدًا ؟.
1115- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ نُسَيْرِ بْنِ
ذُعْلُوقٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ قَالَ : أَخْبَرَنِي مَنْ صَحِبَ
الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ عِشْرِينَ عَامًا فَمَا سَمِعَ مِنْهُ كَلِمَةً تُعَابُ.
1116- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ
مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ
: قَالَ رَجُلٌ : إِنِّي لَأَحْسَبُ الرَّبِيعَ بْنَ
خُثَيْمٍ لَمْ يَتَكَلَّمْ بِكَلِمَةٍ إِلَّا بِكَلِمَةٍ تَصْعَدُ.
1117- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ،
عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ مِنْ حُسْنِ إِسْلاَمِ الْمَرْءِ
تَرْكَهُ مَا لاَ يَعْنِيهِ.
1118- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ
شُعَيْبِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، أَوْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ مِنْ
حُسْنِ إِسْلاَمِ الْمَرْءِ قِلَّةَ الْكَلاَمِ فِيمَا لاَ يَعْنِيهِ.
1119- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ صَالِحِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ : قَالَ عَبْدُ
اللَّهِ : إِنَّ مِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ خَطَايَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ
أَكْثَرَهُمْ خَوْضًا فِي الْبَاطِلِ.
1120- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ
مِغْوَلٍ، عَنْ بَعْضِ أَشْيَاخِهِ قَالَ : تَمَثَّلَ مَسْرُوقُ بْنُ الأَجْدَعِ
صَدْرَ بَيْتٍ مِنْ شِعْرٍ , ثُمَّ أَقْصَرَ عَنْهُ فَلَمْ يُتِمَّهُ، فَقِيلَ :
مَا مَنَعَكَ أَنْ تُتِمَّهُ ؟ قَالَ
: كَرِهْتُ أَنْ يُوجَدَ عَلَيَّ فِي كِتَابٍ بَيْتُ شِعْرٍ
تَامٍّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
1121- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ : رَكِبَ رَجُلٌ حِمَارًا فَعَثَرَ الْحِمَارُ ,
فَقَالَ : تَعِسَ الْحِمَارُ , فَقَالَ صَاحِبُ الْيَمِينِ : مَا هِيَ بِحَسَنَةٍ فَأَكْتُبُهَا،
وَقَالَ صَاحِبُ الشِّمَالِ : مَا هِيَ بِسَيِّئَةٍ فَأَكْتُبُهَا، فَأَوْحَى
اللَّهُ تَعَالَى إِلَى صَاحِبِ الشِّمَالِ : مَا تَرَكَ صَاحِبُ الْيَمِينِ مِنْ
شَيْءٍ فَأَثْبِتْهُ . قَالَ : فَأَثْبَتَ فِي سَيِّئَاتِهِ : تَعِسَ الْحِمَارُ.
1122- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ :
قَالَ : عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ : لاَ تُكْثِرُوا
الْكَلاَمَ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ فَتَقْسُوَ قُلُوبُكُمْ، وَإِنْ كَانَتْ لَيِّنَةً
فَإِنَّ الْقَلْبَ الْقَاسِي بَعِيدٌ مِنَ اللَّهِ وَلَكِنْ لاَ تَعْلَمُونَ،
وَلاَ تَنْظُرُوا فِي ذُنُوبِ النَّاسِ كَهَيْئَةِ الأَرْبَابِ وَانْظُرُوا فِي
ذُنُوبِكُمْ كَهَيْئَةِ الْعَبِيدِ . النَّاسُ رَجُلاَنِ مُبْتَلًى وَمُعَافًى
فَارْحَمُوا أَهْلَ الْبَلاَءِ وَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ.
1123- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ،
عَنْ زُبَيْدٍ الأَيَامِيِّ قَالَ : أُخْبِرْتُ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ :
قُولُوا خَيْرًا تُعْرَفُوا بِهِ وَاعْمَلُوا بِهِ تَكُونُوا مِنْ أَهْلِهِ ,
وَلاَ تَكُونُوا عُجَّلًا مَذَايِيعَ بِذْرًا.
1124- حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ هِشَامٍ،
عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لاَ يَقْبَلُ عَمَلَ عَبْدٍ حَتَّى يَرْضَى
قَوْلَهُ.
1125- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ فَضْلِ بْنِ زَيْدٍ الرَّقَاشِيِّ، وَكَانَ غَزَا مَعَ عُمَرَ سَبْعَ غَزَوَاتٍ قَالَ : لاَ يُلْهِيَنَّكَ النَّاسُ عَنْ ذَاتِ نَفْسِكَ فَإِنَّ الأَمْرَ يَخْلُصُ إِلَيْكَ دُونَهُمْ ، وَلاَ تَقْطَعِ النَّهَارَ بَكَيْتَ وَبَكَيْتَ ؛ فَإِنَّهُ مَحْفُوظٌ عَلَيْكَ مَا قُلْتَ، وَلَمْ أَرَ شَيْئًا أَسْرَعَ إِدْرَاكًا، وَلاَ أَحْسَنَ طَلَبًا مِنْ حَسَنَةٍ حَدِيثَةٍ لِذَنْبٍ قَدِيمٍ.
بَابُ
الصَّمْتِ.
1126- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ
الْحِمْصِيُّ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخَثْعَمِيِّ، عَنْ
فَرْوَةَ بْنِ مُجَاهِدٍ اللَّخْمِيِّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ
قَالَ : لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ :
يَا عُقْبَةُ أَمْلِكَ عَلَيْكَ لِسَانَكَ وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ وَلْيَسَعْكَ
بَيْتُكَ.
1127- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنِ
الْمَسْعُودِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ أَتَاهُ رَجُلٌ , فَقَالَ
: أَوْصِنِي، فَقَالَ : لِيَسَعْكَ بَيْتُكَ , وَكُفَّ لِسَانَكَ , وَابْكِ عَلَى
خَطِيئَتِكَ.
1128- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ
سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ
: قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ : طُوبَى لِمَنْ خَزَنَ
لِسَانَهُ، وَوَسِعَهُ بَيْتُهُ، وَبَكَى عَلَى خَطِيئَتِهِ.
1129- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي
جَعْفَرٍ، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَبِي ذَرٍّ : أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى أَيْسَرِ
الْعِبَادَةِ , وَأَهْوَنِهَا عَلَى الْيَدِ , وَأَخَفِّهَا عَلَى اللِّسَانِ
, وَأَثْقَلِهَا فِي الْمِيزَانِ : طُولُ الصَّمْتِ , وَحُسْنُ الْخُلُقِ.
1130- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنِ الْوَصَّافِيِّ،
عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ جُوَيْرِيَةَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَوَّلُ الْعِبَادَةِ الصَّمْتُ.
1131- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ :
قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : أَرْبَعٌ هُنَّ عَجَبٌ
لاَ يُحْفَظْنَ إِلَّا بِعَجَبٍ : الصَّمْتُ هُوَ أَوَّلُ الْعِبَادَةِ، وَذِكْرُ
اللَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَالتَّوَاضُعُ لِلَّهِ، وَقِلَّةُ الشَّيْءِ.
بَابُ :
الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ
1132- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ
أَبِي هِنْدَ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ
: وَرَبِّ هَذَا الْبَيْتِ , يَعْنِي الْكَعْبَةَ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : الْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ
السَّيِّئَاتِ، وَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ.
1133- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنِ الْإِفْرِيقِيِّ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : أَتَى
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ , فَقَالَ : يَا رَسُولَ
اللَّهِ مَنِ الْمُهَاجِرُ ؟ قَالَ : مَنْ هَجَرَ السَّيِّئَاتِ قَالَ : مَنِ
الْمُسْلِمُ ؟ قَالَ : مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ قَالَ
: مَنِ الْمُؤْمِنُ ؟ قَالَ : مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أَنْفُسِهِمْ
وَأَمْوَالِهِمْ قَالَ : مَنِ الْمُجَاهِدُ ؟ قَالَ : مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ.
1134- حَدَّثَنَا يَعْلَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : مَنْ سَلِمَ
الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ.
1135- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ،
عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : لاَ إِيمَانَ لِمَنْ لاَ أَمَانَةَ لَهُ، وَلاَ دِينَ لِمَنْ لاَ
عَهْدَ لَهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ يَسْتَقِيمُ عَبْدٌ حَتَّى يَسْتَقِيمَ
لِسَانُهُ، وَلاَ يَسْتَقِيمُ لِسَانُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ، وَلاَ
يَكُونُ مُؤْمِنًا حَتَّى يَأْمَنُ جَارُهُ غَوَائِلَهُ، وَغَوَائِلُهُ : تَغَطْرُسُهُ
وَظُلْمُهُ.
1136- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ هِلاَلِ بْنِ
مِقْلاَصٍ الصَّيْرَفِيِّ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي
سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : مَنْ أَكَلَ طَيِّبًا، وَعَمِلَ فِي سُنَّةٍ ، وَأَمِنَ النَّاسُ
بَوَائِقَهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ قَالَ : فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ,
إِنَّ هَذَا الْيَوْمَ فِي النَّاسِ لَكَثِيرٌ . قَالَ : وَسَيَكُونُ فِي قُرُونٍ بَعْدِي.
1137- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ
بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، وَقَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ كَانَ لَهُ
لِسَانَانِ فِي الدُّنْيَا جَعَلَ اللَّهُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِسَانَيْنِ
مِنْ نَارٍ.
1138- حَدَّثَنَا يَعْلَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ كَانَ ذَا لِسَانَيْنِ فِي الدُّنْيَا جَعَلَ اللَّهُ
لَهُ لِسَانَيْنِ فِي النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
1139- حَدَّثَنَا يَعْلَى، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي
صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : تَجِدُ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ ذَا الْوَجْهَيْنِ، قَالَ الأَعْمَشُ : يَجِيءُ إِلَى هَؤُلاَءِ
فَيَقُولُ قَوْلًا، وَيَجِيءُ إِلَى هَؤُلاَءِ فَيَقُولُ قَوْلًا.
بَابُ
الرَّجُلِ يَتَكَلَّمُ بِمَا يُسْخِطُ اللَّهَ , وَكَرَاهِيَةِ الضَّحِكِ.
1140- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بِلاَلِ بْنِ الْحَارِثِ الْمُزَنِيِّ،
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ
بِالْكَلِمَةِ مَا يَرَى أَنَّهَا بَلَغَتْ حَيْثُ بَلَغَتْ فَيُوجِبُ اللَّهُ
لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ، وَإِنَّ الرَّجُلَ يَتَكَلَّمُ
بِالْكَلِمَةِ لاَ يَرَى أَنَّهَا بَلَغَتْ حَيْثُ بَلَغَتْ فَيُوجِبُ اللَّهُ
لَهُ بِهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ . قَالَ عَلْقَمَةُ : فَلَقَدْ
كُنْتُ أُرِيدُ أَنْ أَتَكَلَّمَ بِالْكَلاَمِ فَيَمْنَعُنِي قَوْلُ بِلاَلٍ
1141- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَمْرٍو، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي قَالَ : سَمِعْتُ بِلاَلَ بْنَ الْحَارِثِ
الْمُزَنِيَّ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ أَحَدَكُمْ
لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ
مَا بَلَغَتْ فَيَكْتَبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ،
وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ مَا يَظُنُّ
أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ فَيَكْتَبُ اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا سَخَطَهُ إِلَى
يَوْمِ يَلْقَاهُ.
1142- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ
الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِيهِ، وَخَيْثَمَةَ قَالاَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
مَسْعُودٍ : إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ يُضْحِكُ بِهَا
الْقَوْمَ مَا يَقْطَعُ شَعْرَةً يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ سَبْعِينَ خَرِيفًا.
1143- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ
كَثِيرٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الضَّحِكُ ضَحِكَانِ : ضَحِكٌ يُحِبُّهُ اللَّهُ ,
وَضَحِكٌ يَمْقُتُ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَأَمَّا الضَّحِكُ الَّذِي يُحِبُّهُ
اللَّهُ فَالرَّجُلُ يَكْشِرُ فِي وَجْهِ أَخِيهِ حَدَاثَةَ عَهْدٍ بِهِ وَشَوْقًا
إِلَى رُؤْيَتِهِ، وَأَمَّا الضَّحِكُ الَّذِي يَمْقُتُ اللَّهُ بِهِ عَلَيْهِ
فَالرَّجُلُ يَتَكَلَّمُ بِكَلِمَةِ الْجَفَاءِ أَوِ الْبَاطِلِ لِيُضْحِكَ أَوْ
يَضْحَكَ فَيَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ سَبْعِينَ خَرِيفًا.
1144- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ
عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ
لاَ يَقُولُهَا إِلَّا لِيُضْحِكَ بِهَا الْمَجْلِسَ فَيَهْوِي بِهَا أَبْعَدَ مَا
بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، وَإِنَّهُ لَيَزِلُّ عَنْ لِسَانِهِ أَشَدَّ مِمَّا
يَزِلُّ عَنْ قَدَمِهِ.
1145- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ،
عَنْ قَيْسٍ قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ : إِنَّ
الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ فِي الرَّفَاهِيَةِ لِيُضْحِكَ بِهَا
جُلَسَاءَهُ تُرْدِيهِ أَبْعَدَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ.
1146- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عُبَيْدٍ
الْمُكْتِبِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ
بِالْكَلِمَةِ لِيُضْحِكَ بِهَا مَنْ حَوْلَهُ فَيَسْخَطُ اللَّهُ بِهَا
فَيُصِيبُهُ السَّخَطُ فَيَعُمُّ مَنْ حَوْلَهُ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ
بِالْكَلِمَةِ فَيَرْضَى اللَّهُ بِهَا فَتُصِيبُهُ الرَّحْمَةُ فَتَعُمُّ مَنْ
حَوْلَهُ.
1147- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ :
شَيَّعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ فَلَمَّا رَجَعَ الْمُشَيِّعُونَ عَنْهُ
قُلْتُ : يَا أَبَا سَعِيدٍ , أَوْصِنِي . قَالَ : عَلَيْكَ بِكِتَابِ اللَّهِ
فَإِنَّهُ نُورٌ لَكَ فِي الأَرْضِ، وَذِكْرٌ لَكَ فِي السَّمَاءِ، وَجِهَادٌ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنَّهُ رَهْبَانِيَّةُ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَقِلَّ الضَّحِكَ
فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ.
1148- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ بُرْدِ
بْنِ سِنَانٍ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ
أَقِلَّ الضَّحِكَ ؛ فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ.
1149- حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ،
حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ :
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ فِي
الرَّفَاهِيَةِ لِيُضْحِكَ بِهَا جُلَسَاءَهُ فَتُرْدِيهِ أَبْعَدَ مَا بَيْنَ
السَّمَاءِ وَالأَرْضِ.
1150- حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا
ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : وَيْلٌ
لِلَّذِي يُحَدِّثُ فَيَكْذِبُ لِيُضْحِكَ بِهِ الْقَوْمَ، وَيْلٌ لَهُ وَيْلٌ
لَهُ.
بَابُ
تَشْقِيقِ الْكَلاَمِ
1151- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنْ أَبِي
سَهْلٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : قَامَ رَجُلٌ فَخَطَبَ فَشَقَّقَ الْكَلاَمَ .
قَالَ : فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اسْكُتْ فَإِنَّ
الْبَيَانَ فِي السِّحْرِ وَالتَّشْقِيقَ مِنَ الشَّيْطَانِ.
1152- حَدَّثَنَا يَعْلَى، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، عَنْ
إِيَاسِ بْنِ نَذِيرٍ، عَنْ شُبْرُمَةَ بْنِ طُفَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
مَسْعُودٍ قَالَ : إِنَّ الرَّجُلَ لَيَدْخُلُ عَلَى ذِي السُّلْطَانِ وَمَعَهُ
دِينُهُ فَيَخْرُجُ وَمَا مَعَهُ دِينُهُ . قَالَ : فَقَالَ رَجُلٌ كَيْفَ ذَلِكَ
يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ؟ قَالَ : يُرْضِيهِ بِمَا يُسْخِطُ اللَّهَ فِيهِ.
1153- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ
قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ :
إِنَّ الرَّجُلَ لَيَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ وَمَعَهُ دِينُهُ فَيَرْجِعُ وَمَا
مَعَهُ شَيْءٌ، يَأْتِي الرَّجُلُ لاَ يَمْلِكُ لَهُ وَلاَ لِنَفْسِهِ ضَرًّا
وَلاَ نَفْعًا فَيُقْسِمُ لَهُ بِاللَّهِ إِنَّكَ لَذَيْتَ وَذَيْتَ فَيَرْجِعُ
وَمَا حَلِيَ مِنْ حَاجَتِهِ بِشَيْءٍ وَيُسْخِطُ اللَّهَ عَلَيْهِ.
1154- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : جَاءَ ابْنٌ لِسَعْدِ بْنِ مَالِكٍ فِي حَاجَتِهِ , فَقَدَّمَ بَيْنَ يَدَيْ حَاجَتِهِ بِحَدِيثٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ سَعْدٌ سَمِعَهُ مِنْ قَبْلَ ذَلِكَ قَالَ سَعْدٌ : قَدْ عَلِمْتُ الَّذِي أَرَدْتَ، أَمَا وَاللَّهِ لاَ أَقْضِي لَكَ حَاجَتَكَ أَبَدًا، ثُمَّ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّهُ سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَكُونُ فِيهِ قَوْمٌ يَأْكُلُونَ الدُّنْيَا بِأَلْسِنَتِهِمْ كَمَا تَلْحَسُ الْبَقَرَةُ بِأَلْسِنَتِهَا الْعُشْبَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ.
بَابُ
الْمِرَاءِ.
1155- حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ،
عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ : قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ
لِابْنِهِ : يَا بُنَيَّ , إِيَّاكَ وَالْمِرَاءَ ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَتْ فِيهِ
مَنْفَعَةٌ وَهُوَ يُهَيِّجُ بَيْنَ الْإِخْوَانِ الْعَدَاوَةَ.
1156- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ عَبْدِ
الْحَمِيدِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ عَطَاءٍ
الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : مِنَ اسْتِحْقَاقِ حَقِيقَةِ
الْإِيمَانِ تَرْكُ الْمِرَاءِ وَالْمَرْءُ صَادِقٌ.
1157- حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ شُعْبَةَ،
عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ : لاَ تُمَارِ أَخَاكَ ؛
فَإِنَّهُ لاَ يَأْتِي بِخَيْرٍ، وَقَالَ : لاَ أُمَارِي أَخِي إِمَّا أَنْ
أُغْضِبَهُ وَإِمَّا أُكَذِّبَهُ.
1158- حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ
عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : أَوَّلُ مَا نَهَانِي عَنْهُ رَبِّي بَعْدَ عِبَادَةِ الأَوْثَانِ شُرْبُ الْخُمُورِ
وَمُلاَحَاةُ الرِّجَالِ.
1159- حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ
الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ : أَوَّلُ مَا نَهَانِي عَنْهُ رَبِّي بَعْدَ عِبَادَةِ الأَوْثَانِ
شُرْبُ الْخُمُورِ وَمُلاَحَاةِ الرِّجَالِ.
1160- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ
بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلاَثًا : قِيلَ وَقَالَ،
وَإِضَاعَةَ الْمَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ.
بَابُ
مَنْ كَرِهَ سَبَّ الْمَوْتَى
1161- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : سَابُّ الْمَوْتَى كَالْمُشْرِفِ
عَلَى الْهَلَكَةِ.
1162- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: لاَ تَسُبُّوا الْمَوْتَى ؛ فَإِنَّهُمْ قَدْ أَفْضَوْا إِلَى مَا قَدَّمُوا.
1163- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ زِيَادِ
بْنِ عِلاَقَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ : نَهَى رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ سَبِّ الْمَوْتَى.
1164- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : إِذَا مَاتَ أَخُوكُمْ أَوْ صَاحِبُكُمْ
فَدَعُوهُ وَلاَ تَقَعُوا فِيهِ.
1165- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورِ ابْنِ
صَفِيَّةَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : لاَ تَذْكُرُوا هَلْكَاكُمْ
إِلَّا بِخَيْرٍ.
1166- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ أَبِي
أَيُّوبَ مَوْلَى بَنِي ثَعْلَبَةَ عَنْ، قُطْبَةَ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : سَبَّ
أَمِيرٌ مِنَ الْأُمَرَاءِ عَلِيًّا فَقَامَ إِلَيْهِ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ
فَقَالَ لَهُ : أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ سَبِّ الْمَوْتَى، فَلِمَ تَسُبُّ عَلِيًّا وَقَدْ مَاتَ ؟.
1167- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ قَاسِمِ بْنِ الْفَضْلِ،
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ : نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عَنْ قَتْلَى أَهْلِ بَدْرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُسَبُّوا ,
وَقَالَ : إِنَّهُ لاَ يَخْلُصُ إِلَيْهِمْ مِمَّا تَقُولُونَ شَيْئًا وَتُؤْذُونَ
الأَحْيَاءَ، إِنَّ الْبَذَاءَ لَلُؤْمٌ.
1168- حَدَّثَنَا أَبُو زُبَيْدٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي
السَّفَرِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ : لَمَّا افْتَتَحَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ تَوَجَّهَ مِنْ فَوْرِهِ ذَلِكَ إِلَى
الطَّائِفِ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَمَعَهُ ابْنَا سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ خَالِدٌ
وَأَبَانُ فَإِذَا هُوَ بِقَبْرٍ قَدْ بُنِيَ وَرُفِعَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ :
لِمَنْ هَذَا الْقَبْرُ ؟ فَقَالَ : قَبْرُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، فَقَالَ أَبُو
بَكْرٍ : لَعَنَ اللَّهُ صَاحِبَ هَذَا الْقَبْرِ ؛ فَإِنَّهُ كَانَ مُحَادًّا
لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ، فَقَالَ ابْنَا سَعِيدٍ لَعَنَ اللَّهَ أَبَا قُحَافَةَ،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ سَبَّ
الأَمْوَاتِ يُغْضِبُ الأَحْيَاءَ، وَإِذَا سَبَبْتُمُ الْمُشْرِكِينَ
فَسَبُّوهُمْ جَمِيعًا.
1169- حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ
سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ : كَسْرُ عَظْمِ الْمُؤْمِنِ الْمَيِّتِ كَكَسْرِهِ حَيًّا.
1170- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ بُرْدٍ بَيَّاعِ
الْحَرِيرِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ : أَتَى عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي
جَهْلٍ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ : يَا رَسُولَ
اللَّهِ , إِنَّ أُنَاسًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ قَدْ آذَوْنَا فِي
قَتْلاَنَا يَوْمَ بَدْرٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : لاَ تُؤْذُوا الأَحْيَاءَ بِسَبِّ الأَمْوَاتِ.
1171- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ حَارِثَةَ، عَنْ
عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَسْرُ عَظْمِ الْمَيِّتِ كَكَسْرِهِ حَيًّا.
بَابُ
الْغِيبَةِ
1172- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الْمُطَّلِبِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ قَالَ : ذَكَرْتُ الْغِيبَةَ عِنْدَ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ : الْغِيبَةَ أَنْ يُذْكَرَ
الرَّجُلُ بِمَا هُوَ فِيهِ مِنْ خُلُقِهِ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , مَا
كُنَّا نَرَى الْغِيبَةَ إِلَّا أَنْ يُذْكَرَ الرَّجُلُ بِمَا لَيْسَ فِيهِ مِنْ
خُلُقِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ذَلِكُمُ
الْبُهْتَانُ.
1173- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ
مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ : إِذَا ذَكَرْتَ الرَّجُلَ بِمَا فِيهِ فَقَدِ
اغْتَبْتَهُ ، وَإِذَا ذَكَرْتُهُ بِمَا لَيْسَ فِيهِ فَذَلِكَ الْبُهْتَانُ.
1174- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ
عُبَيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ مَرَّ عَلَى بَغْلٍ مَيِّتٍ , فَقَالَ
لِبَعْضِ مَنْ مَعَهُ : لَأَنْ يَأْكُلَ أَحَدُكُمْ مِنْ لَحْمِ هَذَا الْبَغْلِ
حَتَّى يَمْتَلِئَ بَطْنُهُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ رَجُلٍ
مُسْلِمٍ.
1175- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ
ذَكَرَ الْغِيبَةَ , فَقَالَ : أَلَمْ تَرَ إِلَى جِيفَةٍ خَضْرَاءَ مُنْتِنَةٍ.
1176- حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : الرِّبَا سَبْعُونَ حُوبًا
أَيْسَرُهَا نِكَاحُ الرَّجُلِ أُمَّهُ وَأَرْبَى الرِّبَا اسْتِطَالَةُ الرَّجُلِ
فِي عِرْضِ الرَّجُلِ الْمُسْلِمِ.
1177- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ
الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ذَكْوَانَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ أَرْبَى الرِّبَا اسْتِطَالَةُ
الرَّجُلِ فِي عِرْضِ أَخِيهِ.
1178- حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنْ أَبِي الرَّجَاءِ
الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي
نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِيَّاكُمْ وَالْغِيبَةَ فَإِنَّ الْغِيبَةَ أَشَدُّ
مِنَ الزِّنَا، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , وَكَيْفَ الْغِيبَةُ أَشَدُّ مِنَ
الزِّنَا ؟ قَالَ : إِنَّ الرَّجُلَ قَدْ يَزْنِي , ثُمَّ يَتُوبُ فَيَتُوبُ
اللَّهُ عَلَيْهِ، وَإِنَّ صَاحِبَ الْغِيبَةِ لاَ يُغْفَرُ لَهُ حَتَّى يَغْفِرَ
لَهُ صَاحِبُهُ.
1179- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : أَقْبَلَ قَوْمٌ مِنْ سَفَرٍ وَمَعَهُمْ رَجُلٌ وَكَانَ
لاَ يَأْكُلُ إِلَّا مَا قَالُوا : كُلْ , وَلاَ يَشْرَبُ إِلَّا مَا قَالُوا :
اشْرَبْ , وَلاَ يَرْكَبُ إِلَّا مَا قَالُوا : ارْكَبْ , فَجَعَلُوا يَذْكُرُونَ بَيْنَهُمْ
, فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
لَقَدْ أَكَلْتُمْ لَحْمًا، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , مَا أَكَلْنَا
لَحْمًا . قَالَ : بَلَى، أَلَيْسَ ذَكَرْتُمْ مِنْ فُلاَنٍ ؟ قَالُوا : مَا ذَكَرْنَا
إِلَّا أَنَّا قُلْنَا : إِنَّهُ لاَ يَرْكَبُ إِلَّا مَا قُلْنَا لَهُ ارْكَبْ،
وَلاَ يَنْزِلُ إِلَّا مَا قُلْنَا لَهُ انْزِلْ، وَلاَ يَشْرَبُ إِلَّا مَا
قُلْنَا لَهُ اشْرَبْ . قَالَ : وَكُلُّ مَا فَضَلَ أَحَدُكُمْ عَلَى أَخِيهِ
بِمَنْزِلَةِ بَغْيٍ أَنْ يَأْتِيَهُ فِي دِينِهِ.
1180- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ شُعَيْبٍ السَّمَّانِ قَالَ
: صَحِبْتُ قَوْمًا إِلَى مَكَّةَ فِي أَخْلاَقِهِمْ سُوءٌ , فَجَعَلَ يَلْقَانِي
الرَّجُلُ , فَيَسْأَلُنِي : كَيْفَ وَجَدْتَ أَخْلاَقَ قَوْمِكَ ؟ فَسَأَلْتُ
طَاوُسًا : أُخْبِرُهُمْ عَنْهُمْ بِمَا رَأَيْتُهُ ؟ فَقَالَ : لاَ تُخْبِرَنَّ.
1181- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ
سَلَمَةَ، عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنِ اغْتِيبَ
عِنْدَهُ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ فَلَمْ يَنْصُرْهُ وَهُوَ يَسْتَطِيعُ نَصْرَهُ
أَذَلَّهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.
1182- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ
عَامِرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ الْعَبَّاسُ : يَا بُنَيَّ , إِنِّي
أَرَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يُقَرِّبُكَ وَيَخْلُو بِكَ وَيَسْتَشِيرُكَ مَعَ
أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛
فَاحْفَظْ عَنِّي ثَلاَثَ خِصَالٍ : لاَ يُجَرِّبَنَّ عَلَيْكَ كَذْبَةً، وَلاَ
تُفْشِيَنَّ لَهُ سِرًّا، وَلاَ تَغْتَابَنَّ عِنْدَهُ أَحَدًا . قَالَ عَامِرٌ :
فَقُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ : يَا ابْنَ عَبَّاسٍ , كُلُّ وَاحِدَةٍ خَيْرٌ مِنْ
أَلْفٍ . قَالَ : نَعَمْ، وَمِنْ عَشَرَةِ آلاَفٍ
1183- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ
سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ
الأَعْوَرِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ : مَا أَصْبَحْتُ مِنْ لَيْلَةٍ لَمْ
يَرْمِنِي النَّاسُ فِيهِ بِدَاهِيَةٍ إِلَّا رَأَيْتُ أَنَّ عَلَيَّ فِيهَا مِنَ
اللَّهِ نِعْمَةً.
1184- حَدَّثَنَا هَنَّادٌ قَالَ : سَمِعْتُ وَكِيعًا يَقُولُ :
كُنَّا نَتَذَاكَرُ أَنَا وَابْنُ الْمُبَارَكِ، حَتَّى نَسْتَغْفِرَ اللَّهَ فِي مَجْلِسِنَا
وَسَمِعْنَاهُ يَقُولُ : زَعَمُوا أَنَّ الْحَجَّاجَ بْنَ أَرْطَأَةَ لَمْ
يَسْمَعْ مِنَ الزُّهْرِيِّ شَيْئًا
1185- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ مُغِيرَةَ،
عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : كَانَ يُقَالُ : ادْعُ أَخَاكَ بِأَحَبِّ أَسْمَائِهِ
إِلَيْهِ.
1186- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ
صُبَيْحٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ : إِذَا كَانَ يَكْرَهُ أَنْ تَقُولَ لَهُ :
إِنَّ شَعْرَكَ جَعْدٌ فَلاَ تَقُلْهُ لَهُ.
1187- حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ
: كَانُوا لاَ يَرَوْنَهَا غِيبَةً مَا لَمْ يُسَمَّ صَاحِبُهَا.
1188- حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ
عُمَرَ بْنِ يُوسُفَ الأَسَدِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ قَالَ : قَالَ لِي : تَخَافُونَ أَنْ
يَكُونَ قَوْلُنَا : حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ غِيبَةً.
بَابُ
الْحِكَايَةِ.
1189- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلِيِّ
بْنِ الأَقْمَرِ، عَنْ أَبِي حُذَيْفَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : قَالَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا أُحِبُّ أَنِّي حَكَيْتُ أَحَدًا وَأَنَّ
لِي كَذَا وَكَذَا.
1190- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ : ذَكَرَ
الشَّيْبَانِيُّ عَنْ حَسَّانَ بْنِ الْمُخَارِقِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : أَقْبَلَتِ
امْرَأَةٌ قَصِيرَةٌ وَأَنَا جَالِسَةٌ، مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَتْ : فَأَشَرْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِإِبْهَامِي أَنَّهَا مِثْلُ الْإِبْهَامِ , فَقَالَ : لَقَدِ اغْتَبْتِيهَا.
1191- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ
قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ سِيرِينَ ذَكَرَ رَجُلًا , فَقَالَ : ذَاكَ الأَسْوَدُ،
ثُمَّ قَالَ : أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ ؛ أَخَافُ أَنْ أَكُونَ قَدِ اغْتَبْتُهُ.
1192- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ قَالَ : إِنِّي لَأَرَى الشَّيْءَ مِمَّا يُعَابُ مَا يَمْنَعُنِي مِنْ
غِيبَتِهِ إِلَّا مَخَافَةُ أَنَّ أُبْتَلَى بِهِ.
1193- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : إِنَّ الْبَلاَءَ مُوَكَّلٌ
بِالْقَوْلِ
1194- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : لَوْ سَخِرْتُ مِنْ كَلْبٍ خَشِيتُ
أَنْ أُحَوَّلَ كَلْبًا.
1195- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ
الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ : دَخَلَ عَلَيْنَا جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ
دَارَنَا فَبَصُرَ بِبَذَجٍ وَهُوَ الْجَدْيُ أَوْ حَمَلٌ , فَقَالَ : لَوْ قُلْتُ
لَكُمْ : لاَ أَعْبُدُ هَذَا مَا أَمِنْتُ أَنْ أَعْبُدَهُ.
1196- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : كَانُوا يَقُولُونَ إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ :
يَا كَلْبُ، يَا حِمَارُ، يَا خِنْزِيرُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى يَوْمَ
الْقِيَامَةِ : أَتُرَانِي خَلَقْتُهُ كَلْبًا أَوْ حِمَارًا أَوْ خِنْزِيرًا.
بَابُ
الْوُضُوءِ مِنَ الْغِيبَةِ.
1197- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ
سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ الْجُمَحِيُّ قَالَ : مَرَّ بِنَا مُخَنَّثٌ
فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ : إِنَّ فِيهِ تَأْنِيثًا فَأَتَيْنَا عَطَاءً فَسَأَلْنَاهُ
, فَقَالَ : مَنْ قَالَ : ذَلِكَ فَلْيُعِدْ وُضُوءَهُ وَصَوْمَهُ.
1198- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَجْلاَنَ، عَنِ الْحَارِثِ الْعُكْلِيِّ قَالَ : كُنْتُ مَعَ إِبْرَاهِيمَ
وَأَنَا آخِذٌ، بِيَدِهِ وَنَحْنُ نُرِيدُ الْمَسْجِدَ , فَذَكَرْتُ رَجُلًا
فَتَنَقَّصْتُهُ فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى بَابِ الْمَسْجِدِ انْتَزَعَ يَدَهُ
مِنْ يَدِي , وَقَالَ : اذْهَبْ فَتَوَضَّأْ ؛ فَقَدْ كَانُوا يَعُدُّونَ هَذَا هُجْرًا.
1199- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ : قَالَ
عَبْدُ اللَّهِ : لَأَنْ أَتَوَضَّأَ مِنْ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ
مِنْ أَنْ أَتَوَضَّأَ مِنْ طَعَامٍ طَيِّبٍ.
بَابُ
الْغِيبَةِ لِلصَّائِمِ.
1200- حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ ابْنِ أَبِي
ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِذَا لَمْ يَدَعِ
الصَّائِمُ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْلَ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ
أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ.
1201- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ
حَسَّانَ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ : الصَّائِمُ فِي عِبَادَةٍ مَا لَمْ
يَغْتَبْ وَإِنْ كَانَ نَائِمًا عَلَى فِرَاشِهِ.
1202- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : مَا أَصَابَ الصَّائِمُ شَرًّا مَا خَلاَ الْغِيبَةَ وَالْكَذِبَ.
1203- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ
مُجَاهِدٍ قَالَ : مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْلَمَ لَهُ صَوْمُهُ فَلْيَجْتَنِبِ
الْغِيبَةَ وَالْكَذِبَ.
1204- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ حَمَّادٍ الْبَكَّاءِ، عَنْ ثَابِتٍ،
عَنْ أَنَسٍ قَالَ : إِذَا اغْتَابَ الصَّائِمُ أَفْطَرَ.
1205- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ قَالَ : كَانَ يُقَالُ : الْكَذِبُ يُفْطِرُ الصَّائِمَ.
1206- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ
صُبَيْحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا صَامَ مَنْ ظَلَّ يَأْكُلُ لُحُومَ
النَّاسِ.
1207- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
مُسْلِمٍ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيِّ قَالَ : كَانَ
أَبُو هُرَيْرَةَ وَأَصْحَابُهُ إِذَا صَامُوا جَلَسُوا فِي الْمَسْجِدِ قَالُوا :
نُطَهِّرُ صِيَامَنَا.
بَابُ
النَّمِيمَةِ وَالْمَجَالِسِ بِالأَمَانَةِ.
1208- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ،
عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ قَالَ
الأَعْمَشُ : الْقَتَّاتُ : النَّمَّامُ
1209- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ وَأَبِيهِ،
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الأَوْدِيِّ قَالَ : لَمَّا
تَعَجَّلَ مُوسَى إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَرَّ بِرَجُلٍ غَبَطَهُ بِقُرْبِهِ
مِنَ الْعَرْشِ قَالَ : فَسَأَلَ عَنْهُ , فَقَالَ : يَا رَبِّ , مَنْ هَذَا ؟
قَالَ : فَقِيلَ لَهُ لَنْ نُخْبِرَكَ بِاسْمِهِ وَسَنُخْبِرُكَ بِعَمَلِهِ كَانَ
لاَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ وَلاَ يَحْسُدَ النَّاسَ عَلَى مَا أَعْطَاهُمُ
اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَكَانَ لاَ يَعُقُّ وَالِدَيْهِ . قَالَ : يَا رَبِّ ,
وَكَيْفَ يَعُقُّ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ ؟ قَالَ : يَسْتَسِبُّ لَهُمَا حَتَّى
يُسَبَّا.
1210- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ،
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ يَسْكُنُ مَكَّةَ سَافِكُ دَمٍ , وَلاَ تَاجِرٌ بِرِبًا
, وَلاَ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ.
1211- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ
بْنِ السَّائِبِ قَالَ : قَدِمْتُ مِنْ مَكَّةَ فَلَقِيَنِي الشَّعْبِيُّ فَقَالَ
لِي : يَا أَبَا زَيْدٍ أَطْرِفْنَا مَا سَمِعْتَ . قَالَ : قُلْتُ : لاَ،
إِلَّا أَنِّي سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَابِطٍ
يَقُولُ : لاَ يَسْكُنُ مَكَّةَ سَافِكُ دَمٍ , وَلاَ آكِلُ رِبًا , وَلاَ
مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ قَالَ : فَعَجِبْتُ مِنْهُ حِينَ عَدَلَ النَّمِيمَةَ بِسَفْكِ
الدَّمِ وَأَكْلِ الرِّبَا . قَالَ : فَقَالَ الشَّعْبِيُّ : وَمَا تَعْجَبُ مِنْ
ذَلِكَ، وَهَلْ تُسْفَكُ الدِّمَاءُ وَتُسْتَحَلُّ الْمَحَارِمُ إِلَّا
بِالنَّمِيمَةِ
1212- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الْفَزَارِيِّ،
عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ : قَالَ سُلَيْمَانُ
بْنُ دَاوُدَ لِابْنِهِ : يَا بُنَيَّ , إِيَّاكَ وَالنَّمِيمَةَ فَإِنَّهَا مِثْلُ
حَدِّ السَّيْفِ.
1213- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ : سَمِعْتُ
مُجَاهِدًا يُحَدِّثُ عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : مَرَّ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَبْرَيْنِ , فَقَالَ : إِنَّهُمَا
لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ : أَمَّا هَذَا فَكَانَ لاَ
يَسْتَتِرُ مِنَ الْبَوْلِ، وَأَمَّا هَذَا فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ، ثُمَّ
دَعَا بِعَسِيبٍ رَطْبٍ , فَشَقَّهُ بِاثْنَيْنِ فَغَرَسَ عَلَى هَذَا وَاحِدًا
وَعَلَى هَذَا وَاحِدًا , ثُمَّ قَالَ : لَعَلَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْهُمَا مَا
لَمْ يَيْبَسَا.
1214- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ
مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ قَالَ : قُلْتُ لِابْنِ
عَبَّاسٍ : مَا هَؤُلاَءِ الَّذِينَ نَدَبَهُمُ اللَّهُ إِلَى الْوَيْلِ ؟ قَالَ :
{وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} [الهمزة] . قَالَ : هُمُ الْمَشَّاءُونَ
بِالنَّمِيمَةِ، الْمُفَرِّقُونَ بَيْنَ الْإِخْوَانِ، الْبَاغُونَ لِلْبُرَآءِ
الْعَنَتَ
1215- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ
أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ
: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ} [الهمزة] قَالَ :
الْهُمَزَةُ الَّذِي يَأْكُلُ لَحْمَ النَّاسِ، وَاللُّمَزَةُ الطَّعَّانُ.
1216- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ : كَانَتْ لَنَا مَوْلاَةٌ فَحَضَرَتْ
فَجَعَلَتْ تَقُولُ : هَذَا فُلاَنٌ تَمَرَّغَ فِي الْحَمْأَةِ , فَلَمَّا مَاتَتْ
سَأَلْنَا عَنْ ذَلِكَ , فَقَالُوا : مَا كَانَ بِهِ بَأْسٌ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ
يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ
1217- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَبْدِ
الْمَلِكِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : مَنِ اتَّخَذَ فِي اللَّهِ أَخًا بُنِيَ لَهُ بُرْجٌ فِي الْجَنَّةِ،
وَمَنْ لَبِسَ لِأَخِيهِ ثَوْبًا أَلْبَسَهُ اللَّهُ ثَوْبًا فِي الْجَنَّةِ،
وَمَنْ لَبِسَ بِأَخِيهِ ثَوْبًا أَلْبَسَهُ اللَّهُ بِهِ ثَوْبًا مِنَ النَّارِ،
وَمَنْ أَكَلَ بِأَخِيهِ أَكْلَةً أَكَّلَهُ اللَّهُ بِهَا أَكْلَةً فِي النَّارِ،
وَمَنْ قَامَ بِأَخِيهِ مَقَامَ سُمْعَةٍ أَقَامَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
مَقَامَ سُمْعَةٍ وَرِيَاءٍ.
1218- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ
بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ الْخَثْعَمِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ
بَشِيرٍ الْعِجْلِيِّ، عَنْ شُفَيِّ بْنِ مَاتِعٍ الأَصْبَحِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَرْبَعَةٌ يُؤْذُونَ أَهْلَ النَّارِ
عَلَى مَا بِهِمْ مِنَ الأَذَى يَسْعَوْنَ بَيْنَ الْجَحِيمِ وَالْحَمِيمِ يَدْعُونَ
بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ ، وَيَقُولُ أَهْلُ النَّارِ : مَا بَالُ هَؤُلاَءِ قَدْ
آذَوْنَا عَلَى مَا بِنَا مِنَ الأَذَى ؛ فَرَجُلٌ مُغْلَقٌ عَلَيْهِ تَابُوتٌ
مِنْ جَمْرٍ، وَرَجُلٌ يَجُرُّ أَمْعَاءَهُ، وَرَجُلٌ يَسِيلُ فُوهُ دَمًا
وَقَيْحًا، وَرَجُلٌ يَأْكُلُ لَحْمَهُ . قَالَ : فَيُقَالُ لِصَاحِبِ التَّابُوتِ
: مَا بَالُ الأَبْعَدِ وَقَدْ آذَانَا عَلَى مَا بِنَا مِنَ الأَذَى ؟ قَالَ :
فَيَقُولُ إِنِّي مُتُّ وَفِي عُنُقِي أَمْوَالُ النَّاسِ لاَ نَجِدُ لَهَا أَدَاءً،
وَيُقَالُ لِلَّذِي يَجُرُّ أَمْعَاءَهُ : مَا بَالُ الأَبْعَدِ وَقَدْ آذَانَا
عَلَى مَا بِنَا مِنَ الأَذَى ؟ قَالَ : فَيَقُولُ : إِنَّ الأَبْعَدَ كَانَ لاَ
يُبَالِي أَيْنَ أَصَابَ الْبَوْلُ مِنْهُ، ثُمَّ لاَ يَغْسِلُهُ، وَيُقَالُ
لِلَّذِي يَسِيلُ فُوهُ قَيْحًا وَدَمًا : مَا بَالُ الأَبْعَدِ وَقَدْ آذَانًا
عَلَى مَا بِنَا مِنَ الأَذَى ؟ قَالَ : فَيَقُولُ إِنَّ الأَبْعَدَ كَانَ يَنْظُرُ
إِلَى كُلِّ كَلِمَةٍ قَذَعَةٍ قَبِيحَةٍ فَيَسْتَلِذُّهَا كَمَا يُسْتَلَذُّ
الرَّفَثُ ، وَيُقَالُ لِلَّذِي كَانَ يَأْكُلُ لَحْمَهُ : مَا بَالُ الأَبْعَدِ
وَقَدْ آذَانَا عَلَى مَا بِنَا مِنَ الأَذَى ؟ فَيَقُولُ : إِنَّ الأَبْعَدَ
كَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ وَيَأْكُلُ لُحُومَ النَّاسِ.
1219- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمِ
بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ : إِنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ عِنْدَ
اللَّهِ خَطِيئَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُثَلِّثُ، قَالُوا لَهُ : وَمَا
الْمُثَلِّثُ ؟ قَالَ : الَّذِي يَسْعَى بِأَخِيهِ إِلَى إِمَامِهِ فَيُهْلِكُ
نَفْسَهُ، وَيُهْلِكُ أَخَاهَ، وَيُهْلِكُ إِمَامَهُ
1220- حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الْحَسَنِ
قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : مِنَ
الأَمَانَةِ أَوْ مِنَ الْخِيَانَةِ أَنْ يُحَدِّثَ الرَّجُلُ أَخَاهُ
بِالْحَدِيثِ , فَيَقُولُ : اكْتُمْ عَلَيَّ فَيُخْبِرُ بِهِ عَنْهُ.
1221- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ
الْحَسَنِ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : مِنَ الْخِيَانَةِ أَنْ يُحَدِّثَ الرَّجُلُ بِسِرِّ أَخِيهِ.
1222- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الأَسْوَدِ
قَالَ : قُلْتُ لِعَطَاءٍ : الرَّجُلُ يَمُرُّ بِالْقَوْمِ فَيَقْذِفُهُ
بَعْضُهُمْ، أُخْبِرُهُ ؟ قَالَ : لاَ , الْمَجَالِسُ بِالأَمَانَةِ.
1223- حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ الْجُعْفِيُّ قَالَ :
سَمِعْتُ شَيْخًا بِمَكَّةَ يُحَدِّثُ جُلَسَاءَهُ قَالَ : جَاءَ إِلَى مَجْلِسِ عَطَاءٍ رَجُلٌ
فَوَقَعَ فِيهِ وَعَابَهُ فَبَلَغَ ذَلِكَ الرَّجُلَ , فَجَاءَ إِلَى عَطَاءٍ ,
فَقَالَ : اشْهَدْ لِي بِمَا سَمِعْتَ، فَقَالَ : لَيْسَ لَكَ عِنْدَنَا شَهَادَةٌ
إِنَّمَا كَانَ مَجْلِسَ أَمَانَةٍ.
1224- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الْمُبَارَكِ،
عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَلْقَاهُ الزَّمَانُ بَعْدَ الزَّمَانِ
بِأَمْرٍ وَاحِدٍ، وَوَجْهٍ وَاحِدٍ، وَنَصِيحَةٍ وَاحِدَةٍ، وَإِنَّمَا يُبَدِّلُ
الْمُنَافِقُ يُشَاكِلُ كُلَّ قَوْمٍ وَيَسْعَى مَعَ كُلِّ رِيحٍ.
1225- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مُبَارَكٍ، عَنْ
حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ قَالَ : قَالَ أَبُو قِلاَبَةَ : إِذَا بَلَغَكَ عَنْ أَخِيكَ، شَيْءٌ
تَجِدُ عَلَيْهِ فِيهِ فَاطْلُبْ لَهُ الْعُذْرَ جُهْدَكَ فَإِنْ أَعْيَاكَ فَقُلْ
لَعَلَّ عُذْرَهُ أَمْرٌ لَمْ يَبْلُغْهُ عِلْمِي.
بَابُ
الْعُزْلَةِ وَلُزُومِ الرَّجُلِ بَيْتَهُ.
1226- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
عَامِرٍ الْبَجَلِيِّ، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ :
مَكْتُوبٌ فِي حِكْمَةِ آلِ دَاوُدَ : حَقٌّ عَلَى الْعَاقِلِ أَنْ لاَ يَغْفَلَ
عَنْ أَرْبَعِ سَاعَاتٍ مِنَ النَّهَارِ : سَاعَةٌ يُنَاجِي فِيهَا رَبَّهُ،
وَسَاعَةٌ يُحَاسِبُ فِيهَا نَفْسَهُ، وَسَاعَةٌ يَخْلُو فِيهَا مَعَ إِخْوَانِهِ
الَّذِينَ يَنْصَحُونَهُ فِي نَفْسِهِ وَيَصُدُّونَهُ عَنْ عُيُوبِهِ، وَسَاعَةٌ
يُخَلِّي بَيْنَ نَفْسِهِ وَبَيْنَ لَذَّتِهَا فِيمَا يَحِلُّ وَيَجْمُلُ ؛
فَإِنَّ هَذِهِ السَّاعَةَ تَكُونُ عَوْنًا عَلَى هَذِهِ السَّاعَةِ
وَاسْتِجْمَامِ الْقُلُوبِ , وَفَضْلٍ , وَبُلْغَةٍ، وَحَقٌّ عَلَى الْعَاقِلِ
أَنْ لاَ يَكُونَ طَاعِنًا إِلَّا فِي إِحْدَى ثَلاَثَةٍ يُزَوِّدُ لِمَعَادٍ أَوْ
عَزِيمَةٍ لِمَعَاشٍ أَوْ لَذَّةٍ فِي غَيْرِ مُحَرَّمٍ.
وَحَقٌّ عَلَى الْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ عَالِمًا
بِزَمَانِهِ مَالِكًا لِلِسَانِهِ، مُقْبِلًا عَلَى شَأْنِهِ.
1227- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ : إِنَّ الْمَرْءَ لَحَقِيقٌ أَنْ يَكُونَ
لَهُ مَجَالِسُ يَخْلُو فِيهَا يَتَذَاكَرُ فِيهَا ذُنُوبَهُ فَيَسْتَغْفِرُ
مِنْهَا.
1228- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ
جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ : لاَ يَكُونُ
الْعَبْدُ تَقِيًّا حَتَّى يَكُونَ أَشَدَّ مُحَاسَبَةً لِنَفْسِهِ مِنَ
الشَّرِيكِ لِشَرِيكِهِ.
1229- حَدَّثَنَا يَعْلَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ خَيْرَ فِي الْجُلُوسِ فِي الطُّرُقَاتِ إِلَّا مِنْ
غَضِّ الْبَصَرِ وَرَدِّ السَّلاَمِ وَأَهْدَى السَّبِيلِ وَأَعَانَ عَلَى الْحَمُولَةِ.
1230- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ
بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِيَّاكُمْ وَمَجَالِسَ الطُّرُقِ , فَإِنْ كُنْتُمْ جَالِسَيْنِ
لاَ مَحَالَةَ فَإِنَّ عَلَيْكُمْ أَنْ تَغُضُّوا الْبَصَرَ وَتَهْدُوا السَّبِيلَ
وَتُعِينُوا الضَّعِيفَ وَتَرُدُّوا السَّلاَمَ.
1231- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ
بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْمَجَالِسُ ثَلاَثَةٌ : سَالِمٌ، وَغَانِمٌ، وَسَاحِبٌ :
فَالسَّالِمُ السَّاكِتُ، وَالْغَانِمُ الَّذِي يَذْكُرَ اللَّهَ، وَالسَّاحِبُ
الَّذِي يَأْخُذُ فِيمَا لاَ يَعْنِيهِ.
1232- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ لَيْثِ بْنِ
سَعْدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى غُفْرَةَ قَالَ : حَدَّثَنِي
الْحَارِثُ بْنُ يَعْقُوبَ، عَنِ الرَّجُلِ الَّذِي رَأَى مُعَاذًا قَائِمًا عَلَى
بَابِ دَارِهِ يَقُولُ بِيَدِهِ كَأَنَّهُ يُخَاصِمُ نَفْسَهُ . قَالَ : فَقُلْتُ
: مَا شَأْنُكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ؟ فَقَالَ : نَفْسِي تُرِيدُنِي
عَلَى الْجُلُوسِ عَلَى الطَّرِيقِ وَقَدْ سَمِعْتُ أَنَّ خَمْسَةً كُلُّهُمْ
ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ : الْحَاجُّ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ، وَالْغَازِي فِي سَبِيلِ
اللَّهِ، وَالْمَاشِي إِلَى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ تَعَالَى، وَعَائِدُ
الْمَرِيضِ، وَالْجَالِسُ فِي بَيْتِهِ سَلِمَ النَّاسُ مِنْهُ وَسَلِمَ مِنْهُمْ،
ثُمَّ انْقَمَعَ فَدَخَلَ دَارَهُ.
1233- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ
مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ : قَالَ حُذَيْفَةُ :
وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ لِيَ إِنْسَانًا يَكُونُ فِي مَالِي , ثُمَّ أُغْلِقُ
عَلَيَّ بَابًا فَلَمْ يَدْخُلْ عَلَيَّ أَحَدٌ حَتَّى أَلْحَقَ بِاللَّهِ.
1234- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ : قَالَ سُفْيَانُ :
بَلَغَنِي أَنَّ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ لَمْ يُرَ جَالِسًا فِي مَجْلِسٍ مُنْذُ
اتَّزَرَ بِإِزَارٍ.
1235- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ
ثَوْرٍ، عَنْ سُلَيْمٍ الْعَامِرِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ : نِعْمَ
صَوْمَعَةُ الرَّجُلِ الْمُسْلِمِ بَيْتُهُ , يَكُفُّ بَصَرَهُ وَفَرْجَهُ،
وَإِيَّاكُمْ وَالأَسْوَاقَ ؛ فَإِنَّهَا تُلْهِي وَتُلْغِي.
1236- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ
بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ : كَانَ طَلْحَةُ بْنُ
عُبَيْدِ اللَّهِ يُعَدُّ مِنْ حُكَمَاءِ قُرَيْشٍ وَكَانَ يُقَالُ : إِنَّهُ
يُكْثِرُ الْجُلُوسَ فِي بَيْتِهِ فَبَلَغَهُ ذَلِكَ , فَقَالَ : أَقَلُّ
الْعَيْبِ عَلَى الْمَرْءِ أَنْ يُكْثِرَ الْجُلُوسَ فِي بَيْتِهِ.
1237- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ كَبْشَةَ السَّدُوسِيِّ قَالَ : خَطَبَنَا أَبُو مُوسَى , فَقَالَ : إِنَّ الْجَلِيسَ الصَّالِحَ خَيْرٌ مِنَ الْوَحْدَةِ , وَالْوَحْدَةُ خَيْرٌ مِنْ جَلِيسِ السُّوءِ، مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الْعِطْرِ إِنْ لاَ يُحِذْكَ يَعْبَقْ بِكَ مِنْ رِيحِهِ، وَإِنَّ مَثَلَ جَلِيسِ السُّوءِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الْكِيرِ إِنْ لاَ يُحْرِقْ يَعْبَقْ بِكَ مِنْ رِيحِهِ، أَلاَ وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْقَلْبُ مِنْ تَقَلُّبِهِ، وَإِنَّ مَثَلَ الْقَلْبِ كَمَثَلِ رِيشَةٍ بِأَرْضٍ فَضَاءٍ تَطِيرُ بِهَا الرِّيحُ ظَهْرًا لِبَطْنٍ أَلاَ وَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، وَالْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي خَيْرٌ مِنَ الرَّاكِبِ . قَالُوا : فَمَا تَأْمُرُنَا ؟ قَالَ : كُونُوا أَجْلاَسَ الْبُيُوتِ.
1238- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : قَالَ لِي
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَيْفَ أَنْتَ يَا عَبْدَ
اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو إِذَا بَقِيتَ فِي حُثَالَةِ النَّاسِ ؟ قَالَ : قُلْتُ :
يَا رَسُولَ اللَّهِ , وَمَا حُثَالَةُ النَّاسِ ؟ قَالَ : إِذَا مُرِجَتْ
عُهُودُهُمْ وَأَمَانَاتُهُمْ وَاخْتَلَفَتْ أَعْنَاقُهُمْ فَكَانُوا هَكَذَا،
وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَمَا
تَأْمُرُنِي عِنْدَ ذَلِكَ ؟ . قَالَ : عَلَيْكَ مَا تَعْرِفُ , وَدَعْ مَا تُنْكِرُ ,
وَعَلَيْكَ خَاصَتَهُمْ , وَدَعْ عَوَامَّهُمْ.
1239- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ مِسْعَرٍ،
عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ قَالَ : كَانَ مَسْرُوقٌ
يُرْخِي السِّتْرَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهْلِهِ يُقْبِلُ عَلَى صَلاَتِهِ وَيُخَلِّيهِمْ
وَدُنْيَاهُمْ.
1240- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ
الشَّعْبِيِّ قَالَ : خَرَجْتُ مَعَ مَسْرُوقٍ وَشُرَيْحٍ إِلَى الْعِيدِ فَلَمْ
أَرَهُمَا صَلَّيَا قَبْلَهَا وَلاَ بَعْدَهَا وَكِلاَهُمَا كَانَ لَهُ بَيْتٌ
يُطِيلُ فِيهِ الْقِيَامَ.
1241- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ
سَلَمَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ قَالَ :
مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَجْلِسٍ , فَقَالَ :
إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ فِي هَذِهِ الْمَجَالِسِ فَإِنَّهَا مِنْ سُبُلِ
الشَّيْطَانِ، أَوْ قَالَ سُبُلِ النَّارِ، ثُمَّ مَضَى حَتَّى ظَنُّوا أَنَّهَا
قَدْ وَجَبَتْ , ثُمَّ رَجَعَ وَالْتَفَتَ , فَقَالَ : إِلَّا أَنْ تُؤَدُّوا
حَقَّهَا، فَقَالَ عُمَرُ : وَمَا حَقُّهَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ ؟ قَالَ : تَهْدُوا
الضَّالَّ , وَتُغِيثُوا الْمَلْهُوفَ , وَتَرُدُّوا السَّلاَمَ , وَتَكُفُّوا
الأَذَى، وَتَغُضُّوا الْبَصَرَ.
بَابُ
التَّعْرِيبِ.
1242- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ
مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ عَدَسَةَ الطَّائِيِّ قَالَ : أُتِيَ عَبْدُ اللَّهِ
بِطَيْرٍ صِيدَ بِشَرَافٍ , فَقَالَ : وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي بِحَيْثُ صِيدَ
هَذَا الطَّيْرُ لاَ أُكَلِّمُ بَشَرًا وَلاَ يُكَلِّمُنِي حَتَّى أَلْقَى اللَّهَ
تَعَالَى.
1243- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ : مَرَّ عُمَرُ
عَلَى رَاهِبٍ , فَقَالَ : يَا رَاهِبُ مَا أَنْزَلَكَ هَذِهِ الصَّوْمَعَةَ ؟
فَقَالَ : يَا عُمَرُ إِنَّ دِينَكَ الْجَدِيدَ , وَدِينِي خَلَقٌ وَلَوْ قَدْ
خَلِقَ دِينُكَ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ هَذِهِ.
1244- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي
حُصَيْنٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ : يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لاَ يُنْجَى
فِيهِ مِنْهُ إِلَّا بِالَّذِي كَانَ يُنْهَى عَنْهُ : التَّعَرُّبُ بَعْدَ الْهِجْرَةِ.
1245- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، رَفَعَهُ : إِنَّ الْإِسْلاَمَ بَدَأَ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ
غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ . فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , مَنِ
الْغُرَبَاءُ ؟ قَالَ : الَّذِينَ يُصْلِحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ.
بَابُ
مُخَالَطَةِ النَّاسِ.
1246- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، وَأَبِي صَالِحٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ
وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنَ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لاَ
يُخَالِطُهُمْ، وَلاَ يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ.
1247- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَابَاهُ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : خَالِطُوا النَّاسَ
وَصَافِحُوهُمْ وَزَايِلُوهُمْ وَدِينُكُمْ لاَ تُكَلِّمُونَهُ.
1248- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ
قَالَ : قَالَ صَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ لِابْنِ أَخِيهِ زَيْدٍ : يَا ابْنَ أَخِي
إِذَا لَقِيتَ الْمُؤْمِنَ فَخَالِطْهُ، وَإِذَا لَقِيتَ الْمُنَافِقَ فَخَالِقْهُ.
1249- حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ
جُدْعَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ رَأْسَ الْعَمَلِ بَعْدَ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ
مُدَارَاةُ النَّاسِ، وَأَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا هُمْ أَهْلُ
الْمَعْرُوفِ فِي الْآخِرَةِ، وَلَنْ يَهْلِكَ الرَّجُلُ بَعْدَ مَشُورَةٍ.
1250- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الأَحْوَصِ بْنِ
حَكِيمٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، وَأَبِي الزَّاهِرِيَّةِ قَالاَ : قَالَ أَبُو
الدَّرْدَاءِ : إِنَّا لَنَكْشِرُ فِي وُجُوهِ أَقْوَامٍ وَنَضْحَكُ إِلَيْهِمْ
وَإِنَّ قُلُوبَنَا لَتَلْعَنُهُمْ.
1251- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ
عَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ، عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ الْوَادِعِيِّ قَالَ : قَالَ
عَبْدُ اللَّهِ : إِذَا كَانَ لَكَ جَارٌ فَاجِرٌ لاَ تَسْتَطِيعُ لَهُ غَيْرًا
فَالْقَهُ بِوَجْهٍ مُكْفَهِرٍّ.
بَابُ
حُسْنِ الْخُلُقِ.
1252- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو،
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ
خُلُقًا وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِكُمْ.
1253- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي
وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : لَمْ يَكُنْ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاحِشًا وَلاَ مُتَفَحِّشًا،
وَكَانَ يَقُولُ : إِنَّ مِنْ خِيَارِكُمْ مَحَاسِنَكُمْ أَخْلاَقًا.
1254- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَيْمَنَ بْنِ نَابِلٍ، عَنْ
مَكْحُولٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي أَحَاسِنُكُمْ أَخْلاَقًا قَالَ
: وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي الثَّرْثَارُونَ
الْمُتَشَدِّقُونَ الْمُتَفَيْهِقُونَ.
1255- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي
هِنْدَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ
وَأَدْنَاكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا فِي الْآخِرَةِ مَحَاسِنَكُمْ أَخْلاَقًا وَإِنَّ
مِنْ أَبْغَضِكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا فِي الْآخِرَةِ مَسَاوِئَكُمْ
أَخْلاَقًا الثَّرْثَارُونَ الْمُتَشَدِّقُونَ الْمُتَفَيْهِقُونَ قَالَ : يَعْنِي
الْمُتَكَبِّرُونَ
1256- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ : كَانَ يُقَالُ : خِيَارُكُمْ
أَلْيَنُكُمْ مَنَاكِبًا فِي الصَّلاَةِ، وَأَلْيَنُكُمْ رُكْنًا فِي الْمَجَالِسِ
الْمُوَطَّئُونَ أَكْنَافًا الَّذِينَ يَأْلَفُونَ وَيُؤْلَفُونَ.
1257- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَارَةَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ لَيُعْطِي الْعَبْدَ
مِنَ الثَّوَابِ عَلَى حُسْنِ الْخُلُقِ كَمَا يُعْطِي الْمُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ يَغْدُو عَلَيْهِ الأَجْرُ وَيَرُوحُ.
1258- حَدَّثَنَا حَفْصٌ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ عَطَاءٍ،
عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ قَالَتْ : قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ : مَا يُوضَعُ فِي الْمِيزَانِ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَيْءٌ أَثْقَلُ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ، وَإِنَّ حُسْنَ
الْخُلُقِ لَيَبْلُغُ بِصَاحِبِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ.
1259- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، وَسُفْيَانَ، عَنْ زِيَادِ
بْنِ عِلاَقَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ : قَالُوا : يَا رَسُولَ
اللَّهِ , مَا أَفْضَلُ مَا أُعْطِيَ الْمَرْءَ الْمُسْلِمَ ؟ قَالَ : حُسْنُ الْخُلُقِ.
1260- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ،
وَالأَجْلَحِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاَقَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ : جَاءَتِ
الأَعْرَابُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالُوا : يَا
رَسُولَ اللَّهِ , مَا خَيْرُ مَا أُعْطِيَ الْإِنْسَانُ ؟ ؛ قَالَ : حُسْنُ
الْخُلُقِ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , نَتَدَاوَى ؟ قَالَ : نَعَمْ , فَإِنَّ اللَّهَ
لَمْ يُنْزِلْ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ
وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ.
1261- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ،
عَنْ أَبِيهِ قَالَ : مَكْتُوبٌ فِي الْحِكْمَةِ : لِيَكُنْ وَجْهُكَ بَسْطًا
وَكَلِمَتُكَ لَيِّنَةً تَكُنْ أَحَبَّ إِلَى النَّاسِ مِنَ الَّذِي يُعْطِيهِمُ
الْعَطَاءَ.
1262- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرِو
بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ كَانَ هَيِّنًا لَيِّنًا سَهْلًا قَرِيبًا
حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ.
1263- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ،
عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو الأَوْدِيِّ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ يَحْرُمُ عَلَى النَّارِ أَوْ
بِمَنْ تُحَرَّمُ عَلَيْهِ النَّارُ ؟ عَلَى كُلِّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ قَرِيبٍ سَهْلٍ.
1264- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ،
عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ
يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ : {خُذِ الْعَفْوَ} وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ
عَنِ الْجَاهِلِينَ , ثُمَّ قَالَ : وَاللَّهِ مَا أَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤْخَذَ
إِلَّا مِنْ أَخْلاَقِ النَّاسِ وَاللَّهِ لَآخُذَنَّهَا مِنْهُمْ مَا صَحَبَتُهُمْ.
1264م- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ،
عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ : وَاللَّهِ مَا
أَنْزَلَ اللَّهُ {خُذِ الْعَفْوَ} . إِلَّا مِنْ أَخْلاَقِ النَّاسِ، وَلاَ
أَزَالُ أَعْمَلُ مَا دُمْتُ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ.
1265- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ شِبْلِ بْنِ
عَبَّادٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {خُذِ
الْعَفْوَ} . قَالَ : مِنْ أَخْلاَقِ النَّاسِ وَأَعْمَالِهِمْ فِي غَيْرِ تَحَسُّسٍ.
1266- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ
عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَرَبَ خَادِمًا لَهُ قَطُّ، وَلاَ ضَرَبَ
امْرَأَةً لَهُ بِيَدِهِ، وَلاَ ضَرَبَ بِيَدِهِ شَيْئًا قَطُّ إِلَّا أَنْ
يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ فَيَنْتَقِمُ مِنْ
صَاحِبِهِ إِلَّا أَنْ يَكُونَ لِلَّهِ، فَإِنْ كَانَ لِلَّهِ انْتَقَمَ لَهُ،
وَلاَ عَرَضَ لَهُ أَمْرَانِ إِلَّا أَخَذَ بِالَّذِي هُوَ أَيْسَرُ حَتَّى
يَكُونَ إِثْمًا , فَإِذَا كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ.
1267- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ
مُوَرِّقٍ قَالَ : قَالَ عُمَرُ : مَا أُعْطِيَ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ شَيْئًا بَعْدَ
الْإِيمَانِ بِاللَّهِ أَفْضَلَ مِنَ امْرَأَةٍ وَلُودٍ وَدُودٍ حَسَنَةِ
الْخُلُقِ، وَلاَ أَصَابَ عَبْدٌ شَيْئًا بَعْدَ الْكُفْرِ بِاللَّهِ أَشَدَّ
عَلَيْهِ مِنَ امْرَأَةٍ سَلِقَةٍ لَهَا لِسَانٌ حَدِيدٌ سَيِّئَةِ الْخُلُقِ.
1268- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَقَدْ طَافَ اللَّيْلَةَ بِآلِ
مُحَمَّدٍ ثَلاَثُونَ امْرَأَةً يَشْتَكِينَ أَزْوَاجَهُنَّ، وَلاَ أَظُنُّ
أُولَئِكَ خِيَارَهُمْ.
1269- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ حَارِثَةَ، عَنْ عَمْرَةَ
قَالَتْ : سَأَلْتُ عَائِشَةَ كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَلاَ مَعَ نِسَائِهِ ؟ قَالَتْ : كَانَ أَكْرَمَ
النَّاسِ وَأَلْيَنَ النَّاسِ وَأَحْسَنَهُمْ خُلُقًا، وَكَانَ رَجُلًا مِنْ
رِجَالِكُمْ وَكَانَ بَسَّامًا ضَحَّاكًا.
1270- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ أَبِي يَحْيَى مَوْلَى جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
قَالَ : مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَابَ
طَعَامًا قَطُّ إِذَا اشْتَهَاهُ أَكَلَهُ، وَإِنْ لَمْ يَشْتَهِهِ سَكَتَ.
1271- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو
بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ : ذَكَرُوا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ رَجُلًا وَذَكَرُوا مِنْ خُُلُقِهِ،
فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : أَرَأَيْتُمْ لَوْ قَطَعْتُمْ رَأْسَهُ أَكُنْتُمْ
تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لَهُ رَأْسًا ؟ قَالُوا : لاَ . قَالَ : أَفَرَأَيْتُمْ
لَوْ قَطَعْتُمْ يَدَهُ أَكُنْتُمْ تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لَهُ يَدًا ؟
قَالُوا : لاَ . قَالَ : أَرَأَيْتُمْ لَوْ قَطَعْتُمْ رِجْلَهُ أَكُنْتُمْ
تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لَهُ رِجْلًا ؟ قَالُوا : لاَ . قَالَ : فَإِنَّكُمْ
لَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تُغَيِّرُوا خُلُقَهُ حَتَّى تُغَيِّرُوا خَلْقَهُ.
1272- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ زِيَادٍ قَالَ : أُرَاهُ مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ :
الْمُتَخَلِّقُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا , ثُمَّ يَعُودُ إِلَى خُلُقِهِ الَّذِي هُوَ خُلُقُهُ.
1273- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَاصِمٍ
الأَحْوَلِ، عَنْ فُلاَنِ بْنِ الرَّمَّاحِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي
الْهُذَيْلِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : اللَّهُمَّ كَمَا حَسَّنْتَ خَلْقِي فَحَسِّنْ
خُلُقِي.
1274- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ,
أَوْصِنِي قَالَ : خَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ.
1275- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ
دِينَارٍ قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي بَشِيرٍ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ عَلِيٍّ :
أَخْبِرْنِي عَنْ أَعْمَالِ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا ؟ قَالَ : كَانُوا يَعْمَلُونَ
يَسِيرًا وَيُؤْجَرُونَ كَثِيرًا وَقَالَ : قُلْتُ : وَلِمَ ذَاكَ ؟ قَالَ :
لِسَلاَمَةِ صُدُورِهِمْ.
1276- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ
مُجَاهِدٍ قَالَ : دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
رَجُلٌ فَرَحَّبَ بِهِ وَأَدْنَاهُ فَلَمَّا خَرَجَ قَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ : يَا
رَسُولَ اللَّهِ , أَلَيْسَ هَذَا فُلاَنٌ وَقَدْ كَانَتْ تَسْمَعُ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْكُوهُ , فَقَالَ : يَا عَائِشَةُ إِنَّ
شِرَارَ النَّاسِ الَّذِينَ يُكْرَمُونَ اتِّقَاءَ شَرِّهِمْ.
1277- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ زِيَادٍ أُرَاهُ قَالَ : مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ : إِنَّ لِكُلِّ
قَوْمٍ كَلْبًا فَاتَّقِ كَلْبَهُمْ لاَ تُصْلَيَنَّ بِشَرِّهِ.
1278- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ
نِسْطَاسٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ : أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِخِيَارِكُمُ : الَّذِينَ يُرْجَى
خَيْرُهُمْ، وَيُؤْمَنُ شَرُّهُمْ، أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِشِرَارِكُمُ : الذينَ لاَ
يُؤْمَنُ شَرُّهُمْ، وَلاَ يُرْجَى خَيْرُهُمْ.
بَابُ الْحِلْمِ وَالْعَفْوِ.
1279- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيِّ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ قَالَ : قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ : إِنَّهُ لاَ حِلْمَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ حِلْمِ إِمَامٍ وَرِفْقِهِ،
وَلاَ جَهْلَ أَبْغَضَ إِلَى اللَّهِ مِنْ جَهْلِ إِمَامٍ وَخُرْقِهِ، وَمَنْ
يَفْعَلْ بِالْعَفْوِ فِيمَا بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ تَأْتِهِ الْعَافِيَةُ مِنْ
فَوْقِهِ، وَمَنْ يُنْصِفِ النَّاسَ مِنْ نَفْسِهِ يُعْطَ الظَّفَرَ فِي أَمْرِهِ،
وَالَّذِي فِي الطَّاعَةِ أَقْرَبُ إِلَى الْبِرِّ مِنَ التَّعَزُّزِ فِي
الْمَعْصِيَةِ.
1280- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ وَاصِلِ بْنِ ثَوْبَانَ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ : كَانَ عُمَرُ يَكْتُبُ إِلَى أُمَرَاءِ
الأَمْصَارِ بِأَنَّ لَكُمْ مَعْشَرَ الْولاَةِ حَقًّا فِي الرَّعِيَّةِ وَلَهُمْ
مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ حِلْمٍ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ وَلاَ أَعَمَّ
نَفْعًا مِنْ حِلْمِ إِمَامٍ وَرِفْقِهِ وَإِنَّهُ لَيْسَ جَهْلٌ أَبْغَضَ إِلَى
اللَّهِ وَلاَ أَعَمَّ ضَرًّا مِنْ جَهْلِ إِمَامٍ وَخُرْقِهِ، وَإِنَّهُ مَنْ
يَطْلُبِ الْعَافِيَةَ فِيمَنْ هُوَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ يُنْزِلِ اللَّهُ
عَلَيْهِ الْعَافِيَةَ مِنْ فَوْقِهِ.
1281- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي
خَالِدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ شِهَابٍ الْعَبْدِيِّ قَالَ : قَالَ عُمَرُ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ أَيَّتُهَا الرَّعِيَّةُ إِنَّ لَنَا عَلَيْكُمْ حَقًّا النَّصِيحَةَ
بِالْغَيْبِ وَالْمُعَاوَنَةَ عَلَى الْخَيْرِ، وَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ شَيْءٍ
أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ وَأَعَمَّ نَفْعًا مِنْ حِلْمِ إِمَامٍ وَرِفْقِهِ، وَلَيْسَ
شَيْءٌ أَبْغَضَ إِلَى اللَّهِ مِنْ جَهْلِ إِمَامٍ وَخُرْقِهِ.
1282- حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، عَنِ الْمُهَلَّبِ، عَنْ
عُقْبَةَ قَالَ : كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ : إِنَّ مِنْ
أَحَبِّ الْأُمُورِ إِلَى اللَّهِ الْقَصْدَ فِي الْجِدَةِ , وَالْعَفْوِ عِنْدَ الْمَقْدِرَةِ
, وَالرِّفْقَ فِي الْوِلاَيَةِ، وَمَا رَفَقَ عَبْدٌ بِعَبْدٍ فِي الدُّنْيَا
إِلَّا رَفَقَ اللَّهُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
1283- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ
بُرْقَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اللَّهُمَّ , مَنْ رَفَقَ بِأُمَّتِي
فَارْفُقْ بِهِ، وَمَنْ شَقَّ عَلَيْهِمْ فَشُقَّ عَلَيْهِ.
1284- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ،
عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيُعْطِي عَلَيْهِ مَا لاَ
يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ.
1285- حَدَّثَنَا يَعْلَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ
اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ .
1286- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
إِسْحَاقَ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ كَانَ يُخَالِطُ النَّاسِ : يَا فُلاَنُ خُذْ حَقَّكَ فِي
عَفَافٍ وَافٍ أَوْ غَيْرِ وَافٍ.
1287- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ زَكَرِيَّا أَبِي
عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ : قَالَ مُعَاذٌ : لَمَّا بَعَثَنِي
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ قَالَ : مَا زَالَ
يُوصِينِي بِالْعَفْوِ فَلَوْلاَ عِلْمِي بِاللَّهِ لَظَنَنْتُ أَنَّهُ يُوصِينِي
بِتَرْكِ الْحُدُودِ.
1288- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ بَعْضِ
الْبَصْرِيِّينَ قَالَ : قَالَ الْحَسَنُ : إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى
مُنَادٍ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ , مَنْ كَانَ لَهُ عَلَى اللَّهِ أَجْرٌ
فَلْيَقُمْ ؛ فَلاَ يَقُومُ إِلَّا أَهْلُ الْعَفْوِ.
1289- حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ جَعْفَرِ
بْنِ حَيَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : أَفْضَلُ أَخْلاَقِ الْمُسْلِمِينَ الْعَفْوُ.
1290- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ سَالِمٍ
الأَفْطَسِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، {وَسَيِّدًا} [آل عمران] قَالَ :
السَّيِّدُ هُوَ الْحَلِيمُ.
1291- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مُبَارَكٍ، أَوْ
غَيْرِهِ عَنِ الْحَسَنِ، {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَمًا}
[الفرقان] قَالَ : حُلَمَاءُ لاَ يَجْهَلُونَ وَإِنْ جُهِلَ عَلَيْهِمْ حَلِمُوا.
1292- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي
نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ : {يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا} [الفرقان] . قَالَ
: بِالْوَقَارِ وَالسَّكِينَةِ . {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا
سَلاَمًا} [الفرقان] قَالُوا : سَدَادًا.
1292م-حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ
فِي قَوْلِهِ : {يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا} [الفرقان] قَالُوا : بِالْوَقَارِ
وَالسَّكِينَةِ قَالَ جُوَيْبِرٍ : عَنِ الضَّحَّاكِ قَالَ : أَعِفَّاءُ أَتْقِيَاءُ حُلَمَاءُ.
1293- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْكَلْبِيِّ،
عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {وَعِبَادُ
الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا} [الفرقان] . قَالَ :
حُلَمَاءُ ذُو أَنَاةٍ فِي قَوْلِهِ : {لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ} [التوبة] . قَالَ :
الأَوَّاهُ الْمُتَضَرِّعُ فِي صَلاَتِهِ إِذَا خَلاَ فِي الأَرْضِ الْقَفْرِ.
1294- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ
عُمَيْرٍ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ الْكِنْدِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ
: ثَلاَثٌ مَنْ فَعَلَهُنَّ لَمْ يَسْكُنِ الدَّرَجَاتِ الْعُلَى وَلاَ أَقُولُ
الْجَنَّةَ : مَنْ تَكَهَّنَ أَوِ اسْتَقْسَمَ أَوْ رَجَّعَهُ مِنْ سَفَرٍ تَطَيُّرٌ
إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ وَالْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ، وَمَنْ يَتَحَرَّ
الْخَيْرَ يُعْطَهْ، وَمَنْ يَتَّقِ الشَّرَّ يُوقَهْ.
1295- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ قَالَ : إِنْ كَانَ الرَّجُلَ مِنَ الْحَيِّ لَيَجِيءُ
فَيَسُبُّ الْحَارِثَ بْنَ سُوَيْدٍ فَيَسْكُتُ، فَإِذَا سَكَتَ قَامَ فَنَفَضَ
رِدَاءَهُ وَدَخَلَ.
1296- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ
أَبِي هِنْدَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي رَبِيعَةَ بْنِ كِلاَبٍ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
إِنَّهُ سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يُخَيَّرُ الرَّجُلُ فِيهِ بَيْنَ
الْعَجْزِ وَ الْفُجُورِ حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي
هِنْدَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي رَبِيعَةَ بْنِ كِلاَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّهُ سَيَأْتِي
عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يُخَيَّرُ الرَّجُلُ فِيهِ بَيْنَ الْعَجْزِ وَ الْفُجُورِ
فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَلْيَخْتَرِ الْعَجْزَ عَلَى الْفُجُورِ.
1297- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
بَعْضِ أَصْحَابِهِ قَالَ : قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ : مَا يَسُرُّنِي
بِنَصِيبِي مِنَ الذُّلِّ حُمْرُ النَّعَمِ.
1298- حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، عَنْ عَبْدِ
الْمَلِكِ بْنِ أَبْجَرَ قَالَ : انْتَهَى الشَّعْبِيُّ إِلَى رَجُلَيْنِ وَهُمَا
يُعْتِبَانِهِ وَيَقَعَانِ فِيهِ , فَقَالَ :
[من أشعار كثير عزة - البحر الطويل]
هَنِيئًا مَرِيئًا غَيْرَ دَاءٍ مُخَامِرٍ لِعَزَّةَ
مِنْ أَعَرَاضِنَا مَا اسْتَحَلَّتِ.
بَابُ
الْغَضَبِ.
1299- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ جَارِيَةَ بْنِ قُدَامَةَ أَنَّ ابْنَ
عَمٍّ لَهُ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , قُلْ لِي قَوْلًا وَأَقْلِلْ لَعَلِّي
أَعِيهِ، فَقَالَ : لاَ تَغْضَبْ، فَأَعَادَ عَلَيْهِ مِرَارًا كُلُّ ذَلِكَ
يَقُولُ : لاَ تَغْضَبْ.
1300- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ : أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ ,
فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , عَلِّمْنِي شَيْئًا يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهِ ,
وَأَقْلِلْ لِعَلِّي أَعْقِلُ . يَقُولُ قَالَ : فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ تَغْضَبْ، فَأَعَادَ عَلَيْهِ مِرَارًا
يَقُولُ : لاَ تَغْضَبْ.
1301- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ
الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مَيْثَمٍ قَالَ : لَمَّا قَرَّبَ
اللَّهُ مُوسَى صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ بِطُورِ سَيْنَاءَ نَجِيًّا قَالَ :
يَا رَبِّ , أَيُّ عِبَادِكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ ؟ قَالَ : أَكْثَرُهُمْ لِي ذِكْرًا
. قَالَ : يَا رَبِّ , أَيُّ عِبَادِكَ أَعْلَمُ ؟ قَالَ : عَالِمٌ يَلْتَمِسُ
الْعِلْمَ . قَالَ : رَبِّ , أَيُّ عِبَادِكَ أَحْلَمُ ؟ قَالَ : أَمْلَكُهُمْ لِنَفْسِهِ
عِنْدَ الْغَضَبِ . قَالَ : رَبِّ , أَيُّ عِبَادِكَ أَصْبَرُ ؟ قَالَ :
أَكْظَمُهُمْ عَلَى الْغَيْظِ عِنْدَ الْغَضَبِ.
1302- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ،
عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ الشَّدِيدَ لَيْسَ مَنْ غَلَبَ النَّاسَ
وَلَكِنَّ الشَّدِيدَ مَنْ غَلَبَ نَفْسَهُ.
1303- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا
تَعُدُّونَ فِيكُمُ الصُّرْعَةَ ؟ قَالُوا : هُوَ الَّذِي لاَ تَصْرَعُهُ
الرِّجَالُ قَالَ : لاَ، وَلَكِنَّ الصُّرَعَةَ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ
الْغَضَبِ.
1304- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ
خَيْثَمَةَ قَالَ : كَانَ يُقَالُ : إِنَّ الشَّيْطَانَ يَقُولُ : كَيْفَ
يَغْلِبُنِي ابْنُ آدَمَ ؛ إِذَا رَضِيَ جِئْتُ حَتَّى أَكُونَ فِي قَلْبِهِ ؛
فَإِذَا غَضِبَ طِرْتُ حَتَّى أَكُونَ فِي رَأْسِهِ.
1305- حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ الْحَسَنِ
قَالَ : مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْمٍ
فِيهِمْ رَجُلٌ يَرْفَعُ حَجَرًا يُقَالُ لَهُ حَجَرُ الأَشَدِّ . قَالَ : أَفَلاَ
أُخْبِرُكُمْ بِمَا هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ ؛ رَجُلٌ سَبَّهُ رَجُلٌ فَحَلِمَ عَنْهُ
فَغَلَبَ نَفْسَهُ وَغَلَبَ شَيْطَانَهُ وَشَيْطَانَ صَاحِبِهِ.
1306- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ قَالَ : اسْتَبَّ
رَجُلاَنِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ
أَحَدُهُمَا تَحْمَرُّ عَيْنَاهُ وَتَنْتَفِخُ أَوْدَاجُهُ ؛ فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنِّي لَأَعْرِفُ كَلِمَةً لَوْ
قَالَهَا لَذَهَبَ عَنْهُ الَّذِي يَجِدُ : أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ
الرَّجِيمِ.
1307- حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، عَنْ
زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
أَبِي لَيْلَى، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ : اسْتَبَّ رَجُلاَنِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَغَضِبَ أَحَدُهُمَا غَضَبًا شَدِيدًا حَتَّى إِنَّهُ
لَيُخَيَّلُ إِلَيَّ أَنِّي أَرَى أَنْفَهُ يَتَمَزَّعُ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ
اللَّهِ , إِنِّي لَأَعْرِفُ كَلِمَةً إِنْ يَقُلْهَا هَذَا الْغَضْبَانُ لَذَهَبَ
عَنْهُ غَضَبُهُ ؛ أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ
الرَّجِيمِ.
1308 - حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، وَابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ لَيْثٍ،
عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : إِذَا غَضِبْتَ فَاسْكُتْ.
1309- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ
أَبِي هِنْدَ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ، عَنْ أَبِي
ذَرٍّ أَنَّهُ كَانَ عَلَى حَوْضٍ يَسْقِي إِبِلًا لَهُ , فَقَالَ بَعْضُهُمْ :
أَيُّكُمْ يَشْرَعُ عَلَى أَبِي ذَرٍّ وَلْيَحْتَسِبْ شَعَرَاتٍ مِنْ رَأْسِهِ ,
فَقَالَ رَجُلٌ : أَنَا، فَجَاءَ فَأَشْرَعَ عَلَيْهِ فَانْكَسَرَ الْحَوْضُ،
فَغَضِبَ أَبُو ذَرٍّ فَجَلَسَ , ثُمَّ اضْطَجَعَ، فَقَالَ : مَا لَكَ يَا أَبَا
ذَرٍّ ؟ فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَمَرَنَا إِذَا غَضِبَ الرَّجُلُ أَنْ يَجْلِسَ فَإِنْ ذَهَبَ وَإِلَّا فَلْيَضْطَجِعْ.
1310- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو
بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ
أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصَّوْمِ وَالصَّلاَةِ
وَالصَّدَقَةِ ؟ قَالُوا : بَلَى . قَالَ : صَلاَحُ ذَاتِ الْبَيْنِ ، وَإِنَّ
فَسَادَ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ.
1311- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ
عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : مَكْتُوبٌ فِي الْحِكْمَةِ : يَا بُنَيَّ إِيَّاكَ
وَشِدَّةَ الْغَضَبِ فَإِنَّ شِدَّةَ الْغَضَبِ مُمْحِقَةٌ لِفُؤَادِ الْحَكِيمِ.
بَابُ مَنْ كَرِهَ اللَّعْنَ.
1312- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ، عَنْ
بَيَانٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ قَالَ : مَرَّ قَسٌّ بِقَوْمٍ , فَلَعَنُوهُ،
فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ : لاَ تَلْعَنُوهُ فَإِنَّهُ لاَ يَنْبَغِي
لِلَّعَّانِ أَنْ يَكُونَ صِدِّيقًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
1313- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ،
عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ قَالَ : كَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ مُضْطَجِعًا بَيْنَ
أَصْحَابِهِ مُسَجًّى بِثَوْبٍ عَلَى وَجْهِهِ فَمَرَّ بِهِمْ قَسٌّ , فَقَالُوا :
لَعَنَ اللَّهُ هَذَا الْقَسَّ، مَا أَعْظَمَ رَقَبَتَهُ، فَشَفَّ عَنْ وَجْهِهِ ,
فَقَالَ : مَنْ هَذَا الَّذِي لَعَنْتُمْ ؟ فَأَخْبَرُوهُ بِالْقِصَّةِ , فَقَالَ :
لاَ تَلْعَنُوا أَحَدًا ؛ فَإِنَّهُ لاَ يَنْبَغِي لِلَّعَّانِ أَنْ يَكُونَ
عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا.
1314- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ
أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ الْمُؤْمِنَ لاَ يَكُونُ لَعَّانًا وَلاَ فَحَّاشًا
وَلاَ كَذَّابًا.
1315- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ شِمْرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ قَالَ : قُرِّبَ إِلَى عَائِشَةَ بَعِيرٌ
لِتَرْكَبَهُ , فَالْتَوَى عَلَيْهَا , فَلَعَنَتْهُ , فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ تَرْكَبِيهِ.
1316- حَدَّثَنَا أَبُو زُبَيْدٍ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ
الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : ابْتَعْتُ بَعِيرًا
فَلَعَنْتُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ تَرْكَبِيهِ.
1317- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي
ظَبْيَانَ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ : مَا تَلاَعَنَ قَوْمٌ قَطُّ إِلَّا حَقَّ
عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ.
بَابُ
الرَّحْمَةِ.
1318- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي
سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ لِلَّهِ مِائَةَ رَحْمَةٍ أَنْزَلَ مِنْهَا
رَحْمَةً وَاحِدَةً بَيْنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالْوُحُوشِ وَالْهَوَامِّ
فَبِهَا يَتَعَاطَفُونَ وَبِهَا يَتَرَاحَمُونَ وَبِهَا تَعْطِفُ الْوَحْشُ عَلَى
أَوْلاَدِهَا، وَأَخَّرَ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً لِنَفْسِهِ يَرْحَمُ بِهَا
عِبَادَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
1319- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ
أَبِي هِنْدَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ يَوْمَ خَلَقَ
السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِائَةَ رَحْمَةٍ كُلُّ رَحْمَةٍ طِبَاقٌ مَا بَيْنَ
السَّمَاءِ وَالأَرْضِ , فَجَعَلَ فِي الأَرْضِ مِنْهَا رَحْمَةً فَبِهَا تَعْطِفُ
الْوَالِدَةُ عَلَى وَلَدِهَا وَالْوَحْشُ وَالطَّيْرُ، وَأَخَّرَ تِسْعًا
وَتِسْعِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ
أَكْمَلَهَا بِهَذِهِ الرَّحْمَةِ مِائَةً فَقَصَّهَا عَلَى الْمُتَّقِينَ.
1320- حَدَّثَنَا يَعْلَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَيْسَ مِنَّا مَنْ لاَ يَرْحَمُ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرُ كَبِيرَنَا.
1321- حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ
يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيَعْرِفْ حَقَّ كَبِيرَنَا.
1322- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، ح، وَعَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ جَرِيرٍ، ح، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ
بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ لاَ يَرْحَمِ النَّاسَ لاَ يَرْحَمْهُ
اللَّهُ.
1323- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، وَأَبِيهِ، عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : ارْحَمْ مَنْ
فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكَ مَنْ فِي السَّمَاءِ.
1324- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِمٍ
الأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ
عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ.
1325- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ كِنْدَةَ قَدْ
سَمَّاهُ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لاَ يَضَعُ اللَّهُ رَحْمَتَهُ
إِلَّا عَلَى رَحِيمٍ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , كُلُّنَا رَحِيمٌ .
قَالَ : لَيْسَ بِالَّذِي يَرْحَمُ نَفْسَهُ خَاصَّةً وَلَكِنِ الَّذِي يَرْحَمُ
الْمُسْلِمِينَ عَامَّةً.
1326- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ
عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ : تُرْحَمُونَ كَمَا تَرْحَمُونَ.
1327- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ
أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ : دَمَعَتْ عَيْنُ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أُتِيَ بِابْنَةِ زَيْنَبَ ابْنَتِهِ
وَنَفْسُهَا تَقَعْقَعُ بِهَا كَأَنَّهَا فِي شَنٍّ فَقَالَ لَهُ سَعْدُ بْنُ
عُبَادَةَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , تَبْكِي أَوَ لَمْ تَنْهَ عَنِ الْبُكَاءِ ؟
فَقَالَ : إِنَّمَا هِيَ رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ،
وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ.
1328- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ
السَّائِبِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : حُضِرَتِ ابْنَةٌ
لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَغِيرَةٌ , فَأَخَذَهَا
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضَمَّهَا إِلَى صَدْرِهِ ,
ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهَا فَقَضَتْ وَهِيَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَكَتْ أُمُّ أَيْمَنَ ؛ فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا أُمَّ أَيْمَنَ أَتَبْكِينَ
وَرَسُولُ اللَّهِ عِنْدَكِ ؟ فَقَالَتْ : مَا لِي لاَ أَبْكِي وَرَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْكِي قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنِّي لَسْتُ أَبْكِي وَلَكِنَّهَا
رَحْمَةٌ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْمُؤْمِنُ
بِخَيْرٍ عَلَى كُلِّ حَالٍ تُنْزَعُ نَفْسُهُ مِنْ بَيْنِ جَبِينِهِ وَهُوَ
يَحْمَدُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ.
1329- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ : سَمِعْتُ
مُجَاهِدًا، يُحَدِّثُ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ : لَمَّا أَدْرَكَ
قَوْمَ نُوحٍ الْغَرَقُ كَانَتْ فِيهِمُ امْرَأَةٌ وَمَعَهَا صَبِيُّ لَهَا ,
فَلَمَّا بَلَغَهُ رَفَعَتْهُ إِلَى رُكْبَتِهَا , فَلَمَّا بَلَغَهُ الْمَاءُ
رَفَعَتْهُ إِلَى حِقْوِهَا، فَلَمَّا بَلَغَهُ الْمَاءُ رَفَعَتْهُ إِلَى
صَدْرِهَا، فَلَمَّا بَلَغَهُ الْمَاءُ رَفَعَتْهُ إِلَى رَأْسِهَا، فَلَمَّا
بَلَغَهُ الْمَاءُ رَفَعَتْهُ بِيَدِهَا . قَالَ : فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
: لَوْ كُنْتُ رَاحِمًا أَحَدًا مِنْهُمْ لَرَحِمْتُهَا رَحْمَتَهَا الصَّبِيَّ.
1330- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُدْلِعُ لِسَانَهُ لِلْحُسَيْنِ وَإِذَا رَأَى
الصَّبِيُّ حُمْرَةَ اللِّسَانِ بَهَشَ إِلَيْهِ بِيَدِهِ . يَقُولُ : تَنَاوَلَهُ
, فَقَالَ لَهُ عُيَيْنَةُ بْنُ بَدْرٍ : أَلاَ أَرَاكَ تَصْنَعُ هَذَا بِهَذَا
إِنَّهُ لَيَكُونُ الرَّجُلُ مِنْ وَلَدِي قَدْ خَرَجَ وَجْهُهُ , وَأَخَذَ
بِلِحْيَتِهِ مَا قَبَّلْتُهُ قَطُّ ، فَقَالَ لَهُ : مَنْ لاَ يَرْحَمْ لاَ يُرْحَمْ.
1331- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ قَالَ : جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ وَالْقَوْمُ حَوْلَهُ فَأَطَافَتْ
بِهِ لِتَخْلُصَ إِلَيْهِ فَقَامَ رَجُلٌ لِتَخْلُصَ إِلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أُمُّكَ هِيَ ؟ قَالَ : لاَ . قَالَ :
أُخْتُكَ هِيَ ؟ قَالَ : لاَ . قَالَ : فَرَحِمْتَهَا رَحِمَكَ اللَّهُ.
1332- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِمٍ
الأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ : اسْتَعْمَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ رَجُلًا مِنْ بَنِي أَسَدٍ عَلَى عَمَلٍ فَدَخَلَ لِيُسَلِّمَ عَلَيْهِ
فَأَتَى عُمَرُ بِبَعْضِ وَلَدِهِ، فَقَبَّلَهُ فَقَالَ لَهُ الأَسَدِيُّ :
أَتُقَبِّلُ هَذَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ فَوَاللَّهِ مَا قَبَّلْتُ
وَلَدًا لِي قَطُّ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : فَأَنْتَ وَاللَّهِ
بِالنَّاسِ أَقَلُّ رَحْمَةٍ، لاَ تَعْمَلْ لِي عَمَلًا أَبَدًا فَرَدَّ عَهْدَهُ
1333- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ
السَّدُوسِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ أَبِي الْعَلاَءِ،
عَنْ أَخِيهِ مُطَرِّفٍ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ لَيَرْحَمُ بِرَحْمَةِ الْعُصْفُورِ.
1334- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ،
عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَخِيهِ مُطَرِّفٍ أَنَّهُ أَصَابَ
مَرَّةً حُمْرَةً , فَأَرْسَلَهَا , وَقَالَ : أَتَصَدَّقُ بِكِ الْيَوْمَ عَلَى
فِرَاخِكِ.
1335- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ، عَنْ
أَبِي قِلاَبَةَ قَالَ : مَنْ ذَبَحَ عُصْفُورًا عَبَثًا جَاءَ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ يَعُجُّ قَالَ : لَمْ يَذْبَحْنِي فَيَأْكُلُنِي وَلَمْ يَدَعْنِي
فَأَعِيشُ فِي حَشَرَاتِهَا.
1336- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أُنَاسٌ مِنَ الأَعْرَابِ قَالَ : فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ : يَا رَسُولَ
اللَّهِ , أَتُقَبِّلُونَ الصِّبْيَانَ ؟ فَوَاللَّهِ مَا نُقَبِّلُهُمْ . قَالَ : فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَوَ أَمْلِكُ إِنْ كَانَ
اللَّهُ نَزَعَ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ.
1337- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ،
عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ
: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ , فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا فِيهِ قَرْيَةُ نَمْلٍ , فَأَحْرَقْنَاهَا
, فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ
تُعَذِّبُوا بِالنَّارِ ؛ فَإِنَّهُ لاَ يُعَذِّبُ بِالنَّارِ إِلَّا رَبُّهَا
قَالَ : مَرَرْنَا بِشَجَرَةٍ فِيهَا فَرْخَا حُمَرَةٍ فَأَخَذْنَاهُمَا ,
فَجَاءَتِ الْحُمَرَةُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَهِيَ تَفْرِشُ , فَقَالَ : مَنْ فَجَعَ هَذِهِ بِفَرْخَيْهَا ؟ فَقُلْنَا :
نَحْنُ , فَقَالَ : رُدُّوهُمَا قَالَ
: فَرَدَدْنَاهُمَا إِلَى مَوْضِعِهِمَا
1338- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو الأَسَدِيِّ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ قَالَ : كُنْتُ رَأَيْتُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاَثَةَ أَشْيَاءَ عَجَبًا ؛ كُنْتُ مَعَهُ فِي سَفَرِهِ فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا , فَقَالَ لِي : ائْتِ تِلْكَ الأَشْأَتَيْنِ فَقُلْ لَهُمَا : إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُكُمَا أَنْ تَجْتَمِعَا قَالَ : فَأَتَيْتُهُمَا , فَقُلْتُ لَهُمَا فَوَثَبَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا إِلَى صَاحِبَتِهَا , فَاجْتَمَعَتَا . قَالَ : فَخَرَجُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَتَرَ بِهِمَا فَقَضَى حَاجَتَهُ , ثُمَّ رَجَعَ , فَقَالَ لِي : ائْتِهِمَا، فَقُلْ لَهُمَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُكُمَا أَنْ تَرْجِعَا . فَأَتَيْتُهُمَا , فَقُلْتُ لَهُمَا فَرَجَعَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا إِلَى مَكَانِهَا , ثُمَّ خَرَجْنَا , فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا , فَجَاءَ بَعِيرٌ حَتَّى قَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ , فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ أَصْحَابُ هَذَا الْبَعِيرِ ؟ فَجَاءَ أَصْحَابُهُ، فَقَالَ مَا شَأْنُ هَذَا الْبَعِيرِ يَشْكُو، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ , بَعِيرٌ كَانَ عِنْدَنَا فَاتَّعَدْنَا أَنْ نَنْحَرَهُ غَدًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ تَنْحَرُوهُ دَعُوهُ قَالَ : ثُمَّ خَرَجْنَا فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا , فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ مَعَهَا صَبِيُّ لَهَا بِهِ لَمَمٌ , فَقَالَ : اخْرُجْ عَدُوَّ اللَّهِ أَنَا رَسُولُ اللَّهِ . فَبَرِئَ قَالَ : فَلَمَّا رَجَعْنَا مِنْ سَفَرِنَا أَهْدَتْ لَنَا كَبْشَيْنِ وَشَيْئًا مِنْ أَقِطٍ وَسَمْنٍ , فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا يَعْلَى خُذِ السَّمْنَ وَالأَقِطَ وَأَحَدَ الْكَبْشَيْنِ وَرُدَّ عَلَيْهَا الْآخَرَ.
1339- حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ
الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو الأَسَدِيِّ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ.
1340- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرِ
بْنِ عَطِيَّةَ قَالَ : أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِصَبِيٍّ قَدْ شَبَّ لَمْ يَتَكَلَّمْ قَطُّ , فَقَالَ : مَنْ أَنَا ؟ قَالَ : أَنْتَ
رَسُولُ اللَّهِ
1341- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
إِسْحَاقَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي لَبِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ : دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا ؛
فَلَمْ تُطْعِمْهَا , وَلَمْ تَسْقِهَا , وَلَمْ تُرْسِلْهَا فَتَأْكُلُ مِنْ
خَشَاشِ الأَرْضِ حَتَّى مَاتَتْ فِي رِبَاطِهَا، وَدَخَلَتِ امْرَأَةٌ مُومِسَةٌ
الْجَنَّةَ ؛ إِذْ مَرَّتْ عَلَى طُوًى عَلَيْهِ كَلْبٌ يُرِيدُ الْمَاءَ فَلَمْ
يَقْدِرْ عَلَيْهِ ظَمْآنًا فَنَزَعَتْ خُفَّهَا أَوْ مُوزَجَهَا فَرَبَطْتُهُ فِي
نِطَاقِهَا أَوْ فِي خِمَارِهَا , ثُمَّ نَزَعَتْ لَهُ فَسَقَتْهُ حَتَّى
أَرْوَتْهُ.
1342- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا فَلَمْ
تُطْعِمْهَا وَلَمْ تَدَعْهَا فَتَأْكُلُ مِنْ حَشَرَاتِ الأَرْضِ.
1343- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ حَارِثَةَ، عَنْ
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ جَدَّتِهِ قَالَتْ : أَوْصَانَا
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْهِجْرَةِ , فَقَالَ :
إِنَّ امْرَأَةً عُذِّبَتْ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا فَلَمْ تُطْعِمْهَا وَلَمْ تَتْرُكْهَا
فَتَأْكُلَ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ.
1344- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ
بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَعِيرٍ مَعْقُولٍ فِي صَدْرِ النَّهَارِ فَمَضَى فِي
حَاجَتِهِ , ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ وَالْبَعِيرُ عَلَى حَالَتِهِ , فَقَالَ
لِصَاحِبِهِ : أَمَا عَلَفْتَ هَذَا شَيْئًا الْيَوْمَ ؟ قَالَ : لاَ . قَالَ :
أَمَا إِنَّهُ لَيُحَاجُّكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
1345- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى،
عَنْ أَشْيَاخِهِ قَالُوا : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : لاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا.
بَابُ
الْحَيَاءِ.
1346- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ رَبَاحٍ
الْهُذَلِيُّ، عَنْ أَبِي السَّوَّارِ الْعَدَوِيِّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْحَيَاءُ
خَيْرٌ كُلُّهُ.
1347- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ،
عَنْ سَلَمَةَ بْنِ صَفْوَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا . إِنَّ خُلُقَ
الْإِسْلاَمِ الْحَيَاءُ.
1348- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ حَجَّاجٍ،
عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ قَالَ : أَرْبَعٌ مِنْ سُنَنِ الْمُرْسَلِينَ
: التَّعَطُّرُ وَالنِّكَاحُ وَالسِّوَاكُ وَالْحَيَاءُ.
قَالَ حَجَّاجٌ : كَانَ يُقَالُ : إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ
خُلُقًا , وَخُلُقُ هَذَا الدِّينِ الْحَيَاءُ
1349- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي
صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
الْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ.
1350- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ،
عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
رَجُلًا يَعِظُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ , فَقَالَ : إِنَّ الْحَيَاءَ مِنَ
الْإِيمَانِ.
1351- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو،
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ الْحَيَاءَ مِنَ الْإِيمَانِ , وَالْإِيمَانُ
فِي الْجَنَّةِ , وَالْبَذَاءُ مِنَ الْجَفَاءِ , وَالْجَفَاءُ فِي النَّارِ.
1352- حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الأَحْوَصِ،
عَنْ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : قِلَّةُ الْحَيَاءِ كُفْرٌ.
1353- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ
الْحَيِّيَّ الْحَلِيمَ الْمُتَعَفِّفَ ، وَيُبْغِضُ الْبَذِيءَ الْفَاحِشَ السَّائِلَ
الْمُلْحِفَ.
1354- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو
بْنِ دِينَارٍ قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْحَلِيمَ الْمُتَعَفِّفَ وَيُبْغِضُ الْبَذِيءَ
الْفَاحِشَ السَّائِلَ الْمُلْحِفَ.
1355- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ
لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : لَوْ أَنَّ الْمُؤْمِنَ لاَ يُصَابُ مِنْهُ إِلَّا
حَيَاءٌ لَمَنَعَهُ الْمَعَاصِي.
1356- حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو أَنَّ
أَبَا بَكْرٍ قَالَ : اسْتَحْيُوا مِنَ اللَّهِ ؛ فَإِنِّي لَأَدْخُلُ الْكُنُفَ
فَأُغَطِّي رَأْسِي حَيَاءً مِنَ اللَّهِ.
1357- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ مَعْبَدٍ
الْجُهَنِيِّ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا
عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ} قَالَ : هَذَا اللِّبَاسُ الَّذِي
يَلْبَسُونَ وَرِيشًا . قَالَ : الْمَعَاشُ {وَلِبَاسُ التَّقْوَى} قَالَ : الْحَيَاءُ.
1358- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنِ الْإِفْرِيقِيِّ، عَنْ
سَعْدِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَعُمَارَةَ بْنِ غُرَابٍ قَالاَ : أَتَى النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ , فَقَالَ : يَا
رَسُولَ اللَّهِ , مَا أُحِبُّ أَنْ تَرَى امْرَأَتِي عَوْرَتِي قَالَ : وَلِمَ
وَقَدْ جَعَلَهَا اللَّهُ لَكَ لِبَاسًا وَجَعَلَكَ لَهَا لِبَاسًا، لَكِنْ أَنَا
يَرَى أَهْلِي عَوْرَتِي وَأَرَاهَا مِنْهُمْ قَالَ : أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ
قَالَ : نَعَمْ فَلَمَّا وَلَّى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : إِنَّ ابْنَ مَظْعُونٍ
لَحَيِيُّ سِتِّيرٌ.
1359- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى،
عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسِّتْرَ.
1360- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ
قَالَ : أَبْصَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا
يَغْتَسِلُ بِالْعَرَاءِ , فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ , إِنَّ اللَّهَ
حَيِيُّ حَلِيمٌ سِتِّيرٌ يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسِّتْرَ فَأَيُّكُمُ اغْتَسَلَ
فَلْيَتَوَارَ مِنَ النَّاسِ بِشَيْءٍ.
1361- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي
صَالِحٍ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ :
إِنَّ اللَّهَ حَيِيُّ كَرِيمٌ يَسْتَحِي مِنْ عِبَادِهِ أَنْ يَرْفَعَ إِلَيْهِ
يَدَهُ يَدْعُوهُ فَيَرُدَّهَا صِفْرًا لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ.
1362- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ
حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدٍ أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ خَرَجَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ
فَاسْتَقْبَلَهُ النَّاسُ وَقَدِ انْصَرَفُوا فَدَخَلَ دَارًا , فَصَلَّى فِيهَا ,
فَقِيلَ لَهُ : أَتَسْتَحِي مِنَ النَّاسِ ؟ فَقَالَ : إِنَّهُ مَنْ لَمْ يَسْتَحِ مِنَ
النَّاسِ لَمْ يَسْتَحِ مِنَ اللَّهِ.
1363- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : لَنْ يَزَالَ الْعَبْدُ فِي
فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا كَانَتْ كَفُّهُ نَقِيَّةً مِنَ الدَّمِ، فَإِذَا
أَصَابَ دَمًا حَرَامًا نُزِعَ مِنْهُ الْحَيَاءُ.
بَابُ
الصِّدْقِ وَالْكَذِبِ.
1364- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ مَنْصُورٍ،
عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ الصِّدْقَ بِرٌّ، وَإِنَّ
الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ
حَتَّى يُكْتَبَ صِدِّيقًا، وَإِنَّ الْكَذِبَ فُجُورٌ، وَإِنَّ الْفُجُورَ
يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى
يُكْتَبَ كَذَّابًا.
1365- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ ؛ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي
إِلَى الْفُجُورِ ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ , وَإِنَّ
الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ
كَذَّابًا، وَعَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ
وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّ , الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ
وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا.
1366- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
مُرَّةَ، عَنْ مُرَّةَ بْنِ شَرَاحِيلَ الْهَمْدَانِيِّ قَالَ : قَالَ عَبْدُ
اللَّهِ : إِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى مَا يَكُونَ
لِلْفُجُورِ فِي قَلْبِهِ مَوْضِعُ إِبْرَةٍ يَسْتَقِرُّ فِيهَا، وَإِنَّ
الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى مَا يَكُونَ لِلْبَرِّ فِي
قَلْبِهِ مَوْضِعُ إِبْرَةٍ يَسْتَقِرُّ فِيهَا.
1367- حَدَّثَنَا يَعْلَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ
اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ
عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الصَّادِقِينَ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ
عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْكَذَّابِينَ.
1368- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي
خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ : قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ
: إِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ ؛ فَإِنَّ الْكَذِبَ مُجَانِبُ الْإِيمَانِ.
1369- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ، وَعَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : لاَ يَصْلُحُ الْكَذِبُ فِي هَزْلٍ وَلاَ جِدٍّ.
قَالَ الأَعْمَشُ : عَنْ إِبْرَاهِيمَ , ثُمَّ قَرَأَ
عَبْدُ اللَّهِ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا
مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة]
1370- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ
عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : عَلَى كُلٍّ يُطْوَى
الْمُؤْمِنُ إِلَّا عَلَى الْخِيَانَةِ وَالْكَذِبِ فَلاَ تَجِدُ الْمُؤْمِنَ
خَائِنًا وَلاَ كَاذِبًا.
1371- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
مَسْرُوقٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : لاَ
يَصْلُحُ الْكَذِبُ فِي هَزْلٍ وَلاَ جِدٍّ ؛ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة]
1372- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : لاَ يَصْلُحُ
الْكَذِبُ فِي هَزْلٍ وَلاَ جِدٍّ , وَلاَ أَنْ يَعِدَ أَحَدُكُمْ صَبِيَّهُ
شَيْئًا , ثُمَّ لاَ يُنْجِزَهُ لَهُ.
1373- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ
مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ : لاَ يَصْلُحُ الْكَذِبُ إِلَّا فِي خَلَّتَيْنِ
فِي الصُّلْحِ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ وَالرَّجُلِ يَكْذِبُ لِامْرَأَتِهِ
لِيَتَرَضَّاهَا . قَالَ الأَعْمَشُ : فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ , فَقَالَ
: كَانُوا يَكْرَهُونَ الْكَذِبَ فِي الْهَزْلِ وَالْجِدِّ.
1374- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ
أَبِي هِنْدَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ : بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً فَمَرُّوا بِرَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ فِي
يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ وَالسَّمُومِ وَلَهُ غُنَيْمَةٌ عِجَافٌ فِي خَيْمَةٍ لَهُ
, فَقَالُوا : أَخْرِجْ غَنَمَكَ هَذِهِ حَتَّى نُدْخِلَهَا خُيُولَنَا، فَقَالَ :
إِنَّهَا عِجَافٌ وَأَخَافُ إِنْ أَصَابَتْهَا السَّمُومُ أَنْ تَمُوتَ فَأَخْرَجُوهَا
, فَلَمْ تَلْبَثْ غَنَمُهُ أَنْ هَلَكَتْ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَشَكَاهُمْ , فَدَعَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ : فَعَلْتُمْ مَا يَقُولُ هَذَا ؟ فَحَلَفُوا
بِاللَّهِ مَا فَعَلُوا، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ : بَلْ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ
اللَّهِ , لَقَدْ فَعَلُوا مَا قَالَ الرَّجُلُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَلاَ أَرَاكُمْ تَتَهَافَتُونَ فِي الْكَذِبِ كَمَا
تَتَهَافَتُ الْفَرَاشُ فِي النَّارِ، أَلاَ إِنَّ كُلَّ كَذِبٍ مَكْتُوبٌ كَذِبًا
لاَ مَحَالَةَ إِلَّا فِي ثَلاَثٍ : كَذِبُ الرَّجُلِ فِي الشَّيْءِ يُرْضِي بِهِ
أَهْلَهُ، وَالْكَذِبُ فِي الشَّيْءِ يُصْلَحُ بِهِ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ،
وَالْكَذِبُ فِي الْحَرْبِ فَإِنَّ الْحَرْبَ خَدْعَةٌ.
1375- حَدَّثَنَا يَعْلَى، عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ يَحْيَى يَرْفَعْهُ
إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : تَحَرَّوُا الصِّدْقَ
وَإِنْ رَأَيْتُمْ أَنَّ فِيهِ الْهَلَكَةَ فَإِنَّ فِيهِ النَّجَاةَ،
وَاجْتَنِبُوا الْكَذِبَ وَإِنَّ رَأَيْتُمْ أَنَّ فِيهِ النَّجَاةَ فَإِنَّ فِيهِ
الْهَلَكَةَ.
1376- حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلاَنَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : مَنْ تَكَفَّلَ لِي بِسِتٍّ
تَكَفَّلْتُ لَهُ بِالْجَنَّةِ : اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ، وَأَوْفُوا إِذَا
عَاهَدْتُمْ، وَأَدُّوا إِذَا ائْتُمِنْتُمْ، وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ ,
وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ , وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ.
1377- حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ سُلَيْمَانَ
التَّيْمِيِّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ قَالَ : قَالَ عُمَرُ : إِنَّ فِي
الْمَعَارِيضِ غِنًى عَنِ الكَذِبٍ.
1378- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي
عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ : قَالَ عِمْرَانُ بْنُ الْحُصَيْنِ : إِنَّ فِي الْمَعَارِيضِ
لَمَنْدُوحَةٌ عَنِ الْكَذِبِ.
1379- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : قَالَ عُمَرُ : إِيَّاكُمْ وَالْمَعَاذِيرَ فَإِنَّ
كَثِيرًا مِنْهَا كَذِبٌ.
1380- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي
حَمْزَةَ قَالَ : أَتَيْتُ إِبْرَاهِيمَ وَأَنَا أُرِيدُ، أَنْ أَعْتَذِرَ،
فَقَالَ : لاَ تَعْتَذِرْ فَإِنَّهُ لَمْ يَعْتَذِرْ أَحَدٌ إِلَّا بِكَذِبٍ.
1381- حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ
الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ
السَّلاَمُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
مَنْ حَدَّثَ بِحَدِيثٍ وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ.
1382- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ
حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ، عَنِ
الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ : مَنْ حَدَّثَ بِحَدِيثٍ وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ
الْكَذَّابِينَ.
1383- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : بِحَسْبِ
الْمَرْءِ مِنَ الْكَذِبِ أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ.
1384- حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ،
عَنْ يَزِيدَ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنِ
النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الْكِلاَبِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَبُرَتْ خِيَانَةً أَنْ تُحَدِّثَ أَخَاكَ حَدِيثًا
هُوَ لَكَ مُصَدِّقٌ وَأَنْتَ بِهِ كَاذِبٌ.
1385- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ تَقَوَّلَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ
فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.
1386- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ
عُمَرَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الَّذِي يَكْذِبُ
عَلَيَّ يُبْنَى لَهُ بَيْتٌ فِي النَّارِ.
1387- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ طَلْحَةَ
بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا
فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.
1388- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي
قَتَادَةَ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ , إِيَّاكُمْ وَكَثْرَةَ
الْحَدِيثِ عَنِّي، مَنْ قَالَ عَلَيَّ فَلاَ يَقُولَنَّ إِلَّا حَقًّا أَوْ
صِدْقًا، فَمَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ
النَّارِ.
بَابُ
الْحَسَدِ.
1389- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ
بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ حَسَدَ إِلَّا فِي
اثْنَتَيْنِ : رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ،
وَآخَرُ آتَاهُ اللَّهُ حِكْمَةً فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيَعْمَلُ بِهَا.
1390- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ تَحَاسَدُوا وَلاَ تَبَاغَضُوا
وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا.
1391- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ،
عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: إِنَّ الْغِلَّ وَالْحَسَدَ يَأْكُلاَنِ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ
الْحَطَبَ.
1392- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَادَ الْحَسَدُ أَنْ يَغْلِبَ الْقَدَرَ، وَكَادَتِ
الْفَاقَةُ أَنْ تَكُونَ كُفْرًا.
1393- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ الْحَسَنِ، عَنِ
الْحَسَنِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
غَمُّوا هَذَا الْحَسَدَ فَإِنَّهُ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَإِنَّهُ لَيْسَ بِضَارٍّ
عَبْدًا مَا لَمْ يَعْدُ بِيَدٍ أَوْ لِسَانٍ.
1394- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ
سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ : سَأَلَ رَجُلٌ الْحَسَنَ , فَقَالَ : يَا أَبَا
سَعِيدٍ أَيَحْسُدُ الْمُؤْمِنُ ؟ قَالَ : لاَ أَبَا لَكَ أَمَا أَنْسَاكَ بَنِي
يَعْقُوبَ فَغُمَّ فَغَمَّهُ فِي نَفْسِهِ مَا لَمْ يَعْدُ ذَلِكَ بِلِسَانِهِ
أَوْ يَعْمَلْ بِيَدِهِ.
بَابُ
الْبَغْيِ.
1395- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنْ أَبِي
يَحْيَى الْقَتَّاتِ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَوْ أَنَّ جَبَلًا بَغَى عَلَى جَبَلٍ لَدُكَّ
الْبَاغِي مِنْهُمَا.
1396- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي
يَحْيَى الْقَتَّاتِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : لَوْ أَنَّ
جَبَلَيْنِ بَغَى أَحَدُهُمَا عَلَى الْآخَرِ لَدُكَّ الْبَاغِي مِنْهُمَا.
1397- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ بُرْدٍ
أَبِي الْعَلاَءِ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَعْجَلُ الشَّرِّ عُقُوبَةً الْبَغْيُ وَقَطِيعَةُ
الرَّحِمِ.
1398- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عُيَيْنَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ
فِي الدُّنْيَا مَعَ مَا يَدَّخِرُهُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْبَغْيِ ،
وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ.
1399- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي
سَعْدٍ مَوْلَى أَبِي بَكْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ذَنْبَانِ مُعَجَّلاَنِ لاَ يُؤَخَّرَانِ الْبَغْيُ وَقَطِيعَةُ
الرَّحِمِ.
1400- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو
بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ الْمُكْتِبِ، عَنْ طَلِيقِ بْنِ
قَيْسٍ الْحَنَفِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ : اللَّهُمَّ انْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى
عَلَيَّ.
بَابُ
السِّتْرِ.
1401- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي
خَالِدٍ، عَنْ شُبَيْلِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ : كَانَ يُقَالُ : مَنْ سَمِعَ بِفَاحِشَةٍ
؛ فَأَفْشَاهَا , كَانَ فِيهَا كَالَّذِي بَدَاهَا.
1402- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلاَنَ، عَنْ سَعِيدٍ قَالَ : كَانَ مِنْ دُعَاءِ دَاوُدَ :
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ خَلِيلٍ مَاكِرٍ عَيْنَاهُ تَرَانِي
وَقَلْبُهُ يَرْعَانِي، إِنْ رَأَى حَسَنَةً دَفَنَهَا، وَإِنْ رَأَى سَيِّئَةً
أَذَاعَهَا.
1403- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ
مَنْصُورٍ، عَنْ هِلاَلِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي حُبَابٍ، عَنْ
فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ قَالَ : ثَلاَثٌ مِنَ الْفَوَاقِرِ : إِمَامٌ إِنْ
أَحْسَنْتَ لَمْ يَشْكُرْ، وَإِنْ أَسَأْتَ لَمْ يَغْفِرْ , وَجَارٌ إِنْ رَأَى
حَسَنَةً دَفَنَهَا وَإِنْ رَأَى سَيِّئَةً أَفْشَاهَا، وَزَوْجَةٌ إِنْ حَضَرَتْ
آذَتْكَ وَإِنْ غِبْتَ عَنْهَا خَانَتْكَ فِي نَفْسِهَا وَمَالِكَ.
1404- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ سَتَرَ
مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ
الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ السَّهْلَ الطَّلِيقَ.
1405- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ فَرَّجَ
عَنْ أَخِيهِ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً
مِنْ كُرَبِ الْآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي
عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَنْ سَتَرَ عَلَى أَخِيهِ الْمُسْلِمِ سَتَرَهُ اللَّهُ فِي
الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.
1406- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ
أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : اسْتَعْمَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ شُرَحْبِيلَ بْنَ السِّمْطِ عَلَى مَسْلَحَةٍ دُونَ
الْمَدَائِنِ ؛ فَقَامَ شُرَحْبِيلُ فَخَطَبَهُمْ , فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ,
إِنَّكُمْ فِي أَرْضٍ الشَّرَابُ فِيهَا فَاشٍ وَالنِّسَاءُ فِيهَا كَثِيرَةٌ
فَمَنْ أَصَابَ مِنْكُمْ حَدًّا فَلْيَأْتِنَا فَنُقِيمَ عَلَيْهِ الْحَدَّ
طُهُورَهُ . قَالَ : فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ : لاَ أُمَّ لَكَ
أَنْتَ تَأْمُرُ النَّاسَ يَهْتِكُوا سِتْرَ اللَّهِ الَّذِي سَتَرَهُمْ.
1407- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ قَالَ : خَرَجَ رَجُلٌ جَلِيسٌ فَلَمَّا حَضَرَ الْعَدُوُّ قَالَ
لِأَصْحَابِهِ : مَنْ كَانَ مِنْكُمْ أَصَابَ حَدًا فَلْيَقُمْ حَتَّى نُطَهِّرَهُ
قَبْلَ أَنْ نَلْقَى عَدُوَّنَا . قَالَ : فَبَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ اللَّهِ ,
فَقَالَ : إِنَّ النَّاسَ يُغَيَّرُونَ وَلاَ يُغَيِّرُونَ، وَإِنَّ اللَّهَ
يُغَيِّرُ وَلاَ يُغَيَّرُ , فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ أَصَابَ حَدًّا فَلْيَسْتُرْ كَمَا
سَتَرَهُ اللَّهُ.
1408- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ
قَالَ : أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ نُعَيْمِ بْنِ هَزَّالٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ
مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ كَانَ فِي حِجْرِهِ فَلَمَّا فَجَرَ قَالَ لَهُ : ائْتِ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبِرْهُ، فَأَتَاهُ
فَأَخْبَرَهُ , فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
حِينَ لَقِيَهُ : أَمَا إِنَّكَ لَوْ كُنْتَ سَتَرْتَهُ بِثَوْبِكَ كَانَ خَيْرًا
مِمَّا صَنَعْتَ بِهِ.
1409- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ : أَتَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ رَجُلٌ , فَقَالَ
: إِنَّ لِي بِنْتًا كُنْتُ وَأَدْتُهَا فِي
الْجَاهِلِيَّةِ فَاسْتَخْرَجْنَاهَا قَبْلَ أَنْ تَمُوتَ , فَأَدْرَكَتْ مَعَنَا
الْإِسْلاَمَ , فَأَسْلَمَتْ فَلَمَّا أَسْلَمَتْ أَصَابَهَا حَدٌّ مِنْ حُدُودِ
اللَّهِ , فَأَخَذَتِ الشَّفْرَةَ لِتَذْبَحَ نَفْسَهَا , فَأَدْرَكْنَاهَا وَقَدْ
قَطَعَتْ بَعْضَ أَوْدَاجِهَا ,
فَدَاوَيْتُهَا حَتَّى بَرِئَتْ ، ثُمَّ أَقْبَلَتْ
بَعْدَ تَوْبَةٍ حَسَنَةٍ وَهِيَ تُخْطَبُ إِلَى قَوْمٍ , فَأُخْبِرُهُمْ مِنْ
شَأْنِهَا بِالَّذِي كَانَ ؟ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَتَعْمَدُ
إِلَى مَا سَتَرَهُ اللَّهُ فَتُبْدِيهِ , وَاللَّهِ لَئِنْ أَخْبَرْتَ
بِشَأْنِهَا أَحَدًا مِنَ النَّاسِ لَأَجْعَلَنَّكَ نَكَالًا لِأَهْلِ الأَمْصَارِ
أَنْكِحْهَا نِكَاحَ الْعَفِيفَةِ الْمُسْلِمَةِ.
1410- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ
أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ : لَمَّا رَأَى إِبْرَاهِيمُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضِ رَأَى عَبْدًا عَلَى فَاحِشَةٍ فَدَعَا عَلَيْهِ فَهَلَكَ , ثُمَّ رَأَى
آخَرَ عَلَى فَاحِشَةٍ فَدَعَا عَلَيْهِ فَهَلَكَ فَقَالَ اللَّهُ لَهُ :
يَاعَبْدِ لاَ تُهْلِكْ عِبَادِي.
1411- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ،
عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّمَا تَجَالِسُوا بِالأَمَانَةِ.
1412- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ
زَيْدٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : لاَ تُحِدَّ النَّظَرَ إِلَى أَخِيكَ
وَلاَ تَسْأَلْهُ مِنْ أَيْنَ جِئْتَ ؟ وَأَيْنَ تَذْهَبُ ؟.
1413- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ
حَرْبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، وَالأَسْوَدِ قَالاَ : قَالَ ابْنُ
مَسْعُودٍ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ,
فَقَالَ : إِنِّي عَالَجْتُ امْرَأَةً فِي أَقْصَى الْمَدِينَةِ فَأَصَبْتُ
مِنْهَا دُونَ أَنْ أَمَسَّهَا فَأَنَا هَذَا فَاقْضِ فِيَّ مَا شِئْتَ، فَقَالَ
عُمَرُ : لَقَدْ سَتَرَكَ اللَّهُ لَوْ سَتَرْتَ نَفْسَكَ ؟ قَالَ : وَلَمْ
يَرُدَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : فَقَامَ الرَّجُلُ
فَانْطَلَقَ فَأَتْبَعَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا
فَدَعَاهُ فَلَمَّا أَتَاهُ قَرَأَ عَلَيْهِ {أَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ
النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ
ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود] . فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : هَذَا
لَهُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ خَاصَّةً ؟ فَقَالَ : لاَ، بِلْ لِلنَّاسِ كَافَّةً.
بَابُ
النَّظَرِ.
1414- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ
صُبَيْحٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : يَا ابْنَ آدَمَ لَكَ النَّظْرَةُ الْأُولَى فَمَا بَالُ الثَّانِيَةِ.
1415- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي
رَبِيعَةَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: لاَ تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ فَإِنَّمَا لَكَ
الْأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الْآخِرَةُ.
1416- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي
خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ : كَانَ يُقَالُ : النَّظْرَةُ
الْأُولَى لاَ يَمْلِكُهَا صَاحِبُهَا وَلَكِنِ الَّذِي يَدُسُّ النَّظَرَ دَسًّا.
1417- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ يُونُسَ
بْنِ عُبَيْدٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ
جَرِيرٍ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ : سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عَنْ نَظَرِ الْفَجْأَةِ , فَقَالَ : اصْرِفْ بَصَرَكَ.
1418- حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ
قَالَ : كُنْتُ مَعَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي طَرِيقٍ , فَاسْتَقْبَلَنَا
امْرَأَةٌ فَنَظَرْنَا إِلَيْهَا جَمِيعًا , ثُمَّ إِنَّ سَعِيدًا غَضَّ بَصَرَهُ
وَنَظَرْتُ أَنَا، فَقَالَ : الْأُولَى لَكَ وَالثَّانِيَةُ عَلَيْكَ.
1419- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ لَيْثٍ،
عَنْ عَطَاءٍ قَالَ : كُلُّ نَظْرَةٍ يَهْوَاهَا الْقَلْبُ لاَ خَيْرَ فِيهَا.
1420- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ قَالَ : جَاءَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ إِلَى عَلْقَمَةَ فَوَجَدَ
الْبَابَ مُغْلَقًا فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَمَرَّ نِسْوَةٌ ؛ فَغَمَّضَ عَيْنَيْهِ.
1421- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الأَجْلَحِ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ الْعَنَزِيِّ قَالَ : دَخَلَ رَجُلٌ
مَعَ ابْنِ مَسْعُودٍ بَيْتَ رَجُلٍ فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ
فِي الْبَيْتِ فَقَالَ لَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ : لَأَنْ تُفْقَأَ عَيْنَاكَ خَيْرٌ
لَكَ مِمَّا أَرَاكَ تَصْنَعُ.
1422- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنِ الأَجْلَحِ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ الْعَنَزِيِّ قَالَ : عَادَ عَبْدُ اللَّهِ
رَجُلًا مَرِيضًا فَرَأَى رَجُلًا يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةِ الْمَرِيضِ , فَقَالَ
: يَا هَذَا لَوْ ذَهَبَتْ عَيْنَاكَ كَانَ خَيْرًا لَكَ.
1423- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ،
عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَلْحَةَ الْيَامِيِّ، عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ : مَنْ تَأْمَلَ خَلْقَ امْرَأَةٍ مِنْ
وَرَاءِ الثِّيَابِ أَبْطَلَ صَوْمَهُ.
1424- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ شُعَيْبٍ
السَّمَّانُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ : لاَ يَنْبَغِي لِرَجُلٍ أَنْ
يَتَأَمَّلَ وَجْهَ امْرَأَةٍ لَيْسَتْ مِنْهُ بِسَبِيلٍ.
1425- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ
عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَتَّابٍ قَالَ : إِنَّ النَّظَرَ إِلَى مَحَاسِنِ
الْمَرْأَةِ سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ إِبْلِيسَ مَسْمُومٌ، فَمَنْ غَمَّضَ بَصَرَهُ
مَخَافَةَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَعْقَبَهُ اللَّهُ بِذَلِكَ عِبَادَةً يَجِدُ
حَلاَوَتَهَا فِي قَلْبِهِ.
1426- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ صَمْعَةَ، عَنْ
عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : الشَّيْطَانُ مِنَ الرَّجُلِ فِي
ثَلاَثَةِ مَنَازِلَ فِي بَصَرِهِ وَقَلْبِهِ وَذَكَرِهِ وَهُوَ مِنَ الْمَرْأَةِ
فِي ثَلاَثَةِ مَنَازِلَ فِي بَصَرِهَا وَقَلْبِهَا وَعَجُزِهَا.
1427- حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عَوْفٍ،
عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ
سَبَقَهُ بَصَرُهُ إِلَى الْبُيُوتِ قَبْلَ أَنْ يَسْتَأْذِنَ فَقَدْ دُمِّرَ.
1428- حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ قَالَ : قَالَ ابْنُ
عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي
الصُّدُورُ} [غافر] قَالَ : الرَّجُلُ يَكُونُ فِي الْقَوْمِ فَتَمُرُّ بِهِمُ
الْمَرْأَةُ فَيُرِيهِمْ أَنَّهُ غَضَّ بَصَرَهُ عَنْهَا فَإِنْ رَأَى مِنْهُمْ
غَفْلَةً نَظَرَ إِلَيْهَا وَلَحَظَ إِلَيْهَا , فَإِنْ خَافَ أَنْ يَفْطِنُوا
لَهُ غَضَّ بَصَرَهُ وَقَدِ اطَّلَعَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِهِ وُدَّ أَنَّهُ نَظَرَ
إِلَى عَوْرَتِهَا.
بَابُ
الرِّفْقِ فِي الْمَعِيشَةِ.
1429- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ
حَرْبٍ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيُعْطِي
عَلَيْهِ مَا لاَ يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ.
1430- حَدَّثَنَا يَعْلَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ
اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيُعْطِي عَلَى
الرِّفْقِ مَا لاَ يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ.
1431- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ،
الأَعْمَشِ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ هِلاَلٍ الْعَبْسِيِّ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ يُحْرَمِ الرِّفْقَ
يُحْرَمِ الْخَيْرَ.
1432- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ،
عَنْ أَبِيهِ قَالَ : مَكْتُوبٌ فِي الْحِكْمَةِ : الرِّفْقُ رَأْسُ الْحِكْمَةِ.
1433- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ،
وَشَرِيكٌ، عَنِ الْمِقْدَامِ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ الْحَارِثِيِّ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا كَانَ الرِّفْقُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ
وَلاَ عُزِلَ عَنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ.
1434- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي
خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ : كَانَ يُقَالُ فِي الرِّفْقِ :
الرِّفْقُ يُمْنٌ وَالْخُرْقُ شُؤْمٌ.
1435- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ
عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَوْ عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ قَالَتْ : قَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَمْ يُقْسَمِ الرِّفْقُ لِأَهْلِ
بَيْتٍ إِلَّا نَفَعَهُمْ، وَلَمْ يُعْزَلْ عَنْهُمْ إِلَّا ضَرَّهُمْ.
1436- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ سَعْدِ
بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : لَلْخُرْقُ فِي
الْمَعِيشَةِ أَخْوَفُ عِنْدِي عَلَيْكُمْ مِنَ الْعَوَزِ ؛ إِنَّهُ لاَ يَبْقَى
مَعَ الْفَسَادِ شَيْءٌ وَلاَ يَقِلُّ مَعَ الْإِصْلاَحِ شَيْءٌ.
1437- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ
مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ أَنَّ رَجُلًا صَعِدَ إِلَى أَبِي
الدَّرْدَاءِ إِلَى غُرْفَةٍ لَهُ وَهُوَ يَلْتَقِطُ حَبًّا , فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ : إِنَّ
مِنْ فِقْهِ الرَّجُلِ رِفْقَهُ فِي مَعِيشَتِهِ.
1438- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُوسَى
بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا رَأَتْ حَبَّةً فَأَخَذَتْهَا وَقَالَتْ :
لاَ يُحِبُّ اللَّهُ الْفَسَادَ.
1439- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ
حَسَّانَ، عَنْ أُمِّهِ أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَخَلَ حُجْرَتَهُ
فَإِذَا حَبٌّ مَنْثُورٌ فَالْتَقَطَهُ وَقَالَ : شَبِعْتُمْ يَا آلَ عَلِيٍّ.
1440- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ،
عَنْ مَرْجَانَةَ مَوْلاَةِ صَفِيَّةَ قَالَتْ : رَأَيْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ يَلْتَقِطُ حَبَّ رُمَّانٍ يَأْكُلُهُ.
1441- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ حَنَشِ بْنِ الْحَارِثِ النَّخَعِيِّ،
عَنْ أَبِيهِ، وَكَانَ شَهِدَ الْقَادِسِيَّةَ قَالَ : رَجَعْنَا مِنَ
الْقَادِسِيَّةِ فَكَانَ أَحَدُنَا يُنْتَجُ فَرَسُهُ مِنَ اللَّيْلِ فَإِذَا أَصْبَحَ
نَحَرَ مُهْرَهَا قَالَ : فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَكَتَبَ
إِلَيْنَا : أَنْ أَصْلِحُوا مَا رَزَقَكُمُ اللَّهُ فَإِنَّ فِي الأَمْرِ نَفْسًا.
1442- حَدَّثَنَا هَارُونُ الْحَمَّالُ قَالَ :
حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلاَلٍ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ،
عَنْ يُونُسَ، وَحُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ
رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيُعْطِي عَلَيْهِ مَا لاَ يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ.
تم الكتاب
المبارك الزهد في الدنيا بحمد الله ومنه وحسن توفيقه نفع الله به ويرزقنا العمل به
ومتع به وبأمثاله آمين آمين وغفر الله لمن كتبه ولمن قرأ فيه ولمن نظره ولمالكه
ولجميع المسلمين.
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وخاتم
النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين وحسبنا الله ونعم الوكيل.
فرغ من نسخه يوم الخميس التاسع والعشرين من شهر الله
الحرام المحرم سنة أربع وثمانين وثمانِ مِئَة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق